أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الحسين شعبان - الزمن والنخب: في انطولوجيا الثقافة العربية بقلم د. عبد الحسين شعبان تعقيب أ.د. عدنان بدران















المزيد.....

الزمن والنخب: في انطولوجيا الثقافة العربية بقلم د. عبد الحسين شعبان تعقيب أ.د. عدنان بدران


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7519 - 2023 / 2 / 11 - 11:21
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في إطار منظور فلسفي، تعرض الكتابُ إلى نخبة من الشخصيات الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية، أثرت وتأثرت في التغيرات السريعة التي جرت في أتون ومخاضات المنطقة العربية، إيجابياتها وسلبياتها لما مثلته من مدارسَ فكرية في كينونة علم الوجود "الانتولوجيا" Ontology. يسلط الكتاب الضوء على انجاز هذه النخبة في سياق المرحلة الزمنية التي خاضتها أمتنا العربية، على قاعدة الإصلاح والتنوير والتغيير.
لقد كان هاجسُ وحضورُ النخبةِ مهما اختلفت اتجاهاتها الفكرية والسياسية هو لتحقيق المشروع النهضوي العربي، وبرزت القضيةُ الفلسطينية خلالها كرافعة جامعة ونقطة لقاء جامع بل قاسمٌ مشتركٌ عروبي، وحدّ مزاجَ الأمة، ضمن تعددية فكرية وأحياناً متضاربة. لقد شمل الكتابُ 48 شخصية عربية من 16 بلداً عربياً، وغاب العراق عنها إذ سيخصصُ المؤلف عرضاً خاصاً لها في المستقبل بشخصياتها المتميزة، ويقول المؤلف ان العراق كان حاضراً بكل مفصل من مفاصل هذه السردية الانتولوجية.
عالج "الدكتور شعبان" مفهوم التسامح في تحليله للشخصيات المختارة، والكارزما التي يتحلون بها، تاركاً الرؤية الأيديولوجية جانباً، نافذاً إلى الأثر الذي تركته تلك الشخصية فكراً وعملاً. لم يلجأ المؤلف إلى المديح للتقرب من أي شخصية فكرية، بل كان يلجأ دائماً إلى البعد الإنساني في سلوك وتصرف المسؤول وخاصة الحاكم، فتناول مثلاً الراحل "الملك الحسين بن طلال" باحثاً عن كينونة شخصيته، قريباً من شعبه، وتميزه بالبساطة، والمساعدة والسخاء لمساعدة المحتاج، والتسامح مع الجميع حتى بمن اختلف معهم، حيث جعل من دولة صغيرة شحيحة الموارد، دولة كبرى في المجريات الدولية لها ثقلُها، إذ حزن شعبه من مختلف الاتجاهات بفراقه، والانتقال إلى جوار ربه، كما حضر زعماءُ العالمِ للسيرِ في جنازته، مهما تنوعت اتجاهاتهم أو خلافاتهم السياسية، فكانت حقاً جنازة القرن.
ويقول "الدكتور شعبان" أنَّ الأردنَّ "يمتلكُ موقعاً وسطياً استثنائياً مما جعله يتحمل تحدياتٍ استثنائية"، لذا كان الملكُ استثنائياً، في بناء دولة عصرية، في منطقة أوسطية ملتهبة، تحيط بحدوده خمسُ دولٍ لها مشاكلها الاستثنائية الداخلية، وأحياناً مشاكل استثنائية أخرى عابرةً للحدود، استطاع الأردن بحكمة مليكه القريب من جميع شرائح شعبه، أن يصمد كقلعة متراصة وسط أمواج وتيارات عاتية استثنائية، مما جعل من شخصية "الحسين" بأن يكون شخصية أخلاقية حكيمة استثنائية بامتياز.
وتعرض "الدكتور شعبان" في تحليله إلى شخصية أخرى، جمعت مزايا كثيرة وكبيرة، ومؤثرة في شخص واحد، من سياسة، وثقافة، وفلسفة، وفكر ناقد، ومسؤول، وراصد، وفكر تنويري، لذا مرة أخرى وصفها بشخصية استثنائية منفردة "الأمير الحسن بن طلال" الذي يسمونه أعضاءُ منتدى الفكر العربي بأمير الفكر الإنساني والعربي احتراماً لخصائصه وموقعه المعرفي والفكري والثقافي ولصراحته المتناهية في بحثه عن الحقيقة، فهو المثقف سياسياً، والسياسي المثقف، برؤيا استشرافية لمستقبل غامض، "فالحسن" هو صاحب فلسفة، ورؤية شاملة للحياة، والكون والموقع، له كارزمته السياسية بنكهة فكرية، وثقافية، دون ادعاء أو استعراض، فهو إنسان يوصف بالتواضع والتسامح وعدم التمييز وحب الآخر، واحترام الاختلاف داعياً إلى تجسير الفجوة بين المفكر وصاحب القرار، تدعوه المدارسُ الفكرية الإقليمية والعالمية للسماع لمحاضراته.
بالمقارنة والمقاربة مع سيرة الأمير الحسن وصفاته، لجأ "الدكتور شعبان" إلى سرد أقوالٍ مأثورة للمهاتما غاندي الذي قال "في الشجاعة الفضيلة من فضائل الإنسان الذي يتمكن الإمساك برباطة جأشه في الوقت المناسب" ولأفلاطون الذي قال "الحاكم كالنهر العظيم تستمد منه الأنهارُ الصغار، فان كان عذباً عَذُبتْ.. وإن كان مالحاً مَلُحَتْ".
إن الدفاع عن الحقيقة يتم بالقيم النبيلة لا بالعنف، والغاية العادلة تفترضُ وسيلةً عادلة، لأن الوسيلةَ هي جزء من الغاية، بالمفارقة مع ما قاله "ميكافيلي" في كتابه "الأمير" الغاية تبرر الواسطة.
و"الحسن" إيمانه عقلياً، يؤمن بتعظيم الجوامع للأمة، واحترام الفوارق في العيش المشترك، علينا احترام حقوق الإنسان والتنوع الديني والمذهبي، والثقافي، لبناء مجتمع راسخ وآمن لا تهميش فيه للأقلية، فالتنوع له قيمة مضافة تؤدي إلى فسيسفائية جمالية في الفكر والثقافة، وعكسهُ يؤدي إلى الكراهية والتعصب، والتطرف والغلو، والعنف وصولاً إلى الإرهاب. "فالحسن" إيمانه عميق بفكره، والانفتاح من خلال وسطيتهِ واعتداله، مما جعله من أبرز رموز التسامح في العالم العربي، وتشهد المؤسسات التي أنشأها أن الناس يفكرون جميعاً بنفس الطريقة، إلا أن كل فرد منهم لا يدرك إلا جزءاً من الحقيقة، وينظرون إلى الجزء الفارغ من الكأس أو من زاوية مختلفة، وهو ما استند إليه "غاندي" في رسالته من السجن "لا أحب التسامح، ولكني لا أجدُ أفضلَ منه" وأيضاً "نلسون مانديلا" الذي تميز في تسامحه مع سجانيه لأكثر من عشرين عاماً، عفا عليهم جميعاً بعد أن أصبح رئيساً للدولة في جنوب أفريقيا. إننا كبشر قد نخطئ ونحن حسب "فولتير" "نتاجُ الضعف وميالون للخطأ، لذا علينا أن نسامح بعضنا بعضاً مع جنون البعض الآخر"، وكما يقول الشافعي "قولي صوابٌ يحتملُ الخطأ، وقولُ غيري خطأ يحتمل الصواب".
وتطرق "الدكتور عبد الحسين شعبان" في سرديته إلى وصف فلسفي عميق للأمير الحسن بأن "نصفَ عقلهِ يعيشُ في المستقبل" أو حسب تعبير الروائي الروسي "مكسيم غوركي" عند وصفه لأحد مفكري عصره، "فالحسن" لا يتعاملُ مع الحاضر فقط، وكلُّ حاضرٍ امتدادٌ للماضي والأخيرُ امتدادٌ للمستقبل، ومن يخطئ في تقدير الماضي فإنه سيخطئ في النظر إلى الحاضر والمستقبل.
صحيح أن الماضي أصبح ماضياً، وهو جزء منْا لا نستطيع أن نتخلّى عنه، لكن ذلك لا يعني الاستغراقُ فيه والتعاملُ معه كحاضر والتقوقع في دهاليز الماضي، لأنه أصبح ماضيا".

* كلمة دولة الرئيس د. عدنان بدران رئيس وزراء الأردن الأسبق في حفل إشهار وتوقيع كتاب د. عبد الحسين شعبان الموسوم "الزمن والنخب - في أنطولوجيا الثقافة العربية" في المكتبة الوطنية في عمان في 30 كانون الثاني / يناير 2023.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة مع نوري عبد الرزاق (الحلقة الرابعة وما قبل الاخيرة)
- عبد السلام المجالي وداعًا
- الهويّة مرّة ثانية وثالثة
- دردشة مع نوري عبد الرزاق 3
- -التفلسف- بلا ضفاف
- الريادة الحقوقية والآباء المؤسسون
- العبودية والاعتذار الهولندي
- دردشة مع نوري عبد الرزاق: الجيل الأول للحركة الشيوعية العراق ...
- صورة العروبة
- قراءة في كتاب: دين العقل وفقه الواقع
- دردشة مع نوري عبد الرزاق
- سؤال اللغة والثقافة
- وماذا عن الكبتاغون...؟
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
- مقدّمة كتاب سعاد العلس -اليمن: نساء وتنوير-
- في استقبال العام 2023
- شيرزاد النجار المكتفي بذاته
- حين يكون السلام ثقافة
- كتاب جديد لعبد الحسين شعبان
- الجديد في الاستراتيجية الأمريكية


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الحسين شعبان - الزمن والنخب: في انطولوجيا الثقافة العربية بقلم د. عبد الحسين شعبان تعقيب أ.د. عدنان بدران