أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية -الأعداء-















المزيد.....


مسرحية -الأعداء-


رياض ممدوح جمال

الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 12:18
المحور: الادب والفن
    


تأليف: نيث بويس
وهوت شنز هابكود
ترجمة: رياض ممدوح جمال
الأشخاص: هو و هي
المكان: غرفة جلوس
الوقت: بعد العشاء
(هي ممددة على كرسي طويل، تدخن سيكارة وتقرأ كتاباً. هو جالس على منضدة وعلى يساره مصباح نفطي.. يرقم صفحات مخطوطة أمامه. قلم في يده. يلقي نظرة عليها، يرفع المصباح، ثم يعيده، ينفث زفيرا دلالة نفاد الصبر. تستمر هي بالقراءة)

هو: أهذه لمبة!
هي: (بهدوء) ماذا بها؟
هو: أوه، لاشيء. (هي تقلب الصفحة، تستمر بالقراءة باهتمام) هذا مصباح جهنمي!
هي: ما أمر المصباح؟
هو: قلت لك ألف مرة أن يكون لك بعض التنظيم في البيت، بعض الترتيب، بعض الانتظام! المصابيح لا نفط فيها، رؤوس الفتائل لم تقطع، فوهتها دائما تدخن! وأنت لا تزالين تتساءلين بأنني لا أعمل أكثر! كيف يمكن لرجل أن يعمل بدون مصباح؟
هي: (تلقي نظرة فاحصة على المصباح) تبدو لي اللمبة تعمل بشكل جيد. من الواضح أن فيها نفطاً، ولم تدخن، أما بالنسبة للفتيلة فقد شذبتها اليوم بنفسي.
هو: آه، أجبت عن كل شيء.
هي: قم بهذه الأعمال بنفسك في المرة القادمة، يا عزيزي!
هو: (بغضب) لكن وقتنا ثمين جداً لا نضيعه بمثل هذه الأعمال العادية! لماذا لا تدربين تريزا على تلك الأعمال ألم يسبق وان قلت لك ذلك كثيراً؟
هي: إن تدريب التريزا سيأخذ كل وقتي، سيستغرق ألف سنة.
هو: أوه، أعرف! كل الذي تريدين عمله هو أن تستلقي في الفراش بانتظار الفطور، تدخنين السجائر، تكتبين مقالاتك الأدبية، تلتقين برجال آخرين غيري، تتكلمين بشكل ذكي في دعوات العشاء، ولم تقولي كلمة واحدة لي في البيت! فلا عجب أن لا يكون لديك الوقت الكافي لتدريب التريزا!
هي: هل هنالك شيء آخر في الورقة بعد؟
هو: لديك أسلوب سيئ بالتأكيد في تغيير موضوع الحديث!
هي: (تعود إلى كتابها) أنا آسفة.
هو: كلا، لا تأسفي، ثبتي لديك الملاحظة الأخيرة من الورقة.
هي: (شاردة الذهن) ماذا اثبت؟
هو: ثبتي بأنك غير اجتماعية وامرأة وحشية!
هي: إن مزاجك مرتاح الآن.
هو: من يعش مع شخص بارد الدم مثلك عليه أن يضربها بالمشواة ويرميها خارجاً.
هي: أتمنى أن تقرأ أوراقك بهدوء وتتركني لوحدي.
هو: لماذا عشت معي خمسة عشر سنة إذا كنت تريدين أن تكوني لوحدك؟
هي: (تتنهد) تمنيتك دائماً أن تستقر.
هو: الاستقرار الذي تعنيه هي حالة الانزعاج من الأمور البيتية، حول الأطفال، حالة أريد أن أكون معك، حالة أن أتوقع اهتمام منك بي.
هي: كلا، أنا اقصد فقط أن انعم بالسلامة في المساء أحياناً. لكن (تضع الكتاب جانباً) أرى بأنك تريد أن تتخاصم.. فعلى ماذا تريد الخصام؟ اختر موضوعك، يا عزيزي.
هو: عندما تكونين مع هانك فأنت لا تريدين مساء سلمي!
هي: وكيف عرفت ذلك؟
هو: آه، رأيتك معه ومع الآخرين وأنا اعرف الفرق. عندما تكونين معهم تكونين يقظة ومهتمة. وتحتفظي لي بالإهمال. (توقف برهة) طبعاً، اعرف لماذا.
هي: أحد الأسباب بان "هم" لا يتحدثون عن فتائل المصباح ومثل هذه المسائل الصغيرة. يتحدثون عن أمور كبيرة.
هو: بعض الناس يسمونها مسائل صغيرة!
هي: حسناً.. على أية حال مسائل أكثر إثارة.
هو: نعم، أعرف بأنك تعتقدين أن هذه المسائل أكثر أهمية من العائلة والأطفال والزوج.
هي: أوه، نادراً، أنت تعرف.. للتغير فقط. أنت تحب أن تغير نفسك أحياناً.
هو: نعم، أحياناً. لكن أنا أتحمس وأكون مهتماً حينما أكون معك. ليست السجائر والمغازلة هي التي تثيرني.
هي: حسناً، أنت شخص مثير. تنفعل بدون سبب على الإطلاق.
هو: هل البيت والزوجة والأطفال هي لاشيء على الإطلاق؟
هي: هناك أشياء أخرى. لكن علينا العودة إلى نقطة شجارنا الأصلية. أنت مخطئ في وجهة نظرتك عني تماماً. أنا اجتماعية جداً معك ومع أي شخص آخر. هانك، على سبيل المثال، يكره الكلام.. أكثر مني بكثير. أنا وهو نقضي ساعات طويلة ننظر إلى البحر.. كل منا غارق في أفكاره الخاصة.. بدون أن نقول كلمة واحدة. ماذا يمكن أن يكون أكثر مسالمة من ذلك؟
هو: (بسخط) أنا لا أعتقد بأنه سلمي.. لكنه يجب أن يكون رائعاً!
هي: انه.. خارق. أتمنى لو كنت أنت مثل ذلك. أي ليالي جميلة كنا سنقضيها سوية!
هو: (بمرارة) أكثر ليالينا هي صمت مطلق.. ما لم نتخاصم!
هي: نعم، إذا أنت لا تتكلم، لأنك تعبس. أنت غير جميل بصمتك بل جميل أن لا تسكت حقاً.
هو: ذلك صحيح.. معك.. نادراً ما أكون هادئا معك.. لأنه نادراً ما تبدين أي شيء لي. أنا أكون هادئاً أكثر إذ أنت لم تعبري لي عن أي شيء.
هي: (بجدية) نفس الشجار القديم. نفسه لخمسة عشر سنة! وكل ذلك لأنه أنت هو أنت وأنا هو أنا! وأعتقد أن هذه الحالة ستستمر إلى الأبد.. أنا سأبقى صامتة، وأنت..
هو: ليس المهم أن نصمت أو نتكلم، المهم انه هناك شيء مشترك لنتحدث عنه فحينها أعتقد أنني سوف لن اسكت. تلك هي النقطة!
هي: هل تعتقد حقاً انه لا شيء مشترك بيننا؟ كلانا نحب دستويفسكي ونفضل بيرغوندي عند احتسائنا الشمبانيا.
هو: أذواقنا ورذائلها مناسبة جداً، لكنها لا تمس أرواحنا.
هي: أرواحنا؟ لماذا هما هكذا؟ كل روح على حدة.
هو: نعم،لكنهما لا يريدان أن يكونا متحدين. الروح ترغب إيجاد الشيء الذي فيه تندمج وبهذا تفقد وحدتها. وهذه أمنية فقدان الروح لوحدتها بالاتحاد.. هي الحب. انه جوهر الحب كما هو شيء من الدين.
هي: أيها الشماس، أنت تنمي الأشياء المقدسة كل يوم أكثر فأكثر. أنت ستقودني للشراب.
هو: (بمزاج جيد) وذلك فقط سيكمل القائمة.
هي: حسناً، أعتقد بأننا قد نكون اجتماعيين أكثر.. بالرغم من الذي تقوله، رذائلنا ليست متوافقة بالضبط. أنت بالمقدمة على الشرب.
هو: نعم، وأنت في أشياء أخرى. لكن ربما يمكنني اللحاق بك، أيضاً..
هي: ربما.. إذا أعطيتها كل وقتك حقاً، كما فعلت في الشتاء الماضي، على سبيل المثال. لكني اشك إذا كان بإمكاني التساوي معك في معاقرة الخمر.
هو: (بمرارة) أنا لا يمكنني أبدا اللحاق بك ومساواتك في خيانة الروح.
هي: حسناً، هل تتوقع من روحي أن تبقى مخلصة بعدما تضربها بالمشواة؟
هو: كلا، أنا لا أتوقع ذلك منك! ولدي بعض الأمل بأنك ستعودين إلى أفكاري حول العائلة والأطفال أو حول علاقاتنا الشخصية. تبدين رغبة بسيطة للأشياء التي تهمني كثيراً. فان إلحاحي يضايقك. فتغضبين وتزعجينني بتراجعك. إنها حماقة منا إننا لم ننفصل منذ زمن بعيد.
هي: ثانية! هكذا أنت تكرر نفسك، يا عزيزي!
هو: نعم، أنا ضعيف جداً. بالرغم من أن أفضل قراراتي هو أني أحببتك. لكن الآن أنا أعني ذلك.
هي: أنا لا أعتقد انك تؤمن بانفصالنا. أنت دائماً لا تعني نصف الأشياء التي تقولها.
هو: أنا الآن أعني ما أقول. قضيتك مع هانك هي على أعصابي. هي خيانة روحية حقيقية. عندما تهتمين به تفقدين أي اهتمام بالعائلة والأطفال وبي أنا. فانه من واجبي الانفصال.
هي: أوه، كلام فارغ! أنا لم انفصل عنك عندما كنت تلاحق الأرملة في الشتاء الماضي.. تمضي ساعات معها كل يوم، تتعشى معها وتتركني وحدي، وقلت لي بأنها كانت المرأة الوحيدة التي فهمتك دائماً.
هو: أنا لم ألاحق الأرملة، أو أي امرأة عداك أنت. إنهم هم يلاحقونني.
هي: أوه، طبعاً! نفس الشيء منذ ادم بالضبط.. لا أحد منكم لديه الاندفاع الكافي ليذهب إلى التفاحة بنفسه! "لاحقتك" لكنك لم تهرب بسرعة كبيرة، أليس كذلك؟
هو: لماذا يجب أن أهرب، وأنا مطلوب من قبلهن ويمكنهن الحصول علي؟ أعتقد أني أظهرت اندفاعاً رائعاً في ملاحقتك! أكثر من مجموع دزينة رجال اظهروا اندفاعهم. انه صحيح، وكما تقولين أنت، بأن النساء الأخريات يفهمن ويتعاطفن معي. جميعهن ما عداك أنت. لم يكن بإمكاني أن أكون في جوهري غير مخلص، أكثر من أن يكون السبب هو الشفقة. أما أنت فالخيانة لديك سهلة.
هي: أنا لا أعتقد ذلك. أنا ربما أحببت ناس آخرين، لكني ما حلمت أن أتزوج أحداً منهم ما عداك أنت.. ولا أعتقد أبداً أن أي منهم قد فهمني. وأخذت حذراً كبيراً جداً من أن لا يفهموني.
هو: كيف، قبل أيام قلت بأن هانك قد فهمك أكثر مني. وقلت باني أنا كنت مستقيماً جداً، وباني لو كنت شيء لعرفت أنت ذلك!
هي: كالمعتاد، أنت تحرف كلماتي. إن الذي قلته أنا هو باني أنا وهانك متشابهين كثيراً، وبأنك أنت مستقيم وغريب وكيوحنا المعمدان تائه في الصحراء!
هو: الوعاظ لا يقومون بالأعمال التي أنا أقوم بها.
هي: أوه، أليس كذلك؟
هو: حسناً، أعرف أني شرير كما يمكن لأي رجل أن يكون. يمكنك أن تفهمي ذلك إن كنت تحبيني. أنا سيئ بالكامل مثل هانك.
هي: هانك لا يدعي انه مستقيم، لهذا السبب ربما تكون أنت الأسوأ. لكني أعتقد انك تتحكم بعقلك لتكون مستقيماً أو شريراً، ولا يفترض أن تكون كلاهما.
هو: إن كلاهما في واقع الأمر، كأي إنسان آخر. أنا لست منافقاً. أحب الاستقامة كما أحب الشر أحياناً. لكني لا أحب أن أكون متفرجاً بارداً عندما تكون لديك علاقات غرامية . عندما تهتمين بالآخرين، فأنت لست معي.
هي: لماذا تدعي الانفعال حول لمبة عندما تكون في حقيقة الأمر غيور؟ أنا أسمي ذلك نفاقاً. أنا أتمنى أن يلعب الرجل بنظافة. لكن ما تريده هو أن تراقب وتسيطر علي، بينما تشعر بأنه لك الحرية الكاملة بان تسلي نفسك بأية طريقة كانت.
هو: أنا لا أغار من دون سبب أبداً، وأنت هو السبب. أنت تعترضين على الفتي الودودة والطبيعية ومن ثم تتوقعين مني أن لا أكون غيوراً من اندفاعك للخيانة، عندما تفقدين كل شعور نحوي. أنا تعبت من هذا. انه سوء فهم جوهري، فيجب أن ننفصل حالاً.
هي: أوه، حسناً جداً، إن كنت مصراً على الانفصال. لكن تذكر، أنت من طلب ذلك. أنا لم اقل أبداً باني أريد الانفصال عنك.. لو كنت قد قلت، فلن أكون هنا الآن.
هو: كلا، لأني أعطيتك كل ما عندي. غمرتك بحبي. وأنت أزعجتني وحطمتني. أنا لست على ما يرام بسببك. جعلتني اعمل فوق طاقتي من أجلك للدرجة التي لا أعيش فيها حياتي الحقيقية. لقد استبعدتني، وطريقتك هي اللامبالاة ببرود. تريدين أن أبقى بحالتي الشريرة. أنت الشيطان الذي لا يقوم في الظاهر بأي أذى حقيقي، ولكنك تحتقرين رغباتي وكل ما يرضيني. لننفصل.. أنت عدوي الوحيد!
هي: حسناً، تعرف انه قيل لنا بأن نحب أعداءنا.
هو: قمت بواجبي على أتم وجه بهذا الخصوص. الناس الذين نحبهم هم الوحيدون القادرون على إيذائنا. هم أعداؤنا ما لم يحبونا بالمقابل.
هي: "أعداء الرجل اؤلئك الذين هم من عائلته الخاصة".. نعم، خصوصاً إن كانوا يحبون. بسبب حبك لي، جنيت علي، ضايقتني، أزعجتني، لمدة خمسة عشر سنة. أنت تدخلت في، أخذت وقتي وقوتي، ومنعتني من انجاز الأعمال العظيمة التي لمصلحة الإنسانية. سحقت روحي، التي تشتاق إلى الصفاء والسلام، وذلك بشكواك الدائمة!
هو: (بسخط) شكواي الدائمة!
هي: نعم، بالطبع. لكنك تعرف، يا عزيزي، أنا أكثر تفلسفاً منك، وأنا أعترف بكل هذا كضرورة. الرجال والنساء أعداء طبيعيون، مثل القطة والكلب.. لكن بدرجة أكبر. إنهم قد اجبروا على العيش معاً لفترة من الزمن، أو هذا السباق الرائع لا يمكنه أن يستمر. بالإضافة لذلك، ومن اجل أن يمتلكوا أفضل الأطفال، فيجب على الرجال والنساء المختلفين مزاجياً، أن يعيشوا معاً. إن صدمة ولهب التقاء المزاجين العدائيين هو ما ينجب أطفالاً لطفّاء. حسناً، أنجزنا قدرنا وأنجبنا أطفالنا، وكانوا أطفالاً جيدين. لكن حقيقة.. هل تتوقع أن نعيش بسلام معاً.. ذلك شيء كثير جداً!
هو: إذا كانت فلسفتك صحيحة، فتلك حجة أخرى للافتراق. إذا قمنا بواجبنا سوية، فلنستمر في طرقنا ونحاول القيام شيء آخر منفصل.
هي: منطقي جداً. ربما سيكون أفضل. لكن بلا طلاق.. لأنه مألوف جداً.
هو: تقريباً مألوف وشائع كموقف من الأزواج.. بأنهم غير مهمين بالضرورة.. كالمرأة المثالية في القصة الفرنسية التي تقول: أجد الخيانة أكثر شيوعا من الطلاق.
هي: كلا الأمرين يحدثان كل يوم. لكني لم أرَ أي سبب للطلاق ما لم يكن أحد الأزواج يريد الزواج ثانية. أنا لن أطلقك. لكن الرجال يمكنهم دائماً أن يكون لديهم أطفال، ولذلك هم دائماً يتذبذبون في وهم كبير. إذا كنت تريد الزواج ثانية، يمكنك أن تطلقني.
هو: كالمعتاد، تريدين أن تريني عنيفاً، أنا لا أتقبل فلسفتك. الأولاد هم نتيجة الحب، والحب يجب أن يستمر. انه يستمر، إذا كانت هناك علاقات صحيحة. ليس أعادة زواج أو الرغبة غير الواعية لتوليد الآخر هو الذي يحركني، لكن الحاجة الداخلية لذلك العطف الغريب لم يسبق أن تم إشباعه أبداً.. والموت دون إشباعها فشل لأكبر خيالات البشر.
هي: لكن ذلك هو بالضبط الوهم العظيم. ذلك المستحيل الذي سحرنا لإدراكه، وذلك سيقودك، طبعاً، إذا تركتني، بين اذرع نساء أخريات غيري.
هو: وهم! الوهم ما تقولينه بالضبط. وهناك فقط نجد الحقيقة. وبالتأكيد أنا اطعن بقسوة الوهم أو الحقيقة، أينما كانت. إنها حقيقة بالنسبة لي. لكني أخشى أن أكون قد تأخرت كثيراً. أخشى أن تكون الامراه الأخرى هي المستحيل.
هي: (بشكل جدي) "أنا لا أستطيع فهم هذا الوحش يصاب بالإغماء رغبة للتمرغ في الوحدة الحرة". (هو يجعل غضبه بادياً، هي تستمر بسرعة) أنا كنت اقتبس من فيلسوفك المفضل. لكن بالنسبة لي لن يكون ذلك متأخراً جداً.. لا، لا.. أنت أكثر جاذبية من أي وقت آخر، وذلك يبين جحودك لي، وبهذا تأكدت بأنني أتعلم التحرر منك. أنت ستجد شخصاً ما بسهولة لتعشقك وتواسيك على كل آلامك معي. لكن كن حذراً في حينها.. ستحصل على ربة بيت جيدة.
هو: وأنت أكثر جاذبية من أي وقت مضى. أعرف بأن الآخرين يرون فيك ذلك. وأنا تعلمت التحرر منك، أيضاً.
هي: نعم، تطور الحجاج.
هو: أنا ما كنت سأرى امرأة، إذا أنا ما عانيت منك.
هي: أنا ما كنت سأعاني من الرجل، إذا أنا ما رايتك.
هو: أنت ما رأيتني أبداً!
هي: يا خسارة. نعم! (بإحساس) أنا رايتك كشيء جميل جداً.. رائع جداً. حساس.. أكثر من أي شخص أنا عرفته.. أكثر حساسية.. لازلت أراك بهذه الطريقة.. لكن.. من مسافة بعيدة جداً.
هو: (مصدوم) مسافة بعيدة جداً؟
هي: هل تشعر كم هي بعيدة تلك المسافة التي بيننا؟
هو: أنا شعرت بها، كما تعلمين.. لذلك أنت أكثر فأكثر كنت تدفعيني أبعد وتريدين شخصاً ما أكثر فأكثر.. شيء آخر. لكن هذه هي المرة الأولى التي اعترفت فيها بأحاسيسك.
هي: نعم.. لم أرد الاعتراف بها. لكن الآن أرى بان هذه الأحاسيس ذهبت بعيداً جداً. هي كما لو أننا كنا على حافتي نهر متقابلتين تزداد المسافة بينهما.. فتفصلنا عن بعضنا أكثر فأكثر.
هو: نعم.
هي: أنت سرت في طريقك الخاص، وأنا لي طريقي الخاص.. وهناك خليج يفصل بيننا.
هو: الآن فهمت ما أعني..
هي: نعم، بأننا يجب أن ننفصل.. لا بل أننا منفصلون.. ورغم ذلك احبك.
هو: قد يحب شخصان بعضهما، ورغم ذلك لا يستطيعان العيش سوية. انه شيء مؤلم جدا، لك، ولي..
هي: آذينا بعضنا كثيراً..
هو: حطمنا بعضنا كثيراً.. نحن الأعداء. (فترة صمت)
هي: أنا لا افهم ذلك، كيف وصلنا إلى هذه الحالة.. بعد أن عشنا طول هذه المدة سوية. هل نسيت كل ذلك؟ كم كنا شريكين رائعين؟ كم غرفنا من مرح الحياة بكلتا يدينا.. كم لعبنا مع الحياة ومع بعضنا البعض! على الأقل، لدينا الماضي.
هو: الماضي مرير.. لان الحاضر مرير .
هي: أنت تخطيء الماضي.
هو: إن الماضي يحكم دائماً من قبل الحاضر. قال دانتي، أسوأ جحيم في البؤس الحالي ناتج عن تذكر سعادة الماضي.
هي: دانتي كان رجل وشاعر، وناقم على الحياة. (فترة صمت وشعور) ماضينا بالنسبة لي رائع، وسيبقى رائعاً في ذاكرتي، مهما يحدث.. مليء باللون والحياة.. كامل!
هو: ذلك لان حياتنا سوية كانت بالنسبة لك حادثة عابرة.
هي: كلا، إنما لكوني اخذ الحياة كما هي، لا اطلب منها أكثر من اللازم.. لا اطلب أن يكون أي شخص أو أي علاقة أن يكونوا مثاليين. لكنك أنت مثالي.. لا يمكنك أن ترضى عن أي شيء. لديك سم، سم الاشتياق إلى الكمال في روحك.
هو: كلا، ليس للكمال، لكن للاتحاد. ذلك ليس طلب المستحيل. العديد من الناس لديهم هذه الروحية والذين هم لم يحبوا كما أحببنا نحن. لا يعتبر العمل الفني سليماً، مهما كانت أجزاؤه ومواده رائعة، إن لم يتوفر الاتحاد الكلي بينهما.
هي: ذلك بالضبط ما اعنيه. أردت أنت التعامل مع علاقتنا، ومعي أنا، كالطين، وموديل تشكله أنت في إطار رايته في مخيلتك. أنت فنان عاطفي. لكن الحياة ليست مادة بلاستيكية،تتشكل كما نريد.
هو: أنت محقة،كان عندي حب الذات الموجودة عند الفنان، اتجهت نحو المادة التي لا يمكن أن تتشكل. أنا يجب أن اذهب عنك، واشبع حاجتي من الاتحاد، من الزواج، وإلا لا يتم ذلك معك.
هي: نعم، لكنك لا تستطيع أن تحقق ذلك بإرادة المرأة الأخرى. أنت تواجه نفس الوهم.. نفس الصحوة.
هو: كيف؟ ثم، هل بالإمكان أن اشبع حاجتي الباطنية؟
هي: ذلك بينك وبين ربك.. هذا الذي لا اعرف عنه شيء.
هو: كان يمكن اذاً أن أجردك من التدين وأريده في مكان آخر.. في الدين، في العمل.. بنفس الشدة أردته فيك.. نحن ما كنا سنحتاج إلى هذا الفراق.
هي: وكان يجب أن نكون سعداء جداً بوجودنا سوية!
هو: نعم.. كاهتمام صرافي العملات.
هي: بالضبط. إن الطريق المعقول الوحيد لاثنين كاملي النمو أن يكونا معاً.. وذلك رائع جداً، أيضاً.. يعتقدان إن عاشا معاً لخمس عشرة سنة ولم يمل احدهما من الآخر أبداً! ولا يزال لكل منهما ما يثير اهتمام أشخاص أكثر في العالم! كم عدد الناس المتزوجين الذين يمكنهم أن يقولوا ذلك؟. أنا لم أضايقك أبداً، أليس كذلك، يا شماس؟
هو: تضايقيني،تعذبيني،تملليني؟ لا أبداً، تغوين الشيطان! (ينتقل قربها).
هي: عشقت دائماً الشاعر والصوفي الذي فيك، بالرغم من انك تقودني للجنون تقريباً، فأنت رجل دين!
هو: أنا دائماً عشقت المرأة فيك، الغموض،الرمز والطيران، ذلك الذي لااستطيع امتلاكه!
هي: أليس بالإمكان أن تنسى الله لفترة، وتأتي معي؟
هو: نعم، يا عزيزتي، ومع ذلك، فأنت احد مخلوقات الله!
هي: مخلصة للنهاية! ثم أي هدنة، تلك التي ستكون؟ (فاتحة ذراعيها) هدنة مسلحة؟
هو: (يضمها إليه) نعم، في لحظة (هي تضحك).

ستار



#رياض_ممدوح_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد فوات الاوان مسرحية مونودراما


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية -الأعداء-