أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - البرلمان وديمقراطية الزجاج المكسور خطاب زعيم الكتلة البرلمانية لأرباب السوابق















المزيد.....

البرلمان وديمقراطية الزجاج المكسور خطاب زعيم الكتلة البرلمانية لأرباب السوابق


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 507 - 2003 / 6 / 3 - 15:59
المحور: الادب والفن
    


       البرلمان وديمقراطية الزجاج المكسور
 خطاب زعيم الكتلة البرلمانية لأرباب السوابق
          

 

 هذا الفصل نشر أيضا في أوائل كانون الأول/ ديسمبر/ 2002 مع بقية فصول" ديمقراطية الزجاج المكسور" وفيه تصور لنوع المؤتمر الوطني، البرلمان، الذي سيشكل بعد سقوط الفاشية، وأمس أعلنت سلطة الاحتلال أنها ألغت فكرة المؤتمر الوطني المفترض عقده في تموز، وستكتفي بإدارة مدنية مؤقتة!

وكنت قد سبقتهم في تشكيل هذا المؤتمر/ البرلمان/ بنصف عام، في رؤيا استباقية موثقة، وكان ثمن هذه الرؤيا حملة غوغائية كلبية صبيانية مرت، مع الأسف، على الجميع بلا استثناء، خلال نشر هذه الحلقات وتم وقفها فورا مع التنكيل بصاحبها علنا!

وقد حاولوا في الشهرين الماضين تشكيل هذه المؤسسة الهزيلة، تماما كما توقعنا، لكنهم أجلوا المشروع لكي يخلقوا مناخا أفضل بعد سياسة تجويع وتركيع جهنمية، وبعد تهميش الحركة الوطنية العراقية وقواها الحقيقية.

كان الصوفي البسطامي يردد  دائما:
 ـ أللّهم  مهما عذبتني، فلا تعذبني بذل الحجاب.

والحجاب هو كل ما يمنع الرؤيا ويعمي البصر والبصيرة.
وفي القرآن:
 قال ما حسبك يا سامري؟
قال أبصر ما لا تبصرون.

أهدي هذا الفصل إلى أخي وصديقي  الباسل الكاتب فلاح المشعل، زهرة سنوات الفولاذ، الذي عمل بكل صمت وشجاعة ومجازفة على تمرير رسائل من وإلى أسرتي في العراق واستضافتها في بيته لسنوات عديدة، يوم كانت الأسرة تأتي إلى بغداد قاطعة 120 كم، ذهابا وإيابا في ظروف مريرة لاستلام رسائل وحاجات قد تدمر حياة المشعل الذي كان يومها محررا في مجلة ألف ـ باء(والمحرر حاليا في جريدة الزمان، بغداد) وقد خضع لأكثر من استجواب لمعرفة صاحب هذه الرسائل المدعو ( ثجيل الشيخ!) كاتب هذه السطور، خاصة بعد أن عرفوا أن ثجيل الشيخ هو صاحب عامود صحفي( ديك الحي!) في جريدة " الوفاق" العراقية الصادرة في لندن!
 
   * ح. الحسن في 2/6/03


                 فصل واحد

قاعة البرلمان غاصة بالحضور في البرلمان العراقي الجديد. مجموعة تصب الشاي. أخرى تدخن. فريق يتزاور. آخرون يتمشون. في منتصف القاعة تظهر صورة لرجل يحدق في الجمهور بتأمل.

زعيم الكتلة البرلمانية لأرباب السوابق يلقي كلمته بعد رجاءات متكررة من رئيس البرلمان بالتزام الصمت.

زعيم الكتلة:

 ....  و انجزنا خلال هذه الفترة القصيرة مهمات تصل إلى درجة المستحيل لم يستطع لا النظام السابق ولا أي  نظام في العالم إنجازها.

حققنا حلما بشريا قديما في توفير سكن لكل مواطن بما في ذلك
سكان القبور،
والجحور،
والمغاور،
والصرايف،
والمعقدين،
والانعزاليين،
والحاقدين على المجتمع والدولة والشرطة.

صارت الجماهير تأكل بدل الخبز
الحلويات والفواكه المجففة
والبسكويت والمعجنات
حسب آخر التقارير الطبية في كشف أمراض التغذية.

ألغينا السباحة في الأنهار الراكدة والترع والجداول والمستنقعات والاهوار التي كانت مرتعا للجواميس وجماعة الكفاح المسلح وأصحاب العقائد المخربة والمتطرفة والمجنونة.

صار من حق أي مواطن السفر إلى أي مكان في العالم بما في ذلك
النجوم والكواكب والمجرات والدول والقارات

في حين كان السفر في النظام السابق غير مسموح به داخل
الوطن الواحد،
والمدينة الواحدة،
والحي الواحد،
وحتى غير مسموح به من الحمام إلى المطبخ،
ومن الطابق الأول إلى الطابق الأخير،
إلا بإذن من مسؤول الحزب أو مسؤول الأمن.

حررنا المواطن من كل الصراعات
الطبقية
والفكرية
والسياسية
والعاطفية
والفلسفية

وصار الناس في هذه الدولة يعيشون في فردوس مدهش.
يستطيع الأسد زيارة الحمل،
ويستطيع مدير الأمن زيارة زعيم الحزب المعارض،
والجلوس في اجتماع سري،
ويستطيع رئيس الوزراء زيارة زعماء المعارضة وحضور اجتماعاتهم وهم يخططون لتغيير الحكومة بالوسائل السلمية.

ليس هناك غني وليس هناك فقير.
لا توجد مطاعم درجة أولى ومطاعم درجة ثانية وثالثة.
يستطيع أي جربوع الجلوس في فندق خمس نجوم والجلوس مع زعماء البلد بدون حرج.

حررنا المواطن من كل العقد
النفسية
والاقتصادية
والجنسية
والفكرية
والاجتماعية.

لا ألقاب بعد اليوم على طريقة القرون السابقة
حيث أجيال تدمغ باسم عاهة أو رغبة أو خطأ من الجد العاشر أو الألف مثل:
عائلة أبو دبس لمجرد أن الجد قال يوما في الجامع أنه يشتهي الدبس،
أو عائلة الأجرب لمجرد أن الجد الرابع كان يعاني من أكزيما،
أو عائلة العار لأن الجد الثالث ترك المدرسة فصرخ خلفه المعلم( ياعار)،
أو عائلة العميان لأن الجد الأول كان أعمى،
أو عائلة أبو مصران،
أو أبو طبيخ
أو أبو دودة.

حررنا المواطن من الكبت
الجنسي
وخلصنا الحيوانات من كل الاغتصابات السابقة التي كانت تخجل دولتنا الرشيدة.
صار في استطاعة أي مواطن أو مواطنة الزواج  بمن يحب أو تحب وعلى نفقة وفي حماية الدولة
وإسقاط قانون غسل العار الكريه
وإنشاء مجمع للعرسان على بحيرة ساحرة.

ألغينا الرقابة على الصحف.
( تعليق حديث: أكثر من ثلاثين صحيفة تصدر اليوم بدون أية موافقة قانونية وفي فوضى منظمة ولتصفية حسابات شخصية، وهذا ما فعلوه في افغانستان حين فتحو صالونات حلاقة، وسينما جنسية، وصحفا، وتركوا الناس نهبا للجوع والامراض والمجهول! /2/6/03).

 والكتب والأخبار
والمسارح
والفن
والأرحام
والصدور
والهمسات
والمقاهي
وغرف النوم
 والحمامات العامة والخاصة والفنادق والطرق وجسور الأنهار،
أو جسور الأسنان،
أو جسور العلاقات الاجتماعية

في وسع أي
صرصور
أو شاعر
أو كاتب  الآن أن يكتب الآن من رأسه حتى قدميه وإلى المطبعة.

لا بحلقة في الحيطان
ولا عقد نفسية.
حررنا المواطن من عقدة النقص،
وعقدة الخوف،
وعقدة التصفيق لأي مسؤول أو أي زبون صاحب مطعم وصاحب شوارب غليظة،
ومن عقدة الكترا،
وعقدة أوديب،
وعقدة الشعور بالعظمة التي أنتجت جيلا من المعوقين عقليا ونفسيا وفكريا واجتماعيا،
حتى صار في وسع أي أبو بريص الادعاء أنه كان أحد جنود فتح مكة، أو فتح عكة، أو فتح القسطنطينية،
أو فتح ثقب للتلصص على بنت الجيران،
أو فتح ثقب في حمام نسوان.

(تعليق حديث: يقول موقع عراقي فتح مؤخرا في كلمة الافتتاح:  بعد أن "شاركنا!" في إسقاط الفاشية، سنشارك في بناء الديمقراطية!/2/6/03)

وفرنا إطارات تقنية وعلمية وفكرية وسياسية،
ووفرنا إطارات للسيارات والعجلات الفردية، وعجلات الدراجات النارية، وإطارات لموظفي الدولة الكبار، وإطارات مخابراتية بالتعاون مع الأشقاء في السي، آي، أيه،
ومع الأصدقاء في الشين فين،
وفي الموساد.
( تعليق حديث: قال أكثر من ضابط عراقي أن الذين حققوا معه كانوا من الموساد!/2/6/03).

حرصا على صحة المواطنين من الانهاك و الارهاق والتعب المزمن والتهاب السحايا والمفاصل وجنون الدم ورهاب القنابل، منعنا على الشاشة صور العمليات الانتحارية والجنونية في شوارع الصديقة إسرائيل.

وفرنا أحذية للمطر
وأحذية للريح
وأحذية للجماهير للاحتفال بيوم النصر
وصار من حق المواطن الانتحار من أية عمارة
أو أي صدر.

طائرات هيلوكوبتر لنقل المواطن المريض من سريره إلى أقرب مستشفى.

وطائرات هيليكوبتر لمطاردة لصوص
زمن الرفاهية
وهي ظاهرة طبيعية تنشأ في
زمن الخير،
أو عناصر مخربة
تطالب برحيل الاحتلال
وتحقيق الفوضى.
(تعليق حديث:هذا بالضبط كان تفسيرهم لظاهرة السرقة!/2/6/03)

لا كلاب سائبة بعد اليوم
ما عدا جماعة الكفاح المسلح.

الكلب السائب يقود صاحبه إلى البوليس كما هو في اسكندنافيا وغيرها.

لا يوجد مواطن ينام بدون
غطاء
أو سقف
حتى لو كان حشاشا
أو جريحا سابقا
في حروب النظام السابق
أو كحوليا
أو عاشقا منهارا.

نطالب بإلغاء الحراسة على رئيس الدولة وأركانها لأن المواطن لم يعد قادرا على رؤية قطعة سلاح على خصر
شرطي
أو زنبور
أو حمار
أو خنفساء.

كما نطالب برفع علامات الشوارع التي تمنع المرور.

نطالب بحذف كلمات مثل لصوص
وسرقة
وسطو
وكذب
وجبان
وحقير
وقتل
وخداع
ولعبة سياسية
وتدليس
من مناهج الدراسة الابتدائية لكي لا يتعرف الطفل العراقي على هذه الآفات..........


عضو في البرلمان صارخا:
ـ  لكن متى تعيد المبالغ التي سرقتها أنت عندما أرسلك المجرم عدي صدام لشراء معدات في الأردن، فهربت بها وأعلنت في الصحف أنك قمت بانقلاب  داخل القصر؟


زعيم كتلة أرباب السوابق غاضبا:
ـ عندما تعيد أنت المال الذي كبست عليه يوم كنت مديرا لشركات النظام في الخارج وأسست حزبا وصحيفة معارضة.

 الحاضرون يرددون أغنية على شكل نشيد جماعي:

 لا حظت برجليه
ولا خذت سيد علي

                        تنزل الستارة.
ـ*
لا حظت برجيله ولا خذت سيد علي/ مثل عراقي يقال حين يفلس المرء من كل شيء ويخيب أمله!

 

 



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق ديمقراطية الزجاج المكسور
- المرادي وديمقراطية الزجاج المكسور
- لكي لا يحدث هذا مرة أخرى
- الروائي محسن الرملي وبورخيس وأنا
- حديقة رزكار
- رسالة إلى سياسي عراقي قبل اغتياله
- الروائي اليوناني كازنتزاكي/ المنشق2
- نقد العقل الجنسي مرة أخرى
- أوقفوا عصابات الطارزاني/ نداء
- لا تنسوا المعلم هادي العلوي
- جمهوريات رعب استان
- عساك بالفراغ الدستوري
- الروائي اليوناني كازنتزاكي ـ المنشق 1
- خطاب التجييش ، خطاب سلطة
- أفراح الزمن المعقوف
- العصيان الثقافي
- أزهار تحت أظلاف الخنازير
- الاغتيال المبكر
- وطن العبيد
- رصاصة ناجي العلي في رأسي


المزيد.....




- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - البرلمان وديمقراطية الزجاج المكسور خطاب زعيم الكتلة البرلمانية لأرباب السوابق