أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الفيدرالية تصعد من وتائر الموت في العراق !















المزيد.....

الفيدرالية تصعد من وتائر الموت في العراق !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



صعد إقرار قانون الفيدرالية والأقاليم في العراق من حمى الموت الأعمى التي تجتاح شوارع العراق على مدى سنوات ثلاث ، وذلك عقب ساعات فقط من تصويت نصف الحاضرين من أعضاء البرلمان القابع في المنطقة الخضراء من بغداد على قانون الفيدرالية والأقاليم في العراق بنعم ، ذلك البرلمان الذي فقد أعضاؤه الاتصال بالناس خشية على أرواحهم من موت محقق إن هم خرجوا الى الشوارع التي يطوف بها الموت خارج تلك المنطقة التي تحاصرها الكتل الكونكريتية ، ودبابات جيش الاحتلال الأمريكي .
هذه العزلة ، وبالإضافة الى القناعات المسبقة ، هي التي أدت بأعضاء البرلمان ذلك الى اتخاذ قرارات مصيرية تهدد كيان الدولة في العراق بالانحلال ، مثلما تهدد حياة المواطنين العراقيين بمزيد من الاقتتال ، فقد راح بعض من هؤلاء الأعضاء يردد قناعاته الخاصة التي شكلتها في أغلب الأحيان مساومات رخيصة بين هذا الطرف وذاك ، وبعيدا عن نبض الشارع العراقي . فمن المضحك أن عضوا من الأعضاء هؤلاء ادعي أن الفيدرالية كانت مقرة من قبلُ ، وحين كانوا هم في المعارضة ، وقت أن ضمهم مؤتمر لندن المشين ، وقبل أن تشن أمريكا حربها على العراق الذي حولته الى خراب اليوم ، رغم تبجح بوش بأنه أقام برلمانا به ، وسن دستورا فيه ، ونسى حقيقة مرة ، وهي أن قيام هذا البرلمان أصاب الجسد العراقي بشرخ عظيم ، كان من بين أهم نتائجه تصاعد وتائر الموت في العراق بقوة ، بعد أن وجدت أعداد غفيرة من العراقيين أنها أصبحت خارج اللعبة السياسية التي خططتها أمريكا ، وأصاحب الصيغ الجاهزة من القادة الفاشلين ، والذين لم يتلمسوا عن كثب ما الذي تريده الناس في العراق . ومثلما أدى قيام البرلمان ذاك الى تصاعد تدفق الموت في المدن العراقية ، فقد أدى إقرار الدستور ( الكشكول ) من قبل البرلمان نفسه الى طاعون آخر راح يحصد أرواح الأبرياء من العراقيين الذين هدهم كذب قادتهم القابعين خلف أسيجة من الاسمنت المسلح ، ودروع دبابات العم بوش ، وكان السبب في ذلك عدم الأخذ بوجهات نظر جميع العراقيين في تشريع دستور واقعي ينظم حياة بلدهم ، وبدلا من ذلك فقد صم القادة أولئك الآذان عن سماع آراء العراقيين كل العراقيين ، وقالوا : نحن المنتصرون ! نحن الأغلبية ! مع أن الواقع في العراق يقول أن تلك الأغلبية ما هي إلا صناعة مزيفة ، قامت على الغش ، والدجل ، وإكراه الناس بذات الطرق التي كان صدام يكره الناس فيها ، ليفوز هو بنسبة كانت ستكون مئة بالمئة لولا تلك الأوراق البيضاء التي طرحها المجانين من العراقيين في صناديق الاقتراع على منصب رئاسة الجمهورية ، مثلما قال عزة الدوري يومها . لكن قادة اليوم قد تفننوا في خلق صور جديدة من الإكراه المنظم الآن ، فبدلا من العقاب العاجل الذي كان صدام يعد الناس فيه إن هم عدلوا عن انتخابه ، صار القادة هؤلاء يعدون الناس بعقابين : عقاب عاجل ، وآخر آجل ، وإذا كان العقاب العاجل عند حكام العهد الأمريكي هو عبوة ناسفة ، أو حرق مقر حزب ، أو الحرمان من توفير فرصة عمل ، فإن العقاب الآجل هو نار الله الحامية التي تتوعد بها فتوى تزيف مبدأ الديمقراطية العظيم الذي أشادته البشرية الخيرة بالموت والسجون على مدى ألوف من السنين .
بعد هذا وذاك صوت نصف الحاضرين تقريبا من أعضاء البرلمان بنعم على قانون الفدرالية والأقاليم وفقا للقناعات المسبقة ، وليس وفقا للإستحقاق الدستوري كما أدعى بعض المبررين من المصوتين بنعم على ذلك القانون ، ومع ذلك فأنا أنقل هنا رأي أستاذ له باع في القانون الدستوري هو الدكتور فلاح إسماعيل حاجم الذي يفند فيه نظرية الإستحقاق الدستوري هذه ، فيكتب : ( ان تثبيت حق تقرير المصير في دستور الدولة الفيدرالية او التشريعات الاخرى ، ذات العلاقة ، لا يعني امكانية تفعيل ذلك الحق في جميع الاحوال ، ذلك ان امكانية تفعيله محكومة بجملة من العوامل ربما يقف في المقدمة منها المناخ الجيو – سياسي وتوازن القوى السائد سواءا على مستوى البلد الفيدرالي ذاته او في دوّل المحيط الاقليمي وحتى الوضع الدوّلي ، بالاضافة الى الاليات المعقدة التي تضعها الدولة لتفعيل حق تقرير المصير لمكوناتها. وليس قليلة الامثلة في التأريخ الدستوري للدوّل الفيدرالية حينما انتهت محاولات انفصال بعض الاقاليم عن جسد الدولة الفيدرالية الى حروب عصفت ، او كادت تعصف ، بكيان الدولة ذاته. )
على هذا الأساس يكون الدستور ليس نصا مقدسا ، يستله أصحاب القناعات المسبقة ، لهذا الدافع أو ذاك ، كسيف بوجوه من يعارضهم ، وهم يمضون عن جهل أو عمد الى تدمير العراق كوطن ، وتصعيد الانقسامات بين الناس فيه ، ومن دون أدنى شعور بالمسؤولية ، ودون أدنى قدرة في معرفة ما يريده الشعب العراقي ، فكل ما يملكه هؤلاء هو الصيغ الجاهزة ، والقناعات المسبقة التي تبتعد عن الواقع الراهن في العراق ، هذا الواقع الذي يسير من تدهور الى تدهور أفظع .
لم تمض ساعات على إقرار قانون الفيدرالية والأقاليم من قبل نصف الحاضرين تقريبا حتى جاء الرد السريع من شوارع العراق ، متمثلا بمزيد من التشرذم والانقسام ، وبمزيد من الموت والدماء ، فقد أعلن على إثر نعم النصف ذاك عن قيام ( جمهورية العراق الإسلامية ) التي راحت جيوشها تستعرض قواها في شوارع بعض المدن العراقية ، وعلى الفور حدد هؤلاء حدود جمهوريتهم تلك بست محافظات ، هي الرمادي ، وديالى ، وتكريت ، وكركوك ، والموصل ، والكوت ، هذا في وقت زادت فيه عمليات القتل الأعمى ، فأصابت الكثير من العراقيين في مدن الرمادي ، وكركوك ، وديالى ، والكوت . ذاك على صعيد جمهورية العراق الإسلامية ، أما على صعيد جمهورية العمارة ! فقد اجتاحت قوات جيش المهدي ، الرافضة لقيام أي شكل من أشكال الفدرالية في العراق ، تلك المدينة ، وأسقطوها خلال ساعات قليل ، وبذلك أزالوا عنها حكومة منظمة بدر التابعة لمجلس عبد العزيز الحكيم ، تلك الحكومة المتمثلة بشرطة المدينة التي قام صولاغ ، وزير الداخلية السابق ، باختيار جل عناصرها من أعضاء منظمة بدر العائدين من إيران ، والذين يتكونون في غالب الأحيان من أبناء التبعية الإيرانية ، أو من الجنود العراقيين الذين وقعوا في أسر القوات الإيرانية إبان الحرب ما بين العراق وإيران ، وذلك بعد أن غسلت المخابرات الإيرانية ( اطلاعات ) أدمغتهم ، وحولتهم من ( بروح بالدم نفديك يا صدام ) الى ( بروح بالدم نفديك يا إمام ) ، والإمام هنا هو الخميني طبعا.
والمعروف لدى العراقيين هو أن عبد العزيز الحكيم من أشد المنادين بالفيدرالية من بين مكونات الائتلاف الشيعي ، وذلك في مسعى منه لقيام أمارة إيرانية في وسط وجنوب العراق ، يكون هو رئيسها بحكم من كونه رئيسا لكتلة الائتلاف الشيعي ذاك الآن ، وهذه الحقيقة هي التي أدت الى اندلاع المعارك الشديدة في مدينة العمارة ، بين شرطتها المنحدرين في الأساس من منظمة بدر التي تأسست في إيران ، وبين جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر الذين يرون أنفسهم أحق من عبد العزيز الحكيم في بسط نفوذهم على الشيعة في الوسط والجنوب من العراق ، ولهذا أرادوهم هم أن يبرهنوا على قدرتهم في بسط ذلك النفوذ في السيطرة على مدينة العمارة ، تدفعهم في ذلك عوامل مهمة منها :
1- نفوذهم في الوسط الشيعي يفوق نفوذ الحكيم بكثير .
2- ثباتهم في الساحة العراقية ، وعدم مغادرتهم للعراق ، رغم تنكيل صدام بهم وبقادتهم ، هذا في الوقت الذي يعتبر فيه مجلس الحكيم ، ومنظمة بدر صناعة خلقت في إيران ، ونشأت وترعرعت في أحضان المخابرات الإيرانية .
3- حرمانهم من التعينات المهمة ، وغير المهمة في جهاز الشرطة في العراق ، بعد أن قام وزير الداخلية الإيراني السابق ، بيان جبر صولاغ ، والمنتمي الى مجلس عبد العزيز الحكيم ، باغداق الوظائف ، والرتب العالية ، وبدرجة عميد فما دون ، على عناصر منظمة بدر ومن دون دراسة في كلية عسكرية ، وقد تم ذلك وفقا لقوائم كانت تصله إليه من قيادة منظمة بدر نفسها ، تلك القوائم التي كانت تضم أسماء الذين يراد تعينهم في جهاز الشرطة الذي تعرض في الآونة الأخيرة الى طرد العديد من عناصره بعد أن طرد الأمريكان الوزير ذاك نفسه من منصبه ، وذلك على إثر الفضائح الكثيرة التي شهدتها تلك الوزارة بقيادته ، والتي من أهمها : السجون السرية التي أشادها صولاغ لتعذيب العراقيين بأيادي ضباط إيرانيين ، وتحويله للطابق الرابع من بناية وزارة الداخلية الى مقر للمخابرات الإيرانية ، حتى عاد كل من وصل الى هذا الطابق لا يسمع فيه غير اللغة الفارسية .
4- شعورهم المستمر بأن الحكيم يريد أن يفرض هيمنته على الجميع ، خاصة في الخطوات التي اتخذها أخيرا في تشكيل ( بسيج ) إيراني في العراق أي قوات تعبئة شعبية على غرار ما هو حاصل في إيران اليوم ، وهذا ما ثار حفيظة الصدريين الذين كانوا بانتظار اللحظة التي يضعون فيها حدا لنفوذ الحكيم المتنامي من خلال حصوله على إقرار من البرلمان في العراق بشأن الفيدرالية ، يتوج مساعيه الحثيثة في إعلان أمارته تلك .
ويظهر أن المعارك ، التي اندلعت بين أنصار الصدر وأنصار الحكيم في مدينة العمارة ، وبسبب من أصحاب القناعات المسبقة الذين سارعوا الى إقرار قانون الفيدرالية ، لن تقف عند حدود العمارة ، فقد تتعدى الى محافظات أخرى في وسط وجنوب العراق . وهاكم أقرؤوا ما يقوله أحد مقاتلي جيش المهدي لصحيفة الغارديان الانجليزية من مدينة العمارة : ( لقد حررنا العمارة والبصرة هي الهدف القادم ) ، وتضيف الصحيفة إن ( جيش المهدي اثبت أن هذا هو الواقع بعد أن سيطر على شوارع المدينة.)
نعم هو هذا الواقع الذي شرذم المجتمع العراقي بسبب من قوانين المقرة في بناية برلمان معزول عن الناس في العراق بأسيجة من الدبابات ، وبالخرسانات الاسمنتية ، والقول في أن مقتل العقيد علي قاسم التميمي مدير الاستخبارات الجنائية في مدينة العمارة ، وخطف أخ قائد جيش المهدي فيها هما الحدثان اللذان أديا الى نشوب المعارك الضارية بين منظمة بدر وجيش المهدي هو قول يتجاهل الأسباب الحقيقة الكامنة وراء تصاعد طوفان الموت في العراق ، تلك الأسباب المتمثلة بالقوانين والتشريعات الغير مدروسة بعناية ، والصادرة من برلمان محمية الخضراء في بغداد.



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا بصق بوش عليهم !
- الفيدرالية شرذمت الكتل قبل أن تشرذم الوطن !
- الشاعر الشيوعي يوسف أتيلا:3
- العشائر العراقية ترفض الفدرالية الإيرانية !
- *في الطريق الى الشماعية
- المشهداني : سلاحنا القنادر
- دولة أبو درع
- ( 2 ) József Attila : الشاعر الشيوعي ، يوسف أتيلا
- المظلوم الذي صار ظالما !
- هكذا تحدثت كيهان !
- الشاعر الشيوعي ، يوسف أتيلأ ( Attila József ) - 1 -
- هدية إيران للمالكي !
- تبلور الصراع الطبقي في العراق !
- للنشر والتوزيع ( Visionmedia ) فيشون ميديا
- إيران تدق عطر منشم بين شيعة العراق *
- إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !
- وما أدرى العجم بالعرب !
- الصفويون يهددون شيعة عرب البصرة بالرحيل عنها !
- هاتوا الانقلاب العسكري !
- المقهى والجدل باللغة السويدية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الفيدرالية تصعد من وتائر الموت في العراق !