أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - بشتاشان -خلف الطواحين-... وثمة ذاكرة...شهادة وليست رواية (الحلقة الخامسة)














المزيد.....

بشتاشان -خلف الطواحين-... وثمة ذاكرة...شهادة وليست رواية (الحلقة الخامسة)


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7600 - 2023 / 5 / 3 - 18:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شؤون وشجون
(الحلقة الخامسة)

الحقيقة نادرًا ما تكون خالصة، وهي ليست بسيطة قطعًا
أوسكار وايلد

أدرك أن الحديث عن بشتاشان هو حديث ذو شجون وحسّاس ومحرج في الآن، فالارتكابات لا يمكن تبريرها أو تنزيه فاعليها من فعل جرمي، خصوصًا حين يتعلّق الأمر بقتل الأسرى أو التمثيل بهم، وذلك بالنسبة للضحايا وذويهم، ناهيك عن مستلزمات تحقيق العدالة.
ومبعث الحديث عن الشؤون والشجون قد يكون بحُسن نيّة ورغبة في رأب الصدع، لكن ذلك يتطلّب اعتذارًا صريحًا وواضحًا أولًّا، ومن ثمة معالجة الآثار المترتّبة عليه ثانيًا، كما كرّرت أكثر من مرّة انطلاقًا من روح التسامح وبعيدًا عن الثأر والانتقام وهو ما يمهّد لطي صفحة الماضي المأساوية التي وإن بقت ستجدها على صفحات كتب التاريخ وفي الأبحاث والدراسات.
يضاف إلى ذلك فإن دراسة التجربة ومراجعة تفاصيلها تقودنا إلى التوقّف عند الأخطاء، وقُصر النظر فيما يتعلّق بالانجرار للمعارك وضعف اليقظة وتقديم ما هو ثانوي وطارئ على حساب ما هو جوهري واستراتيجي، وما هو ذاتي على حساب ما هو موضوعي، وقد وقعت جميع الاطراف السياسية بمثل تلك التقديرات الخاطئة، ودفع الجميع أثمانًا باهظة بسبب الاحترابات والنزاعات غير العقلانية، ولو قلّبت اليوم في ثنايا الذاكرة وتوغّلت في أعماق المشاعر، ستكتشف أسفًا حقيقيًا وندمًا شديدًا ونقدًا مخلصًا لما حصل في بشتاشان، حتى وإن اختلفت أسبابه بين الفرقاء، أو تمسّك بعضهم بمواقفه السابقة أو حاول تبريرها بمكابرة وتعنّت.
ومن موقعي الشخصي ومناقشاتي مع العديد من الناجين، فضلًا عن بعض ما كُتب من مذكرات ومقالات، وما قيل من آراء ووجهات نظر بالرغم من اختلاف التوجّهات، يمكنني تقديم قراءة نقدية ارتجاعية للحدث أيضًا من خارج دائرة الصراع الداخلي الذي كنت طرفًا فيه في وقت من الأوقات، ولكن ما أقوم به اليوم لا يندرج ضمن الاصطفافات التقليدية المعروفة، خصوصًا بانقضاء سنوات طويلة وأنا خارج دائرة العمل الحزبي والسياسي اليومي الروتيني والمسلكي، إذْ لم يعد ذلك من اهتماماتي أو انشغالاتي على الرغم من اعتزازي بتاريخي.
وبقدر ما اختزنت من أفكار وآراء ووجهات نظر حاولت فيها أن أميّز نفسي من الانحيازات الضيّقة والمسبقة والانتماءات الأيديولوجية الصارمة، إلّا أن ذلك لا يعني عدم إبداء الرأي فيها، لكن الأمر سيكون مختلفًا حين أقاربها من زاوية فكرية، انطلاقًا من صفة الباحث عن الحقيقة، ناهيك عن أنها شهادة للتاريخ وجدتُ من مسؤوليتي ككاتب أن أُدلي بدُلوي فيها قبل أن يحصل المحذور.
وذاكرتي البشتاشانية هي خليط من سرديات "زمكانية" (زمانية - مكانية)، فيها امتزج الألم والأسى بالشجاعة والواجب، مثلما اندغم الحب والرومانسية بالأمل والحلم، وفيها أسئلة كبيرة ورؤية جديدة وإعادة قراءة الواقع. مثلما فيها تحدّ وإصرار، ففيها مراجعة للنفس ومحاكمة للمسلّمات والبديهيات، ﻟ "النحن" وﻟ "الهم" وﻟ "الأنا" وﻟ "الآخر"، فضلًا عن نظرة أكثر عمقًا للوطن والمواطنة والحق والعدل والنصر والهزيمة والثقافة والوطنية، وذلك ضمن دوائر متداخلة تجتمع فيه العراقية بالعروبة، والعروبة بإقرار حقوق الهويّات الفرعية، والدين بالقيم، والشيوعية بالتطبيق، والغاية بالوسيلة، وذلك في إطار إعادة النظر بالعناوين الكبيرة، لأدخل إليها من زوايا صغيرة، لكنها مرشدة وهادية لأنها تُفصح عن الجوهر.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتاشان -خلف الطواحين- ... وثمة ذاكرة... شهادة وليست رواية (ا ...
- بشتاشان -خلف الطواحين- ... وثمة ذاكرة - شهادة وليست رواية (ا ...
- بشتاشان -خلف الطواحين- ... وثمة ذاكرة..شهادة وليست رواية (ال ...
- بشتاشان -خلف الطواحين-... وثمة ذاكرة..شهادة وليست رواية (الح ...
- السودان من الانقلاب إلى الانقلاب
- عن شيء اسمه -السيادة-
- نداء عاجل من مجموعة السلام العربي بشأن تطورات الوضع في السود ...
- منطق ويستفاليا
- -المبعوث- - عامان في العراق
- صورة الجواهري: الشاعر والشعر
- رسالة من د. شعبان إلى الأصدقاء في مؤتمر القمة الثقافي العربي
- ما الذي يُقلق واشنطن؟
- في ثقافة العنف واللّاعنف
- «دين العقل وفقه الواقع» لعبد الحسين شعبان (1) و (2)
- حوارة - غارنيكا
- الصحافة والعدالة
- العراق في الوثائق البريطانية
- لهذه الأسباب أُعدم فهد
- الجيل والهويّة
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 4


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - بشتاشان -خلف الطواحين-... وثمة ذاكرة...شهادة وليست رواية (الحلقة الخامسة)