أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عبداللطيف المحامي - أزمة الحرية في مجتمعنا














المزيد.....

أزمة الحرية في مجتمعنا


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


دعاني أحد المشرفين علي إحدي مجموعات الحوار الإليكتروني – ذائعة الصيت علي الشبكة – للمشاركة في المجموعة والإسهام في الحوارات حول قضايا المجتمع والأمة ، وقد لبيت الدعوة – في تردد – وكانت مشاركتي الأولي حول جماعات تسيس الدين وأسلمة السياسة ، وظاهرة النقاب المنتشرة علي أنها فرض ديني مقدس علي غير الحقيقة ، وأن هؤلاء يجرون الأمة إلي الهاوية .
وبسرعة .. وصلتني منه رسالة – شبه رقيقة – يعتذر فيها عن نشر المشاركة لمخالفتها قوانين المجموعة ، فهي تحتوي علي هجوم علي الدين الإسلامي !!!
وإبتسمت .. كنت أعرف الرد مقدما ..
وإستمر معي يحاورني حوار خاص نحو ساعتين يحاول تبرير موقف المجموعة من عدم نشر المشاركة !! وإستغربت من حواره كيف تدعو إلي حوار وأنت تصادر رأيا بشكل مسبق تحت أي دعاوي تسوقها ؟!!!
ما هو معني الحوار إذن ؟
وما هي قيمته ؟
ينبغي أن نعرف أن مفهوم الحوار هو القبول بالآخر مسبقا – أيا كان هذا الآخر – وأيا كانت أرائه ، وليس من حق أحد كائنا من كان أن يصادر علي رأي الآخر ، بل علينا أن نساعد الآخرين علي التعبير عن أرائهم ، إنطلاقا من مقولة فولتير الخالدة " قد أختلف معك في الرأي ولكني علي إستعداد أن أدفع حياتي ثمنا لكي تقول رأيك "
وأعتقد أن القبول بالديمقراطية هي شأن تربوي وإجتماعي أولا قبل أن تكون شأنا سياسيا ، فهل نمارس مفاهيم الديمقراطية داخل العائلة أو الأسرة ؟ هل نمارس الديمقراطية داخل مدارسنا ومناهج تعليمنا ؟ هل نقبل بالآخر في حياتنا الإجتماعية ؟
أم أننا نتشدق بالمناداة بقواعد الحرية والديمقراطية وفي داخلنا يقبع الإستبداد والتسلط والإنفراد بالرأي ؟
هل نربي أطفالنا علي مفاهيم حوارية ونقدية ؟
هل نتعامل مع أزواجنا بروح الحوار وتبادل الرأي ؟
هل ونحن نعارض الحكومات من صفوف المعارضة نستند إلي قواعد الديمقراطية ؟
لا أعتقد أن الإجابة في كثير من الحالات ستكون في صالحنا !!!
داخل المدرسة .. المدرس يقهر التلاميذ علي قبول رأي أحادي وضعته الوزارة في مناهجها ، حتي المدرس نفسه لا يستطيع أن يحيد عنه ، والتلميذ أو الطالب ذهب إلي المدرسة ليتم تلقينه مواد المناهج التعليمية كما وضعتها الوزارة ليحفظها عن ظهر قلب دون وعي أو فهم أو إعطائه مجالا للمناقشة حولها .. نفتقر إلي التربية النقدية وإحياء روح الحوار والإبداع في المناقشة ، وحرية الإختلاف دون خوف ، وكلنا يذكر واقعة الطالبة المصرية التي كتبت في إمتحان اللغة العربية موضوع في التعبير تهاجم فيه سياسة الرئيس بوش فكان رد الفعل حرمانها من الإمتحان وتعرفون باقي القصة .
داخل البيت في معظم الحالات العلاقات الأسرية والعائلية تقوم علي مفهوم القهر والتسلط من جانب رب العائلة علي باقي أفرادها ، بدءا من الزواج الذي من الممكن أن يتم بدون رضاء حقيقي ، أو تستمر العلاقة الزوجية بلا رضاء صحيح ولكن تستمر كأمر واقع ، وبالتالي لا تعمل الأسرة علي تنمية مواهب ومهارات أبناءها فالرسم وممارسة الرياضة قد يكون في مفهوم رب الأسرة مضيعة للوقت علي حساب مذاكرة وتحصيل المواد العلمية ، والغناء والتمثيل ليس إلا قلة أدب وخروج عن مفاهيم أخلاقية ودينية ، والأب يختار زوج إبنته تتزوجه رغم أنفها ، ويختار الكليات التي يلتحق بها الأبناء ولو لم تكن علي هواهم .
وإحدي أهم أزمات المعارضة السياسية هو إفتقارها للديمقراطية بين صفوفها ، فرئيس الحزب هو الزعيم الملهم ، والإنتخابات تتم بشكل تمريري أو صوري تزييفا للديمقراطية ، ولو إحتد الخلاف ، لن تجد سوي إنقلابا وصراع علي مقعد الرئاسة بالحزب ، قد يصل إلي ممارسة العنف الدموي وهنا لا مانع من الإستعانة بالبلطجية .
وهكذا .. فإن أزمة الحرية والديمقراطية هي بداخلنا نحن .. متي تحررنا سنخلق مجتمعا حرا قادرا علي أن يمارس حريته بوعي وفهم وسيدافع عنها بكل ما يملك لأنه حينئذ لن يقبل بأقل منها .



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجب الحوار المتمدن .. جريمة
- جريمة الإفطار في رمضان
- لماذا نناهض ختان البنات ؟ .. ورقة للمناقشة
- جرائم خلف النقاب
- حرية الرأي والدين والتعبير .. إلي أين ؟
- رئيس جمهورية .. الأسانسير
- العلمانية بين الدولة الدينية والدولة المدنية
- لحظة ميلاد
- دلالات صعود تيار الإسلام السياسي
- بين الذبابة والخنزير في الفقه السلفي والتفسير ..
- علي هامش إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان ... شرعية إعلان ...
- شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر علي هامش إعتقال ال ...
- تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حول أحداث الأسكندرية
- حول إعتقال عبدالكريم نبيل سليمان بسبب أرائه .... حرية الرأي ...
- لحن الخلود
- الإخوان المستبدون .. ديكتاتورية بإسم الدين
- قبل الرحيل
- زرعتك في قلبي .. سوسنه
- الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين
- الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالله عبداللطيف المحامي - أزمة الحرية في مجتمعنا