أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد علي حسين - البحرين - أشكر الكاتب والأكاديمي البحريني عبدالله المدني على هذا الموضوع التاريخي الشيّق















المزيد.....


أشكر الكاتب والأكاديمي البحريني عبدالله المدني على هذا الموضوع التاريخي الشيّق


محمد علي حسين - البحرين

الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 14:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد عشنا مع العمانيين الطيبين جنوب غربي العاصمة المنامة، في حي المخارقة وأبوصرة في الأربعينات والخمسينات القرن الماضي.

العمانيون أشقاؤنا، أهلنا، تقاسموا معنا لقمة العيش، تعلمنا في مدارسنا بمراحلها المتعددة، استقبلت جامعاتنا طلبتنا من البلدين الشقيقين، اشتركنا في تأسيس الصحافة، والفنون والثقافة، وتاريخ التبادل الحضاري والثقافي والتجاري منذ حضارة دلمون في مراحلها المختلفة وحضارة ماجان عمان، وكان النحاس وقتها السلعة التي تم تبادلها بين الحضارتين إضافة إلى السلع الأخرى.

فيديو.. سلطنة عُمان ومملكة البحرين...علاقات تاريخية وتعاون مثمر
https://www.youtube.com/watch?v=ob0uEFP5yHQ


معتوقة بنت حمود.. ابنة السلاطين وأمهم وجدتهم

الإثنين 17 أبريل 2023

كثيرات هُن سيدات القصر العماني في شرق أفريقيا (زنجبار وما حولها) ممن طواهن النسيان على الرغم من قيامهن بأدوار تاريخية إلى جانب أزواجهن من سلاطين الأسرة البوسعيدية الكريمة الأحد عشر الذين توالوا على حكم زنجبار، وحافظوا على عروبتها وإسلامها ابتداءً من السلطان السيد ماجد بن سعيد بن سلطان البوسعيدي الذي حكم من عام 1856 إلى عام 1870، وانتهاءً بالسلطان السيد جمشيد بن عبدالله بن خليفة بن حارب الذي لم يدم حكمه سوى عام واحد (من 1963 إلى 1964)، بسبب انقلاب الأفارقة الماركسيين عليه وقيامهم بخلعه ونفيه إلى بريطانيا. هذا ناهيك عن حضورهن الاجتماعي القوي ووقوفهن خلف العديد من المشروعات الإنسانية. ما أكسبهن محبة الناس بدليل ازدحام قصرهن بمختلف طبقات المجتمع في الأعياد والمناسبات، وبرهن بالضعفاء والمعدمين.

جدّها لأمها السلطان ماجد بن سعيد ووالدها السلطان حمود بن محمد

من بين هؤلاء النسوة تبرز السيدة معتوقة بنت حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، التي قد تكون الوحيدة التي تناولت المراجع التاريخية سيرتها وأعمالها بشيء من التفصيل، ربما لأنها الوحيدة التي لقبت بالسلطانة، أو بسبب دورها الاجتماعي المميز في البلاد والذي دل على اضطلاعها بالأدوار الجديدة التي طرأت على كاهل زوجات السلاطين والملوك والزعماء منذ النصف الأول من القرن العشرين.

ونحاول هنا تدوين سردية مفصلة عنها استنادًا إلى ما هو متوفر من معلومات من مصادر متنوعة، ولاسيما ما كتبته عنها الباحثة العمانية الدكتورة أحلام بنت حمود الجهورية في «موسوعة نساء عمان» وفي غيرها من كتبها ومقالاتها الكثيرة، وذلك من منطلق التعريف بها وبجهودها وأدوارها، خصوصًا وأن سيرتها هي جزء من سيرة وطنها العماني الأم في امتداداته التاريخية والجغرافية. فهي ليست مجرد سيدة من الأسرة الحاكمة فحسب، وإنما هي إبنة سلطان وحفيدة سلطان وأخت سلطان وزوجة سلطان وأم سلطان وجدة سلطان. وبعبارة أخرى هي امرأة كان لها دور وحضور في حياة ستة من سلاطين زنجبار من العائلة البوسعيدية سنتعرف عليهم بالتدرج.

لا يوجد تاريخ معلوم لسنة ميلادها، لكن أحد المصادر قال (تقديرًا) إنها أبصرت النور في سنة 1301 للهجرة الموافق لعام 1884 للميلاد. وذكر المصدر نفسه أن ميلادها كان في قصر والديها بزنجبار، حينما كان والدها في سن السادسة والثلاثين ووالدتها في سن الثانية والعشرين.

زوجها السلطان خليفة بن حارب
وحفيدها السلطان جمشيد بن عبدالله في طفولته

والدها هو السلطان حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان إبن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي سابع سلاطين الأسرة البوسعيدية في زنجيار المولود في مسقط سنة 1853 والمتوفى في زنجبار عام 1902، والذي حكم ست سنوات (من عام 1896 إلى تاريخ وفاته). ويعد والدها هذا واحدًا من سلاطين زنجبار المشهورين، لأن عهده شهد وقوع أقصر حرب في التاريخ، وهي الحرب الإنجليزية الزنجبارية التي بدأت في 27 أغسطس 1896 ولم تستمر سوى أقل من أربعين دقيقة فقط. هذا ناهيك عن أنه قام بما لم يقم به أسلافه من قبل وهو حظر الرق نهائيًا في بلاده والإعلان عن أن جميع الأرقاء سوف يحررون. ويبدو أن قيامه باتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة كان استجابة لطلب بريطاني بدليل أن لندن كافأته في العشرين من أغسطس 1898 بتقليده وسام الفارس الكبير (GCSI).

أما والدتها فهي السيدة خنفورة، الإبنة الوحيدة للسلطان ماجد بن سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي من زوجته الثانية السيدة عزة التي كانت عمانية يتيمة من أقاربه، والتي لم تنجب له سواها. وقد تزوجها السلطان حمود بن محمد كونها ابنة عمه وأنجب منها عشرة أبناء (6 من الذكور و4 من الإناث) وهم: علي وماجد وسعود وتيمور وفيصل ومحمد ومعتوقة وبشان وبوران وحكيمة.


فيديو.. الدكتور عبدالله المدني - برنامج على رمال الخليج | سيف الغباش – 31 ديسمبر 2016
يسلط برنامج “على رمال الخليج” الضوء على شخصيات من كلا الجنسين قديمة وحديثة من دول الخليج العربي، تلك الشخصيات التي لعبت أدواراً لا يمكن تجاهلها في بناء أوطانها، وتوطيد دعائم دولها، وإشاعة التنوير والتحديث في مجتمعاتها، والمشاركة في عملية التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، سواء من خلال مسؤولياتها الرسمية أو من خلال المهن التي امتهنتها أو عبر أعمالها التطوعية، ويسلط البرنامج الضوء أيضاً على عدد من الشخصيات الأجنبية المنتقاة و التي عاشت في المنطقة وارتبطت بشعوبها وكتبت عن مجتمعاتها في بواكير رحلتها نحو النمو والأزهار وبناء صروح الدولة المدنية الحديثة.
https://www.youtube.com/watch?v=diDbIBwKLUI

بعد وصولهما إلى مسقط عام 2020م

وعليه يكون جدها لأمها هو السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي أول سلطان في سلسلة سلاطين الأسرة البوسعيدية في زنجبار، الذي ولد في زنجبار لأم شركسية تدعى سارة سنة 1834 وتوفي فيها سنة 1870، والذي حكم من 1856 إلى تاريخ وفاته. هذا علمًا بأن السلطان ماجد كان الإبن السادس لأبيه وكان أكثر إخوته رباطة جأش وأقلهم زهوًا، وهو ما قربه من الناس ومنحه حبهم، لكنه كان معتل الصحة ويعاني من نوبات المرض ما سبب له متاعب كثيرة.

وبناءً على ما سبق ذكره عن والدها، فإن شقيقها هو السلطان علي بن حمود بن محمد بن سعيد، المولود في زنجبار عام 1884 وهو السلطان الثامن لزنجبار منذ وفاة والده في سنة 1902 وحتى تاريخ تنازله عن الحكم في عام 1911 لأسباب قيل إنها مرضية. والجدير بالذكر أن السلطان علي تلقى علومه في مدرسة هارو ببريطانيا وتوفي في باريس سنة 1918م وهو في عمر الرابعة والثلاثين، ويذكر له أنه أول من أدخل التعليم النظامي إلى زنجبار بإنشاء ودعم إقامة المدارس العربية والإسلامية لمواجهة المدارس التنصيرية الأجنبية، وأول من فرض على المسؤولين ارتداء المعاطف والسراويل الأوروبية مع الطربوش التركي في المحافل والمناسبات الرسمية، بادئًا بنفسه. وهو أيضًا أول من أمر بتغيير العملة الوطنية من الريال إلى الروبية الزنجبارية، وأدخل الكهرباء إلى بلاده وأسس فيها خطًا حديديًا.

ولدها السلطان عبدالله بن خليفة وحفيدها السلطان جمشيد بن عبدالله

تزوجت السيدة معتوقة سنة 1899 حينما كانت في الخامسة عشرة من عمرها من خليفة بن حارب بن ثويني بن سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي تنازل له شقيقها السلطان علي بن حمود عن الحكم سنة 1911، فصار السلطان التاسع لزنجبار من السلالة البوسعيدية. عاشت السيدة معتوقة معه قرابة 41 عامًا (12 سنة قبل أن يصبح سلطانًا، و29 عامًا بعد أن أصبح سلطانًا)، وكانت ثمرة هذه الزيجة ثلاثة أبناء هم السيد ثويني بن خليفة المتوفى عام 1906، والسيد عبدالوهاب بن خليفة المتوفى عام 1912، والسيد عبدالله بن خليفة المتوفى عام 1963).

والمعروف أن زوجها ولد في مسقط بتاريخ 26 أغسطس 1879، ابنًا لأب هو السيد حارب ابن السلطان ثويني الذي حكم عمان في الفترة من 1856 إلى 1866، ولأم هي السيدة تركية بنت السلطان تركي بن سعيد بن سلطان، وقد تيتم السيد خليفة بن حارب مبكرًا إذ توفي والده وهو لم يتجاوز العامين فتعهد جده لأمه بتربيته ورعايته وجعله ينال قسطًا من التعليم في علوم القرآن والأدب واللغة والتاريخ. وحينما بلغ عامه الثالث عشر في 1893 انتقل للعيش في زنجبار بناءً على دعوة تلقاها من عمه السلطان حمد بن ثويني (خامس سلاطين زنجبار الذي حكم في الفترة من 1893 إلى 1896)، وعندما توفي الأخير وخلفه السلطان حمود بن محمد، قربه السلطان الجديد وأنزله منزلة رفيعه بدليل أنه زوجه ابنته السيدة معتوقة. توفي السلطان السيد خليفة بن حارب في قصره ببيت العجائب في التاسع من أكتوبر 1960، ودفن في المقبرة الملكية، ويعتبر عهده هو الأطول زمنيا من بين عهود أسلافه من سلاطين زنجبار، لأنه بقي سلطانًا عليها على مدى 49 سنة، توفيت خلالها زوجته الأولى السيدة معتوقة وتزوج بعدها للمرة الثانية في عام 1948 من السيدة نونوه بنت أحمد السمار البوسعيدي، حفيدة والي مقاديشو السيد سليمان بن علي البوسعيدي.

زوجها السلطان خليفة بن حارب مع زوجته الثانية السيدة نونوه بنت أحمد البوسعيدي

قلنا إن السيدة معتوقة أم لسلطان، حيث إنه بعد وفاة زوجها السلطان خليفة بن حارب، كان ولده الأكبر الوحيد الباقي على قيد الحياة هو عبدالله الذي انجبه من زوجته الأولى السيدة معتوقة في سنة 1910، فآل حكم زنجبار إليه كعاشر سلطان من سلاطينها، خصوصا وأنه كان قد سُمي وليًا للعهد بموجب مرسوم سلطاني خلال حياة والده، وتحديدا في السابع من مايو 1929. وهكذا تولى عبدالله بن خليفة بن حارب خريج مدرسة هارو البريطانية حكم زنجبار من أكتوبر عام 1960 وحتى تاريخ وفاته في الخامس من يوليو 1963. وعلى الرغم من أن فترة حكمه كانت قصيرة إلا أنها شهدت الكثير من الأحداث التي كان لها أثر كبير في تغيير الحياة السياسية والاجتماعية في زنجبار مثل تزايد النفوذ الاستعماري البريطاني، وتصاعد حدة التوتر في البلاد بين العرب الممثلين بالحزب الوطني والأفارقة الممثلين بالحزب الأفروشيرازي.

وبوفاة السلطان عبدالله بن خليفة بن حارب آل الحكم إلى أكبر أولاده الذكور الثلاثة من بين ستة أبناء أنجبهم (3 ذكور ومثلهم من الإناث) وهو السيد جمشيد بن عبدالله بن خليفة بن حارب أي حفيد السيدة معتوقة وهو في الوقت نفسه ابن ابنة شقيقها السلطان علي بن حمود (السيدة تحفة بنت السلطان علي بن حمود).

لقراءة المزيد ومشاهدة الصور أرجو فتح الرابط
https://www.alayam.com/Article/courts-article/420744/-%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%AA-%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF..-%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%87%D9%85-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%AA%D9%87%D9%85.html?vFrom=mpLWT

رابط سيرة الكاتب والأكاديمي البحريني عبدالله المدني - ويكيبيديا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A

فيديو.. الدكتور عبدالله المدني - على رمال الخليج | الموسم الثاني | ح 12 | 7-2-2019
https://www.youtube.com/watch?v=F_ZbEpGIhtM


كيف أنقذ شاه إيران نظام سلطنة عُمان

صفحة من صفحات التاريخ المنسي • توفي سلطان عُمان قابوس بن سعيد في يناير/كانون الثاني 2020، وقد خاض في بداية عهده في السبعينات حربا دامت سنوات ضد متمردي ظفار، ذوي الأيديولوجيا الماركسية. وقد تم ذلك بدعم من الجيش البريطاني ومساعدة جوية وأرضية إيرانية، خلال عملية خطط لها شاه إيران بشكل تام. وهكذا تمكن السلطان من تعزيز سلطته. وسنتطرق في مقال لاحق لفترة إعادة البناء التي تلت هذه الأحداث.

5 مارس 2020

مارك بيلاس

ترجمت هذا المقال من الفرنسية سارة قريرة.

“إيران لم تنتصر أبدا في أي حرب...” من بين الأخبار الكاذبة التي يروج لها الرئيس دونالد ترامب بصفة دائمة، نجد هذه الجملة التي تتجاهل هذه الحرب التي قادها النظام الإمبراطوري السابق للشاه محمد رضا بهلوي قبل الثورة التي أودت بحكمه بداية سنة 1979. في تلك الفترة، كان النواب الأمريكيون -الديمقراطيون منهم كما الجمهوريون- يبتهجون أمام التدخلات العسكرية المهمة والمنتظمة لطهران. وقد مكنت هذه التدخلات من غزو جزر عربية في الخليج وفي مضيق هرمز (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى، والتي كان يجدر أن تعود السيادة عليها للإمارات العربية المتحدة التي لا تزال تطالب بها) بواسطة الحوامات في 30 نوفمبر/تشرين الأول 1971، وخاصة من نجدة سلطنة عمان في محافظة ظفار. وقد باشرت كتيبة إيرانية يترأسها نصف لواء من “النخبة” بعمليات ثقيلة عبر المروحيات، وكان ذلك بدعم لوجستي أمريكي.

القضاء على معركة “استقلالية”
انطلق كل شيء تقريبا سنة 1965 ببروز حركة تحريرية اشتراكية ووطنية مسلحة في ظفار، تطعن في حكم السلطان “الماضوي” سعيد بن تيمور (والد قابوس) وتنتقد الرقابة السياسية والعسكرية التي يمارسها البريطانيون في كامل المنطقة.

أخذت جبهة تحرير ظفار بعدا سياسيا أكثر فأكثر حتى أصبحت سنة 1968 الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل. وباتت تشكل خطرا على المصالح النفطية الغربية بأخذها بعدا ماركسيا، وبطموحها في توحيد سلطنة عمان مع باقي الإمارات التي تحميها لندن، أي الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين... والكويت، ضمن “عمان كبير” أو “خليج” كبير مستقل وجمهوري.

وقد كان هذا المشروع الوطني -أو هذا الحلم- الجذاب بالنسبة للقوميين والتقدميين يثير مخاوف أولئك الذين كانوا يفضلون بلا شك ربط مستقبلهم بالتجزئة القبلية المتعصبة عن الالتحاق بهذا المزج القومي الكبير.

عوض مجابهة هذه المخاطر من خلال أعمال تحديث أصبحت ممكنة مع البداية المتواضعة للريع النفطي وباتت ضرورية مع تفاقم الحركة الثورية، واصل السلطان سعيد بن تيمور الرجعي وصعب المراس فرض الممنوعات الأكثر مرفوضة شعبيا. وبقي حبيس قصره بصلالة -عاصمة ظفار- بينما تكاد المناطق “المحررة” من قبل المقاتلين المستقلين تحيط به كليا.

مع بروز مركز تمرد ثان سنة 1970 شمال البلاد، فزعت حكومة صاحب السمو وهي تراقب اقتراب المعارك من المنشئات النفطية للخليج. فخططت لثورة داخل القصر وكانت القيادة العسكرية البريطانية مسؤولة عن وضعها وتنفيذها في يوليو/تموز 1970. وقد سقطت الحراسة البلوشية للسلطان خلال عملية الكوماندوز التي قادها الضباط البريطانيون. وهكذا أخذ قابوس البالغ من العمر 29 سنة والحائز على شهادة من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية1 مكان والده سعيد.

كانت شرعية السلطان الجديد حينئذ أقرب إلى الصفر وبقيت على هذا الشكل لسنوات عديدة. فقد ورث قابوس سلطة يتحكم فيها البريطانيون، وقد كان الهدف من المعارك آنذاك القضاء على مقاتلين “استقلاليين” جميعهم عمانيون. وقد وضع هؤلاء في مناطقهم المحررة تدابير اقتصادية واجتماعية تحررية في وجه سلطة أجنبية في جوهرها.

جيش بقيادة بريطانية
كان ثلثا الميزانية الوطنية لسلطنة عمان آنذاك يموّلان حربا يقودها مجلس دفاعي جميع أفراده -ما عدا قابوس- بريطانيون. أما على الأرض، فقد كان الجيش “العماني” بريطاني القيادة ويعد خاصة في صفوفه جنودا وضباط صف من المرتزقة البلوش الباكستانيين. وكانت الوحدة العسكرية العربية الوحيدة هي تلك التي أرسلها العاهل الأردني الملك حسين.

من جهته، كان الفريق الأول البريطاني جون غراهام -الذي خطط وأمر بالانقلاب ضد صاحب عمله والذي كان يقود العمليات الأرضية والجوية والبحرية في ظفار ضد الثوريين- قلقا كذلك بشأن شرعيته. لذا كان يقدم هذه المعركة كجزء من الحرب الباردة ولا يفوّت فرصة في التعبير عن “عمانيته”، إذ صرح مثلا سنة 1971:

لا أقول لجنودي وضباطي أننا “ندوس” أو “ننتصر” على المتمردين، بل نحن “نحرر” إخواننا في ظفار من ظلم هؤلاء الشيوعيين المتطرفين القاسين والغدارين الذين أتوا من الخارج".

مسافة حذرة عن بيكين ثم عن موسكو
صحيح أن الصين كانت في تلك الفترة تمارس على صعيد عالمي -وبوساطة مسؤولها الثاني لين بياو- التبشير الماركسي-اللينيني، كما كانت تغذي عداءالجبهة للإمبريالية ونزواتها الاستقلالية. وكانت من بين نتائج هذه السياسة توزيع نسخ من “الكتاب الأحمر الصغير” في ظفار حتى منتصف سنة 1971.

بعد الانصهار مع الجبهة الوطنية الديمقراطية لعمان والخليج العربي التي كانت تنشط في عمان الداخل2 في ديسمبر/كانون الأول 1971، نجحت الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي في المحافظة على استقلاليتها -وصورتها- من خلال امتناعها عن الوصفات الأيديولوجية الجاهزة، إن كان مصدرها بيكين أو فيما بعد موسكو، اللتان قدمتا على التوالي مساعدة مسلحة محدودة في البداية ثم أكثر أهمية. وقد أصبحت المساعدة السوفياتية خاصة -مع نهاية سنة 1971- أكثر فأكثر أهمية، حتى وصلت سنة 1975 إلى توفير قاذفات صواريخ فردية مضادة للطائرات SAM 7.

كما حافظت خاصة على طابعها الوطني برفضها استقبال أي مستشار أجنبي -سواء للقتال أو للإدارة- وباقتصارها على “العمانيين”... لا سيما البحرينيين3، وذلك بهدف تنمية الصراع السياسي في منطقة مسقط وعمان الداخل وحتى الإمارات الناشئة.

في مناطق ظفار المحررة، حوربت القبلية ووضعت علاقات اجتماعية جديدة، لا سيما من خلال مكانة خاصة للنساء بما في ذلك في الكفاح المسلح.

لقراءة المزيد أرجو فتح الرابط
https://orientxxi.info/magazine/article3686


السكان في عُمان

10 أغسطس 2020

المحتويات
المقدمة - الفئات العمرية - مناطق السكن - التركيبة السكانية - المسلمون الإباضيون - الحرية الدينية - غير المواطنين - التركيبة الاجتماعية والاقتصادية

المقدمة
بلغ إجمالي سكان سلطنة عمان في عام 2020م، ما مجموعه 4 ملايين و471 ألف و148 نسمة، وفقاً للتعداد الرسمي للسكان والمساكن والمنشآت. وذلك مقارنة بمليونين و773 ألف و479 نسمة في تعداد عام 2010م، حيث ارتفع عدد السكان الإجمالي في السلطنة بنسبة 61.2% خلال 10 سنوات.

ويشكل السكان الوافدون غير العمانيين 39% من إجمالي عدد سكان البلاد، حيث بلغ إجمالي المواطنين العمانيين في التعداد الأخير (تعداد عام 2020م) مليونين و731 ألف و456 نسمة، بنسبة زيادة طبيعية بين العمانيين بلغت 40%، مقارنة بعام 2010م.

بلغت نسبة الذكور من المواطنين نحو 50.4% في 2020م، بينما بلغت نسبة الإناث 49.6%، بنسبة نوع 101.6 ذكراً لكل 100 أنثى، وذلك مقابل 50.6%، و49.4% على التوالي في عام 2010م. كما بلغ عدد الأسر العمانية (406,303) أسرة، مقارنة بتعداد 2010م حيث كان عدد الأسر (260,120) أسرة، بمعدل زيادة (55%).

وبلغت نسبة الوافدين من الذكور في التعداد الأخير 78%، أما الإناث فقد بلغت 22%. ويعود هذا الفارق الكبير في معدل الجنس لصالح الذكور بين السكان الوافدين إلى أن معظمهم هم من العمال المهاجرين الذين يأتون من الهند وباكستان وبنغلادش وإيران وسريلانكا والفلبين ومصر والأردن إلى السلطنة دون عائلاتهم في الغالب.

التركيبة الدينية والعرقية في عُمان معقدة. فالجزء الرئيسي لها يتشكل من المذهب الإباضي الإسلامي، والذي ينتمي إليه السواد الأعظم من السكان، كما هو متوقع على نطاق واسع. لكن الأرقام الدقيقة غير متوفرة.

وفق موسوعة أكسفورد للعالم الإسلامي الحديث ، يتراوح عدد السكان الإباضيين ما بين 40% و45%. وهناك أقلية لا يستهان بها من المسلمين السنة، ولا يزيد عدد الشيعة عن 2%. أغلبية سكان “عمان الداخل”، وهو الجزء الشمالي الداخلي الذي تفصله سلسلة جبال الحجر عن الساحل، من الإباضيين والعرب. في المقابل، يغلب على مدن وقرى ساحل الباطنة مزيج من اللغات والأعراق، من العرب (الإباضية والسنّة على حد سواء) والبلوشيين (السنّة)، والفرس (السنّة والشيعة)، واللواتية ( الشيعة).

هناك خلاف علني طفيف بين هذه الطوائف في عمان الحديثة. وقد أدى نهاية عزلة البلاد عام 1970م إلى تطور سريع في مؤسسات الدولة التعليمية، والذي خلق تغييرات رئيسية في كيفية التعبير عن الإسلام وتطبيق شعائره.

الفئات العمرية
وتشير تفاصيل نتائج التعداد الرسمي الإلكتروني 2020م إلى أن التركيبة العمرية للسكان العمانيين شهدت تغيرًا طفيفًا، إذ ارتفعت نسبة السكان في الفئة العمرية الأقل من 15 سنة من 35% في تعداد 2010م إلى 38% في 2020م، وانخفضت نسبة السكان في الفئة العمرية 15 – 30 سنة من 35% تعداد 2010م إلى 25% في تعداد 2020م.

بلغ معدل الخصوبة الكلي 3.7 مواليد أحياء لكل امرأة عمانية في الفئة العمرية من 15- 49 عاماً ، كما بلغ متوسط معدل الحياة المتوقع 76.64 عامًا (74.69 للذكور، 78.86 للإناث).

مناطق السكن
بلغت الكثافة السكانية لعُمان 14.15 فردًا/كم2، في عام 2020م، وحافظت محافظة مسقط على تصدرها محافظات السلطنة من حيث عدد السكان، فقد بلغ إجمالي سكانها (1,302,440) نسمة في عام 2020م، مقارنة بتعداد 2010م، حيث كان عدد السكان (775,878) نسمة، بمعدل زيادة (68%).

تليها شمال الباطنة بنسبة تقدر بـ 16.5% من إجمالي عدد السكان، فمحافظة الداخلية بـ 10.1%، وظفار 10%، ثم جنوب الباطنة، وجنوب الشرقية، وشمال الشرقية بـ 9.2%، 6.9%، و6.1% على التوالي.

وتشير بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن 45% من الوافدين غير العُمانيين يتركزون في محافظة مسقط ويشكلون نحو 64% من مجموع سكانها، فيما 12% تقريباً، يقطنون محافظة ظفار، و5.9% في الداخلية، ويتوزع باقي الوافدين على المحافظات الأخرى بنسب متفاوتة.

يقدر سكان المناطق الحضرية بنحو 86.3% من مجموع السكان، ومعدل التحضر (معدل التغير السنوي) 5.25%.

لقراءة المزيد ومشاهدة الصورة أرجو فتح الرابط
https://fanack.com/ar/oman/population-of-oman/



#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصابات ملالي ايران تسيطر على ايران.. مع العراق وأفغانستان
- مملكة البحرين.. من أول سينما في 1922 إلى صدارة الترتيب العال ...
- الإعلامي نادر رونغ هوان.. بوق دعاية المافيا الصينية!؟
- رقصة الباليه الرائعة.. تخطف الأنظار وتأسر القلوب
- المجرمان خامنئي وغلام حسين إجئي.. يدافعان عن الحجاب الإلزامي ...
- أوجه الشبه بين قط الإمام وعصفور المعتمر.. وقطط وعصافير منزلن ...
- شهادات على مواضيعي: أضرار التدخين ومكبرات الصوت في الحوار ال ...
- نحو 70% من الايرانيين يؤيدون النظام الملكي 2
- نحو 70% من الايرانيين يؤيدون النظام الملكي 1
- شهادة جديدة على مواضيعي المنشورة في الحوار المتمدن
- من ستالين إلى بوتين.. استمرار المجازر ضد الأوكرانيين!؟
- جاسم مندي وابراهيم الدوي.. بين التحكيم والعمل الاجتماعي
- مسلسل صبايا مع جيني ومهيار.. يفرفش الشباب والكبار
- جفاف بحيرة أرومية الايرانية.. هل يصلح العطّار ما أفسده الدهر ...
- أضرار تانج وفيمتو والمشروبات الغازية والدايت على صحة الإنسان
- المحامية الايرانية نرجس محمدي تتنبأ بسقوط نظام الملالي
- عشقت الموسيقى الكلاسيكية منذ نعومة أظافري
- المناضلة الايرانية سبيده قليان تهز عرش الطاغية خامنئي!
- أوجه الشبه بين المدخن الكوبي والمدخن البحريني!
- الممثلة في الشرقاوي.. وذكريات الطفولة الجميلة


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد علي حسين - البحرين - أشكر الكاتب والأكاديمي البحريني عبدالله المدني على هذا الموضوع التاريخي الشيّق