أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حينما تحاول الراسمالية المتوحشة تشويه نضال الطبقة العاملة















المزيد.....

حينما تحاول الراسمالية المتوحشة تشويه نضال الطبقة العاملة


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان الإستغلال البشع الذي عانت ولا تزال تعاني منه الطبقة العاملة العالمية من بشع ووحشية الرأسمالية العالمية، لم يشبع نهم لصوص رأس المال. لم تكتف الرأسمالية العالمية بسرقة الطبقة العاملة نتاج قوة عملها واستغلال مردود هذه القوة باشكال مختلفة من التراكم الرأسمالي الذي تنعم به الأقلية المترفة والمالكة للشركات الأخطبوطية ، بل انها توجهت لإخلاء احتفال الطبقة العاملة بعيدها الأممي من مفهومه النضالي الذي ارتبط به اسم " يوم العمال العالمي " لتحوله الى ما سمته بيوم العمل وليس بيوم العمال الذين خطّوا حوادثه بدماء مَن سقطوا منهم على سوح النضال المهني وأوقدوا فيه شعلة ظلت تُنير درب النضال العمالي العالمي للأجيال المتعاقبة على جميع قارات الأرض .
حينما فرض التضامن ألأممي للطبقة العاملة ألأول من آيار كعيد تتوقف فيه عجلات العمل عن الإنتاج ، فرض هذا التضامن بنفس الوقت تسجيل أروع ملحمة عالمية وحدَّت نضال الكادحين على المستوى ألأممي من أجل رفع مستوى المعيشة وتحسين ظروف العمل وتقليص ساعاته وتنظيم ألأجور والتمتع بالإمتيازات الإجتماعية التي تتناسب وكمية ألإنتاج الهائلة التي توفرها الشغيلة، خاصة في تلك المجتمعات التي تواصلت فيها وتائر الإنتاج دون إنقطاع وتطورت دون تلكؤ بحيث حققت تراكماً رأسمالياًعلى حساب القوى المنتِجة التي كانت محرومة من أبسط الحقوق ، ناهيك عن إستغلالها البشع الناجم عن فائض القيمة بين العمل المُنتَج ومردوده المالي من جهة ، وما يتقاضاه العامل ألأجير من جهة أخرى . وعلى مر ألأجيال إحتنفلت الطبقة العاملة العالمية بيوم الأول من آيار كيوم يتوقف فيه ألإنتاج ليستعيد به الشغيلة تاريخهم النضالي الذي يحفزهم كل عام على تجديد ومواصلة النضال في سبيل حقوقهم المشروعة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً
إلا أن هذا التطور الذي حققه التضامن الأممي للطبقة العاملة لم يرق لتوجهات رأس المال الذي سعى للحيلولة دون إستمرارية هذا الزخم الذي بدى له وكأنه يتواصل دون توقف ليسم طابع الإنتاج الرأسمالي بسمات جديدة قد تزيد في تناقضات الرأسمالية التي بدأ روادها يضعون العديد من علامات ألإستفهام على مسارها وبالتالي على مستقبلها . وانطلاقاً من هذا الهلع والخوف بادر بعض منظري الرأسمالية بالهجوم على نمط ألإنتاج هذا الذي أخذ مسارات لا تتناسب والموقع الذي تريد الرأسمالية وضع ألإنسان فيه .
لقد بدأ الكثير من المواطنين في الدول الرأسمالية الكبرى ، خاصة الشغيلة منهم ، يشعر بالخطر الذي يهدد مواقع عملهم كنتيجة لسعي الرأسماليين الكبار لتوظيف رؤوس أموالهم خارج دولهم ، في تلك المناطق التي يتوخون منها أرباحاً تزيد على ما يحققونه في دولهم ذاتها التي إستطاع نضال الطبقة العاملة فيها أن يحقق بعض المكتسبات، التي وإن لم تكن تتناسب وحجم العمل المبذول وما يترتب عليه من تراكم رأس المال ، إلا أن هذه المكتسبات أصبحت جزءً من النضال الثوري الذي خاضته الطبقة العاملة ممثلة باحزابها ونقاباتها وتنظيماتها . لقد أصبح هروب رأس المال ظاهرة عالمية إرتبطت بالعولمة التي وضعت فيها الرأسمالية شعار : لا وطن لرأس المال ، موضع التنفيذ الفعلي ، حيث أصبح وطن رأس المال هو ذلك البلد أو الموقع ألإنتاجي الذي يضمن أكبر ما يمكن من التراكم الرأسمالي ، أي اكبر ما يمكن من فائض قيمة العمل الذي تحققه الشغيلة ليذهب إلى جيوب الرأسماليين الكبار . لقد بدأت هذه الظاهرة تزداد وضوحاً في دول أوربا الشرقية والدول الآسيوية ودول أمريكا أللاتينية ، حيث أجور العمل المتدينة التي تكاد تخلو من كثير من الضمانات الإجتماعية التي سبق وأن حققها نضال الطبقة العاملة في الدول التي يجري تهريب رأس المال منها . فتركزت الشركات العالمية الكبرى في مناطق جديدة من هذه الدول ، بعد أن خلفت وراءها مئات الآلاف من الشغيلة دون عمل في الدول التي تم تهريب رأس المال منها .
واستناداً إلى هذا المفهوم الرأسمالي ألإحتكاري لتوظيف رأس المال وتسيير العملية ألإنتاجية بإتجاه زيادة التراكم الرأسمالي المقترن دوماً بتناقص الأجور، خاصة فيما يتناسب والتضخم المالي المؤدي الى ارتفاع الأسعار، وقلة أو إنعدام كثيراً من الضمانات ألإجتماعية والصحية والإقتصادية للشغيلة في تلك الدول التي جرى تهريب رأس المال إليها ، سعت الرأسمالية الإحتكارية ، وتواصل سعيها هذا الآن بكل نشاط ، إلى إفراغ ألأول من آيار من محتواه النضالي وجعله يوماً للعمل وليس يوماً للعمال .
يحاول الرأسمال العالمي ان يشتت مفهوم هذا اليوم وإبعاده عن محتواه بعدم النظر إليه كيوم تتوقف فيه عجلات ألإنتاج، وكيوم إستطاع نضال الطبقة العاملة العالمية أن يجعل منه يوماً للعمال حقاً وحقيقة . إلا أن هذا الإنجاز أصبح ، وبمرور الزمن ، عامل إزعاج ليس مادياً فقط , بل ونفسياً أيضاً للرأسمالية الإحتكارية التي لا تريد لماكنة الإنتاج أن تتوقف , ولو لحين , حيث أن توقفاً كهذا يعني تناقصاً في التراكم الرأسمالي ، حتى وإن كان بنسبة ضئيلة جداً قياساً بمجمل التراكم الرأسمالي للعملية الإنتاجية على العموم . فعمد منظرو الرأسمالية إلى خلق النظريات التي حاولوا من خلالها تغيير مفهوم هذا اليوم وتزييف محتواه بتفسيره على إعتباره يوماً للعمل ، وليس للعمال ، ينبغي أن تتسارع فيه وتائر الإنتاج , حسب تفسيرهم لهذا اليوم ، ليسجل مستويات إنتاجية متميزة عن ألأيام ألأخرى . واعتبروا الإحتفال به كيوم للتوقف عن العمل للتأكيد على نضال الطبقة العاملة ولتطوير مكاسبها نحو ألأفضل ، إخلالاً بعملية الإنتاج وعرقلةً للتطور الإقتصادي الذي لا يرونه إلا من خلال زيادة التراكم الرأسمالي . فدأبت وسائل إعلامهم بالترويج لمثل هذه النظريات التي إكتسحت الشارع فعلاً , خاصة بين البسطاء من الناس ، في بعض المجتمعات الرأسمالية التي عتَّم عليها ألإعلام فغيَّب عنها ماهية هذا اليوم ومحتواه النضالي .
إلا ان الإصرار الأممي الذي مارسته الطبقة العاملة ومَن يقف الى جانبها في نضالها المهني والسياسي والإجتماعي تمخض عن مواصلة الإحتفال العالمي بهذا اليوم كعيد تواصُل نضال الأمس بنضال اليوم بكل ما في هذا النضال من معطيات جديدة بلورتها علاقات الإنتاج الجديدة المرافقة لمراحل التطور الرأسمالي . وحينما اقترن النضال المهني بالنضال السياسي وجدت الطبقة العاملة حلفاء لها في مسيرتها النضالية التي اكتسبت ابعاداً اخرى تجاوزت الأبعاد المهنية . ومن خلال ذلك تبلور التضامن الأممي الذي انعكس بهذا الشكل او ذاك على النضال الوطني الذي ساهمت فيه شغيلة اليد والفكر لتحقيق اكبر ما يمكن من المكاسب على كافة المستويات.
وفي وطننا العراق الذي تعاني طبقته العاملة اليوم وكل الشعب العراقي من اللصوص الجدد وسارقي قوت الشعب بطرق قد تختلف عن طرق الرأسمالية الإحتكارية المتوحشة، لأن هؤلاء اللصوص لا علم لهم بمجمل العملية الإنتاجية ومقتضيات تقويمها وبالتالي لا علاقة لهم ولا معرفة بالقوانين التي تتحكم بالإنتاج ووساءله وعلاقاته، لذلك فإن سعيهم لسرقة قوت الشعب بمجمله وليس طبقته العاملة فقط اصبح القانون الذي يتسم به مجتمعهم الإقتصادي والحالة المزرية التي تعيشها مؤسسات هذا المجتمع، الذي انعكس على اهلنا بكل ما يتصوره الإنسان من نكبات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعلى قمتها المآسي الخُلقية التي نشرتها تعاليم دينهم الجديد.
لنشدد النضال من اجل ان يظل الأول من آيار عيداً للعمال وليس يوماً للعمل ، عيداً يستوحي التاريخ المجيد الذي وضع فيه العمال اسس التضامن الأممي والنضال الوطني .وليكن رافداً يُضاف الى روافد ثورة تشرين المجيدة ومواصلتها نحو عراق خال من اللصوص، ينعم اهله بخيراته ويتمتعون بما تحققه لهم الدولة العراقية العلمانية الديمقراطية.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الوقت رواية لهاشم مطر
- طائر التلاشي رواية محمد رشيد الشمسي
- جرائم البعث لن تمحها السنين
- الخروج من بابل: تألق فكري على منبر حوار التنوير
- نصوص للتأمل .... النص الخامس
- نصوص للتأمل ..... النص الرابع
- نصوص للتأمل ...... النص الثالث
- نصوص للتأمٌل .... النص الثاني
- نصوص للتأمٌل
- المعدن الطائفي
- أُممية كارل ماركس
- المراجِع الدينية بين الجباية والهداية
- أفتونا مأجورين ...
- غباء السياسيين
- جذور الأيزيدية تحت عدسة صباح كُنجي
- أوار الذاكرة ..... قبسات من جمر النضال الوطني
- ستقراء ونقد الفكر الشيعي للباحث الدكتور فالح مهدي
- حُكمُ الإسلاميين نقمة ام نعمة ؟
- تنبهوا واستفيقوا .....
- المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- لماذا تعتمد شركات عملاقة على الصين بالتصنيع وكيف تؤثر الرسوم ...
- سانا: مقتل سبعة مدنيين في غارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية ...
- مأساة الفيضانات المناخية في إسبانيا بالصور
- تحقيقات في هتافات -معادية للسامية- في مظاهرة بهانوفر
- بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كراسنوليمانسكي وتواصل ...
- نجل ترامب ينشر مقطع فيديو عن اقتراب انتهاء المساعدات الأمريك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اصابة ضابطين بجروح خطيرة في جنوب غزة
- زلزالان يضربان سواحل كوبا خلال اقل من ساعتين (فيديو)
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصدق على توسيع العملية البرية في جنو ...
- بعد فوز ترامب.. سعي أوروبي لأمن مستقل


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حينما تحاول الراسمالية المتوحشة تشويه نضال الطبقة العاملة