أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية صفعتان على الوجه















المزيد.....

مسرحية صفعتان على الوجه


رياض ممدوح جمال

الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


تأليف : فيرينسمولنر
ترجمة : رياض ممدوح جمال

الشخصيات : يوليس– شاب
الفريد – شاب
المكان والزمان : شارع في بودابست عند الساعة الثانية بعد الظهر في يوم
خريفي مشمس.
(يوليس والفريد يمشيان الى منزليهما بعد خروجهما من المدرسة، يحملان
كتبهما تحت ذراعيهما. كلاهما في حوالي السابعة عشر من العمر).
يوليس : انك لم تقل ولا كلمة واحدة خلال العشرة دقائق هذه.
الفريد : كلا.
يوليس : الا تشعر بأنك لست على ما يرام؟
الفريد : اني على ما يرام.
يوليس: انك مكتئب طوال اليوم.
الفريد : نعم... اني مكتئب.
يوليس : لماذا؟
الفريد : بسبب امرأة مخادعة جدا.
(فترة صمت)
يوليس : تعني فِلما؟
الفريد : طبعا... فِلما. مَن غيرها؟
(فترة صمت)
يوليس : ماذا فعلت؟
الفريد : لم تفعل شيئا معينا. انها مخــــادعة، هذا كل ما في الأمر. امرأة
ككل النساء.
يوليس : على اي حال، ما الذي حدث؟
الفريد : تعرف نافورة الماء تلك التي في ساحل ماركريت؟
يوليس : نعم.
الفريد : الكثير من الفتيان والفتيات يلتقون هناك في المساء. انا وهي اعتدنا
ان نلتقي هناك ايضا.
يوليس : عند نافورة الماء؟
الفريد : نعم كل يوم عــــند الساعة السادسة مساءً. كانت تقول ان لديها درس في
الموسيقى، وانا كنت اقول اني ذاهب الى المكتبة، وكنا نلتقي عند نافورة
الماء ونذهب لنسير تحت الأشجار كحال كل المحبين... وكل الذي بيننا
أمور بريئة، حتى اني لم أقبّلها لأنها كانت تخشى ان يرانا احد ما. كلا،
كنتُ فقط آخذ يدها بيدي، وكنا نسير كثيرا ونتحدث عن المستقبل...عندما
سنتزوج، وأشياء من هذا القبيل. واحياناً نتشاجر بسبب مدرس الموسيقى.
كنتُ غيورا عليها قليل. حاولتُ ان أجعل فيلما غيورة هي ايضاً، لكنها لم
تُظهر غيرتها أبداً. انها ذكية جداً. لكنها تُحبني...
يوليس : نعم، لكن ما الذي حدث؟
الفريد : اني قادم اليك بالحديث... وهكذا كنا نلتقي دائماً عند نافورة الماءالى ان
تسلمت امها رسالة... انها كانـــت غلطتي. على الاقل ذكر نافورة الماء
فيها. كان بإمكاني ان اكتب "مكان عام"، لكن، مثل الغبي، كتبت "نافورة
الماء"... نعم، امها استلمــــت الرسالة لكنها لم تخبر فلما ولو حتى بكلمة
واحدة. وفي المساء التــــالي أخذت تراقب فلما وهي تربط شعرها بشريط
جديد، وعندما قالت فلما "درس الموســـيقى" اِدّعت انها صدقتها ودعتها
تذهب بدون كلام. لكنها تبعتها. أترى؟
يوليس : أوه!
الفريد : كان شيئاً مرعباً. انا كنت واقفاً أمام نافورة الماء، غير متوقع لأي شيء
أبداً. وظهرت فلما وتقدمت. "هلوا! " " هلوا! " قال كل واحد منّا للآخر،
ويداً بيد مشينا نحو الاشجار. سألتها فيما اذا كانت تحبني، وقالت بالطبع
انها تحبني. سألتها اِن كانت تحبني كثيراً، قالت كثيراً جداً. قلتُ " انا متيّم
بكِ ". وقالـــت هي، ليس بقدر ما انا متيمة بكَ ". قلتُ انا : من المستحيل
لأي كان ان يهيمكما أهيــــم انا بكِ ". وفي تلك اللحظة اندفعت امها كالثور
الهائج.
يوليس : ماذا تعني ب " كالثور "؟
الفريد : مثل انثى الثور أعني البقرة. اندفعت وغرست نفسها أمامنا. شعرتُ
بالرغبة في الركــض والهـــرب بعيداً، لكني لم استطع ان اترك فلما
وحــيدة في هذا المــــــوقف المرعب... وقَفت محدّقة بكلينا. لم تقل
كلمة واحــــدة لي. لم تســـــــــتطع، لم تكن تعرفني. لكنها انتزعت
يد فلما، وصرخت: " اذن هــــذا هـــــو درس المـــــوسيقى! لهذا
وضـــعت طوقا جديداً لشعرك! " المسكينة فلما لم تستطيع ان تقول
ولا كلـــــمة واحدة. انها فقط واقفة في مكانها، ترتعد. وفجأة رفعت
الأم يدها بعــــــنف، قبل ان اتمكن من منع ذلك، وجّهت صفعة
على وجه فلما... يا لها من صفعة على الوجه مدوّية.
يوليس : على الوجه؟
الفريد : على الوجـــــه تماماً! وقبل ان اتمكن من قول اي كلمة أخذَت يد فيلما
وقادتها بعيداً. كنـــت انا وافــــقاً انظر وراءهما. لا يمكنني ان اصف
لك شــــــــعوري السيئ حينها. لكني احببت فيلما اكثر من اي وقت
مضى، لأنــــي اعلم مــــــدى شعورها بالإهانة، تلقّت تلك الصفعة
وبحضوري. ثم ذهبتُ الى البيت.
يوليس : أهذا هو كل شيء؟
الفريد : كلا، القادم أسوأ. في اليوم التالي انا كتبت رسالة الى فلما، طلبت
منها مقابلتي عند نافورة المــــاء في يوم الاربعاء. مبرراً ذلك، انه
من الممكن ان نكون اكثر أمنــــــاً الآن، بعد الذي حدث، لان امها
لا يمكن ان تتوقع ان نلتقي نحن ثانية.
يوليس : وهل جاءت هي؟
الفريد : جاءت بالتأ كيد. بكت بحــــــرقة وكأن قلبها قد تحطم. انا اعلم انها
مكسورة القلب. ظلّت تردّد عدّة مرات: " لو أنها فعلَت ذلك ليس
أمامك! لو انها صفعتني في البيت لما تأثرت وعانيت نصف هذه
المعاناة ". لا يمــــكن لأي كلمة منيّ ان تواسيها. فلما فتاة معتدّة
بنفسها بشكل فضـــــيع. لم تقدر ان تبقى طويلاَ. عادت الى البيت.
وبينما كنتُ عــــائداَ الى البيت انا ايضاَ، خطرت على بالي فكرة.
يوليس : و ما هي تلك الفكرة؟
الفريد : فكرة ترفع من معنوياتها امــــــامي واتساوى معها في المشاعر.
يوليس : كيف؟
الفريد : لو اني لم اكتب تلك الرسالة الغبية الى امها لما نالت تلك الصفعة
وبحضوري. نعم، الطريقة الوحيدة التي تجعلها لن تشعر بالمهانة
بحضوري هو ان اجعل والدي يصفعني وبحضورها. هل تفهم؟
يوليس : كلا.
الفريد : سهلة جدا. كتبت رسالة الى والدي تحت اسم مجهول وغيرت من
شكل خط كتابتي. " سيدي العزيز، كل يوم وعند الساعة السادسة
يلتقي ولدك بفتاة عند نافورة الماء في ساحل ماركريت. وان لم
تصدقني، اذهـــب هنـــــاك وراقبهما، وامنح ذلك الشاب النصاب
الصفعة التي يستحقها ". الامضاء ، " صديق ".
يوليس : وهل ارسلتها له؟
الفريد : طبعا. ذلك الايحاء حـــــــول ضرب الشاب المستهتر لا يحتاج الى
اكثر من ذلك. انا اعــــرف والدي بشكل جيد. وكنت متأكداً انه لو
امسك بي سيضربني بطـــبيعته. وبهذا كنت متأكداً وبشكل مطلق،
اني سأكون متكافئ مع فلما. هي صفعت من والدتها كسيدة، وانا
صفعت من قبل والدي كرجـــــل؛ وبعـــدها لم يبقَ هناك من سبب
يجعلها ان تشعر بالانكسار امامي بعد ذلك. اليس ذلك عمل شهم؟
يوليس : بكل تأكيد.
الفريد : اي شهم لا يمكنه ان يفعل اقل من ذلك.
يوليس : كلا.
الفريد : ارسلت الرسالة، وكان بإمكاني ان ارى ذلك على ملامح وجة
ابي. وبقيت عيناه عليّ طوال المساء، وعند الساعة السادسة الا
ربع، حينما كنــــــت اهم بالخروج، سألني الى اين؟ فقلت : "الى
المكتبة ". وبالتأكيد، عندما غادرت المنزل تبعني ابي، وسار على
الجانب الاخر وراء الاشجار. انا كنت سعيدا. وصلت الى نافورة
الماء وانتظرت. فوالدي كان قد اخفى نفسه في الجانب الاخر وراء
الاشجار. وتظـــــاهرت باني لم اره. وخلال حوالي خمسة دقائق
حضرت فلمه. وكل واحــــد منا قال للآخر : "هلوا ! هلوا !." كيف
الحال؟... هل تحبينني؟... انا ا حبك "... اخـــذت يدها وأصحبتها
نحو الاشجار. وحينما وصلنا الى هناك انقض الرجل علي. " مكتبة
ها؟ انك فتى نذل! " واخــــتار سلسلة من الكلمات الجارحة وقبل ان
ينتهي، وتماما كما خطــطت له، صفعني صفعة مدوية على وجهي
بكفه المفتوح. زمجر " هيا الى البيت ! "، وقادني معه. لكن حينما
كنا نغادر رفع قبـــعته وحــــــيا فلمه بأدب. كان عملا مهذبا. وقد
احترمته على ذلك.
يوليس : نعم. يستحق ذلك.
الفريد : في اليوم التالي قابلت فلمـــا ثانية. مــــاذا تتوقع انها فعلت؟ انها
ضحكت علي.
يوليس : ضحكت؟
الفريد : ضحكت!... قالت ان اثر الكـــــف على وجهي عندما صفعني والدي
هي اكثر الاشياء متعة. واســــتمرت بالضحك ثانية... ثم اخبرتها
كــيف اني قد خططت لكل هذه الاشياء بنفسي. وعرضت لها نسخة
من الرسالة، وبينت لها كيــــف اني كنت قد اذللت نفسي لأزيل اثر
مذلتها عندها، وان ذلك ليس مدعاة للضــــــــحك والسخرية، لكنها
بقيت تضحك وتضحك بشكل جنوني. وعندما لمتها على ذلك قالت
:"لا يمكنـــــــني التوقف عن الضحك. منذ ان رأيت والدك يصفعك
لم اعد احترمك اكثر
يوليس : أهذا ما قالته؟
الفريد : هل تصدق ذلك؟... نعم... احس ان وجهي يحمر خجلا. لا يمكنني قول
اي كلمة اخرى. وعندما رات كم انني كنت ذليلاً، تأسفت قليلا وقالت "
لو تعلم كم انك كنت تبدوا مضحكا حينما صفعك. بالنسبة لي ليس من جدوى
ان اعود الى حبك ثانية. لا استطيع ذلك. اعتقد اني غير متوهمة ابد " ثم
ثم بدأت تضحك ثانية، وانا تركتها وغادرت. لم استطيع البقاء هناك وهي
تضحك.
يوليس : والان هذا هو كل شيء؟
الفريد : نعم كل شيء.
(فترة صمت)
يوليس : انها لا تستحق ان تتألم من اجلها. انها متقلبة.
الفريد: هي هكذا... ما فائدة الشهامة معها؟ ان تدع نفسك تتلقى صفعة على
وجهك في هذا الموقف، وهي مجرد تضحك عليك.
يوليس : كنت تعتقد انها ستحبك اكثر بعد تضحيتك تلك.
الفريد : نعم. وهذا هو المحير في الامر. بعد ان صفعتها امها بعنف احببتها
اكثر من قبل... واحترمتها اكثر ايضا. لكنها.. هي.. لايمكن تبرير
ذلك! لا يمكنني ان افهمها رغم كل شيء.
يوليس : ولا انا.
(يستمران في سيرهما، متشابكي الايدي بحزن)
ستار



#رياض_ممدوح_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث مسرحيات قصيرة جداَ
- مسرحية سيد المنزل
- الأسقف والشمعدانات
- المسرحية -شؤون الأزواج-
- مسرحية -هو قال وهي قالت-
- مسرحية -أمس-
- مسرحية الباب المفتوح
- مسرحية قائد الطائرات الورقية
- مسرحية -الباب المفتوح-
- مسرحية الموجة المهدورة
- مسرحية -شباب دائم-
- مسرحية الحــــــصان الطــــــائــــــــر
- الوحدة في غروب العمر مسرحية مونودراما من فصل واحد
- المخلعة مسرحية من فصل واحد
- مسرحية (طلب زواج)
- مسرحية -الأعداء-
- بعد فوات الاوان مسرحية مونودراما


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية صفعتان على الوجه