أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - شخصية الإخواني...بهلوانية وأوهام لا تموت














المزيد.....

شخصية الإخواني...بهلوانية وأوهام لا تموت


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


‎شخصية الإخواني ٠٠٠ بهلوانية وأوهام لا تموت
مفهوم "القداسة" هو من المفاهيم الأساسية في علم الإجتماع بخلاف ما تتوهم "النخب" الثقافية والسياسية الذين يعتقدون أنهم عباقرة زمانهم ويمتلكون ناصية العلم والمنتج العلمي والتفكير إلى آخر هذه المعزوفة، وكل ذلك منهم براءة، براءة الذئب من دم يوسف٠ وكما سقطوا أمام شخصيات الإخوان المسلمين الذين كرّسوا أنفسهم أمام القطاع الواسع من الجماهير على أنهم أوصياء الله على الأرض٠ وأغفلا الإثنان المثقفون والإخوان المسلمين أن عمليات "نزع القداسة" وإعادة إنتاج المقدّس و(المدنّس) هي من العمليات المعرفية الاجتماعية الأساسية التي يدرسها ويحللها علم الإجتماع٠ ودرجت في ثقافتنا الشعبية مصطلح "سيدنا الشيخ" التي انتشرت بسرعة جنونية في مختلف الأوساط الإجتماعية، وأصبحت أي محاولة لنزع القداسة عن "سيدنا الشيخ" هي دعوة للكفر والإلحاد٠ وعزز هذا النهج البهلوني صعود ما عرف باسم "الصحوة الإسلامية" التي أعقبها مباشرة اتساع مجال الإعلام السمعي- البصري، المتوّج بالقنوات الفضائية المتقاطعة، وشهد العالم العربي ظاهرة الإخوان المسلمين: "الدعاة الدينيين" الذين حوّلوا جهلهم إلى "رسالة دينية" وسلعة بين سلع أخرى، فقبل حديث "الداعية الإخواني" هناك إعلان لسلعة معينة وعلى الأغلب تكون عن "حجاب" المرأة ويتبعه بعد الحديث إعلان تجاري آخر وعادة يكون عن "السواك" وفوائده التي لا تحصى ولاتعد، الأمر الذي يعيّن الحديث نفسه إعلاناً تجارياً بدوره٠ ومهما تكن الأغراض المتصلة بالحديث الإخواني"الديني- الدعاية" فإن هذا الحديث "السلعة" يتقاطع مع (الكتاب- السلعة)، بالمعنى الغربي، ويخلتف معه في آن: يتقاطع معه وهو يجعل المادة الدينية ميسورة سهلة التناول، فالكل يتعامل مع الفضائيات، ويختلف عنه لأن الكتاب- السعلة متعدد الأغراض والمواضيع، ينطوي على الديني ويتجاوزه إلى الأدبي والفلسفي والمعرفي، ولأن هذه المعارف المتعددة قابلة للإختبار والتعيين، على خلاف "الحديث الديني" الذي لا يحتاج إلى الاختبار بالضرورة٠
السؤال الذي يقفز مباشرة كغزال هارب من حتفه الذي لا مفر منه جرّاء جائع يريد التهامه وسد شبق جوعه بغض النظر من يُطارد هذه الفريسة إنسان أو حيوان: ما العلاقة بين الدين وثقافة السوق؟ وما العلاقة بين شخصية الإخواني والبهلوانية؟ يأتي الجواب في المحصلة النهائية من درجة قدرة هذه الشخصية الإخوانية التي تُسوق الأوهام على أنها حقيقة لا يشق لها غبار، وتُكرس هذه الأوهام على الثوابت المقدسة التي لا يستطيع أحد مناقشتها، فهي تريد إبقاء الحاضر على ما هو عليه، وهي ثقافة ماضوية أو إذا صح التعبير ماضوية- تلفيقية٠ وبما أننا مجتمع مهزوم، وعادة المهزوم مطعون برموزه، ويبحث عن رموز لتجديد شرعية رموزه، وفي ظّل شبه غياب للمثقف التنويري، وبما أن الحياة لا تحتمل الفراغ، يأتي "سيدي الشيخ الإخواني" ليسدّ هذا الفراغ٠ ولأن المثقف التنويري ابتعد عن قاعدته الإجتماعية، وفضل العيش في قمقم، جاء "سيدنا الشيخ" على فرس أبيض محمّلاً بكل دجل الدنيا ليتبوأ صدارة المجتمع، الذي مازال يعيش مُنذ عشرات السنوات بحالة الغيبوبة السريرية، ولا يفرق بين الإرهاب والكذب والمتاجرة بالدين، وبين التعصب الديني وإهدار الكرامة الإنسانية، وبين التخلف والمعرفة٠
أننا نعيش في زمن ترويج ثقافة البهلوان "الإخواني المقدس" وممارسته في اغتيال العلم وتشيع النقد الفكري، وفتح كل أبواب الجهل لصالح "سيدي الشيخ" السمسار الحقيقي "للإخوان المسلمين"٠
وفي النهاية يبقى السؤال، كيف يستطيع المجتمع العليل أن يستعيد بأبنائه ومثقفيه صحته العقلية حتى ولو استعاد صحته الجسدية؟ ومتى يخرج المثقف العربي من ورشة الحزن واليأس التي أكرهت الشاعر الكبير حافظ إبراهيم في لحظة من لحظات اليأس والضيق على أن يحطم قلمه ويراعه: حطمت اليراع فلا تعجبي
وعفت البيان فلا تعتبي
وكم مثقف يقبل على ما أقدم عليه شاعرنا الكبير أليس أفضل من ممارسة زواج المتعة مع "سيدي الشيخ" كما نراه اليوم٠



#سليم_النجار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس كذبة وصدقناها
- نحت في الذاكرة
- إوار النار قصة الأسير ثائر حماد
- حماس/حكاية اللص الشاطر أبو زهري
- مسرحية حدث في الجنة
- كاريكاتير
- مسرحية بكرة وبعده
- أسئلة الهزيمة في الوعي العربي
- حماس أفيون الوطنية
- يا طالع الخوف لحسن الهضيبي
- أي مفهوم ودوافع للإخوان المسلمين في زمن التفكك العربي الشامل ...
- مصيدة الإخوان المسلمين للمعرفة
- الإخوان المسلمين كومبارس الظلام
- الإخوان المسلمين ذكريات لا مذكرات
- لويس عوض ذاكرة العرب التنويرية
- الإخوان المسلمين مذكرات محمد مهدي عاكف
- ذاكرة لم تنطفئ نائل البرغوثي
- أوكوزيون الإخوان المسلمين في الوطن العربي
- كذبة اسمها الإخوان
- الإخوان المسلمين سؤال الماضي..سؤال الحاضر


المزيد.....




- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - شخصية الإخواني...بهلوانية وأوهام لا تموت