|
تذليل عقبات الانتصار على الدكتاتورية في إيران
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 13:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قام الشعب الإيراني قبل دخول العام الجديد بالتكريم وتجديد العهد أمام مئات شهداء إنتفاضة في العام الماضي وهم أكثر إصراراً من ذي قبل على مواصلة المسيرة وتحقيق مُثُل وأهداف الشهداء أي اسقاط الدكتاتورية وإحلال الحرية والإستقلال والسيادة الوطنية والشعبية، وكانت هذه هي خطوة الشعب الأولى لدخول العام الذي سنشهد فيه تحولات مهمة. يشعر الشعب الإيراني الآن بعد مضي سبعة أشهر على تواصل تأجج الانتفاضة البطولية ضد الدكتاتورية بمزيد من القوة ويرون أن انتفاضتهم واعدة وأكثر قوة ذلك لأنهم يعتقدون بأنهم قد تجاوزوا منتصف طريق الإنتصار على الدكتاتورية! أما ما يتعلق بالرأي العام ووفقاً لوجهات انظر العالمية فإن الأمر على عكس مزاعم ومؤامرات الدكتاتورية في إيران وحُماتها الاستعماريين، وهناك اعتقاد راسخ بأن "انتفاضة الشعب" لم تنطفئ فحسب بل تؤسس لإقامة "احتفالاً بنصر الشعب" المرتقب قريباً على "أنقاض الدكتاتورية". وأما ما كان مُعلنا في الأشهر السبعة الأخيرة من انتفاضة الشعب الإيراني هو انعكاس صغير للحقائق الكبيرة الجارية في إيران، ذلك لأن لأن سياسات واستراتيجيات "الرجعية والاستعمار" كانت عقبة أمام الانعكاس الحقيقي لانتفاضة الشعب وكذلك أمام تسارع الانتفاضة ضد الدكتاتورية، وقد سعوا بمختلف الطرق وبإنفاق كلفة عالية ومبالغ طائلة ولا زالوا يسعون وبشكل خاص إلى (هندسة عملية رقابة) و (فلترة) حتى يوقفون تغيير الشعب المرتقب الهائل، ويفرضون دكتاتورية أخرى على الشعب في إيران! وفي خضم هذه المعركة كانت ولا تزال هناك حرباً دامية بين جبهتي الشعب من جهة والدكتاتورية من جهة أخرى، ولم يتم "تشويه" الحدود في الساحة الحقيقية للمعركة ولكن تم رسمها "بشكل أوضح" وتم كشف الأيادي الخفية للرجعية والإستعمار وفضحها للعيان، وفي هذه الساحة الحقيقية لم تعد هناك أكثر من جبهتين "جبهة الشعب" و "جبهة الدكتاتورية" ومن الخطأ جداً إقامة الإعتبار لـ فلول الدكتاتورية السابقة التي يعلنها الإستعمار الآن وحتى سلطة الرجعية الحاكمة ويحتسبها جزءاً من الشعب والمعارضة للدكتاتورية الدينية وذلك للوقوف ضد انتفاضة الشعب الإيراني! نتذكر جميعنا أنه منذ بداية الانتفاضة العام الماضي كيف قامت الدكتاتورية "الحاكمة" وفلول دكتاتورية "الشاه" بالمحاولة لتحويل المسار الحقيقي للانتفاضة بشعارات مختلفة، لقد أرادوا المساس بقيم الشعب والانتفاضة والمجتمع ومن خلال ذلك حرف مسار الانتفاضة ثم إخمادها، يريدون استخدام "القيادة المصطنعة" و "البدائل المصطنعة" المطلوبة لهم من خلال "الرقص في الشارع" و "قص الشعر" وشق صفوف الانتفاضة من خلال مصطلحات "الإسلام وغير الإسلام" و "المرأة والرجل" و "الحجاب والسفور" و "ارتداء العمامة" و "الخلافات القومية أو الدينية" وغير ذلك من المحاولات التي من شأنها أن تجعل مشهد الانتفاضة مشهداً"مُوحِلاً" مما يُحبِط الشعب ويُثنيه عن مواصلة انتفاضته ويُبقي على الدكتاتورية. وقامت قوى الرجعية والاستعمار في بداية الانتفاضة باستخدام سياسة "المطرقة والسندان" وذلك لوضع الشعب الإيراني بين خياري "نظام الشاه" و "ولاية الفقيه" أو بعبارة أخرى "الدكتاتورية الشاهنشاهية المخلوعة" أو "الدكتاتورية الدينية الحالية" وجعل أمام خيار صعب ودفعه للإضطرار إلى القبول بأحد هذين الخيارين المعاديين للشعب، وقد أرادوا من وراء ذلك تهميش القوة الرئيسية في ميدان المعركة والانتفاضة، وفرض بديلهم المفضل على إيران والإيرانيين، وسرقة قيادة انتفاضة الشعب الإيراني مرة أخرى! ووصف علي خامنئي ورؤوس أخرى في الدكتاتورية الحاكمة الانتفاضة بـ "الفوضى" والثوار المنتفضين بـ "مثيري الشغب" وقالوا إن الانتفاضة موجهة من طرف "الأجانب". وأما خارج الحدود فقد كانت الجهات الاستعمارية أيضا ومنذ بداية الانتفاضة مصممة وتحت عناوين مختلفة "اللاعنف" و "عدم الانتقام" وإحلال الانهيار الشكلي والانتقال السلمي محل"الإطاحة بالديكتاتورية" وإحقاق التغيير الفعلي، وبدلاً من مواجهة الدكتاتورية في الشوارع وساحات النضال دعوا أبناء الشعب إلى "البقاء في منازلهم" و "للحفاظ والإبقاء على وجود الحرس الثوري وقوات القمع الحكومية!" لكن الشعب وبـ ترسيمه للحدود القاطعة من خلال شعار "لا للشاه ولا للشيخ" واتساع أصداء شعاره الرئيسي "الموت للدكتاتور" و "الموت لخامنئي" و "الموت للطاغية سواء كان الشاه أو الملالي" يكون قد نحى جانبا جميع الشعارات والمؤامرات والعقبات الوضوعة في طريق الثورة وكسرها واحدة تلو الأخرى. في نظرة واقعية إلى سبعة أشهر من انتفاضة الشعب الدامية في إيران نرى أنه تم قطع شوطا بعيداً طويلاً، وأنه قد تم كسر العديد من العقبات ومؤامرات الرجعية والاستعمار التي جرفت معها للأسف بـ"الخداع" و "الحيلة" بعض التيارات "النفعية الإنتهازية" "قصيرة النظر"، وها قد وصلت دكتاتورية الملالي إلى حافة هاوية السقوط، وما ليس له وجود في "الحقيقة" بمشهد الانتفاضة الشعبية الآن هم فلول دكتاتورية الشاه والشخصيات الانتهازية والتيارات الاستعمارية التي جيئ بها بواسطة الرجعية والاستعمار إلى مشهد الأحداث! ومن هذا المنطلق فإن الشعب الإيراني باتساع انتفاضته وتأججها واحتدادها وخاصة بعد تقديم أكثر من 750 شهيداً دون الإعتماد على "قوىً عظمى" و "أجانب" بل بالإعتماد على قدراته الذاتية، وبشعار "الوحدة" و "التآخي" يريدون خلق "علاج مشترك" لـ "ألم مشترك"ذلك لأن "سر الانتصار على الدكتاتورية" في أيديهم ومرتبط بهذا الشعار "من زاهدان وكردستان إلى طهران روحي فداءاً لـ إيران" وهو الشعار الذي أصبح الآن أحد الشعارات الوطنية والشعبية السائدة في جميع أنحاء إيران. ومن يومنا هذا، وبفضل وعي الشعب والمقاومة العميقة الجذور وسجلاتها وهياكلها العريقة تمت حماية انتفاضة الشعب الإيراني من الوقوع في المسارات المنحرفة والفخاخ المنشورة من قبل الدكتاتوريات وحماتها الدوليين والإقليميين، وتمكنوا من المحافظة على وحدتهم في الوصول إلى هدفهم الأساسي، وأن يختموا بـ ختم "لا" دون أي توقف أو دفع فدية أو الرضوخ لمساومة. درس مهم! يتذكر الجيل الذي كان حاضراً في مشهد أحدث الانتفاضة المناهضة لنظام الشاه في عام 1979 جيدا كيف سُرِقت "قيادة الإنتفاضة" من قبل "خميني" و "الدكتاتورية الحاكمة" وتسلطت دكتاتوررية أكثر سوءا على حكم إيران، ويدركون أن انتفاضة الشعب ضد الدكتاتورية الدينية الحاكمة تقوم على مثل هذا الدرس العظيم من الانتفاضة المناهضة لنظام الشاه والتي تمكنت من تُبقي قيادة انتفاضة الشعب عام 2022/2023 مصانة من السرقة، وتمكنت من هزيمة مؤامرات الدكتاتورية، وترتبط الآن أجيال المجتمع الإيراني القوية رباطاً قويا بـ "التنظيم الجماعي لقيادة الانتفاضة" الذي استطاع أن يبقي شعلة الانتفاضة متأججة في إيران ويعمل على الإستعداد لمرحلة أخرى من الانتفاضة موجهة خصيصاً نحو إسقاط وإزاحة الدكتاتورية من الوجود في إيران، وبمثل هذا التنظيم يمكن ضمان انتصار انتفاضة الشعب الإيراني والثورة في إيران ضد الدكتاتورية. وهنا يتوجب على الحركات الشعبية والتيارات والتنظيمات الإيرانية الأصيلة والقوى الحقيقية المعارضة للدكتاتورية العمل على تسريع التطورات المتعلقة بإيران وتحرير إيران من نير الرجعية والاستعمار بشعار "لا للشاه ولا للملالي" بغض النظر عن أي خلافات واقعة أو متصورة ، وإعادة إيران إلى شعبها لإقرار حكومة وطنية وديمقراطية.
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إغاثة فلول دكتاتورية الشاه لدكتاتورية الملالي وأسبابها!
-
الاستقرار والأمن في المنطقة مرهون بإسقاط الدكتاتورية في إيرا
...
-
إغاثة في -الوقت الضائع- للدكتاتورية الدينية!
-
نظرة على موجات الانتفاضة الشعبية ورفض أي نوع من الدكتاتورية
...
-
الفائز والخاسر في إنتفاضة الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية!
-
إيران .. عاشت الانتفاضة ضد الدكتاتورية! (الجزء الثالث والأخي
...
-
إيران .. عاشت الانتفاضة ضد الدكتاتورية! (الجزء الثاني)
-
إيران .. عاشت الانتفاضة ضد الدكتاتورية!
-
انتفاضة الشعب الإيراني ودور الطلاب والأكاديميين!
-
إيران بعد 80 يوما من الانتفاضة الشعبية!
-
نظرة على انتفاضة الشعب الإيراني ومساعدة الديكتاتور! الجزء 2-
...
-
نظرة على انتفاضة الشعب الإيراني ومساعدة الديكتاتور! الجزء 1-
...
-
إيران .. تقدم انتفاضة الشعب ومشروعية البديل!
-
قيادة الانتفاضة الشعبية الإيرانية بيد من؟
-
مصير الدكتاتور أمر سيتحدد في طهران!
-
ما الذي يجب فعله لإسقاط الديكتاتورية في إيران؟
-
ثورة الشعب الإيراني ثورة لإسقاط الدكتاتور!
-
إيران تُحيِيِ مصيرها الجديد!
-
نظرة على هجوم النظام الملالي على كردستان
-
الثورة في إيران وغضب الشعب ضد الدكتاتور!
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|