أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدلي عبد القوي العبسي - الخيار مابين نهج اكتوبر او جحيم النازيين















المزيد.....

الخيار مابين نهج اكتوبر او جحيم النازيين


عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 13:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لاشك ان تاسيس دوله الاتحاد السوفييتي الذي اصبح اقوى دوله في العالم بعد انتهاء الحرب العالميه الثانيه
كان ابرز نتائج ثوره اكتوبر الاشتراكيه
و جميعنا نعلم ماهي الثمار المتحصله من قيام هذه الدوله الانسانيه الثوريه العظيمه
ليس فقط من جانب نصره وتمكين تحرر الشعوب المستضعفه من الاستعمار
او من جانب النهوض بشعوب روسيا وتحديثها وتمدينها ونقلها من عصور الاقطاع الى العصر الصناعي الحديث
او من جانب تحقيق قدر لا باس به من العداله الاجتماعيه
ببناء الاشتراكيه السوفياتيه على مابها من اخطاء وقصور
وعلى كونها بلاشك كانت نقله عظيمه في مسار التطور الانساني
ليس فقط من هذه الجوانب التاريخيه الاجتماعيه الهامه

وانما من الجانب المصيري الاهم والاخطر وهو مصير البشريه وحمايتها من البربريه اولا والموت ثانيا !!
عندما لعبت هذه الدوله الثوريه العظيمه الدور الاكبر في حمايه العالم من غول النازيه المانيا واليابان
وحيث كانت نتائج الحرب العالميه الثانيه ستكون مختلفه جذريا

ولو كان من يحكم روسيا آنذاك دوله بورجوازيه ضعيفه كالقيصريه المسيحيه الاقطاعيه او دوله راسماليه بورجوازيه ليبراليه (على غرار دول غرب اوروبا )
لتغير مسار التاريخ تماما ولوقعت البشريه في قبضه الراسماليه النازيه الوحشيه !! ولتم وضعها في جحيم الاباده والاستعباد !

بعباره اخرى اكثر وضوحا نقول لولا وجود دوله الاتحاد السوفييتي العماليه الثوريه العظيمه والجيش الاحمر العقائدي الثوري القوي لاستطاعت المانيا النازيه السيطره على جميع الاراضي الروسيه الشاسعه والمجاوره لها بثرواتها ومواردها الطبيعيه الهائله وعلى رأسها النفط والغاز والمعادن والذهب !
و عندها كان هتلر السفاح وحلفاؤه اليابان وايطاليا دون ادنى شك سيتمكنون بسهوله من احتلال بريطانيا والولايات المتحده والشرق الاوسط و بقيه اجزاء آسيا !!
لان تلك الموارد الهائله من طاقه ومعادن ومياه و غذاء والكامنه في البر السوفييتي الاوراسي الشاسع لو قدر لها الوقوع في قبضه المجنون هتلر واعوانه حالئذ سيكون لها حتما انعكاسا ضخما على قدراته الاقتصاديه والتكنولوجيه ستمكنه من الاستمرار في الحرب ومضاعفه جيوشه وتحسين وضعها العسكري واللوجستي واجتياح كل اقاليم العالم بعد ذلك
هذا السيناريو كان واقعا لا محاله بحسب باحثين ومؤرخين .
ونحن لا نرى في هذا القول اي شطط او مبالغه !!

والنازيه كما نعرف جميعا هي ابشع سيناريوهات الجحيم الراسمالي الامبريالي الذي تقدمه لنا البورجوازيه الامبرياليه المتأزمه بقيمها وممارساتها الوحشيه المدمره
وتظهر الى الوجود او تطفح فقط عندما يصل المجتمع الراسمالي الى درجه كبيره غير مسبوقه من الانحطاط والتأزم !!

والنازيه كما نعلم تشتهر بقاذوراتها وسياساتها اللابشريه
اهمها :

النزعه العرقيه حيث كان هناك اعتناق مخزي وترويج لفكره مجنونه هي توهم تفوق العرق الابيض الآري على سائر الاعراق !!
وبالمحصله
التطهير العرقي استنادا على فكره البقاء للاقوى

استعباد للشعوب المستضعفه وليس استتباع فقط

والغاء كلي لكل قيم حقوق الانسان ولكل القيم والاعراف الانسانيه التي نادت بها الشرائع الدينيه وعرفتها تقاليد وثقافات المجتمعات البشريه

احتلال عسكري سياسي اقتصادي صريح للبلدان الاخرى وانتهاك سيادتها الوطنيه بل ودمجها وابتلاعها !!

نهب هائل لثروات الشعوب و تحويلها كلية لرفاهيه ابناء العرق الاقوى

طمس للهويات الثقافيه والايديولوجيات الاخرى وفرض ثقافه العرق الاقوى وتدمير لكل المعالم الحضاريه للحضارات الانسانيه الاخرى

الغاء كلي لكل القيم الديموقراطيه واهمها السلطه الشعبيه والمشاركه والحريات والحقوق المدنيه السياسيه والاقتصاديه
على اعتبار انها من مخرجات ثورات شعوب منحطة !!
يقصد انها كانت
ابتكارات صنعتها نخب ثقافيه وفكريه وتجاريه ودينيه غربيه من خارج التقاليد الجرمانيه الأريه الاصيله !! اي بواسطه نخب شعوب غير جرمانيه ويلمح هنا الى دور اليهود فيها !!
وهذا طبعا غير صحيح تاريخيا وعلميا !! وتكذبه الوقائع التاريخيه !! والادله العلميه !!

و بالمحصله ايضا رأينا تكريس عباده الفرد الزعيم المنبثق من صميم الامه و التراث الالماني الجدير بالقياده
بما يملكه من سمو واصاله وتفوق على حد زعمهم !
بالاضافه الى تحكم النخبه المتمثله في (الحزب النازي ) وحاشيه الزعيم والقبضه البوليسيه الوحشيه والقمع العنيف الغير مسبوق لابناء الشعب وقواه السياسيه والاجتماعيه و كل شرائحه وفئاته المتنوعه !!

هذا هو جحيم النازيه الذي نلمسه الآن و في مستواه الادنى يتخلق في اميركا اليوم وفي اوروبا بدرجه اقل !
حيث يطل علينا برأسه حاليا مع تأزم حكم المحافظين الجدد الذين يحكمون اميركا منذ مطلع الثمانينيات الى الآن!! (وقد باتوا تقريبا الان يهيمنون على كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي !!)
والشئ المثير للضحك والسخريه هو ان البلد الذي يزعم انه اكثر البلدان ديموقراطيه في العالم بات اليوم تقريبا
اقرب بلدان العالم الى النازيه الصريحه والتي يرمي تهمتها على خصومه المناوئين له في العالم !

ومن الملفت ايضا ان الأرومه التي ينحدر منها اشهر هؤلاء القاده الاميركيين المحافظين هي نفس الأرومه البربريه الجرمانيه الساكسونيه
لانك تجد في كل واحد منهم شيئا كثيرا من هتلر ولم لا والعرق واحد كما نعلم !! وجذور الثقافه والتقاليد والقيم واحده !!
حيث تزول سريعا قشور الديموقراطيه والليبراليه والتحضر والمدنيه والانسانيه عند اول منعطف تأزمي اجتماعي اقتصادي فكري اخلاقي !!
حتى اولئك وياللمفارقه والسخريه الذين يزعمون انهم ليبراليون ديموقراطيون !! لازالوا يفاجئون مجتمعهم والعالم
يفاجئوننا بجنون وحماقه تقترب كثيرا من حماقه وسفه وجنون هتلر !!

نعم ، يتأكد لنا الان ان هذا البلد (الذي اشتهر تاريخيا بكونه عدو اكتوبر التاريخي اللدود ) سيدخل في مسار انحداري من بالوعه الى اخرى ! في العقود القليله القادمه
بالترافق مع راسماليته المتوحشه المحتضره !! وجنون سياساته التوسعيه الامبرياليه واندفاعه المنفلت نحو تجديد هيمنته العالميه المحتضره وجشعه ورغبته في الاستيلاء على ثروات الشعوب الاخرى !!
وسيلاقي نفس المصير الذي لقيه نازيو المانيا واليابان وايطاليا ! من الاندثار سواء من الداخل بثورات شعبيه او حروب اهليه او حركات انقلابيه متمرده !
و سيأتي ايضا من يردعهم من الخارج بحروب وطنيه عظمى في حال قرروا كعصابه عالميه ان يضعوا البشريه على حافه الموت والفناء !!
فنيوليبراليه المحافظين الجدد المتوحشه وامبرياليتهم الفائقه ومنظوراتهم الاورومركزيه وعنصريتهم ومحوريتهم الكونيه وسعيهم المحموم الى جر العالم الى الجحيم مدفوعين بهوس الهيمنه على العالم والتحكم بالنفوذ والرغبه في الاستيلاء على ثروات الشعوب ومقدراتها وميزاتها الجيوسياسيه
كما يظهرونها الان بشكل وقح وسافر في حربهم ضد روسيا وحلفائها !
كل هذه علامات ومؤشرات على ان الدوله الاميركيه قد غدت الآن نازية صريحه تغلف نفسها بشعارات ديموقراطيه زائفه !!
لكنها وبسبب من التأزم الراسمالي الحاد والنهائي توشك على الطفح والانفجار لتغرق العالم كله بقاذوراتها وفضاعاتها !!

انظروا الان ماذا يجري وكيف يقودون العالم الى الجحيم !!
وكيف يزرعون عشرات بؤر التوتر و النزاعات المخيفه المدمره !
ويعرقلون كل الجهود الامميه المبذوله لصنع السلام وايقاف الحروب العدوانيه الظالمه التي صنعوها !
والمأسي الانسانيه التي اوجدوها نتيجه تدخلاتهم العدوانيه واطماعهم الغير مشروعه !!
بل واخطر من ذلك يقومون بتحضير بيئه للفناء البشري الجماعي !!
وينشرون الاوبئه التي تتسبب في هلاك البشر !!
ويدفعون الكوكب الى جحيم الحرب النوويه المدمره !!
والى تدمير موارده الطبيعيه بفضل نشاطهم الصناعي الراسمالي المفرط المنفلت من عقاله و المدفوع بجنون الربح
حتى الوصول الى مرحله جعل هذا الكوكب غير صالح للحياه (انظروا الى مااصاب اوروبا قبل اشهر من كوارث الجفاف الغير مسبوق و اندلاع الحرائق وموجات الحر الشديده
هل اخطأ ماركس عندما تنبأ قبل قرن ونصف القرن ان الراسماليه ستدمر الطبيعه ! انظروا اليهم كيف يزيدون من اشتداد الكارثه برفضهم
تطبيق سياسات مواجهه تغير المناخ !

في الخلاصه نقول لاشك أنه لايزال لاكتوبر راهنيتها وحتميتها
ووهجها المتألق
فاكتوبر انتهاج طريقها يقودنا الى الانقاذ الحضاري الى البقاء والسلام والتقدم الاجتماعي
وطريقهم الامبرياليه هي حتما توصل الى الفناء بعد انعدام الكرامه الانسانيه !

نعم نقولها اليوم وبملء الصوت اكثر من اي وقت مضى
يتأكد لنا بوضوح ان البشريه باتت على مفترق طرق اما الكرامه البشريه او الفناء
و لا خيار لنا سوى السير على طريق مبادئ اكتوبر الثوريه العظيمه.



#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الوضع المخزي للحزب الاشتراكي اليمني
- هل انا حقيقي هل انا برنامج في لعبه كمبيوتر
- هذا هو رأس الافعى
- الكراهيه ام الارهاب والافقار ابوه
- لويس ماكرون وفرنسا المتمرده
- واحسرتاه على الزمن الجميل
- الثوره الزراعيه في اليمن واداره المياه
- الجهله قتله من نوع اخر
- الشيوعيون الجدد سيصبحون ورثه بوتين
- يوم العمال العالمي والظروف الجديده المفاجئه
- الشقيقه الكوبرا 2-2
- الشقيقه الكوبرا 1-2
- العمليه العسكريه تحقق اهدافها
- المسمار الاخير في نعش الهيمنه الاميركيه
- ويسألونك عن روسيا
- سطور عن الاستاذ الراحل وقريته الحبيبه
- لا خير يأتي من جزيره بحر الظلمات
- المعلم
- المعلم (نيلسون مانديلا)
- هكذا تم عبور المضيق


المزيد.....




- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدلي عبد القوي العبسي - الخيار مابين نهج اكتوبر او جحيم النازيين