أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي عبد القوي العبسي - وضعت الحرب أوزارها 1_1















المزيد.....

وضعت الحرب أوزارها 1_1


عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وضعت الحرب في اليمن أوزارها !
ولم يبق سوى الاعلان عن اتفاق إنهاء الحرب في الأيام القليلة القادمة
وبهذه المناسبة يكون من الجيد أن نتفكر في واقع ما جرى نتدارس الأخطاء و نفكر في تدبير ما يتعين علينا فعله في قادم الأيام
نغتنم فرصة فترة الهدنة والانفراجة
ونجري تغييرا حكوميا وإداريا وبرنامجيا ونعدل في الخطط والطرائق والأساليب
تكيفا مع المستجدات الطارئة والتحولات المشهدية

نعم
لقد جاء دور التقييم والمراجعة والدروس
وجاء أوان الاستفادة من الأخطاء واغتنام فرصة تصحيحها
وتحقيق بعض الإنجازات لصالح المواطن والدولة

واقع الحال يقول اننا
كسبنا معركة الحرب العسكرية
ولكننا خسرنا المعارك في حروب أخرى ومجالات أخرى

خسرنا كنخبة سلطوية وطنية معارك كثيرة طيلة فترة الحرب
اي في سنوات الثورة الشعبية والحرب
وفشلنا في مجالات كثيرة حيوية وهامة فشلا ذريعا
وكانت محصلة السياسة فيها تقترب من الصفر !!

فشلنا :
في تحسين معيشة المواطن ضمن ممكنات الواقع
واقع العدوان والحصار وفي إطار ما تسمح به اقتصاديات الحرب
وخسرنا في معركة مكافحة الفساد (نحن لم نخض هذه المعركة اصلا لعدم وجود القوة التي لديها استعداد لمحاربة الفساد
أو لضعفها أو انشغالها وعدم كفاءتها !! وتدني إمكاناتها !! المادية والفنية والمعرفية !!
وهذا الملف ملف مكافحة الفساد هو أهم الملفات لمن اراد صلاح الحال في الدولة
وخسرنا محاولات الحفاظ على بريق ومصداقية الوحدة في عيون الناس
فالوحدة لم تفقد بريقها في الجنوب فقط بل وحتى في قطاعات واسعة في الشمال
لاسباب وعوامل عديدة
ولمواجهة هذا الواقع الصادم المفاجئ شمالا !!
لم نبذل أدنى جهد ثقافي وإعلامي وتنويري لافهام الناس أن الاتحاد الكبير مزاياه وايجابياته أكثر وافضل من دولتين أو دويلات تتسم بخصائص العجز والضعف على كل المستويات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا
حتى السلام الاجتماعي بات أكثر ركاكة وهشاشة
ونحن جميعا ساهمنا في ذلك بقصد وبدون قصد !!
السلام الاجتماعي أصبح في خبر كان
في ظل واقع استشراء العصبيات المناطقية والحزبية وتوالد الانقسامات حتى داخل الفريق الواحد !!
كما حدث في ذروته إبان أحداث ديسمبر وبعدها
وهو ما سحب نفسه على التوترات الاجتماعية التي كنا نلمس مظاهرها هنا وهناك في أكثر من بقعة
داخل جغرافية الصمود طيلة السنوات القليلة الماضية .
صحيح أننا نعيش في خضم الأزمة المركبة المستعصية التي فاقمت من شدتها الحرب الظالمة
لكن السلم الاجتماعي كان بمقدورنا أن نحرز فيه تقدما كبيرا
لو أننا عدنا إلى فضيلة الحوار الوطني واجرينا حوارات يمنية وطنية بينية موسعة
و فوتنا حتى القليل من تدخلات المستعمر واذنابه الرجعيين
ولو أننا رشدنا الخطاب الإعلامي الثقافي والسياسي والديني
بشكل أفضل
وقطعنا الطريق على البعض من المتشنجين سواء كانوا ناقدين أو موالين!!

نعم الإخفاق والفشل هو واقع الحال في المجالات الحيوية الهامة
في تلك المساحة التي كان بامكاننا إحراز النجاح فيها
ضمن ماهو متاح لنا وماهو متوفر لنا من قدرات وخبرات مكتسبة أو ما تتيحه لنا بعض عوامل القوة المجتمعية وماهو واقع في نطاق مسئوليتنا الذاتية التاريخية
فالخارج الاستعماري وأذنابهم وقوى الثورة المضادة وطابورهم الخامس
لا يتحكمون كلية في المشهد الاجتماعي والسياسي والإداري والاقتصادي والثقافي الإعلامي
لا يتحكمون كلية في المجال العام
وليس لديهم استحواذ كامل على قطاعات كبيرة من جماهير شعبنا ومثقفينا وكوادرنا
نعم
كان بامكاننا أن نتلافى جزءا مهما من واقع هذا الفشل والاخفاق المرير
الذي تعرض له الجميع جميع من في السلطة الوطنية وعلى كامل تراب الارض اليمنية الواقعة
تحت إدارتها
أتحدث هنا عن حكومة صنعاء الوطنية وايضا عن بعض الاداريين في عدن وتعز ومأرب ربمامن الذين كان لديهم محاولات للتخفيف من هول الإخفاقات الواقعة في نطاق الحكومة الموالية للاحتلال
ولنترك جانبا الحال في حكومة موالاة الاحتلال
التي لم يكن ولا يصح أن نتوقع منها اصلا تحقيق الخير للناس !
ولنركز في حديثنا عن الوضع في حكومة الإنقاذ الوطني
والمناطق التي هي تحت سلطة الحكومة الوطنية
يبقى السؤال
وماذا عن دور القوى المضادة التخريبي ؟ واسهامها في الفشل ؟

هنا قد يقول أحدكم أن ما فشلنا في تحقيقه وقت السلم كيف كنا سننجح في تحقيقه وقت الحرب والعدوان الظالم والحصار والحروب العديدة التي شنت علينا عسكريا واقتصاديا و إعلاميا وثقافيا
كيف كان بالمقدور ذلك والثورة المضادة وقواها في الخارج والداخل كانت ولازالت تزداد قوة واستشراسا مع مرور الوقت !!
بعد ما صنعته من انحرافات في مسارات الثورة الشعبية طوال مراحلها الثلاث من يوليو 2007
اي منذ اندلاع الحركة السلمية الجنوبية إلى انتفاضة فبراير الشعبية الشبابية ثم ثورة
21ايلول 2014الشعبية
وما أحدثته القوى المضادة المناوئة والرافضة لكل اهداف ومطالب تلك الحركات الشعبية الثورية
هذه القوى المضادة التي قادها النظام السابق والذي راح يبرر رفضه وقمعه لتلك الحركات ضمن تصوراته عن المؤامرة ويخلط بينها متعمدا وبين أنشطة ما سمي بالفوضى الخلاقة
للتغطية على حقيقة مطامعه في الاحتفاظ بالسلطة (ومعلوم ماهي المصالح الطبقية المهيمنة التي كانت تقوده وتحركه )
الثورة المضادة التي قادها بقايا النظام السابق و المسنودة خارجيا بقوى تحالف العدوان وجماعات االارهاب الأصولي فعلت بالسياسة والمجتمع والدولة اليمنية الافاعيل نكاية وحقدا
على الطريقة الشمشونية المعروفة
وتسببت بكوارث سياسية واجتماعية كبرى هزت البلد وراحت تنسب مسئوليتها إلى الثوار
امعانا في التضليل وخداع عامة الناس وبسطائهم والتغرير بهم
وايهامهم أن ما حدث سببه الثورات الشعبية وليس قوى العدوان
وقوى النظام السابق
كان ابشع تلك المواقف الحاقدة هو مسارعتها إلى شن الحرب والحصار
وتدمير البنية التحتية واقتصاد البلد
وتشريد ملايين المواطنين
و صولا إلى اسوأ كارثة إنسانية في التاريخ بحسب تقارير المنظمات الدولية
حيث وصل الملايين إلى شفا مجاعة حقيقية دون أي مبالغة في الأرقام !!
ثم استمرت في الاعيبها من خلال نفوذها الكبير داخل السلطة العميقة
ومن خلال أجهزة الهيمنة التي لا تزال لها عناصر ونفوذ معتبر داخلها
وعبر أيضا أساليب التخريب التي يتبعها ما يسمى بالطابور الخامس
وهذا الاعتراض مقبول إلى حد ما
فواقع الحروب العدوانية ضد شعبنا وسلطته الوطنية كان فجائعيا و مليئا بالعقبات والصعوبات
ويبعث على اليأس والإحباط
نعم نعلم ذلك
ونعلم انه
في مناخ الحرب العدوانية الظالمة والحصار الخارجي المدعوم بقوى الثورة المضادة في الداخل
لا يمكن كسب معارك الاقتصاد والتنمية والسلم والادارة الرشيدة والوعي
ولكن كان يمكن تحقيق شئ من النجاح في المجالات المجتمعية الحيوية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر
فالرجال المخلصين و الإرادة والخبرات المكتسبة والعقول النيرة
كان بإمكانهم أن يفعلوا الكثير بعيدا عن الكسل الذهني اوالاتكاء على الآخرين والاستسلام
للاحباط واليأس واللامبالاة
فالناس كانوا مصدومين يتساءلون على الدوام لماذا تم إهمال قضايا حيوية وحساسة كالخدمات والمرتبات وضبط الأسواق والتعليم والصحة
والقضاء والادارة ولماذا لم يتم ضبط الإعلام المنفلت وترك الكثير من الظواهر السلبية تفعل فعلها في الناس
حيث كان بالإمكان التخفيف كثيرا من المعاناة
والسؤال المحير بخصوص تزايد الإخفاقات والاهمال في هذه المجالات الحيوية
الا يحقق ذلك مكاسب دعائية لبقايا وأنصار النظام السابق والذين هم أنفسهم كانوا يشكلون جزءا كبيرا من الطابور الخامس و كانوا يتربصون ولا زالوا طامحين في العودة على أكتاف اخطاء الحاضر

رأينا كيف امكن تحقيق بعض النجاحات بشكل محدود في بعض المجالات
كما هو حاصل على سبيل المثال في المجالات التالية :
تحقيق الأمن والاستقرار في أغلب مناطق جغرافيا الصمود
الأمن هنا بمعنى اختفاء حوادث العنف والفلتان الأمني ووقف إطلاق النار وفوضى السلاح خاصة في المدن الكبرى و انخفاض معدلات الجريمة و كبح جماح الإرهاب
الخ .
وحماية العملة من التدهور الخطير ووقف تدهورها والتمكن من السيطرة عليها عند حد معين .
و النهوض في مجالات الزراعة و حصاد المياه
و إنجازأنشطة فعليةمن التعاون التنموي المجتمعي الاهلي
وتفعيل العمل الخيري برعاية مؤسسات اجتماعية دينية وغير دينية
وكذا تحقيق بعض النجاحات في الاعلام والثقافة
وعرفنا أن ما مكننا من تحقيق إنجازات في بعض المجالات هو نفسه كان سيمكننا من تحقيق إنجازات في المجالات الأخرى
اقصد توافر عوامل التخطيط والإرادة والحوافز والالتفاف الشعبي وحشد الموارد المتاحة
و المتابعة والمراقبة والإصرار على النجاح
لكن إلى الآن لم يحدث شئ من ذلك للاسف الشديد !
والوقت يمر واستحقاقات الزمن والتاريخ والحساب الشعبي سواء عبر الصندوق الانتخابي
أو التعبير السلمي تقترب (اقصد المرحلة الانتقالية القادمة لما بعد انتهاء الحرب )
وهنا نسأل هل بالامكان تلافي القصور والأخطاء وتدارك ما فات
والبدء فورا في معالجة قضايا المجالات الحيوية المتروكة والمهملة
اغتناما لفرصة فترة الهدنة والمفاوضات
حتى نحتفظ في الذاكرة الجمعية والتاريخ لبعض الأمور الجيدة
والانجازات المحققة .
يتبع في الجزء القادم سيكون الحديث عن الانتصار العسكري على العدوان



#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا دولار بعد اليوم
- موقعة الملوك الثلاثة او القصر الكبير
- الخيار مابين نهج اكتوبر او جحيم النازيين
- عن الوضع المخزي للحزب الاشتراكي اليمني
- هل انا حقيقي هل انا برنامج في لعبه كمبيوتر
- هذا هو رأس الافعى
- الكراهيه ام الارهاب والافقار ابوه
- لويس ماكرون وفرنسا المتمرده
- واحسرتاه على الزمن الجميل
- الثوره الزراعيه في اليمن واداره المياه
- الجهله قتله من نوع اخر
- الشيوعيون الجدد سيصبحون ورثه بوتين
- يوم العمال العالمي والظروف الجديده المفاجئه
- الشقيقه الكوبرا 2-2
- الشقيقه الكوبرا 1-2
- العمليه العسكريه تحقق اهدافها
- المسمار الاخير في نعش الهيمنه الاميركيه
- ويسألونك عن روسيا
- سطور عن الاستاذ الراحل وقريته الحبيبه
- لا خير يأتي من جزيره بحر الظلمات


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي عبد القوي العبسي - وضعت الحرب أوزارها 1_1