أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - نظرة سريعة على سيمفونية الحب بقلم شفيق العمروسى - دراسات في أعمال السيد حافظ (235)














المزيد.....

نظرة سريعة على سيمفونية الحب بقلم شفيق العمروسى - دراسات في أعمال السيد حافظ (235)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 16:18
المحور: الادب والفن
    


دراسات في أعمال السيد حافظ (235)
نظرة سريعة على سيمفونية الحب
بقلم
شفيق العمروسى
السيد حافظ فنان يعشق الحروف والكلمات، فتتحول على يديه إلى إيقاعات تغوص بك إلى عوالم متعددة تجعل العالم من حولك أكثر شفافية، حيث تكتشف من خلال تلك الشفافية أن الحياة التى نحياها برغم كل آلامها تحمل فى داخلها بذور عالم آخر أكثر رحابة وطمأنينة.
ولهذا لم يكن غريباً أن تتحول الكلمات بين يديه إلى شكل قريب الشبه بالقصيد السيمفونى المشبع بروح بيتهوفن الثورية. فقد استطاع فى مجموعته القصصية (سيمفونية الحب) أن يجد متنفساً للتعبير عن الخلاص، وحين لا تصبح هناك وسيلة للتعبير عن الخلاص سوى الثورة فإن المعدل الطبيعى لذلك هو (الحب)، فأنت حين تحب لا تعرف الخوف، وحين لا تعرف الخوف يمكنك أن تستشرق آفاق المستقبل، فتصبح اللحظة امتداداً لا نهاية له، ومهما بلغت الظلمة المحيطة بك يظل هناك بصيص من ضوء يعطيك دفعات من الأمل.
كتب السيد حافظ تلك المجموعة القصصية فى فترة شهدت فيها مصر تغيرات بالغة الخطورة، حيث ارتفعت أصوات الخواء والخراب مصدرة لليأس إلى كل الصدور المخلصة، أو هى تلك الفترة التى حملت فيها عربة السجن "عامل وشاعر وصحفى وطالب وحامى" ليدفعوا "ثمن" حبهم – كما هو الحال طوال عصور الظلام – لتلك الحبيبة – الوطن، والتى سقطوا صرعى هواها، ورغم أنها "صماء خرساء، أمية، أصيبت بمرض منذ سنوات لا تستطيع الكلام" إلا أنها تستحق أكثر من أن يدفعوا حياتهم ثمناُ لحبها، فقد عرفوا أنها فى داخلها "شريفة".
وما أكثر ما تكون قيمة الشرف حين يصبح "الموقف العادى" وسط حطام المأساة محدداً فى موقف واحد "العاقل من يفهم أن السائل هو الخسران والكاسب من يتدلى فوق أكتاف السلطان يمسح عنه التراب، ويحكى له فى المساء قصة الشاطر حسن فى مدينة العميان".
وتظل تعيش مع أنغام وإيقاعات الحركة الأولى لسيمفونية السيد حافظ، حيث تكتشف مع المواطن البسيط "مهدى أفندى" تحول (المياه) إلى (دماء). وترى "هذه" تسقط قنبلة برصاص الطائرات بجانب حبيبها (صياد اللؤلؤ)، وتكاد تفقد الأمل لأن "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين".
وحين تختلط الأمور وتصبح هكذا لا يصبح أمام المرء إلا أن يخلع "ملابسه جميعها.. ويهتف بحياة السلطان" فهكذا فقط يمكنه أن يصبح "قاضى القضاة" بدلاً من التجول "فوق حماره.. حاملاً جوالين من الفول والذرة"!
وأمام هذه الفوضى وفى خضم تلك المأساة ينبعث الحب ليولد الأمل فى قلب الإنسان، ذلك الحب الذى بدأ منذ أول حركة مع قصة (الثمن).
ومع بداية الحركة الثانية "أشياء تحلم بالهجرة" يتعانق الإنسان والطير والشجر والجبل ليكونا كلا واحداً يندفع باتجاه النهر، ويصبح الحلم بالهجرة حتى وإن كان غرفاً أمل الجميع، وفى صورة تعبيرية رائعة يحرك السيد حافظ هذا الكل باتجاه النهر، ولكن يبقى خارج إطار هذا الكل اليائس "محمد فاروق" ممثلاً لاستمرار الحياة، وهو نفسه الذى أنقذ الطفل من "الكلب".. حقاً لقد "قبضوا عليه لأن البلاد تمنع على الناس التعرض للكلاب" إلا أنه "أنقذ الطفل.. أنقذ الطفل"..
وتصبح ابتسامة الطفل هى رمز للأمل والإصرار على الاستمرار، فرغم نجاحهم فى مطاردة "محسن فريد" – الذى رفض تدريس التاريخ المزيف – حتى الموت، فقد استمر فى "محسن فريد" التلميذ الصغير..
وطالما أن الأمل قد تأكد فى الحركة الثانية، فلا مناص من أن يزداد الحب عنفاً فيتسع الصدر ليحتضن العالم كله فى الحركة الثالثة "أحببت الرقص والهجرة والطوفان والفيضان، أحببت الأشجار أن تطفو فوق البحار وأن أصبح صياداً عارى الجسد فى يدى قيثارة أعزف بها، أجمع الطيور والحيوانات والحشرات وأظل أغنى وتغنى الطبيعة معى".
وهذا الحب هنا ليس
هروباً من ألم الواقع، بل هو ذلك الحب الذى يجعلك دائماً تتعرف على ما وراء الأشياء، هو رومانسية الثورة التى جعلت كاتبنا يكتشف أمام المطر "صوت فى داخلى يصرخ الله المطر.. المطر، وصوت خارجى، المطر، الفقراء" وفى مواجهة ذلك الانقسام، خاصة وأن الكلب "دائماً كان يتربص بنا" لابد وأن تأتى لحظة التوحد" فالصمت على الإهمال خيانة وأنا لا أقبل أن أخون بلادى".
وهكذا أصبحت كل كلمة عند السيد حافظ ذات إيقاع مرتبط بكل عناصر الحياة، والحياة عنده هى الحب والثورة.
نعرف أن بيتهوفن حين هم بإهداء سيمفونية (البطولة) الثالثة لنابليون فوجئ بالأنباء تحمل إليه خيانة المبادئ فثار ومزق الإهداء وكتب إهداء جديداً (سيمفونية البطولة.. فى ذكرى رجل عظيم)! ولكن السيد حافظ وجد البطولة فى البسطاء الذين يعيشون حوله، ولهذا حمل إهداءه كل كلمة من كلماته إلى هؤلاء الذين يزرعون بإصرارهم الأمل فى باطن الأرض، وهم إن فشلوا – للحظة- فى قتل (الكلب) فقد نجحوا فى (إنقاذ الطفل)!
الجزيرة السعودية
3/8/1982



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى مجموعة السيد حافظ الثورة والمعاناة على أنغام سيمفون ...
- عن سيمفونية الحب أدب العبث.. أدب المستحيل الممكن بقلم سمير ع ...
- دراسة عن مجموعة سيمفونية الحب للسيد حافظ- بقلم : عبد الله ها ...
- رحلة فى سيمفونية السيد حافظ - بقلم يوسف عبد المسيح ثروت - در ...
- سيمفونية الحب بقلم سعيد فرحات - دراسات في أعمال السيد حافظ ( ...
- في مجموعة لك النيل والقمر للكاتب السيد حافظ - بقلم الكاتبة : ...
- لك النيل دراسة بقلم : د. وفاء كمالو .. دراسات في أعمال السيد ...
- الوطن فى السرد القصصى للسيد حافظ دراسة فى رمزية الحكى بقلم د ...
- الفودفيل السردي وتقنية الكولاج بقلم إيمان الزيات -دراسات في ...
- اغتال الوطن المواطن سيد قطب... من اليسار الى اليمين..- شخصية ...
- - مصر العظيمة أنجبت خير أطباء الأرض )القوى الناعمة- شخصية أح ...
- مـع الأديـب السيد حافظ لقاء حول سيمفونية الحب -مجموعة قصصية- ...
- كتاب قرأته سيمفونية الحب بقلم عبد الله الشيتى - دراسات في أع ...
- فى سيمفونية الحب بقلم فيصل صوفى - دراسات في أعمال السيد حافظ ...
- رمزيّة (الاختلاف) في قصّة - لكِ النّيل والبحر والهرم يا أمير ...
- التناص الديني و التاريخي عند السيّد حافظ بقلم د. وافيه بولفع ...
- أحمد عرابى.. - شخصية مصر العظيمة ومصر العبيطة (3)
- أحوال المصريين 2 - شخصية مصر العظيمة ومصر العبيطة.. (4)
- دراسات في أدب السيد حافظ- مجموعة -لك النيل والقمر- نموذجاً ب ...
- الفيلسوفة المصرية هيباتيا - شخصية مصر العظيمة ومصر العبيطة.. ...


المزيد.....




- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - نظرة سريعة على سيمفونية الحب بقلم شفيق العمروسى - دراسات في أعمال السيد حافظ (235)