أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - كتاب شمس الرجاء (26) --- الفصل الرابع والعشرون --- القصة الرابعة والعشرون: رجاء الطامحين














المزيد.....

كتاب شمس الرجاء (26) --- الفصل الرابع والعشرون --- القصة الرابعة والعشرون: رجاء الطامحين


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 18:43
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


- لكن يا أبي، ماذا سأفعل بمجموع 95%؟ وأنا كنت أريد الالتحاق بكلية الصيدلة!

قال الأب، وهو يربت على ظهر أبنته:

- لا عليك يا عُلا.. أنت بذلتِ ما في وسعك.. وقد أراد الله لكِ ذلك..

- يا أبي، كنت تدعوني دائمًا دكتورة علا! وأنا طمحت أن أدرس الصيدلة.. وبذلت ما في وسعي.. فصدقًا يا أبي، لم أُخطأ في إجابة أي سؤال من أسئلة أمتحان أي مادة! كيف حدث هذا يا إلهي؟!

- لتكن مشيئة الله يا عُلا.. وكما أخبرتك من قبل مرارًا وتكرارًا؛ "صوبي بسهامك نحو النجم، إن أصبتيه فقد حققت هدفك، وإن لم تُصيبيه فسوف تُصيبي الجبل!" وهذا المجموع ليس بسيطًا! يمكنك الالتحاق بكلية العلوم ومن بعدها الالتحاق بالدراسات العليا المتخصصة في كيمياء التحاليل الطبية.. وبذلك ستحصلين على ترخيص افتتاح معمل تحاليل! وسأظل أدعوك دكتورة عُلا، يا صغيرتي!

- أَحقًا يا أبي؟!

- نعم يا ابنتي الصغيرة العزيزة.. يُمكنك متابعة دراساتك العُليا فيما بعد التخرج من أي كلية تلتحقين بها وتحصلين على درجة الماجستير وربما الدكتوراة.. وستظلين أمام عينيَّ دكتورة عُلا الغانم!

بهذا المجموع يُمكنك الالتحاق بكلية العلوم أو التربية أو حتى التجارة.. وهذه الكليات يا ابنتي ذات شأن ليس هين..

- أنت تملؤني بالأمل مرة أخرى يا أبي..


- طالما هناك طموح يا ابنتي، فهناك حتمًا نجاح وفلاح! والله لا يُضيع أجر ولا حق أي مجتهد في عمله.. فمكانه في العُلا دائمًا يا عُلا العزيزة!

ضم الأب ابنته إلى صدره ، والتي كانت تبكي منذ قليل، وهي الآن تبتسم.. أصبح هناك رجاء بعدما خيم اليأس على قلبها وقالت لأبيها:

- شكرًا لك يا أحلى وأجمل أب في الدنيا!

*****

قرأ مدحت هذه القصة وتذكر شعور الكثيرين من طالباته وطلابه بالآسى والضياع حينما حصلوا على مجاميع لا تؤهلهم للالتحاق بكليات كانوا يطمحون إليها رغم اجتهادهم..

وكان هذا المشهد يتكرر أمامه كل عام.. ويلتحق الطلاب والطالبات بكليات لم يرغبوا فيها يومًا بسبب مكتب التنسيق الذي وجههم إليها!

في تمام الساعة السابعة كان اللقاء المُرتقب مع الأستاذ نشأت بخصوص هذه القصة كالتالي:


حوار الليلة الخامسة والعشرون


- مساء الخير يا مدحت..

- مساء الخير يا أستاذ نشأت..

- كيف هي أحوالك اليوم يا مدحت؟

- بأحسن خير وحال يا صديقي العزيز نشأت..

- هل قرأت قصة اليوم يا مدحت؟

- بالطبع يا صديقي، أعجبني هذا الأب المُشجع الذي رفع حالة ابنته النفسية من اليأس إلى الطموح مرة أخرى، وربما مرات أخرى في حياتها العملية فيما بعد، فلن تنسى أبدًا عُلا حديث أبيها هذا طوال حياتها!

- بالفعل يا مدحت.. تشجيع الأباء ذو أثر كبير على عقول ونفوس الأبناء.. هل لاحظت أنه هو من زرع في داخلها أن تصبح دكتورة؟ وظل يُشجعها حتى تُصبح كذلك بأي طريقة!

- ولكن يا أستاذ نشأت هناك دائمًا طالبات وطلاب يستحقوا مجاميع أعلى مما حصلوا عليه في الثانوية العامة، وكانوا يستحقون الالتحاق بكليات أخرى غير تلك التي التحقوا بها..

- يا صديقي مدحت، العامل البشري في تقدير الدرجات في امتحانات الثانوية العامة دائمًا ما يطاله بعض المآخذ والعيوب، ولطالما ظُلم الكثيرين والكثيرات بسبب هذا!

غير أن نظام مكتب التنسيق في مصر لا يُناسب رغبات ولا قُدرات الطلاب والطالبات.. ويجب أن يُعاد النظر في نظام قبول الطلاب والطالبات في الكليات المختلفة في المستقبل ليعتمد على القدرات وليس مجموع الثانوية العامة في المستقبل..

هل تعلم أن نسبة كبيرة ممن التحقوا بكليات القمة حولوا مسار إلى كليات عادية لأن قدراتهم لم ترتقي إلى المستوى العقلي المطلوب لهذه الكليات؟!

- معظم خريجي جامعات مصر لا يعملون في التخصصات التي تخصصوا فيها في الكليات التي درسوا فيها يا نشأت..

- ولهذا يجب إعادة النظر في نظام قبول الطلبة والطالبات في الجامعات ليناسب ميول وقدرات ورغبات الطلاب والطالبات حتى لا يضطروا مُستقبلًا لدراسة مجال أخر يحبونه.. وبالرغم من أن هذا مقبولًا ومحمودًا لتغير متطلبات سوق العمل دائمًا، إلا أنه سيوفر الجهد والمال على الشباب..

وسيظل الطموح دائمًا سلاح المجتهدين ورجائهم، في أي ظرف أو زمان، نحو النجاح!

- حقًا يا نشأت، هذا صحيح! فاليأس يُميت النفس ولا خابَ أبدًا رجاء طامح!
ماذا عن قصة الغد يا صديقي؟

- ستكون عن معاناة خريج أحد السجون، بعد أن خرج من السجن، في المجتمع المصري.. فإلى اللقاء!

- إلى اللقاء يا صديقي..



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب شمس الرجاء (25) --- الفصل الثالث والعشرون --- القصة الث ...
- كتاب شمس الرجاء (24) --- الفصل الثاني والعشرون --- القصة الث ...
- كتاب شمس_الرجاء --- الفصل الحادي والعشرون --- القصة الحادية ...
- كتاب شمس الرجاء (22) --- الفصل العشرون --- القصة العشرون: رج ...
- كتاب شمس الرجاء (21) --- الفصل التاسع عشر --- القصة التاسعة ...
- كتاب شمس الرجاء (20) --- الفصل الثامن عشر --- القصة الثامنة ...
- كتاب شمس الرجاء (19) --- الفصل السابع عشر --- القصة السابعة ...
- كتاب شمس الرجاء (18) --- الفصل السادس عشر --- القصة السادسة ...
- كتاب شمس الرجاء (17) --- الفصل الخامس عشر --- القصة الخامسة ...
- كتاب شمس الرجاء (16) --- الفصل الرابع عشر --- القصة الرابعة ...
- كتاب شمس الرجاء (15) --- الفصل الثالث عشر --- القصة الثالثة ...
- كتاب شمس الرجاء (14) --- الفصل الثاني عشر --- القصة الثانية ...
- كتاب شمس الرجاء (13) --- الفصل الحادي عشر --- القصة الحادية ...
- كتاب شمس الرجاء (12) --- الفصل العاشر --- القصة العاشرة: رجا ...
- كتاب شمس الرجاء (11) --- الفصل التاسع --- القصة التاسعة: رجا ...
- كتاب شمس الرجاء (10) --- الفصل الثامن --- القصة الثامنة: رجا ...
- كتاب شمس الرجاء (9) --- الفصل السابع --- القصة السابعة: رجاء ...
- كتاب شمس الرجاء (8) --- الفصل السادس --- القصة السادسة: رجاء ...
- كتاب شمس الرجاء (7) --- الفصل الخامس --- القصة الخامسة: رجاء ...
- كتاب شمس الرجاء (6) --- الفصل الرابع --- القصة الرابعة: رجاء ...


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - كتاب شمس الرجاء (26) --- الفصل الرابع والعشرون --- القصة الرابعة والعشرون: رجاء الطامحين