أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - ما الذي يُقلق واشنطن؟














المزيد.....

ما الذي يُقلق واشنطن؟


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلق شديد وترقّب عميق تابعت الولايات المتحدة زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو واجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والموضوع لا يتعلّق بالحرب الأوكرانية التي تخوضها روسيا منذ فبراير / شباط 2022، بل أن الأمر يتعدّى ذلك إلى التحالف الاستراتيجي بين عدوّين لدودين لواشنطن، لذلك أخذ قلق واشنطن يكبر وهواجسها زادت قتامة، وهو قلق يمتد إلى لندن والعديد من العواصم الغربية، بما ستؤول إليه العلاقات الدولية.
تُعتبر زيارة بينغ إلى موسكو بعد الحرب الأوكرانية حدثًا كبيرًا، فهو زعيم رفيع المستوى تمثّل بلاده قوّة مضاهية لواشنطن التي أخذت تتحسّس من منافستها وقامت بفرض عقوبات عليها، بل واتهامها بتسريب فايروس كورونا العام 2020 للحطّ من مكانتها وصدقيتها. وعكست الزيارة التحالف الاستراتيجي بين بكين وموسكو الذي لم يتزعزع بفعل الحرب الأوكرانية، بل ازداد وثوقًا على الصُعد الديبلوماسية والاقتصادية، والذي توّج بالدعوة إلى نظام عالمي جديد.
وقد عبّر أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي عن تبرّمه وضيقه من هذه الزيارة واعتبرها غطاءً ديبلوماسيًا "للعدوان" على أوكرانيا، خصوصًا أنها جاءت بعد أيام من اتهام المحكمة الجنائية الدولية بوتين بارتكاب جرائم حرب و تحميله مسؤولية اختفاء أطفال قسريًا أو ترحيلهم، إضافة إلى استهداف القوات الروسية المناطق المدنية.
هكذا كان رد فعل واشنطن سلبيًا حادًا من زيارة الرئيس الصيني، خصوصًا وأنه لم يأت على ذكر أوكرانيا خلال الترحيب به في الكرملين، في حين كان الرئيس الروسي يتحدّث عن أن روسيا درست بعناية مقترحات السلام الصينية وستتعامل معها باحترام، وهو ما دفع جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى وصف تحالف بكين - موسكو بزواج المصلحة، دون أن ينسى التحذير من تزويد روسيا بالسلاح الصيني.
جدير بالذكر أن بوتين كتب مقالة في صحيفة الشعب الصينية التي تنطق بلسان الحزب الشيوعي الصيني، أشار فيها إلى مقارنة تهديدات الغرب لروسيا التي اضطرتها للهجوم على أوكرانيا ومخاوف بكين وأمنها المستهدف في آسيا من جانب الغرب. أما الرئيس الصيني فذكر أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يسعى لاحتواء الصين وتطويقها. واللّافت للأمر أن بوتين شدّد على أن أيّة محادثات لن تحصل إلّا إذا احتفظت روسيا بالسيطرة على الأراضي التي استولت عليها في شرق وجنوب أوكرانيا، وهو ما ترفضه أوكرانيا بالكامل.
وتشعر الصين بسبب العقوبات والتهديدات الأمريكية أنها بحاجة إلى شريك استراتيجي مثل روسيا، حتى وإن كان لديها وجهات نظر أخرى عن الحرب الأوكرانية، إلّا أن تحالفهما أمر لا غنى عنه لتحقيق طموحاتها ومصالحها الأساسية، ولعلّ هذا هو السبب الأساسي لقلق واشنطن.
كما أن دعم الصين لروسيا يمنحها قوّة إضافية سياسية ومعنوية واقتصادية للاستمرار بحربها في أوكرانيا، وهو أمر سيُنظر إليه دوليًا عل نحو مختلف فيما إذا افترضنا غياب الدعم الصيني، وهو ما تقلق منه واشنطن، خصوصًا باتّساع نطاق التجارة الصينية مع روسيا بما فيها توريد الرقائق الإلكترونية التي تحتاجها موسكو بديلًا عن مصادر أخرى لإنتاج الأسلحة، علمًا بأن الصين زادت من مشتريات النفط الروسي. وسيكون حجم التبادل التجاري في العام المقبل أكثر من سابقه، وهكذا تكون العلاقات الروسية - الصينية مصدر قلق آخر لواشنطن.
وثمة مصدر قلق ثالث لواشنطن أساسه تعزيز دور الصين كقوّة عظمى في أية ترتيبات دولية ستقوم ما بعد أوكرانيا، وهذه القوّة ستكون منافسة بشدّة للولايات المتحدة، خصوصًا ولم يبقَ سوى سبع سنوات على تنفيذ خطّة 2030 الدولية.
إن القمّة الروسية - الصينية جاءت وسط تصاعد قلق واشنطن من قوّة المحور الروسي - الصيني، فموسكو علّقت معاهدة "نيو ستارت" وهي اتفاقية خاصة بالحد من الأسلحة النووية مع واشنطن، وأعلن بوتين استعداد بلاده لحرب طويلة الأمد على الرغم من التكلفة الهائلة التي ستُفرض عليها وعلى الغرب أيضًا باضطرار الأخير تسليح أوكرانيا بأسلحة متطوّرة.
ما يُقلق واشنطن كذلك هو احتمالات الدخول في مواجهة مباشرة بشكل محدود أو واسع، فذلك أمر غير مستبعد، حيث يبقى خطر حرب نووية أو حرب عالمية ثالثة قائمًا، ومن الممكن أن ينتج عنها حربًا باردةً جديدةً وهو ما عاشه العالم طيلة أربعة عقود ونيّف من القرن العشرين (1946 - 1989) ولغاية سقوط جدار برلين في 9 نوفمبر / تشرين الثاني 1989.
ويقوم قلق واشنطن أيضًا على اقتراب محور موسكو - بكين من طهران، حيث ما يزال الملف النووي الإيراني مصدر قلق أمريكي وخليجي على الرغم من الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية صينية، فهل ستعود موسكو عاصمة لإمبراطورية الشر حسب وصف الرئيس الأمريكي ريغان؟ أم أنها والصين ركنا هذه الإمبراطورية اليوم؟ وهل سينقسم العالم إلى قوّتين أو معسكرين حتى وإن كانا غير أيديولوجيين؟ أم أنه سيمثّل تعددية لم تكتمل أركانها حتى الآن؟



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ثقافة العنف واللّاعنف
- «دين العقل وفقه الواقع» لعبد الحسين شعبان (1) و (2)
- حوارة - غارنيكا
- الصحافة والعدالة
- العراق في الوثائق البريطانية
- لهذه الأسباب أُعدم فهد
- الجيل والهويّة
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 4
- دردشة مع نوري عبد الرزاق (الحلقة الخامسة والأخيرة)
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 3
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 2
- فيما يسمّى ﺑ -الإمبريالية الثقافية-
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 1
- الزمن والنخب: في انطولوجيا الثقافة العربية بقلم د. عبد الحسي ...
- دردشة مع نوري عبد الرزاق (الحلقة الرابعة وما قبل الاخيرة)
- عبد السلام المجالي وداعًا
- الهويّة مرّة ثانية وثالثة
- دردشة مع نوري عبد الرزاق 3
- -التفلسف- بلا ضفاف
- الريادة الحقوقية والآباء المؤسسون


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - ما الذي يُقلق واشنطن؟