أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية -شباب دائم-















المزيد.....



مسرحية -شباب دائم-


رياض ممدوح جمال

الحوار المتمدن-العدد: 7497 - 2023 / 1 / 20 - 22:56
المحور: الادب والفن
    


تأليف: أليس جير ستنبرج
ترجمة: رياض ممدوح جمال
الأشخاص: السيدة فوبي بوني - دكستر
السيدة اجنيس دور جيستر
السيدة وليام بلا نشرد
السيدة كارولين كورتناي - بيج

(زاوية من دهليز في فندق على الخليج. كراسي مصنوعة من القصب تحت ظل النخيل. يصل صوت ضعيف لأوركسترا)
(تدخل السيدة بوني-دكستر من اليمين كما لو أنها تبحث عن كرسي مريح. تغير وضعية الكرسي بما يناسبها. وجه السيدة بوني-دكستر مجعد لكن ليس هناك ما يوحي على تقدم العمر بسبب حيويتها وعينيها الضاحكتين. توحي بان الكورسيه مشدوداً شداً محكماً، شخصيتها حيوية. تلبس رداء مسائي مطرز وعقد كلبي في رقبتها الماس. تسريحة شعرها الأبيض عالية ويديها المشذبة جيداً تومض بالحلقات. معلق في رقبتها منظار أوبرا مرصع بالماس. تحمل مفتاحاً كبيراً لغرفة الفندق. تتخذ لها كرسياً وتجلس بسلطة زعيم).

السيدة بوني - دكستر: ما كان هناك حاجة للإسراع في العشاء، يا اجنيس، فهناك الكثير من الكراسي.

(السيدة دورجيستر تلتحق بالسيدة بوني – دكستر. هي امرأة هادئة الوجه وشعرها ابيض جميل، من دون تسريحة عالية، طبيعتها الوردية تدل إنها عاشت في منزل ريفي هادئ، تلبس نظارات على عينيها، ترتدي بالطو من الحرير الذهبي الغالي الثمن أو بالأحرى هي مطلية بالذهب، بالمجوهرات القديمة، أقراط، أساور، حلقات، قلائد، اغلبها من حجر الكهرمان، ذهب وعقيق يماني. تحمل حقيبة واسعة من القماش المطرز الأسود والذهبي والتي تحتوي على مستلزمات الحياكة، فان كرة الصوف وجورب الطفل الرضيع الذي تحوكه هو ازرق ناعم).

السيدة دورجيستر: حرمنا من الفرصة ليلة أمس لأنك تأخرت عن قهوتك.
السيدة بوني - دكستر: (باستعلاء) أنا دائماً أتأخر عن قهوتي. ودائماً أنا أتأخر عندما كنت مع توماس عندما كان حياً. عائلتي دائماً تتأخر على قهوتها.
السيدة دورجيستر: (بلطف) لحظة أخرى ولم يتبقَ كرسي شاغر، فأيتها تفضلين؟
السيدة دكستر: واحدة للسيدة بلا نشرد. فقد أومأت لها بهذا الاتجاه عندما خرجنا من غرفة الطعام.
السيدة دورجيستر: (تجلس) هي ستحب هذه الزاوية. يمكننا أن نرى كل من يعبر الممر.
السيدة دكستر: (تستخدم الناظور اليدوي كم من المشاهد والعديد من الأمور الرهيبة سنرى الليلة؟ حقيقة، يا سيدة دورجيستر، إني أرغب أن ترمي هذه الأزياء القديمة من الحلي وتستبدلينها بشيء عصري؟ (تجلس).
السيدة دورجيستر: أوه، منذ أن مات زوجي لم تبق لدي رغبة لشراء المجوهرات.
السيدة دكستر: لكن مضى على موته زمن طويل. أنا جددت كل مجوهراتي منذ أن ذهب توماس. لقد صهرت حتى خاتم الزواج واعدت صياغته إلى هذا الإكليل من الزهور.
السيدة دورجيستر: هاهي العروس الشابة التي وصلت هذا اليوم.
السيدة دكستر: أين هي؟
السيدة دورجيستر: هناك عند النافورة ذات الرداء المكشوف.
السيدة دكستر: أنا لا أراها.
السيدة دورجيستر: تحركت وراء العمود.
السيدة دكستر: ليس باستطاعتي أن أراها. لماذا لم تخبريني قبل أن تختفي وراء العمود؟
السيدة دورجيستر: إن نظاراتك جميلة لكنها عديمة الفائدة، من الأفضل أن ترتدي نظارات مثل نظاراتي المحترمة.
السيدة دكستر: في الحقيقة، بإمكاني أن أرى بشكل ممتاز.
السيدة دورجيستر: حسناً، أنا لا ألومك على نظاراتك هذه. لأنها تعكس ذوقك الجميل.
السيدة دكستر: (بارتياح) ماذا؟ هل أنت مازلت معجبة بذوقي؟
السيدة دورجيستر: يا عزيزتي، منذ خمسين سنة أعرف أنك مثلي صاحبة ذوق رفيع. أليس كذلك؟
السيدة دكستر: (تتلفت حوالبها بحذر) أش! لا تدعي من في الفندق يعرف أن عمري سبعين سنة.
السيدة دورجيستر: لا أحد سيحسبها.
السيدة دكستر: بالتأكيد أنا أيضاً لا أحس بذلك. لكن دعيني أقول لك شيئاً، هؤلاء المبتدئين من شباب اليوم المتغطرسين الفارغين، ذوي الأحاديث المنمقة، وتدخينهم في الأماكن العامة، لا يمكنهم أن يحشروني في خانة الجدات. كلا أنا سأعيش عشرين سنة أخرى على الأقل، فقط لأرى هذه الأشياء الصغيرة لدى الشباب تنمو وتصبح مشاكل عائلية كبيرة، فسيعودون لي.
السيدة دورجيستر: لماذا لديك كل هذه العداوة نحو المبتدئين؟ ترهبينهم في أي مكان يشاركونك فيه. في المصاعد، في الممرات، في صالة الرقص، على الشاطئ، إنهم يتحاشون اللقاء بك لعلهم يكسبوا احترامك. إن صلتهم بك هي فقط عبارات "صباح الخير، سيدة دكستر"، "مساء الخير، سيدة دكستر". ولم يلتقوا بنا بالرغم من وجودنا هنا منذ بداية افتتاح الموسم السياحي.
السيدة دكستر: هذا لأننا لم نخلق الجو الذي يجلب انتباههم. ولأنني لا أقوم بأي عمل، فبإمكاني أن أفكر بإرهابهم، أريد جعل حتى أذكياء الشباب يشاركونني بكل شيء. إن حيويتهم ووسامتهم لاشيء بالنسبة لي. لأنه بإمكاني أن أجعل زمام الأمور بيدي. إني أرملة رجل مجتمع حكم نيويورك في فترة من الفترات، ومازالت له مكانته في المجتمع، وهؤلاء الشباب سينحنون لي طالما استنشق نفساً واحداً من الحياة!
السيدة دورجيستر: اعتقد بأنك غيورة من الجيل الحالي.
السيدة دكستر: أنا، أنا غيورة جداً.
السيدة دورجيستر: لكن أيامنا نحن ذهبت وعشناها، وجاء دورهم. والآن علينا أن نستريح، ونعطيهم فرصتهم في الحياة.
السيدة دكستر: يا سيدة دورجيستر. بإمكانك المحافظة على صحتك بالعيش أطول فترة ممكنة على هذا الشاطئ، لكن انتظري ذبول الأزهار، وتساقط أوراق الخريف، والمجيء الحتمي للشتاء بعد الخريف.. حسناً. قد يكون شعري ابيض كالثلج، لكن دمي يبقى احمر!
السيدة دورجيستر: حيويتك موضع إعجاب الجميع.عملك في النادي وعلاقاتك الاجتماعية مدار إعجاب حتى الأطباء.
السيدة دكستر: إن الأطباء هم ألد أعدائي. يخبروني انه يجب أن لا آكل هذا، أن لا افعل ذلك. يخبروني أني أصبحت مسنة، ويجب علي أن ارتاح. أنا لا ارغب بالراحة، أنا ببساطة لم اكبر في السن بعد. عندما يكون الشخص زعيماً في يوم ما، لا يمكنه أن يدع الأصغر منه سناً ينتزع مكانته.
السيدة دورجيستر: أنت مازلت شخصية قائدة وزعيمة.
السيدة دكستر: لازلت قائدة لأني لدي الرغبة في القيادة، ولأني لن ادع هذه الرغبة تموت، وكل سنة تمر من عمري ازداد صلابة في التمسك برغبة القيادة وازداد سطوة على هذا الجيل الجديد. (تلتفت يساراً) تلك هي مايو ويغهام الصلفة والوقحة ذات الثمانية عشر، أنا أود أن اصفعها.
السيدة دورجيستر: جميعهن يخشينك.
السيدة دكستر: (بغرور) أتمنى ذلك. لا أريد أن اركن على الرف مادمت أتنفس!
السيدة دورجيستر: (تنظر إلى اليسار) مساء الخير، سيدة بلانشرد.
السيدة دكستر: حجزنا هذا الكرسي لك.
(تدخل السيدة بلانشرد من مؤخرة المسرح، هي نحيفة، ومحنية الظهر وتحمل عكاز للسير، ذو رأس ذهبي. وتحمل مروحة يدوية من ريش الخزامي، وتعلق في يدها حقيبة شبكية ذهبية. وتحمل في يدها اليسرى كتاب. شكلها رائع بمعطفها الأزرق الحريري والرباط القديم النادر. ووجهها مثل الحجر الكريم المنقوش، يكاد يخلو من التجاعيد، وذات ابتسامة منيرة. تلبس عقد ماسي).
السيدة بلانشرد: مساء الخير، سيدة دكستر، سيدة دورجيستر.
السيدة دورجيستر: (تساعد السيدة بلانشرد) اجلسي، سيدة بلانشرد.
السيدة بلانشرد: كلا، شكراً لك، لاتساعدينني، لقد أوشكت أن ارمي العكاز.
السيدة دكستر: ترمي عكازك؟
السيدة بلانشرد: (مع بريق في عينيها) نعم، بعد حوالي أسبوع سوف لن احتاج إليها.
السيدة دورجيستر: سمعت قبل أيام عن امرأة تمكنت من الاستغناء عن عكازها.
السيدة بلانشرد: من كانت هي؟
السيدة دورجيستر: (تنحني نحو اليسار) إنها بطلة الغولف، ما أسمها، إن اسمها هو على طرف لساني.. تلك التي احترق صدرها.. هي التي أخبرتني عن تلك الحالة، لكن، يا عزيزتي، لا يمكنني أبدا تذكر اسمها.
السيدة بلانشرد: يجب أن اسألها عن ذلك، وكيف أنها استغنت عن عكازها.
السيدة دكستر: هل أصبحت أقوى يا سيدة بلانشرد؟
السيدة بلانشرد: يجب أن أصبح أقوى. لقد تعبت من الاعتماد على العكاز. أينما اذهب يبتعد الناس عن طريقي ليكونوا مهذبين معي. الرجال يساعدونني، النساء يرسلن أزواجهن لمساعدتي، السوّاق يساعدونني، الأولاد يتركون كراتهم ليساعدونني، النوادل يساعدونني، الشباب يساعدونني.
السيدة دكستر: الشباب! إني بصعوبة اصدق ذلك!
السيدة بلانشرد: إنهم يتهافتون حولي كالذباب يريدون مساعدتي في السير أود سحقهم بهذا (تهز عكازها). إنهم وقحين، إن تأديبهم في معاملتي على أني عاجزة هي اهانة.
السيدة دورجيستر: السيدة دكستر كانت تشتكي من وقاحتهم فقط.
السيدة دكستر: إنهم وقحون.
السيدة بلانشرد: إن ما تسمينه وقاحة هو في الحقيقة تقدير لك. إنهم لا ينظرون إليك على انك مسنّة وعاجزة. إني أستاء من اعتنائهم هذا. في يوم أو يومين سأتخلص من هذا الشيء القديم (ترمي عكازها من يدها جانباً).
السيدة دكستر: يا سيدة بلانشرد!
السيدة بلانشرد: انه ليس تهديداً فارغاً، بل إني اعني ما أقول!
السيدة دورجيستر: لكنك قلت لي بأنك كنت تستعملين العكاز منذ خمس عشرة سنة.
السيدة بلانشرد: ذلك صحيح، وقد حان الأوان لرميه بعيداً. لأنه أقدم ساق لدي وسأتخلص منه.
السيدة دورجيستر: الأقدم؟
السيدة بلانشرد: ما الذي تشكّين فيه؟
السيدة دورجيستر: يا عزيزتي السيدة يلانشرد، لقد قلت تواً بأن عكازك هو أقدم ساق لديك..
السيدة بلانشرد: وهو كذلك.
السيدة دكستر: (بظرافة) السيدة دورجيستر تريد أن تعرف بالضبط كم هو عمر ساقيك الاخريينِ.
السيدة بلانشرد: ساقيّ بالضبط ليس أكثر من تسعة أشهر!
السيدة دورجيستر: تسعة أشهر!
السيدة بلانشرد: هل تعتقدين بأنه عليّ أن أقول تسعين سنة؟
السيدة دكستر: أليس ذلك اقرب إلى الحقيقة؟
السيدة بلانشرد: (بانتظار) لكن تلك ليست هي الحقيقة! وان الحقيقة الرائعة هي أن سيقاني ليست بعمر واحد وسبعون سنة، وان عمرهم لا يتجاوز التسعة أشهر. أنا أقرأ كتاب مدهش، (ترفع الكتاب الذي في يدها إلى الأعلى).
السيدة دورجيستر: ما هو؟
السيدة دكستر: (تستعمل نظاراتها) حقيقة وشباب.
السيدة بلانشرد: يقول هذا الكتاب بأن كل خلية في جسمنا تتجدد تماماً كل تسعة شهور.
السيدة دورجيستر: لقد سمعت عن ذلك. إن ابنتي كانت تقرأ كتاب عن ذلك، وقد نسيت ما يقول فيه.
السيدة بلانشرد: إن كل خلية تعيد إنتاج نفسها طبقاً للانطباع الذي نعطيه إليها من عقلنا الباطني. نحن نكبر في السن مادمنا نحمل أفكار الشيخوخة ونعكسها على خلايانا. لكن إذا تخلصنا من وهم الشيخوخة فيمكن أن نبقى شباباً دائماً.
السيدة دكستر: اتركي لي هذا الكتاب. فأنا ادفع ثروة من اجل الشباب.
السيدة بلانشرد: ليس من الضروري أن ندفع من اجل الشباب. نحن فقط يجب أن نفكر بأننا شباب وان نكون شباب. انه قول جداً بسيط عندما نملك الإيمان.
السيدة دورجيستر: ذلك ما كانت تقرأه ابنتي.. يا عزيزتي، لا يمكنني أن أتذكر الأسماء والعناوين والأرقام!
السيدة دكستر: انه الخرف، يا عزيزتي، قلت لك بأنك أصبحت كبيرة السن..
السيدة بلانشرد: لا يبدو عليها ذلك.
السيدة دكستر: عقلها عمره مائة وخمسون سنة!
السيدة دورجيستر: (ودياً) ليس بالضبط. كنت أقوم بمعالجة الكثير من الأمور المالية منذ أن مات زوجي واخذ ذلك من وقتي الشيء الكثير، لكني أؤمن بأن تقبّل الشيخوخة على أنها نعمة يجعلها شيء ممكن احتماله.
السيدة بلا نشرد: كلام فارغ! ذلك هو التخلف! إني الآن ابتدأت أتعلم كيف أعيش. هل تعلمين بأني الآن أسعى بإجراءات الطلاق؟
السيدة دكستر: هل طلقك السيد بلا نشرد، بعد كل هذه السنوات؟
السيدة بلانشرد: نعم، بعد كل هذه السنين. زوجي لم يكن مخلصاً لي. وكنت احزن على ذلك طوال أربعون سنة ولم يراودني الشعور بالتخلص منه أبداً. ولم تكن لديّ الشجاعة لذلك لحد الآن.. لكن الآن، كل شيء أصبح واضحاً كوضوح يومي هذا.. إذا كنت حمقاء طوال أربعون سنة فهل يجب أن أبقى حمقاء إلى الأبد؟ كلا، سأتخلص منه كما أتخلص من عكازي.. أنا امرأة حرّة.
السيدة دورجيستر: يا للغرابة، عندما تعتقد بأن الاستسلام المبالغ فيه للزوج قد أضرّ بنا فرغم ذلك عندما نترمل نتمنى العودة ثانية لمثل هذا الاستسلام.
السيدة دكستر: هل زوجك يطلب منك الخضوع المطلق أيضا؟
السيدة بلانشرد: زوجي كان مندهشاً، ساخطاً.. يكتب لي ويطلب أن اكتب له الرسائل. انه كبير بالسن الآن وعلى وشك الاستقرار. والآن، حالما يريد الجلوس أمام الموقد ويراقب حياكتي للصوف، أقوم بخداعه.. فأدعي بأني لست مستعدة للجلوس أمام الموقد وأفضل أن اذهب للعب الروليت أكثر من الحياكة. وبالمناسبة لقد قامرت وخسرت ثلاثمائة دولار في الليلة الماضية.
السيدة دورجيستر: لقد عدنا مبكراً ليلة الأمس.
السيدة دكستر: كان ذلك عند منتصف الليل.
السيدة دورجيستر: تجولنا قليلاً قبل أن نعود. الجو كان معتدلاً جداً واني أحب التمدد على الكراسي في مثل هكذا جو.
السيدة دكستر: اعتقدت انه ليس من المناسب لامرأتين وحيدتين التمدد على الكراسي وعلى ضوء القمر عند منتصف الليل، لكن الولد الملّون قال إن كل ما تعملونه مناسب هنا.
السيدة دورجيستر: كان شيئاً رومانسياً جداً.
السيدة دكستر: الرومانسية موجودة مع كل نسمة تأتي من خلال النخيل.
السيدة بلانشرد: (بمرح) أنا لم ارجع إلى الفندق حتى الصباح. بقيت هناك العب الروليت، حتى إني تناولت الفطور هناك.. عدت ولم تكن الحلقة في إصبعي.. فقد رهنتها عند صديقي الذي ضحك كثيراً من الفكرة.
السيدة دورجيستر: لم تحضري معنا على الشاطئ هذا الصباح!
السيدة بلانشرد: كنت نائمة حتى الغداء. سأعود الليلة لأربح واستعيد حلقتي ثانية. (تفتح حقيبتها وتظهر فواتير) سأبدأ بخمسمائة دولار الليلة.
السيدة دكستر: اعلمي انك تبددين ثروة!
السيدة بلانشرد: (تضحك) لا يهم. لقد تسلمت نفقة كبيرة بشكل مدهش. لأن المحكمة اعتقدت بأني سوف لن أعيش طويلاً واني بحاجة لعناية طبية مركزة. لكني لم انفق أي شيء للعناية الطبية وعندما يتوجب على أن اقضي اوقاتاً جميلة لأعوض عن الأربعين سنة الماضية! أجد انه يوجد رجل واحد فقط في حياتي قد أحببته ولم يكن زوجاً لي (بعجالة) بإمكانكم أن تندهشوا.. إني حرّة الآن فبإمكاني التحدث عنه.
السيدة دكستر: ماذا حدث له؟
السيدة بلانشرد: لا أعلم شيئا عنه.
السيدة دورجيستر: لا يمكنني أن أتخيل الشيء الذي يجعل الزوجة لا تحب زوجها. إن ذلك يفقدني عقلي.
السيدة بلا نشرد: لم يكن قد مضى أربعة أشهر على زواجي حين علمت بهيام زوجي بامرأة أخرى متزوجة. وكان قد تزوجني فقط ليبعد الشك عن تلك العلاقة. بالطبع الآن أرى انه كان يتوجب عليّ أن اطلب الطلاق منه في حينها، لكني كنت صغيرة ولا أجرؤ على فعل ذلك. ولأثير غيرة زوجي ليعود لي أوجدت شابا وهو نقيب في البحرية وقد تفهم يأسي وخططي تلك..
السيدة دورجيستر: أظهر هيامه بك! هذا يثير أعصابي.
السيدة بلانشرد: نجح هو في إثارة غيرة زوجي لكني وقعت في حب الشاب.
السيدة دكستر: والشاب بدوره أيضاً وقع في حبك يلاشك؟
السيدة بلانشرد: نعم.
السيدة دورجيستر: يا سيدة بلا نشرد. إن حياتك هي مأساة، لكني لا أرى تجاعيد في وجهك تظهر تلك المأساة.
السيدة بلانشرد: لن ادع المأساة تظهر على وجهي. واحتفظت بهذا السر في عقلي. وكنت أجدها فكرة فظيعة أن يموت زوجي وأصبح حرة وأجد أحداً غيره من جديد. وان كان لابد من ذلك، فيجب أن لا يرى الوجه الذي هام به في شبابه قد غطته التجاعيد.
السيدة دكستر: إن الذي يفكر في عيشك طول هذه السنين يقول انه كان لابد من أن تتطلّقي منذ زمن بعيد.
السيدة بلانشرد: انه شيء مضحك، أليس كذلك؟ عندما تكونين أنت والسيدة دورجيستر أرملتينِ، أنا كان لابد أن أتحمل زوجاً لا يموت؟
السيدة دكستر: وماذا حصل للشاب؟ نقيب البحرية؟
السيدة بلانشرد: طلب نقله من دائرة عمله وأراد أن يكون في ابعد ما يمكنه عني. ويبدو أن بعد المسافة غير كافِ لكسر الانجذاب المغناطيسي بيننا.أخيراً أرسل انه في الصين، وبعدها انقطعت أخباره على اثر أحداث شغب حصلت هناك.
السيدة دورجيستر: ولم تسمعي عنه أي خبر بعد ذلك؟
السيدة بلانشرد: كلا. وقالت الحكومة عنه انه مفقود. لاشك أن الصينيين قد سجنوه ومات في السجن. اعتقد لابد انه قد مات، كل هذه السنوات أتصور انه قد مات، أحسست روحه بقربي، يوجهني، يحرسني..
السيدة دورجيستر: (تهز رأسها) هل تعتقدين إن روحه يمكن أن تكون بقربك؟ أنا لا اعتقد أن روح زوجي بقربي. أنا اجلس وأحوك وأفكر فيه، الغائب قد انتهى وسكت.
السيدة دكستر: أنا اعتقد بأن إيمانك بهذا الشيء هو الذي يساعدك.
السيدة دورجيستر: (تهز رأسها نافية) لم أتمكن من الإحساس بوجود مثل هذه الصلة.
السيدة بلانشرد: (كلها أمل) أوه! اعرف أن اوليفر ترينت لن ينساني أبداً. إن عاش أو هرب، اوليفر كان سيجدني. اعرف أن اوليفر قد مات وبأن روحه ترافقني بمودة طول هذه السنوات العشرين!
السيدة دورجيستر: أنا وزوجي أحببنا بعضنا بعمق. وان الحب الذي كان بيننا يجب أن يدوم حتى بعد موته، لكني لا استطيع الاعتقاد أن يمكنه الاتصال بي روحياً.
السيدة بلا نشرد: يمكن ذلك إن كان لديك الإيمان. وان كان لاشيء هناك غير الحب بينكما، وتحسين به دائماً، وأنا ابتدأت الشعور به، بعد أن حاولت لفترة طويلة الإيمان به، لفترة طويلة أفكر فيه فقط، لكني الآن ابتدأت الإحساس به وبعمق لأفهمه! واشعر بالدفء خلاله. أوه، سأترك جانبا سيقاني القديمة (ترمي عكازها جانباً).
السيدة دكستر: بالطبع، انه قد احبك، أنا متأكدة انه يتصل بك إذن.
السيدة دورجيستر: إن كان هو حيّ الآن وأنت الآن مطلّقة.
السيدة بلانشرد: لذا يظهر ظل رومانسيتي، فكر فقط، لاشيء هناك ملموس، أرعبني العيش دون رسائل، لا صلة بيننا سوى أفكاري، لكن تلك الأفكار منعتني من الانهيار كل هذه السنوات.
السيدة دكستر: وأبقت الأفكار وجهك شاباً.
السيدة بلانشرد: لن ادع وجهي يتغير، ربما معجزة تجعلني أراه ثانية، فيجب أن أبدو له كما يتذكرني. لكني لا استطيع السيطرة على جسدي كما يلزم، غدوت اتعب من الحياة أكثر فأكثر حتى احتجت إلى العكاز لأتوكأ عليها، لكن الآن ضاعفت من رفع معنوياتي لذلك أنا هنا.
السيدة دكستر: وها أنت تتحدّينا بأن تسيري من دون العكاز.
السيدة بلانشرد: (تبتهج) سوف افعل، سأفعل. احزن فقط عندما أفكر في الماضي. إنها عادة سيئة. سوف لن أعيدها ثانية. إلا إذا تأكدت إني قد خرجت من قلبه ولم يعد يحبني، هذا يهمني أكثر مما إن كان حياً أم لا. لأعرف إن كان طوال هذه السنوات هو الذي يقودني ويرعاني وكان قريب مني وليس خيالي أو أكن اخدع نفسي. فقط لو أمكنني أن اعرف ذلك.
السيدة دكستر: يجب أن أواصل الاعتقاد بأنه يتذكرني.
السيدة دورجيستر: (بمواساة) أنا متأكدة من ذلك.
السيدة بلانشرد: (تهز رأسها) بنيت حياتي على إيماني به، إذا تأكد لي أني كنت مخدوعة في حبه لي، اعتقد انه يمكن أن يقتلني.
السيدة دكستر: لكن إذا كان لديك برهان على حبه لك.
السيدة بلانشرد: (بعيون مشرقة) أوه! لو كان لدي دليل.
السيدة دكستر: (تنظر خارج المسرح) إنها هنا تلك الجميلة السيدة كورتناي. أريد أن أتعرف عليها أكثر. هل ندعوها للجلوس معنا؟
السيدة بلانشرد: من هي؟
السيدة دكستر: ألامرأة ذات الشعر الأبيض بالقطيفة البيضاء تحمل مهفة سوداء. إنها جاءت هنا بعد انتهاء الحداد على زوجها الأخير.
السيدة دورجيستر: الأخير! كم زوجاً كان لديها؟
السيدة دكستر: إن مقلّم الأظافر قال لي كان عندها ثلاثة، والكاتب في محل المجوهرات قال واحد فقط، إنهم قيّموا لها لآلئها، كان عندها الكثير من اللآليء الرائعة، أحب أن أرى لآلئها عن قرب، ألا تحبون ذلك؟
السيدة بلانشرد: (تريد التسلية) أوه! نعم، ادعيها إلى هنا معنا، أنا أود تبادل المعلومات معها حول الأزواج. هل هي هنا وحدها؟
السيدة دكستر: يقولون أنها جاءت هنا وحدها، لكني لاحظتها على الشاطئ مع رجل، وفي مرة مع رجل آخر في كرسي المعوقين، هي لوحدها الآن ومن الواضح أنها تبحث لها عن مكان للجلوس، فلابد من دعوتها.
السيدة دورجيستر: (بشكل خجول) لكني لا أعرفها. فأدعيها أنت.
السيدة بلانشرد: ألا تعرفينها أنت يا سيدة دكستر؟
السيدة دكستر: يمكنني أن ادعّي معرفتها. كيف حالك؟ (تنحني بلطف).
(السيدة كورتناي تدخل من جهة اليسار. إنها ذات شعر ابيض، وهي في الستينات من العمر. ذات طلعة بهية وثّابة وفي رداء مسائي مخملي ابيض. إنها تبدو من ذلك النوع القادر على ابتزاز الآخرين بأي عمر كانوا. رداءها له سحر القرون الوسطى ذو أكمام طويلة بالرغم من انه منخفض جدا عند الرقبة. مجوهراتها من اللؤلؤ،عقود من اللؤلؤ. تحمل مهفة من ريش اسود، وحقيبة مخملية سوداء، ومجموعة من الرسائل مربوطة بشريط اسود).
السيدة كورتناي: كيف حالك؟ يجب أن تعذريني، كيف يمكن أن لا أتذكر الاسم؟
السيدة دكستر: السيدة دكستر، من نيويورك. لا تقولي لي يا سيدة كورتناي بأنك قد نسيتني.
السيدة كورتناي: (باتزان) أوه! نعم، السيدة دكستر اسم مشهور جداً، أتذكر أننا قد التقينا، قبل خمسة سنوات بالضبط في الأوبرا. مقصورتك كانت بجانب مقصورة كارولز. نحن كنا ضيوفهم ذلك المساء عندما كنا أنا وزوجي الأخير في نيويورك في رحلة زفافنا.
السيدة دكستر: نعم، بالطبع، انه ذكاء منك أن تتذكريني. صديقتايّ، السيدة دورجيستر والسيدة بلانشرد.
السيدة بلانشرد: كيف حالك؟ ألا تجلسي؟
السيدة كورتناي: بلى، شكراً لكم. (تجلس) سبق أن رأيتك يا سيدة بلانشرد. هل هذا عكازك؟ (تلتقط العكاز وتسلمه بأدب للسيدة بلانشرد).
السيدة بلانشرد: (تأخذ العكاز منها بأدب كدليل على تهذيبها) شكراً لك.
السيدة دكستر: أنا السيدة دورجيستر نقضي إجازة الصيف هنا في خليج بالم، أما السيدة بلانشرد فهي مواطنة مقيمة هنا دائماً.
السيدة بلانشرد: وأنا قادمة من سانت لويس ومن حسن الحظ أن أتعرف بهما شخصياً. وقد سمعت عن السيدة دكستر قبل أن أتعرف عليها.
السيدة كورتناي: بلانشرد من سانت لويس. إن الاسم مألوف.
السيدة بلانشرد: ابنتي تزوجت دوق كاوبرغ.
السيدة كورتناي: أوه! نعم، نعم، إن ذلك حدث مؤخراً، يبدو لي إني رأيت ذلك الاسم مؤخراً.
السيدة بلانشرد: لاشك في ذلك. فان الاسم تردد كذلك عند طلاقي!
السيدة دورجيستر: اعتقد انه لديها الشجاعة الكافية للتطوع لمواجهة الحياة بمفردها.
السيدة بلانشرد: إن امتلاك الحرية مجددا شيء رائع جداً.
السيدة كورتناي: إنها على حق تماماً. لماذا يتوجب على المرأة أن تبقى تحت العبودية مادام هناك في كل مناسبة فرصة لتحالف أفضل!
السيدة بلانشرد: يا الهي! هل تعتقدين إني قادرة على الزواج ثانية في عمري هذا؟
السيدة كورتناي: لم لا؟ أي امرأة يمكنها أن تتزوج أي رجل تريد.
السيدة دورجيستر: (باعتدال) أوه! يمكن للرجل أن يحصل على أي امرأة يريد، أما المرأة فلا. استمر هنري مصّراً حتى تزوجته، أما أنا لا يمكنني ذلك.
السيدة دكستر: (تسيطر على أسلوبها) أنا لا اعرف، إني اجتهدت للحصول على توماس فحصلت عليه.
السيدة بلانشرد: ليس لدي أي رأي. إني التقيت بالذي أردت بعد أن كان قد فات الأوان.
السيدة كورتناي: ما الذي تقصدينه بقد فات الأوان؟
السيدة بلانشرد: بعد أن كنت قد تزوجت من شخص آخر.
السيدة كورتناي: لكنك الآن مطلقة.
السيدة بلانشرد: أوه! الآن قد فات الأوان. حبي كان أكثر من عشرين سنة.
السيدة دورجيستر: هل تعتقدين حقاً انه بإمكان المرأة أن تتزوج أي رجل تريد؟
السيدة كورتناي: لديّ إثبات على ذلك. أنا تزوجت ثلاث مرات، أتزوج بعد كل مرة أترمل فيها، والآن عندي خطيب آخر. أليس هذا برهان على ذلك؟
السيدة بلانشرد: (برقّة) هل تسمحين لي أن أقول بصراحة.. انك امرأة جميلة جداً يا سيدة كورتناي. إن مثل هذه الجاذبية لا تتطلب جهد آخر من ناحيتك.
السيدة كورتناي: شكراً لك، لكن هناك علم عن جذب المحب، حاله حال أي علم آخر. ولم تمر لحظة في حياتي لم أكن فيها عاشقة.
السيدة دكستر: (تكاد تصهل) إن ذلك مستحيل! لا يوجد أناس في العالم لتحقيق ذلك!
السيدة كورتناي: (برقّة حقيقية) أوه! نعم يوجد، طالما تحملين أفكار الحب، ستجدين اؤلئك الذين تحبينهم سينجذبون هم إليك بالمقابل.
السيدة دكستر: أين تسكنين الآن، يا سيدة كورتناي؟
السيدة كورتناي: شيكاغو، لكني ولدت في سان فرانسيسكو. أنا كنت زوجة ايميلي تاردون.
السيدة دكستر: هل تعنينه حقاً! هل جادّة أنت! وكأنه الأمس، عندما كانت صورك تملأ المجلات، ملكة جمال الساحل الغربي!
السيدة كورتناي: انهمكت الصحف بذلك عندما أصبحت مخطوبة إلى هارلو بنكام، في حينها كنت في الثامنة عشرة. عندما انظر للوراء أدرك أي مهنة رائعة كان يمكن أن تكون لي مع هارلو، تعرفين انه مات قبل أن نتزوج، في حادث سباق الخيول. المسكين هارلو بنكام أعطاني الكثير من اللآليء (تلعب بشكل لا إرادي بعقد اللآليء).
السيدة بلانشرد: اللآليء الرائعة هذه!
السيدة دكستر: (تلبس نظاراتها) لا يمكنني أن ارفع عينيّ عنها.
السيدة كورتناي: هذا العقد الأقصر والأصغر أعطاني إياه هارلو على ارتباطنا، وأعطاني الماس أيضاً. لكن اللآليء الأخرى كانت هدية شكر منه لي لأني تخليت عن رغبتي في الظهور على المسرح مفضلة عليها الزواج منه.
السيدة دورجيستر: هل أردت أن تكوني ممثلة؟
السيدة كورتناي: رغبت في ذلك أكثر من أي شيء في حياتي.
السيدة بلانشرد: كان من الممكن أن تكوني شيئاً رائعاً جداً.
السيدة كورتناي: لقد عارضتني عائلتي، كما تفعل كل العوائل.
السيدة دكستر: في تلك الأيام كانوا يفعلون ذلك.
السيدة كورتناي: لهذا كان لابد لي من التخلي عن فكرة التمثيل على المسرح، (لكن من الواضح بأنها تمثل في الحياة الحقيقية منذ ذلك الوقت).
السيدة دكستر: (بخفوت، تنظر إلى الأسفل يساراً) انظري، انظري، ذلك هو الرجل الذي حاول مغازلتي قبل أيام أثناء حفلة الرقص في البستان.
السيدة كورتناي: ألا تعرفين من هو ذلك الرجل؟
السيدة دكستر: كلا.
السيدة كورتناي: ذلك هو بيفيرلي ستراون، الروائي الأكثر رواجا.
السيدة دكستر: يا رب! أنقذني!لابد انه قد اختارني لشخصية العمّة الأرملة في روايته القادمة.
السيدة دورجيستر: هل تزوجت السيد كورتناي بعد السيد الذي مات، هارلو بنكام، خطيبك الأول؟
السيدة كورتناي: كلا. أصبحت مخطوبة إلى هارلو فيليب، رجل انكليزي التقيت به في مصر. كان في طريقه إلى جنوب أفريقيا. كان يعمل في الخدمة الدبلوماسية -في الهند ونقل إلى جنوب أفريقيا. جلب لي هذا العقد الثاني، الأكبر والأطول، من الهند. مضى إلى جنوب أفريقيا ليهيأ بيتاً هناك ويعود لي، لكنه مات من الحمّى، ولم نكن قد تزوجنا بعد.
السيدة بلانشرد: كم هذا مأساوي ومثير!
السيدة دورجيستر: أنا كان لا يمكن لي أن أتحمل مثل هذا.
السيدة دكستر: وماذا عن العقدين الآخرين؟ عندك اثنان بعد.
السيدة كورتناي: هذا الثالث كان هدية من زوجي كورتناي. لم اقبل أن آخذه منه إلا بعد أن تزوجنا.
السيدة دورجيستر: كان ذلك احتراس حكيم. لأنهم يقولون بأن اللآليء تعني الدموع.
السيدة دكستر: انه من المفاجئ أن يخاطر بإعطائك اللآليء بأي حال.
السيدة كورتناي: لا بد انه كان غيوراً من الآخرين، بالطبع، لا يمكن لي أن ارمي العقود الأخرى وهي جميعها عزيزة عندي وغالية.
السيدة دكستر: طبعاً لا.
السيدة كورتناي: لهذا اضطر أخيراً إلى شراء هذا العقد في فيّنا، اكبر وأطول من الآخرين.
السيدة بلانشرد: بعد ذلك هل مات هو أيضاً مثل الآخرين؟
السيدة كورتناي: أوه! كلا، السيد كورتناي كان الرجل الثالث الذي ارتبطت به، لكنه الوحيد الذي تزوجته. وانه مات قبل سنة.
السيدة دورجيستر: (تخرج بعض الأقراص الهضمية من حقيبتها وتعرضها عليهن) هل ثمة من يريد قرصاً؟ يبدو أني تناولت الليلة شيئاً لم يناسبني تماماً (تأخذ قرصاً).
السيدة دكستر: (تأخذ قرصاً) شكراً لك.
السيدة دورجيستر: (تقدمها للسيدة بلانشرد) السيدة بلانشرد؟
السيدة بلانشرد: كلا، شكراً، لا احتاج إليها أبداً منذ أن بدأت الحمية الجديدة.
السيدة دكستر: ما هي حميتك الجديدة؟
(تقدم السيدة دورجيستر قرصاً إلى السيدة كورتناي فتأخذه السيدة كورتناي وهي صامتة)
السيدة بلانشرد: البندق، فاكهة، لا لحم، لا خبز، لا خضار حار، لا قهوة، لا شاي.
السيدة دورجيستر: هل امتنعت عن الأكل كله؟
السيدة بلانشرد: عدا الفاكهة والبندق فسأبدو كالريشة، ففي غضون أيام سأمشي وحدي وارمي هذه العكاز.
السيدة دورجيستر: انك قلت سترمين هذه العكاز بعد أسبوع.
السيدة دكستر: كوني على حذر الآن، لا تتحملي المخاطر!
السيدة بلانشرد: الكتاب يقول انه لا يجوز أن نحمل أفكاراً سلبية في عقولنا. أخبرتك انه متى ما كان عندي الإيمان الكافي بالسير فسأسير بدون عكاز!
السيدة دكستر: أوه! الكتاب.
السيدة بلانشرد: (تسلّم الكتاب إلى السيدة دكستر) الحقيقة والشباب.
السيدة دكستر: (تقرأ مقتطف من الكتاب عشوائياً) "الرجل المتوسط العمر وامرأة متوسطة العمر يختاران كرسي مريح وتستقر فكرة في رأسيهما بأن حياتهما قد انتهت وما عليهما إلا انتظار النهاية. النساء يفعلن هذا أكثر من الرجال. عندما ترى النساء إن صغارهن قد كبروا واستقلوا عنهن، يشعرن بان حاجة الحياة إليهن قد انتهت. لاشيء أكثر خطأ من هذا. الجدات هن أحرار"..
السيدة دورجيستر: (تقاطع قراءة السيدة دكستر) لحظة فقط، عفواً، لكن قلت كان أسم المرأة التي هبطت من الطائرة مع الطيار في نيويورك؟
السيدة كورتناي: تلك كانت هاليدا من الدانمرك، إنها واحدة من الحمقاوات. يقولون إنها كانت قد أمنّّت على نفسها قبل أن تصعد إلى الطائرة.
السيدة بلانشرد: أنا لم أرَ جلدها أبداً. إنها تغطيه بالطلاء وشفتاها مثقلة بالطلاء الأحمر. أمس على الشاطئ كانت ترتدي قبعة صوفية بلون الليمون على رأسها مع ياقة كبيرة وبكامل حليها ومجوهراتها التي كانت قد أعطيت لها.
السيدة دورجيستر: وهل تزوجت الطيّار؟
السيد دكستر: (تعود إلى كتابها) لا تسألي أسئلة سخيفة يا دورجيستر. "الجدّات هم نساء أحرار، يملكون شباباً جديداً. لديها رؤيا مجربة وتجربة وحكمة عظيمة.. "آه، يا دور جيستر، أنت يجب أن تقرئي هذا الكتاب، فهو سيرفع معنوياتك للأعلى، سيكون عقلك مثل الصوف.
السيدة دورجيستر: (بمرح) أنا كنت دائما سيدة منزل أفضل منك، يا سيدة دكستر.
السيدة دكستر: أفضل مني! ألم أقم بواجبي على أتم وجه؟ ألم أدير منزلي في نيويورك، بيت في لندن، شقق في باريس، كان عندي حتى قصر في فينيسيا، كلا، ليست الحياة العائلية هي التي تجعلك كبيرة السن، بل هو الخمود العقلي.
السيدة كورتناي: إن الخمود العقلي هو أسوأ عدو، للروحية الشبابية، أنا ارفض أن يكون عندي هذا الخمود العقلي!
السيدة دكستر: السيدة دورجيستر لا تستطيع أن تعيش لنفسها أبداً. عندما تكون في البيت، تكون عبدة لأحفادها. وعندما تكون بعيدة عنهم فنادراً ما ترفع نظرها عن الصوف وتنظر إلى بستان جوزة الهند فقط.
السيدة دورجيستر: (تنظر بعيداً) أوه، بإمكاني أن أحوك دون أن انظر.
السيدة دكستر: أنا أكثر أنانية. تركت أولادي وأحفادي يكبرون لوحدهم. طالما هم ليسوا جائعين، فلا دخل لي في أمور حياتهم الأخرى. فلن اقضي أمسياتي في ترقيع جوارب طفل رضيع. لديّ عملي في الأوبرا، أدير حفلات العشاء وأسلّي زواراً أجانب بارزين. عندي لجان في النادي، منظماتي الخيرية، وادرس فن التصوير لأصور كل ما يخص زوجي وأضيفها إلى مجموعة صوره كالحفل التأبيني له. وادرس اللغة الاسبانية لآني في الصيف القادم سأقضيه في بوينس آيرس. لكنك أنت يا سيدة دورجيستر، تجعلين أولادك يعتمدون عليك، ودائماً تكونين ممرضة لأحفادك.
السيدة دورجيستر: إن من واجبي أن أساعدهم حين يمرضون.
السيدة دكستر: أنت تفكرين هكذا، أما هم فيدعونك تقومين بهذا لأنهم لا يريدون أن يجرحوا مشاعرك ويفهمونك بأنهم ليسو بحاجة إليك. أنت تعتنين بأحفادك لكي تذهب أمهم للعب البريدج، أنت توفرين فاتورة ممرضة لتنفق أمهم هذا المال في النادي الريفي.
السيدة دورجيستر: لكنه شيء محزن أنهم لا يحتاجوننا.
السيدة بلانشرد: كنت تخبرينا عن لآلئك، يا سيدة كورتناي، إن النظر إليهم شيء رائع ويبعث على السرور.
السيدة كورتناي: هذا هو العقد الرابع، الأكبر والأطول، انه هدية من خطيبي الجديد. أنا هنا بانتظار أن اقضي الوقت إلى أن يحين الوقت للزواج.
السيدة دكستر: يا الهي (تنظر إلى الأسفل يساراً) ها هي السيدة والاس مورس في رداء آخر، وكالمعتاد بلا تنوره داخلية.
السيدة كورتناي: اعتقد أنها مرتدية تنوره داخلية!
السيدة بلانشرد: أنت محظوظة لإيجادك خطيباً جديداً! أنا أخشى أن لا أجد القدرة على الاهتمام بأي رجل بعد اهتمامي برجل في الماضي.
السيدة دورجيستر: ولا أنا.
السيدة دكستر: لا يستحق الرجال أن أزعج نفسي بهم.
السيدة كورتناي: عندما كنت في باريس الخريف الماضي، كنت ضائعة بدون زوج، فاخترت أكثر الرجال أهلية في نظري. هو كبير السن جداً، لكنه لطيف جداً ولديه منجم ثمين في استراليا.
السيدة دكستر: هل هو فرنسي؟
السيدة كورتناي: كلا، أمريكي، لكنه لم يكن في هذه البلاد لأنه كان لمدة طويلة في المفوضية الأمريكية في الصين. كانت حياته مثيرة. كان قد أصبح أسيراً في أعمال الشغب التي حدثت في الصين وأبلغت الحكومة الأمريكية انه كان مفقوداً لغيابه عدة سنوات، لكن خادماً صينياً مخلصاً هرّبه إلى استراليا.
السيدة بلا نشرد: (تبدأ هواجسها ترتعد، يديها ترتجفان قابضة العكاز) خطيبك، اسمه..
السيدة كورتناي: أوليفر ترينت، رئيس شركة تعدين استراليا.
(يتصاعد لهاث السيدة بلانشرد بألم وتطلق قبضتها عن العكاز، فيسقط العكاز على الأرض).
السيدة بلانشرد: أوليفر ترنيت، قلت أوليفر ترنيت؟
السيدة دورجيستر: (بشكل اعتيادي) لماذا، انه ليس اسم الرجل الذي أحببته، لم يكن ذلك هو اسمه، يا سيدة دكستر؟
السيدة كورتناي: الرجل، يا سيدة بلانشرد، أنا لا افهم شيئاً.
السيدة دكستر: (تحاول التخفيف من حدة الموقف) السيدة بلانشرد سبق أن أخبرتنا عن صديق لها كان قد فقد في أحداث الصين. اعتقدت بأنه مات. والآن تشك بأنه عزاء لها بان تسمع بأنه لا يزال على قيد الحياة.
السيدة بلانشرد: (ذبلت وظهرت كبيرة السن) كلا، يا سيدة كورتناي، من الصعب جدا أن أتحمل حقيقة انه لازال حيّاً. حملته في قلبي كشخص مات منذ عشرين سنة. عشت على فكرة انه قد أحبني. أحبني ذات مرة، لكني الآن اعرف بأن الرجال لا يمكن أن يكونوا صادقين. عندما ذهب إلى الصين استبعدني من فكره إلى الأبد. انه قد نسيني، من اجل النساء الجميلات الأصغر سناً.
السيدة دكستر: لن اسمح لمثل هذه الأشياء تقلقني. إن الرجال لا يستحقوا مثل هذا الإعجاب الدائم. انظري حواليك وحوالين الآخرين.
السيدة دورجيستر: (بلطف) ربما، السيدة كورتناي سترجعه لك، إذا تبين لنا انه هو نفسه الذي تقصدينه.
السيدة بلانشرد: (بعنف) أريد ما هو ملكا لي، لا أريد أن انتزع ملك غيري.
السيدة كورتناي: (تسحب كرسيها وتتقرب من السيدة بلانشرد أكثر وتتكلم معها بلطف) تريدين أن أسلمك إياه؟ (تداعب بتردد عقد اللآليء الأكبر) انه كان صعب جداً بالنسبة لي، ولم احصل عليه بسهولة. كان لابد لي أن استخدم كل الوسائل الفنية التي تعلمتها من تجاربي الماضية لكي احصل عليه. لم يسبق له أن تزوج وهو خائف جداً من الزواج، لكني أقنعته. وإذا سلمته لك، هل أنت متأكدة بأنه سيتذكرك؟
السيدة بلا نشرد: (تسيطر على ألآمها الروحية) كلا. لا تزعجي نفسك. يجب أن أتحمل الموقف. أنا، أنا اشعر بأني عمياء تماماً، كما لو أني قد تلقيت ضربة على رأسي، لكني ربما أن قلبي فقط. أنت ترين أننا أنا وهو كنا نحب بعضنا جداً، لكني تزوجت وكان لابد له أن يسافر. وعدني انه لن ينساني. لكنه كان شاباً، وربما كان يجب أن لا أصدقه. وعندما لم اسمع عنه أي خبر مرة ثانية وان الحكومة قد ذكرت بأنه مفقود، الجميع قال لابد أن يكون قد مات. كان آخر لقاء سري بيننا في المتنزه قبل يوم من سفره قطعت قليلاً من شعري كان شعري مثل الكهرمان الذهبي ووضعته في علبة صغيرة معلقة في سوار ساعة يده.
السيدة دورجيستر: (تترك ابر حياكتها وتسقط كرة الصوف إلى الأرض) أتذكر، أتذكر، علبة فضية صغيرة معلقة في سوار ساعة يد، انه عندي أنا، عندي هو منذ عشرون سنة (تنزع سوارها) ابني جلبه لي من الفلبين، كان قد أعطاه له خادم صيني.
السيدة بلانشرد: (متطرفة في حماسها) السوار.
السيدة كورتناي: خادم صيني.
السيدة دورجيستر: نعم، انه هو ذاته الذي قلت انه أنقذ خطيبك الحالي. تذكرت ذلك كله الآن. كم كان هذا غباء مني إني لم أتذكر ذلك من قبل، لكن كما قالت السيدة دكستر: إن عقلي كرة من الصوف، ذلك الخادم الصيني.
السيدة بلانشرد: نعم، نعم، استمري!
السيدة دورجيستر: (بسرعة) تعلمون إن الفوضويين اقتحموا المفوضية، قاتل هو بجرأة للنهاية، الخادم الصيني وصف ذلك كله، كيف كان قد أخذ سجيناً وعذب حتى فقد عقله تقريباً. في الليل قام يهذي، باسم امرأة، لم يكن أحد ممن كانوا يعملون في المفوضية يحمل هذا الاسم، اخبرني ابني بالاسم لكني عندي مثل هذه الذاكر التعيسة لا تتذكر الأسماء، لكن الاسم لم يكن حقيقياً مميزاً لا بد انه كان كنية أو لقب.
السيدة بلانشرد: هل كان دي دي؟
السيدة دورجيستر: (تنقض فجأة) دي دي، دي دي، ذلك كان هو الاسم! أوه! رأسي الغبي!
السيدة بلانشرد: (بشكل مثير للشفقة) يقصد "عزيز".
السيدة دكستر: (بمحبة للسيدة دورجيستر) لماذا أخفيت هذا عنّا طول هذا الوقت؟
السيدة دورجيستر: (تكسب الثقة) وما أدراني أن قصة ابني كانت حول السيدة بلانشرد لو لم تذكر العلبة الفضية المعلقة بسوار الساعة؟ لكني الآن استرجعت كل شيء في ذاكرتي، أثناء الليل كان يهذي بهذا الاسم، كم أحب هو هذه المرأة، اخذ سوار الساعة وفتح العلبة وقبّل الشعر الأشقر فيها، وقد أخفاه ولم يحتفظ بأي شيء غيره، حافظ عليه بدرجة كبيرة حتى انه أعطاه لخادمه الصيني ليحافظ عليه من السرقة. اخذوا ماله وكل ما كان عنده. لكن الخادم حافظ عليه ولكن، ولكن..
السيدة بلانشرد: (يغلفها الانتباه) وكيف نسيت القصة بعد؟
السيدة دورجيستر: تلك هي الحكاية بالضبط، أنا أخبرك ما جرى تماماً، أوه، يا لذاكرتي الغبية، يا سيدة بلانشرد، أنت تشتتين أفكاري، السوار، الخادم الصيني هربه إلى المركب.
السيدة بلا نشرد: من كان يهرب إلى المركب؟
السيدة دورجيستر: السيد الذي كان اسمه..
السيدة بلانشرد: أوليفر ترينت.
السيدة دورجيستر: نعم، إلى المركب، وبحرص شديد أخفاه وراء بعض البراميل، وابتدأت السفينة بالتحرك فأضطر الخادم الصيني إلى الركض للنزول من السفينة ونسي السوار، وهكذا بقي السوار كطلسم السحر. وبعد سنوات قليلة عندما خدم ابني في الفلبين، أعطاه إياه كطلسم سحر لان ابني كان مريضاً جداً بالحمى، فأصبح ابني مؤمن بالخرافات فأعطاني إياه لأحمله مع أساوري كحماية لي، والآن، أنا سأعطيك إياه، لأنه سحرك، يا سيدة بلانشرد، سحر حبه الأبدي.
(السيدة بلانشرد عاجزة عن الكلام، لكنها تأخذ السوار في كلتا يديها وترفعه إلى شفتيها، كضوء يجلب الإلهام إلى عيونها).
السيدة كورتناي: ولهذا السبب كان صعب عليّ أن اجعله يهتم بي. هو اخبرني عن حبه الأول، تكلم عن دي دي، وهو اخبرني بأنه عندما فقد الكهرمان الذهبي، شعر بان روحه خرجت والى الأبد، قال إنها تزوجت، وانه ليس من حقه التفكير فيها، لكنه لم ينسها أبداً، قال لي بأنه يحبها دائماً، وعندما سأخبره عنك، يا سيدة بلا نشرد، فسيأتي إليك فوراً، حقاً كان يجب أن يكون لك، وأنا لن أتزوجه، لكني سأحتفظ باللآلئ فقط.
السيدة دورجيستر: لكن إن كنت تحبينه أنت..
السيدة كورتناي: بالنسبة إلى هذه المسألة، فانا يمكنني دائماً أن أجد شخصاً آخر.
السيدة دورجيستر: يا الهي، صوفي أصبح بحالة فوضى.
السيدة دكستر: من الأفضل لك أن تتركي أعمال الحياكة، يا سيدة دور جيستر، وتتجهين إلى كتابة القصة، فاجأتني تماماً بتألقك المفاجئ. يا خادم الفندق، هل يمكنك أن ترفع هذه الأقداح.
السيدة دورجيستر: نظارات الأوبرا على رقبتك بدلا من الألماس!
السيدة دكستر: يا الهي، هل تعتقدين أن من واجبي أن أقيم علاقة حب كي أتخلص من نظاراتي؟
السيدة دورجيستر: (بصعوبة فهمت الفكرة) مشت بدون عكازها!
السيدة كورتناي: (بابتسامة لطيفة) أوه، لكي يبقى الشخص شاباً، يجب عليه أن يحب.


ستار



#رياض_ممدوح_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية الحــــــصان الطــــــائــــــــر
- الوحدة في غروب العمر مسرحية مونودراما من فصل واحد
- المخلعة مسرحية من فصل واحد
- مسرحية (طلب زواج)
- مسرحية -الأعداء-
- بعد فوات الاوان مسرحية مونودراما


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية -شباب دائم-