العراق التاريخي وعراق سايكسبيكو ج٦

علي الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 00:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الذين يطرحون فكره اننا نحن العراقيون لسنا عربا . او ان المصر ين ليسوا عربا .او ان المغاربه ليسوا عربا.اعتمادا على اعتبار ليس له اصل من الواقعيه التاريخيه .لسنا بصدد متابعه عروبه المصريين او المغاربه او الشاميين بل العراق تحديدا فالعربيه في العراق وبلاد الشام التي هي ظلت على مدى التاريخ الاخ التوأم للعراق وفقاً للتشابه اللغوي على الاغلب  .فبالرغم من سيادة اللغه السومريه القديمه في العراق الاوسط والجنوبي والتي هي لغه لا يوجد لها اي اصل تاريخي يعتد به من قبل الباحثين بل حتى انه اعتقد بعض الباحثين نظريه انه لاوجود لشعب سومري بل هناك لغه سومريه فقط هي في الواقع لغه قديمه منقرضه وان تسميه شعب سومر هي تسميه حديثه اطلقها المؤرخ البريطاني كرومر .بالرغم من ذالك فان البحث والجدال حول الاصل اللغوي للسومريين انما هو مضيعه للوقت .وكل مايمكن استنتاجه هو انهم شعب مجهول الاصل بدرجه كبيره .منذ منتصف الالف الثالث قبل الميلاد صار من الملاحظ بدرجه كبيره بروز اللغه التي سميت فيما بعد باسم اللغه الاكديه .بعد الهجرات الواسعة النطاق للاقوام الوافده من شبه الجزيره العربيه نحو العراق وبلاد الشام .في بلاد الشام وفي سواحل البحر المتوسط تحديدا  سموا باسم  الكنعانيين وظل هذا الاسم ملاصق لهذه المنطقه طول فتره التاريخ القديم .اما في العراق القديم فالامر مختلف فبعد قيام الدوله الاكديه ثم افولها اخيرا فقد صارت الاكديه  الى جانب السومريه لغتين في العراق القديم جنبا الى جنب وبعد سقوط دوله السومريين الاخيره سلاله اور الثالثه وتدمير اور فكان هذا اخر عهود الحضاره السومريه العظيمه .حيث تدفقت موجه اخرى من الاقوام الوافده من جزيره العرب وهم اكثر شراسه وقوه واندفاعا وهم الاموريون .ان اللغتين الاموريه والاكديه انما هما قريبتين جدا من بعضهما  وقد سادت اللغه الاموريه الاكديه الاشوريه منذ الالف الثالث قبل الميلاد حتى الفتح الاسلامي .على الرغم من تحول هذه اللغات الثلاثه الى ما أُطلق عليه اخيرا اسم اللغه السريانيه ثم اللغه الاراميه وهي اخر اللغات العراقيه القديمه قبل الفتح الاسلامي العربي .ويبدوا ان الاراميه في العهد الاخير كانت انما تقترب من العربيه كثيرا ولكن ليست عربيه .كان سكان العراق قبل الفتح الاسلامي من المسيحيين وفق المذهب النسطوري منذ القرن الرابع الميلادي واللغه الاراميه التي هي اللغه السريانيه ذاتها .ولكن كان ينظر في تلك الحقبه من التاريخ ان السريانيه مرتبطه بالفتره الوثنيه اما الاراميه فمرتبطه بالمسيحيه .عندما دخلت جيوش الفتح العربيه الى العراق كان سكان العراق يتكلمون لغه قريبه جدا من العربيه اما الكوفه والبصره اللتين تشكلتا من الوافدين الجدد فكانتا تتكلمان العربيه الفصحى .من ذلك نستنتج ان منطقه العراق وبلاد الشام انما كانت خليط من اللغات المتقاربه وهي تشكل وحده لغويه تمتد من وسط وشمال الجزيره العربيه والعراق وبلاد الشام .ويمكن القول ان  الاصل اليمني للعرب فيه الكثير من المبالغه حيث ان اليمن كانت متعدده اللغات  حيث اللغه السبأيه واللغه الحميريه واللغه المعينيه .ويعتقد انه منذ القرن الخامس الميلادي دخلت افواج من الحميريين الى الحجاز فاندمجت اللغه الحميريه مع لغه اهل الحجاز فشكلوا اللغه العربيه الفصحى .وهذ مختلف عن كون ان اليمن هي اصل العرب .فان الاقوام التي كانت تجوب الجزيره العربيه من جنوبها الى شمالها مثل السبايين وهم اقوام شبه بدويه فان هذا الاقوام لاتشكل كونها اصل العرب بل هي مكون واحد من تلك المجاميع البدويه او شبه البدويه التي كانت تجوب جزيره العرب المتراميه الاطراف .عندما تولى الامام على (ع)الخلافه 35 هجريه نقل مركز الخلافه من المدينه المنوره الى الكوفه اصبح العراق منذ تلك الحقبه مركز للسياده العربيه على العالم الاسلامي وصاره الكوفه العربيه الفصيحه لها الفضل الاكبر في تطوير اللغه العربيه .وحتى بعد خروج الخلافه الراشديه من الكوفه والانتقال الى دمشق العربيه الاخرى ضلت الكوفه سيده العالم الاسلامي بلا منازع حتى القرت الثالث الهجري ان لم نبالغ .يمكننا ان نقول ان الجزء الاول من التاريخ العربي الاسلامي هو تاريخ السيادا العربيه اي الفتره الواقعه بين ضهور الاسلام حتى سقوط الدوله الامويه 132هجريه اما الجزء الاخر من التاريخ العربي الاسلامي هو سياده العنصر الفارسي في الدوله ويمكن القول انه في كلا الدورين التاريخيين اي الحقبه العربيه والحقبه الفارسيه كانت تطورت اللغه العربيه  تطورا مذهلا وانتقلت من لغه لا قيمهو لا اهميه لها الى لغه اصبت تمثل السياده العربيه والثقافه العربيه والحرف العربي .

#علي_الموسوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل