أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر عبد المهدي صاحب - صانعو القرار السياسي الخارجي الأمريكي وعقدة أوديب















المزيد.....

صانعو القرار السياسي الخارجي الأمريكي وعقدة أوديب


جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند تحليل سلوكية صانع القرار السياسي الخارجي الأمريكي نرى أن تلك السلوكية يمكن مقاربتها مع عقدة أوديب الواردة في الأساطير اليونانية.
منذ تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1990،على يد "براقش" الشيوعية ميخائيل غورباتشوف، فقد خلا الجو للولايات المتحدة الأمريكية ولوكالة مخابراتها أن تلعب كما تشاء وتعبث بمقدرات الشعوب وتشوه صورة قادتها التاريخيين بهدف تشويه تراثها الحضاري القديم والحديث ولتدخل الشك والريبة في قلوب مواطني الشعوب الأصيلة واجتثاث اعتزازهم بتراثهم الحضاري ورموزهم الوطنية.
في هذا السياق، روجت وكالة المخابرات المركزية CIA خبراً يقول بأن الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو ليس يوغسلافياً، وحسب موقع CIA على الانترنيت تم نشر عدة مواضيع قد رفعت عنها السرية، ومن ضمن تلك المواضيع ذلك المتعلق بالزعيم اليوغسلافي المارشال تيتو.
يقول التقرير إن المارشال جوزيف بروز تيتو ليس يوغسلافياً، وقد أدعى كاتبو التقرير بأنهم استندوا الى التحليل الصوتي لأحد خطاباته عام 1977، حيث لوحظ وجود لكنة في لسانه تدل على أصول روسية أو بولندية!
والهدف من هذا الادعاء هو القول بأن الرئيس تيتو هو عميل روسي انتحل شخصية جوزيف بروز.
وخلال الثمانينيات، أي بعد رحيل تيتو، كنا من المقيمين في العاصمة اليوغسلافية بلغراد، وقد سمعنا نكاتاً وبعض
الاشاعات الملغومة، التي لها علاقة بموضعنا، حيث ظهرت على شاشة التلفزيون عجوز "نكرة" قالت بأنها سمعت من جدة جوزيف بروز تقول: " حفيدي جوزيف كان قد فقد إبهام يده اليمنى أثناء الحرب العالمية الأولى". ويعني هذا الكلام بأن الرئيس تيتو هو ليس جوزيف بروز ابن فرانيو بروز.
ومعروف أن تسمية تيتو قد أصبحت صنواً لاسمه الحقيقي أثناء الحرب العالمية الثانية. ولفظ (تيتو)هو في حقيقته أحد أسمائه الحركية الذي اشتهر به أثناء قيادته قوات الأنصار (البارتزان) وقوى التحرير الشعبية المناهضة للنازية.
أن سفالة ودونية الاشاعات التي تروجها وكالة المخابرات الأمريكية تستهدف بالدرجة الأولى الرموز الوطنية للشعوب ومنها الشعب اليوغسلافي.
وسيجد القاريء الصورة النضالية المشرفة عندما يطلع على السيرة الذاتية للزعيم اليوغسلافي فهو من مواليد قرية كومروفيتش شمال كرواتيا، ولد في 7/5/1892 وهو في التسلسل السابع من أصل 15 طفلاً لعائلة، والده الكرواتي فرانيو بروز (1860-1936) وأمه السلوفينية ماريا بروز (1864-1918). فالرجل لم يكن وحيداً لأبويه وليس مقطوع الجذور. فأهله وأخوته وأحفاده يعيشون في جمهوريات يوغسلافيا السابقة.
والى اليوم يرتبط كاتب هذه السطور بعلاقة صداقة شخصية مع يوشكا بروز حفيد الرئيس تيتو المقيم في بلغراد. وبالمناسبة نذكر هذه الواقعة لندعم قولنا، وجميع شخوصها، الذين سنذكرهم، أحياء يرزقون، هي أن السيد يوشكا بروز قد زار ليبيا في مطلع مارس عام 2006 بصفته رئيساً لجمعية الحفاظ على تراث تيتو (جده) ليقابل الزعيم الليبي معمر القذافي، ويبدو أن القائمة بأعمال سفارة ليبيا في بلغراد السيدة حنان زغبية لم تفلح بتنسيق الزيارة بشكلها البروتوكولي الصحيح أو جهلها القيام بالواجب المطلوب مما جعل الضيف في موقف محرج أدى به أن يغضب ويزعل لعدم إمكانية تحقيق هدف الزيارة، أي عدم امكانية مقابلة القذافي، وقرر العودة الى بلغراد في نفس اليوم. علمت بوجود السيد يوشكا في ليبيا وعلمت بغضبه من خلال استلامي لنداء هاتفي من أحد أصدقائي أعضاء الوفد الصربي المشاركين في احتفالات اعلان سلطة الشعب. ذهبت فوراً، عند الظهيرة، لفندق باب البحر في طرابلس ورأيت السيد يوشكا غاضبا وقد قطع تذكرة العودة الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم نفسه. لقد رأيت الموضوع ليس ليبياً فقط بل يهمني إذ يمس سمعة العرب جميعاً في مجال أصول الضيافة واكرام الضيوف عند العرب. لذا قررت وأنا جالس معه أن أتصل بأصدقائي الليبيين الغيورين والحريصين على سمعة بلدهم وأخبرتهم بالقصة كي يجدوا حلاً للمأزق. وخلال الاتصال قالوا لايمكن لهذا الرجل أن يغادر ليبيا وهو في حالة زعل ولابد أن يغادر بلادنا وهو مبتسم، وطلبوا مني ان أقنعه لاصطحابي والحضور حالاً والتوجه الى مطعم البوادي الراقي الواقع في مدينة صبراته الأثرية، وبالفعل أقنعته فنقلته معي بسيارتي الخاصة الى صبراته. وأثناء تناول الغداء تم الالحاح عليه لإلغاء عودته لبلاده لكي يقوموا بالواجب المطلوب ويغادر ليبيا وهو راض، لكنه رفض ذلك وأصر على السفر. الوقت يجري وبيننا وبين اقلاع طائرته أربع ساعات ونصف، نجح الأخوة الليبيون باجراء مقابلة الضيف مع السيد سليمان الشحومي أمين الشؤون الخارجية في مؤتمر الشعب العام (وهي تسمية البرلمان الليبي) الساعة الرابعة بعد الظهر. تحركنا بوجه السرعة الى طرابلس وتمت المقابلة وصحبته شخصياً في المقابلة لقيامي بدور الترجمة. حيث نجحت المهمة، فقدم الأستاذ الشحومي اعتذاره للضيف باسم الشعب الليبي لما حصل من التباس وتم تحديد موعد رسمي جديد من خلال توجه دعوة رسمية له لزيارة ليبيا ومقابلة القذافي بعد أقل من اسبوعين قادمين. وسافر الرجل وهو راضياً ومتشكراً. وقد أوصلناه الى المطار ونحن وهو مسرورون.
نريد أن نقول أن عائلة الرئيس تيتو ليست من العائلات غير المعروفة، وتيتو ليس رئيساً أمريكياً لينعدم الاهتمام بأصله وفصله.
أنظروا كيف تعبث المخابرات الأمريكية بمقدرات الشعوب ساعية الى زعزعة أيمان المواطن بوطنيته ومشككاً برموزه الوطنيين التاريخيين، وهذا التشكك يؤدي حتماً الى ضعضعة ثقة الشعب اليوغسلافي بجهود وتضحية المناضلين والمقاتلين الذين خاضوا معارك التحرير الضارية ضد الاحتلال النازي لبلادهم.
المفارقة الكبرى: دولة لا تاريخ لها وتريد أن تكتب تاريخاً للعالم وهي تستخدم مؤسساتها الإعلامية والمخابراتية لتدمير الدول التي لا تسير بركابها. فقد تم تدمير وتفكيك يوغسلافيا بحجة "دكتاتورية" سلوبودان ميلوشيفيتش واتهامه باختلاس الأموال العامة وفتح حسابات مصرفية في اليونان وبلدان أخرى. نجحت إمبرياليات الإعلام العالمية في اسقاط نظامه عام 2001 وخطفه، بمساعدة عملائها في الداخل، من سجن بلغراد المركزي الى المحكمة الجنائية الدولية الخاصة في لاهاي والتي هي في حقيقتها محكمة سياسية وليست قانونية، ثم موته في السجن عام 2006 في ظروف غامضة.
استمرت جلسات محاكمته خمس سنوات دون أن تتمكن المحكمة من العثور على دليل واحد لادانته. وفي فبراير 2007، أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً منفصلاً في قضية الإبادة الجماعية البوسنية بأنه لا توجد أدلة تربط صربيا وميلوشيفيتش بالإبادة الجماعية التي ارتكبها صرب البوسنة في الحرب البوسنية. ومنذ سقوط نظامه حتى يومنا هذا لم يتم العثور على قرش واحد لحساب مصرفي له في الخارج. ويمر الزمن ليثبت الواقع كذب ونفاق الادعاءات الأمريكية ووسائل إعلامها الخبيثة في تخريب الشعوب وتمزيق الدول.
وسيناريو الإعلام الأمريكي الخبيث يكرر نفسه في العراق حيث اتهم صدام حسين بامتلاكه أسلحة للدمار الشامل، ولكن منذ الاحتلال الأمريكي البغيض للعراق عام 2003 الى يومنا هذا لم تتمكن الولايات المتحدة ولا عملائها في الداخل من العثور على أي دليل يثبت صحة الادعاءات الأمريكية والتي على أساسها تم غزو تدمير الدولة العراقية وتجويع شعبها وتسليم السلطة للعملاء اللصوص وبوجه خاص أصحاب العمائم السوداء والبيضاء واللحى القذرة.
نحن لسنا في صدد الدفاع عن ميلوشيفيتش أو صدام ولكن الذي يهمنا فضح أساليب صناع القرار الأمريكان الذين استهتروا في العبث بمقدرات شعوب الأرض في ظل غياب نظام ثنائية أو تعددية الاستقطاب أي هيمنة سياسة القطب الواحد.
فإذا رأيت أية فتنة في العالم أو أي سماعك نشوب أي حرب أو تخريب فعليك التفتيش عن أمريكا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 - ملخص الأسطورة: عرّاب يخبر ملك طيبة بأنه سيقتل على يد ولده، وكانت زوجة الملك حاملاً بأوديب، وعند ولادته أمر الملك بدق مسامير بأقدام المولود ورميه فوق الجبل. وجده الرعاة وسلموه الى ملك كورونثيا الذي قام بتربيته. وعند كبره علم بأنه غريب الملامح بين القوم مع سماعه باصله من طيبة، فقرر البحث عن أصله. يتوجه الى طيبة وأثناء سيره في الصحراء تصادفه عربة فارهة تضم صاحبها وحراسه. قام الحراس بضرب أوديب ضرباً مبرحاً لوقوفه بطريق عربة سيدهم.انتفض أوديب وقتل الحراس وسيدهم . وواصل السير حتى وصل طيبة، فوجد ملكة البلاد قد وضعت سؤالاً (ما هو الحيوان الذي يسير في الصبح على أربعة وفي الظهر على اثنين وفي المساء على ثلاثة) والشخص الذي يحل اللغز سيصبح زوجها. نجح أوديب في حل اللغز فتزوج الملكة وأنجب منها ولدين وبنتين وفي وقت لاحق،عندما علم بأن الملكة أمه وأن الرجل المحاط بالحراس والذي قتله هو والده قام بفقأ عينيه وهام في الصحراء أما أمه فانتحرت شنقا.
وبغض النظر، عن استخدام سيجموند فرويد لأسطورة أوديب وتطويعها في بناء نظريته حول السلوك الجنسي، فأننا ندعو القراء الكرام لتطويع هذه الاسطورة لكشف حقيقة سلوك صانع القرار الأمريكي.



#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)       Jaffar_Sahib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل كوكب أكاديمي عربي ليبيى ساطع في سماء الطب العربي المعاص ...
- دروس وعبر من التاريخ
- لعنة البيروسترويكا: صعود غورباتشوف بداية النهاية لدولة عظمى
- عرض كتاب الدكتور عبد الحميد الصائح، الإعلام وتشكيل الرأي الع ...
- مشروع جعفر لانقاذ رئيس الوزراء
- واطرابلساه
- لكي تبقى أمة العرب حية - الاجتهاد ليس حكراً على المعممين
- عرض كتاب: نفحات نجفية للدكتورمحسن المظفر
- أيها العراقيين انقذوا العراق قبل ضياعه
- الصداقة العميقة لن تتبخر بمرور العقود: زاهد والصائغ نموذجاً
- من مذكراتي الليبية - عبد الله الحجازي وكلمة السر
- من مذكراتي الليبية:كادت مقابة الرئيس الكرواتي أن تسبب طردي م ...
- رجاء فقير من وزير
- في أوسلو مائدة مستديرة للحوار
- الصالون الثقافي للأديبة زكية خيرهم رئيسة رابطة الكاتبات المغ ...
- عرض ديوان الشاعر صباح سعيد الزبيدي ( أحلم أن أعود)
- أكثر من أسبوعين في صراعي مع دواعش ليبيا
- عرض كتاب المسرح البيئي العسكري - البدية الجيوبوليتيكية والنه ...
- عرض كتاب: فصول من تجربتي في الفكر والسياسة، للمفكر اللبناني ...
- الإسلام السياسي والإفلاس الفكري- حالة الصين، كنموذج


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر عبد المهدي صاحب - صانعو القرار السياسي الخارجي الأمريكي وعقدة أوديب