أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله عبداللطيف المحامي - شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر علي هامش إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان














المزيد.....

شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر علي هامش إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 11:36
المحور: حقوق الانسان
    


تم إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان بمعرفة السلطات المصرية بسبب أرائه وأفكاره وتعبيره عن رأيه ، وتم هذا الإعتقال بصورة غير قانونية ، لأنه تم وفقا لقانون الطواريء المعمول به في مصر حتي أنه أصبح القانون العادي ، فقد حرم هذا القانون المواطن المصري من قانونه العادي ومن قاضيه الطبيعي ، وقد تم إحتجاز الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان في مكان غير معلوم لذويه أو لمحاميه ، لم يتم تعريفه بالتهمة التي تم القبض عليه بسببها ، لم يتحقق له الإتصال بمحاميه أو بمن يري الإستعانة به في ظروف إحتجازه ، ومن ثم فإن كل هذه الإنتهاكات تخالف تعهدات الحكومة المصرية الدولية التي إلتزمت بها ، وربما تكون حياة الكاتب المعتقل في خطر .
هذا كله يدعونا إلي التساؤل عن شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر ؟
بالرجوع إلي أحكام العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر في ديسمبر 1966 والنافذ في مارس 1976 والساري في مصر كتشريع وطني وفق نص المادة 151 من الدستور المصري بعد تصديق الحكومة المصرية عليه ونشره بالجريدة الرسمية ، تناولت المادة الرابعة من العهد حالات إعلان الطواريء بشكل إستثنائي حال توفر ظروف إستثنائية تتهدد حياة الأمة ، ومن ثم أوجبت المادة الفقرة الأولي من المادة الرابعة أن تعلن الدولة رسميا إعلان حالة الطواريء ، بل وإشترطت الفقرة الثالثة من ذات المادة بأن تقوم الدولة بإعلام الدول الأطراف الأخري في العهد عن طريق الأمين العام للأمم المتحدة بأسباب إعلان حالة الطواريء وتاريخ إعلانها وتاريخ إنتهائها .
وقد ضمنت أحكام العهد الدولي بإلتزام الدولة التي تعلن حالة الطواريء بإحترام الحقوق الواردة به ، فنصت المادة الرابعة من هذا العهد علي نوعين من الحقوق المدنية والسياسية :
النوع الأول :
وهو ما نصت عليه أحكام العهد في الفقرة الثانية من المادة الرابعة بعدم جواز مخالفة أحكام المواد 6 – 7 – 8 ( الفقرتين 1،2 ) – 11 – 15 – 16 – 18 ، وبالرجوع الي نصوص هذه المواد نجد المادة السادسة تتعلق بالحق في الحياه ، والمادة السابعة بشأن التحرر من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة والعقوبة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة ، والمادة الثامنة خاصة بالتحرر من العبودية والرق ، والمادة الحادية عشر تنص علي عدم جواز سجن أي انسان لمجرد عجزه عن الوفاء بإلتزام تعاقدي ، والمادة الخامسة عشر تحظر تطبيق القانون الجنائي بأثر رجعي ، والمادة السادسة عشر تكفل الحق في الشخصية القانونية ، والمادة الثامنة عشر تكفل حرية الدين والفكر والوجدان .
هذا هو النوع الأول من الحقوق الغير قابلة للتصرف أو المساس بها من قبل سلطات الدولة تجاه مواطنيها حتي مع إعلان حالة الطواريء فالدولة تظل مقيدة وملتزمة بهذه الإلتزامات حتي لو أعلنت حالة الطواري بل أن النظام الدولي يتجه نحو التوسع في شأن هذه الحقوق .
النوع الثاني :
أباحت أحكام العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية للدولة حال إعلانها حالة الطواريء عدم التقيد ببعض أحكام العهد ولكن شريطة أن يكون عدم التقيد هنا وفق تعبير نص الفقرة الأولي من المادة الرابعة من العهد أن يكون ذلك في أضيق الحدود التي يتطلبها الوضع ، وتشمل طائفة الحقوق هذه حرية التنقل والسفر ( م 21 ) وحرمة الحياة الخاصة وسرية المراسلات (م 17 ) وحرية التعبير والرأي ( م 19 ) وحرية التجمع السلمي ( م 21 ) وحرية تكوين الجمعيات وإنشاء النقابات ( م 22 ) والحق في المشاركة في الشئون العامة ( م 25 ) .
والمعروف أن حالة الطواريء بطبيعتها حالة إستثنائية تفرض لظروف إستثنائية ومؤقتة وليست ممتدة لنحو ربع قرن من الزمان في مصر ، وقد إستقرت آلية المعاهدات الدولية علي عدة مباديء قضائية تقول بالتناسب بين تدابير الطواريء والخطر الذي يتهدد الأمة وتتمثل هذه المباديء فيما يلي :
- يجب أن تهدف التدابير الإستثنائية إلي تخفيض أو إنهاء الأوضاع الخطرة التي تتهدد حياة الأمة والتي كانت سببا لفرض حالة الطواريء .
- يجب أن يثبت أن الإجراءات العادية وفقا لأحكام القانون العادي والطبيعي لا تستطيع معالجة حالة الخطر الذي يتهدد الأمة .
- أن تطبق تدابير الطواريء في أضيق نطاق وبأقل تأثير علي حقوق الإنسان .
- وكل ذلك في إطار عدم ممارسة هذه التدابير الإستثنائية بشكل تمييزي بسبب الجنس أو اللون أو الدين أو الأصل الإجتماعي .
ومكذا تتضح الصورة تماما
فأين هي مشروعية إعلان حالة الطواريء في مصر ؟
وما هو الخطر الذي يتهدد الأمة ؟
إن إعتقال كاتب بسبب إبدائه لرأيه والتعبير عن أفكاره وإحتجازه في مكان غير معلوم وعدم الإعلان عن مكان حبسه والفصل بينه وبين محاميه وذويه وهل يعامل معاملة تحفظ له آدميته وإنسانيته من عدمه وهل يتعرض لتعذيب أو معاملة قاسية من عدمه .. إن حياته الآن تكاد تكون في خطر .. كل ذلك مخالف لتعهدات الحكومة المصرية لمشروعية إعلان حالة الطواريء .
ولتستمر المطالبة بإلغاء حالة الطواريء في مصر
ولتستمر المطالبة بإطلاق سراح الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان وكافة المعتقلين بسبب أرائهم وأفكارهم ومعتقداتهم .
ولتستمر المطالبة بإلتزام الحكومة المصرية وإحترام كافة التعهدات الدولية وكفالة وتعزيز الحريات وحقوق الإنسان في مصر .



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حول أحداث الأسكندرية
- حول إعتقال عبدالكريم نبيل سليمان بسبب أرائه .... حرية الرأي ...
- لحن الخلود
- الإخوان المستبدون .. ديكتاتورية بإسم الدين
- قبل الرحيل
- زرعتك في قلبي .. سوسنه
- الإستبداد في فكر الإخوان المسلمين
- الإسلام هو الحل .. الإخوان المسلمون وإنتهازية الشعارات
- إعترافات ثريا حمدون .. قراءة في إعترافات آذار الأخير
- مدخل .. آليات التدريب في مجال حقوق الإنسان - 1
- رقصة في الفضاء
- دستور يا أسيادنا ..
- قانون محكمة الأسرة .. تحديات التطبيق
- دموع علي ورقة طلاق
- الخطاب الديني السلفي والثقافة السمعية
- قلم مجنون
- غشاء البكارة ومفهوم الشرف
- مزيدا من الوعي والتنوير ..
- الدين والمرأة والجنس
- التنظيم الدستوري لمجلس الشعب المصري


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله عبداللطيف المحامي - شرعية إعلان وإستمرار حالة الطواريء في مصر علي هامش إعتقال الكاتب عبدالكريم نبيل سليمان