أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - مصابيح المسبحة / 2-2 ( مزاج المفاتيح) للشاعرة بلقيس خالد















المزيد.....

مصابيح المسبحة / 2-2 ( مزاج المفاتيح) للشاعرة بلقيس خالد


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


مصابيح المسبحة (مزاج المفاتيح) للشاعرة بلقيس خالد
2-2
(1) في )باب دائري( في المرقمة (1) لمست قراءتي أن الباب جزءاً من شفافية المعنى المكتمل ضمن صباح حديقة البيت. هو نص العطايا والتحاور : بشارة الشذا. شهادة العطر. طفولة الجوري.. هذا الاصطفاف النباتي وهب الذات مباهج معطرة تحتفي بالجميل وجعل الروح شفافة تخترق حجابا وتلامس العينان طرقات على الباب
(وأنا أرتشف استكانة شايّ
مثل أمنيات ٍ تستدعيني
طرقات ُ الباب...
رأيته، بل رأيتُ ظلّه مقرفصاً،
وظلُ ساعد ٍ يمدُ راحة ً
تسألنُي: بعض الندى)
النص هنا بتقنية حكاية شعرية قصيرة. وللشاعرة بلقيس خالد تجربة في هذا المجال وشاهد العدل (سماوات السيسم)
(*)
خلافا لهذه الحكاية الشعرية ستكون الحكاية الثانية. في الأولى كان المزاج النباتي رائقا وأجرى تراسلا مرآويا بديعا مع ذات الأنثى
وهي بدعة ٍ كانت ترتشف استكانة الشاي. في الحكاية الثانية الشمس مزرقة والظهيرة محمومة و(طرقٌ على الباب..) سيؤدي إلى فرار عصفورٌ وانكفاء فنجان قهوة ٍ – هنا تبرز مهارة الشاعرة- وهي تقترض كينونة من كائنات البن وتجسد المشهد بالعلامة المندلقة
(.. راسما ً على الصينية لوحة ً غرائبية )

(*)
للباب ذاكرة طرية تستعيد الجمال المجتمعي الآفل وبالتذكر يكون الراهن مداناً فهو الذي يرجمنا وما يزال بالتغرب والتباعد الأسري
(بحجر الفيروز في خاتم أصبعها تطرقُ الباب أمي
وكما عازف ُ البيانو بأطراف أصابعه ِ يطرق.. أبي)
في السطرين تكتظ سعادة الأبوي. سعادة الذات هي مرآة تعكس مجريات الحياة آنذاك.. أما ما يجري الآن فيعلنه السطر الثالث
(الآن.. كل ّ الطرقات غريبة).. والسطر الثالث يتناثر في (مزاج المفاتيح بشهادة هذه السطور
(1) قلقٌ اللامعقول: صمتُ .. وطرقُ باب
(2) أحيانا ينفث سُما باب الدار
(3) في لحظة ما كُل الأبواب قابلة للكسر
(4) ملفوفة ٌ بالقلق تعلقُ على الباب تعويذاتها
(5) لن يتعافى بابٌ خلعته ُ رفسة ٌ
(6) أطول من أعمار أصحابها أبواب النحس
(7) البابُ يستغيثُ ثمة مَن يجلده ُ
(8) ما الذي يجعل الباب َ يحتمل كل هذا؟
(9) على باب ٍ يدُ الظلمة ِ ممدودة ٌ
(10) باب ٌ منصوب في الهواء
(11) لا أرى بابا! ولكن مَن يدقُ الباب؟
كل هذه العينات من الأبواب بوظيفة مرايا تعرّفنا إلى تنويعات القمع الممارس من قبل جهات شتى ضد أجنحة المواطن وخطاه التي يريدها هادئة الإيقاع.
(*)
الشاعرة بلقيس وهي ترصد التاريخ الخاص بوطننا من خلال الباب كعلامة اجتماعية/ تاريخية/ سياسية. ترصد بنبرة خفيضة زرقاء توصل لنا خطابها بنكهة شعرية. وفي رصدها لا تغلّق الأبواب في وجهنا . فهناك العديد من الابواب السعيدة في كتابها.. أما الأبواب المغلقة فكل مفاتيحها تنتظر القارئ
في (مسك الأبواب) و(بابك مفتوح للطلب والوغول) . هنا سيكون التاريخ ممزوجا بزرقة البطولة والمدد الإلهي. تغترف الشاعرة نصها الأول من حقبة فجر الإسلام وتعنونه (علي : الباب والراية) والمعركة هي بين بابين
(1) باب بشري يحرس باب خيبر ترتجف
(2) باب مدينة العلم
وينتصر باب العلم وما يتبقى توجزه الشاعرة
(الهزيمة : باب
والنصرُ: باب
والشهادة ُ : أوسع الأبواب)
تواصل الشاعرة نزهتها في عبق التاريخ الإسلامي ضمن جغرافية العراق
في نصها(بابٌ لمهبط النجوم).. ترصدُ الباب ومنقوشاته والشخصية التي سميّ الباب باسمه . وتتنوع تكرارات مفردة باب وينتهي النص مفتوحا بهذه الأسئلة
(هل كان العلاّمة الطوسي لا يدخل إلاّ من هذا الباب؟
هل بيت الطوسي وحده كان يجاور هذا الباب؟
هل باب بيت الطوسي يقابل هذا الباب؟)
في نص (باب الحوائج) يكون لكلمة باب معان ٍ ثرة ٍ
(1) بابٌ حي
(2) هو صفة لموصوف لا يتكرر
(3) هو سابع الأبواب من العترة
(4) هو أسد بغداد
(5) هو الباب الذي ينادي الناس
(6) يا لهذا العطر الذي لا يفني
يقضي حوائج الناس وهو هنا وكذلك وهو هناك
لولا خبرت الشاعرة بلقيس بالكتابة الصوفية لما سطع هذا النص الجليل
هناك باب لا مرئي بالنسبة لنا، لكنه ملموس ومحسوس والكل يلهج بهذا المجاز اللغوي الاقتصادي (باب الرزق) وهو كما تصف الشاعرة تماما :
(باب ليس من خشب ٍ، ولا مِن حديد أو زجاج) لكن حتى هذا المجاز اللغوي صيرّوه عرضة للخديعة ( بعضهم يزّيف بابا ويسميه رزقاً).. ثم تغدق الشاعرة علينا أحوال هذا الباب
(1) بابٌ تبحثُ عنه القدمان
(2) لن تنتزعه الأيدي
(3) أحيانا يجاورنا ولا نشعرُ
(4) أحيانا نركله، لكنه لا يغضب
(5) لا يتملص
(6) لا يتململ
لكل هذه المفردات : مفتاح واحد : (بابٌ مفتاحه ُ كلمة ٌ واحدة ٌ)
تعود الشاعرة عودة دينية وهي الثالثة في نصها (أبواب يعقوب)
تغترف نصها من سورة يوسف وتختزل لتلتقط ما يعنيها من الابواب
في السالب والموجب
(1) هل رأى يعقوب اللامرئي البغيض
إذا نفذوا من باب واحد ؟
(2) هل البابُ عينٌ حاسدة ٌ؟ راصدة ٌ
(3) هل القص ُ : يفتحُ باب الخناجر
ثم يأتي الموجب المعادل
(4) هل في ريح ذاك القميص
بابُ نورٍ لعينيّ يعقوب
(5) غريرة ٌ أبوابك يا يعقوب
(6) ولأبوابك غزارة المعنى في القميص
هذا النص قراءة خاصة للنص الأول الموجود ضمن سور القرآن الكريم
خصوصية هذه القراءة أنها قراءة تصوغ أسئلتها أبواباً.
(*)
نصان أراهما لا يقترضنا مرجعا تاريخيا(باب الرزق) و(بابك مفتوح للطلب والوغول)
باب الرزق: بنكهة جماعية. لكن الباب الثاني : أشبه بخرزات مسبحة الصوفي. كل خرزة تزيد القراءة توهجا نورانيا. أقطف هذه المصابيح للقارئ
(1) إلهي ما أكثرهم وما أوحدني حين لا أعثر عليك
(2) على هيئة ندى كل َ فجرٍ تهبط آياتُ السكينة
(3) إلهي أسألُك اللطف في كتابة غدي دفترا أبيض فتحتُ كفيّ
(4) صامتة ٌ أرفع ذراعيّ أولست َ عليمٌ بذات الصدور
(5) ولأني لا أملك إلا وزري طرقتُ بابك مطمئنة
بهذه الخرزات النورانية اختمُ القسم الثاني من مقالتي عن(مزاج المفاتيح) للشاعرة بلقيس خالد



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مزاج المفاتيح) بلقيس خالد/ المحذوف في الثريا يتألق في النصو ...
- موراي بوكتشين ( إيكولوجيا الحرية)
- نصير الشيخ (نون النسوة المحاربة ... تأنيث الكرسي)
- تنويعات السرد والانشطار الطائفي..( لأني أسود) للروائية سعداء ...
- كتبي فوق الماء : تسافر
- التشكيلي إحسان الفرج بفرشاة ملونة بزهرة الرمان يحتفي بالشمعة ...
- المؤرخ عبد الرزاق الحسني / الدتور خليل عبد العزيز
- فوق الماء في جوف السفينة
- مِسحبة
- سلطان ملا علي / الدكتور خليل عبد العزيز
- امرأة من شمال البصرة
- قاسم حدّاد : شاعرٌ يتدفق الشعرُ مِن أصابعه
- (كناية الديالكتيك ) : مقداد مسعود
- الناقد رجاء النقاش : الرغيف والكتاب أثمن رأسمال
- الشيوعيون : أغنية وطنية على كورنيش البصرة
- أصوات الصورة ( امرأة سوداء في باريس) للروائية سناء أبو شرار
- هدايا وليد : أحجار كريمة
- الروائي شاكر نوري : جنون خلف جدران بوكا
- على هامش النار( أسوار الدخان) للروائي ناظم المناصير
- الشاعرة بلقيس خالد.. في (مزاج المفاتيح) جديدها الشعري


المزيد.....




- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - مصابيح المسبحة / 2-2 ( مزاج المفاتيح) للشاعرة بلقيس خالد