أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله سعيد - مسارات الحروف وكواليس الكتابة - الحلقة الرابعة .















المزيد.....

مسارات الحروف وكواليس الكتابة - الحلقة الرابعة .


خيرالله سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7563 - 2023 / 3 / 27 - 10:09
المحور: الادب والفن
    


الحلقة الرابعـة: مسارات الحروف وكواليس الكتابة .

* في دمشـق كـان الإبــــــداع . ح4
حين غادرت العراق، لم أودّع أحـدٌ من أهـلي، ولا زوجتي وأولادي، سوى أختي الكبرى السيدة " شـلتـاغـة " والكائن بيتهـا في منطقة " 55 " في الثورة، حين ودّعـتها قالت لي بكلمة لم أنسهـا قـط ، قالت وهي المرأة " الأميّـة" والتي لا تعرف كيف تفُـكُّ الخـط : ( إسمع خـوية ، إنتَ طـالع لديار غـربة، وبعـزمك وبـإرادتك، يـا أمّـا تـرفع راسنـا، يـا أمّـا تـرِد الآن ) !!
حين دخلت دمشق في 14/ 6 / 1979 ، لم أستعِـد إلاّ ذلك الحديث لأختي الكبرى " شلتـاغـة " الأمر الذي هـوّن عليّ صدمة الغُـربـة، وتجاوز حالة القلق للوهلـة الأولى. في البداية سكنت في " فندق إسبانيا " الصغيرـ والكائن في شارع 29 أيّـار، في قلب مدينة دمشق، نزلت بصفة " سـائح " وحجزت الغرفة لمدة 3 أيّـام، وكنتُ حـذراً جـداً من الإختلاط بالعراقيين، الذين وصلوا دمشق، وكان رجال المخابرات العراقية، مبثوثـةً بين أوسـاطهـم .
* لم أكـن أعرفُ أحـداً بدمشق،، ولا لدي أيَّ عـنوان أتـوجّـه إليه، ولذلك رحتُ أستطلع المكان، وأجوب شوارع دمشق الرئيسية، وتوجهـت إلى " سـوق الحميدية وسوق البزورية، وشارع الأمين " وهذه الأماكن تجاريّـة بامتياز، لأعطي انطباع ، لعـدوٍّ متخيّـل، بـأني سـائح فعـلاً، وفي اليـوم الثاني تـوجهـت إلى " مقـر الجبهـة الديمقراطية لتحرير فلسطين " بقيادة الرفيق نـايف حـواتمـة، وكان المكتب يوجـد في " منطقة الأوزبكية " في تقاطع شارع بغـداد ، إستقبلني رفيقُ إسمه " أبو الغـضب " فعرّفت لـه عن نفسي، وطلبت منـهُ أن يوصلوني إلى بيروت، حيث هـناك توجد " منظمة الحزب الشيوعي العراقي " وهي تستقبل الوافدين من الشيوعيين العراقيين، فـأخذ الرفيق" أبو الغضب " بعض المعلومات مني، وأخذ عـنواني في " فـندق إسبانيا " وقال : بعـد يومين سوف نـمُـرُّ عليك، ونخبرك بما يجب عمله، وفعـلاً جـاءوا وأخذوني إلى " مخيّـم فلسطين " وأسكنوني في غرفةٍ كان فيهـا رفيقين عراقييّن هـما " أبو تغـريـد " صاحب الصوت العـذب والذي يغني " بصوت فـريد الأطرش" والثاني " أبو العـوف - عبد الرحمن دارا سليمان، ذلك الشاب الكرد فيلي ، وصاحب الإهتمام في كتابة " القصّـة القصيرة " وبـدأت صحبتُـنا ، نحنُ الثلاث ، منذ ذلك الوقت، وبعـد يومين رحّـلونا ثلاثتنـا إلى بيروت، عـن طريق دمشق الزبـداني بيروت العسكري، وعملوا لنـا " هـويـات خـاصة " تحمل شعار " الجبهـة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكان إسمي فيهـا " ممـدوح جهـاد نـاصر " وما زلت محتفظاً بهـذا الإسم وتلك الهـوية، وصرتُ قريباً من أعضاء الجبهـة الديمقراطية، وتعرفت فيما بعـد على الرفيق " نايف حـواتـمـة " وأعضاء آخرين من كـوادر الجبهـة الديمقراطية .
وصلنا بيروت، وأنزلونـا في مكتب الحزب الشيوعي العراقي، فعرفت هـناك الرفيق " أبو ميلاد " والذي كنتُ أعرفه عندما كان يشتغل في بغـداد بمقر الحزب الشيوعي، رحّـب بي بشكل جيّـد ، ثم أوصى أحـد الرفاق بأن يذهب معي إلى " شـقّـة صبرا وشاتيلا " والتي سوف نستقربهـا، ونـبدأ حياتنا في بيروت ، دون هـدفٍ محـدّد ، وقـد إستطاعت " أجهـزة المخابرات العراقية " من أن تخترق صفوفنـا في بيروت، وتزرع عميلٌ لهـا في مكتب منظمة الحزب ، والذي كان يديره الرفيق " فخري كريم زنـﮔـنـة - أبو نبيل " ، كان هـذا العميل إسمه " أبو عِـرفـان وزوجتهِ أم عـرفان " ونحن ومنظمة الحزب غافلين عنهـما سنوات طويلة .
* في شـقّـة صبرا وشـاتيلا البيروتية، تعرفت على " الحـاج رعـد وأخيه أبو فـرات، والمسرحي أبو تحسين - حازم كمال الدين، ورفاق آخرين كان من بينهـم الشاعر الشعبي المعـروف " أبو سرحـان" والسيد أبو نغـم وأبو روزا وأبو كريّـم .
* في المساء ، زارنـا فخري كريم زنـﮔـنـة - أبو نبيل، عضو اللجنة المركزية، ومسؤول مكتب الحزب في بيروت بصحبة الشاعر سـعدي يوسف ، وهـناك ، في تلك الشقّـة، بـدأنـا أنـا وأبو تغريد وعبد الرحمن أبو عوف وحازم كمال الدين ، بتشكيل هـيئة ثقافية، للنشاطات المتعـددة والمتنوّعـة، تخص أماسي للشعر وللقصة القصيرة ، وتعقد هـذه النشاطات إسبوعيّـاً، وكنت أشرف على هـذه الهيئة، فخلقنا حـالة جيدة من التلاحم الإجتماعي، نُـخفّـف بهـا على الرفاق، ونُـخرجهـم من حـالة الحزن والفراق التي يعيشونـهـا .
* كان لدينا نشاطاً ثقافيّـاً إسبوعيّـاً داخل الشقّـة، في مجال الثقافة والأدب، وبعـد حـوالي الشهـر، تـمَّ تـأسيس " رابطـة الشعراء والكتّـاب العراقيّين " وانتخـبنا الشاعر " سعـدي يوسف، سكرتيراً لهـذه الرابطـة .
* لم تـكـن بيروت ودودةً معـنا ، فحالة الحرب الأهلية كانت قائمة، وبيروت منشطرة إلى قسمين، المنطقة الغربية، وكانت تحت إشراف وسيطرة " حـزب الكـتائب اللّـبناني " ومن معـه من القـوى المسيحية، فيما المنطقة الشرقية، تخضع لسيطرة الفصائل الوطنية اللّـبنانية والفصائل الفلسطينية . وكانت صدمتنا كبيرة من " الحـزب الشيوعي اللّـبناني " حيث كان زعيمه ، في تلك الفترة السيد جـورج حـاوي ، قد زار بغـداد عند تسلّـم " صدام حسين " مقاليد السلطة، بعـد إزاحة البكر، وقـد قـدّم صدام حسين " مساعـدات مالية، بملايين الدولارات للحزب الشيوعي اللبناني، وهـكذا أصبح الحزب الشيوعي اللّـباني مدافعـاً عـن نظام البعـث الفاشي في مواقفهِ وسياستهِ وإعـلامه، ولم يصدر منـه أيّ موقف أزاءنا ، نحن الشيوعيين العراقيين ، ونحن نعيش المحـنة، وعلى أرضهـم اللّـبنانية، وقتهـا كتب الشاعر " سـعـدي يوسف " قصيدة في هِـجاء هذا السلوك ، وكانت القصيدة بعـنوان " صباح الخير أيهـا الفاكهـاني " ونشرهـا في " جريدة السفير اللّـبنانية، قال في بعض مقاطعهـا :
صباح الخير أيهـا الفـاكهـاني
صباح الخير أيتهـا الشوارع ،،، والبنـادق
صباح الخير يـا بيريّـتـنا الحمـراء
يـا سماءَ على شعـر الفـتى
ولكم صباح الخير ،،، حُـرّاس المقـر .
لفوّهـات اللّيل ،، وسِـرّ اللّـيل
للتعبِ اللّـذيذ على عـيونكم الجميلة
يـا صباح الخير للأطفال في زيِّ المـدارس
للصـبابا يَـشـتَـهَـينَ ويُـشتَـهـين
لقهـوةٍ عـند الرصيف
لأمِ نبيـل،،
إبتسمي
صباح الخير أم نبيـل ،،إبتسمي
صباح الخير شـايَ أبي عـلي
أيهـا المحتـرقون إلى أزيـز الطـائرات على مدافعكم صباح الخير
صباح الخير عُـمّـال القـمامـة
للمذيعـة ،، للشباب المتعبين من النقـاش
لِـصمتِ " تـوليدو "
لمـن عرض الشغيلة مرتين علي
للطـلاب يجتـازون في المقهـى مـراحلهـم
صباح الخير للـدولار قـومّـيا
صباح الخير للثـورات تنفـجرُ ،
كفرقعـةِ الفـقـاقـع في بيان الطفل
للثـوري في المقهـى ،،، صباح الخير
للثـوري في قـــــــلبي ،،، صباح الخير
لإمـرأتي صباح الخير
صباح الخير
صباح الخير .

* نُـشرت هذه القصيدة أيضاً في ديوان " أقـل صمـتاً "
* * *

* في بيروت ، كان أغلبنا نحنُ الشيوعيين، بـلا عـملٍ، وبلا مصرفٍ يومي، إلاّ البعضُ منّـا الذين التحقوا في " معسكرات القوى الفلسطينية في الجنوب اللّـبناني ، والبعض اشتغل سائقـاً في إسعاف " الهـلال الأحمر الفلسطيني " .
* في تلك الشقّـة في بيروت، كُـنّـا نسكن بحـدود 20 رفيق، وكنا نعمل الطعام ونعـدّهُ فيما بيننـا، وتحت قيادة الرفيق العـزيز حجي رعـد، وفي كل يوم كان يعاونه إثنـان منّـا، وعلى يـديه تعلّـمت " فـنون الطبخ " كما بـدأت أقرأ بشكلٍ جيّـد، وأكتبُ بعض القصائد، وبعض القصص القصيرة، ويشاطرني القراءة " حـازم كمال الدين وعبد الرحمن دارا سليمان" واستمرّينا على هذه الحالة لمدة 4 أشهر، ثم بعـدهـا توجهـت إلى " جمهـورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، أنـا وبعض الرفاق الآخرين، فوصلنـا إلى مطار عـدن فجر يوم 15 /ت1 / 1979 / وأسكنونـا في منطقة " البيكاجي " في عـدن، وهـناك إلتقيت في الكثير من الرفاق والأصدقاء وعلى رأسهم ، كانت الرفيقة كوريـا - أم فرات ، وزوجهـا هـادي صالح، وجمعة الحلفي، وعبد الكريم ﮔـاصد ، وسامي كمال وكمال السيّد ، وفاضل الربيعي ورشيد الخيّـون، والفنان المسرحي خليل الحرﮔـاني، والفنان التشكيلي قاسم الساعدي - أبو عـراق ، وغيرهم الكثير .
* بعـد إسبوعين في عـدن ، رُحِّـلت إلى المحافظة الثالثة " محافظة أبين " ومركزهـا زنجبار، حيث صدر أمر تعيني كموظف في " مؤسسة الإنشاءات المحلية العامة" أنا والمهـندس الكهربائي أبو نورس ، حيث تم تعييننـا في " الـدائرة الفنيّـة - قسم الكهرباء " ، وبعـد مُـدّة تم تحويلي إلى رئيس قسم الاليات الإنتاجية .
* في محافظة أبين ، كانت منظمة الحزب الشيوعي العراقي، يشرف عليهـا الشيوعي المخضرم " الرفيق عـبد عـلوان - أبو بشرى " والرفيق حسين المـرّي أبو حازم، والرفيق أبو سامي" وهـناك تعرفت على " بيت الـصـﮔـر" وهم أخوة الشهيد ستار خضير " والصحفي الرياضي طـه حيدر، والقاص البصري صبري هـاشم، وزوجته يمامه، ورفاق ورفيقات آخرون .
* في محافظة أبين، حرصتُ كثيراً على تنظيم وقتي وبرمجة قـراءاتي، وكان القاص صبري هـاشم، يقترب مني أكثر، لا سيما وأنه وجـد من يُـناغيه في أمور الأدب والثقافة، فكنا نلتقي مساءً في شقّـتهـم، ونـبدأ بقراءة ما عندنا من نتاجاتٍ شعرية أو قصصيّـة .
* ذات مـرّةٍ، جاء إلى شقّـتنـا الرفيق أبو سامي، ومعه شخص، لاح لي أنّـي أعرفهُ من قبل، وعند باب الشقة ، سـلّم أبو سامي وقـدّم ضيفهِ بإسم " أبو عبير " فاستدركت رأساً ذلك الإسم وقلت : عـبد فيصل ! قال : نعـم . قلت : لـن تـدخل الشقّـة مطلقاً! قال أبو سامي ، لمـاذا ؟ قلت : إنّـه قاتل أحـد رفاقنـا، فحينما كُـنّـا في صوفيا، ونحنُ من العسكريين السابقين، ومحكومٌ علينا بالإعـدام، رفض أبو عبير وجودنا في بلغاريـا، وأعـادنا إلى العراق، وأمسكت سلطات البعث بذلك الرفيق وأعـدمتـهُ، ولذلك لـن أقبل بـرفيقٍ قـاتل لرفاقه، ولـن يدخل مطلقاً، وسوف أُقـدّم تقريراً بالواقعة إلى منظمة الحزب، وأطـالب بمحاكمتهِ أمام الحزب، فمنعتـه من الدخـول، وبعـد فترةٍ إنعـقدت منظمة الحزب، وأوضحت الموقف بكل تجليّـاته، وطالبت بطردهِ من الحـزب، ولكن الإنتهـازية في صفوف الحزب، كانت هي السائدة، ممّـا سجلوا موقف عليّ بشكلٍ سلبي، وبـدأت " الدسائس " ضدي وضد غيري من الرفاق المبـدأيين .
* لم يَطُـل بقـائي في اليمن اكثر من سنتين، فعـدتُ إلى سوريـا عام 1982، وجلست من الصديق " سـالم البهـادلي " في " السيدة زينب " في غرفة واحـدة ، أجّـرناهـا من أحد الأخوة الفلسطينيين، وإلى جانبنا - بنفس البيت، كان يسكن الملحن الراحل كـمال السيّـد، والرفيق أبو باسل - عزّت كريم ، وزوجـته بغرفة أيضاً .
كانت الإيجارات رخيصة في هـذا المكان، فالغرفة الواحـدة ، لا يتجاوز إيجارهـا أكثر من ( 300 ليرة سورية ) وبعد إسبوعين إستطعت أن أجد لي عملاً في " ورشة كهربائية" داخل مدينة أبناء الشهداء الفلسطينيين في " منطقة عــدرا " وهذه المدينة لأبناء الشهـداء الفلسطينيين كانت تحت إشراف " حـركـة فـتح " وفي داخل هذه المدينة، تعرفت على المهـندس " فـلاح حسن النقيب " حيث كان هـو المسؤول عـن الأمور الفنية والكهربائية في المدينة، وأصبحنا أصدقاء، ولا سيما أن مسؤول الورشة " الأخ أبو خليل السخنيني " كان إنسانـاً رائعـاً، ويحب العراقيين كثيراً، وكان معنا في أعمال أخرى في " المدينة " أصدقاء عراقيين هـم كل من " نـزار ومحمد الكردي وشخص آخر نسيتُ إسمه " ، وقد كنا جميعـاً ، نحن العراقيين، نشتغل " باليومية " وكل منا يستلم " 35 ليرة " في اليوم الواحـد ، أي ما يعادل " دولار واحـد " في تلك الفترة . لكننا كنا جميعـاً متضامنين مع الثورة الفلسطينية .
* ثمة حـالة تستدعي التذكّـر ، وهي عندما كنت في اليمن، حيث ظهرت بعض المواقف السياسية والتنظيمية ، كانت لا تروقني، وبنفس الوقت لاتروق إلى مسؤولي المنظمة الحزبية هـناك، والتي كنتُ أمارسهـا ضدهـم، حتى أن الرفيق " عـدنان عباس" عضو اللجنة المركزية ، ومسؤول منظمة اليمن، قـد ودّعنا إلى صالة المطار في عـدن، وقال لي : رفيق أبو سعاد، إن تـرحيلك مع أحـد الرفاق معكم في الطائرة" فشكرته على ذلك، وحين وصلنا إلى دمشق، لم يتصـل بي أحـدٌ من رفاق المنظمة الحزبية في دمشق، وطالت المُـدة، فاشتغربت من ذلك، وراجعت مقر منظمة الحزب في دمشق، واستفسرت عـن الأمر، فقيل لي " لم يـاتٍ ترحيلك من اليمن! فقلت لهـم بأن الرفيق عـدنان عباس، أخبرني ونحن في مطار عـدن بأن " الترحيل " معي في الطائرة ! فـاستغربوا من ذلك، فقلت لهــم : أرجو أن تخاطبوا منظمة الحزب في اليمن ، ففـعلوا، وبعـد حوالي ثلاثة اشهـر، أخبروني بـأن " الترحيل وصل " وعلمت فيمـا بعـد، بـأن هـناك شخصٍ ما، من منظمة الحزب في دمشق أخفى " هـذا الترحيل " بشكلً متعمّـد، لأن بعض " التقارير " السيئة كانت قـد وصلتـهُ عـن " مُـشاكساتي " في اليمـن .
* في دمشق، كان هـناك تيّـارٌ سـاخط بين صفوف منظمة الحزب الشيوعي العراقي على القيادة السياسية، وتحديداً ضد " تيّـار عـزيز محمد وفخري كريم زنـﮔـنة " بـدأ يظهـر بين أعضاء المكتب السياسي، وبعض أعضاء اللّـجنة المركزية، حتى انتشر هذا الخلاف بين أوساط القـاعـدة الحزبية، وظهـرت " الشُـلَـليّـة الحزبية " والمناطقية والقـوميةِ حتى ، وتسرّبت بعض الأسرار الحزبية، لا سيما من القـادمين من شمال العراق، ومن قـوى " الأنصار الشيوعيين " ممّـا زاد الطين بِـلّـةً، وعسّـر المهـمة التنظيمية على كل منظمات الحزب في الـداخلِ والخـارج ، وبـدأت تظهر بعض الشكوك على هذا الرفيق أو ذاك، وانفقدت حـالة " الوحدة التنظيمية والفكرية " داخل صفوف الحزب الشيوعي العراقي برُمّـته .
* كنتُ بدمشق قـد تعرّفت على " مجموعـةٍ أدبية " كان على رأسهـا الأديب السوري الراحل " محمد خـالد رمضان " والمعروفِ بـإسم " أبو عـبدو " وكان قاصّـاً وشاعراً وزجّـالاً، رحّـب بي، وعرّفني على بقية الأصدقاء في هـذه المجموعـة الأدبية، وهُـم كلٍّ من الأديب الفلسطيني عوض سعود عوض، ومحمود البكر ، وسليمان البوطي، واحدٌ من المهتمين بالنقد الأدبي، والقـاص وليـد حـافظ صاحب رواية " المـدفع الخامس " وشاعرٌ بارزٌ إسمه عـبد القـادر الحصني، والقاص وليد معماري، وهـو واحدٌ من أشهر الإعـلاميين في سوريـا، والصديق الآخر كان الأستاذ ميخائيل عـيد ، قاص وزجّـال معروف ومترجمٌ عـن البلغـارية، وكذلك كان بالمجموعـة القـاص والمترجم الفلسطيني أحمد سعيد نجـم ، أحد محرري القسم الثقافي في مجلة الهـدف الفلسطينية ، والباحث الفولكلوري د. حسن حمّـامي، والباحث في الفولكلور الفلسطيني الأستاذ عبد الكـريم عيد الحشّـاش، وشعراء وأدباء آخرين من بقية المحافظات، كان من أبرزهـم القاص الراحل " صبحي دسوقي " من أهـل الرقّـة .
وكان كل هـؤلاء الأصدقاء ينزلون في " بيت أبو عبدو " كلما نزلوا إلى دمشق، وكانت هـذه المجموعة من الأدباء تلتقي إسبوعيّـاً في بيت أحد الأعضاء، ومن خـلال هذه المجموعـة، تعرّفت بالدكتور والمفكّـر البارز " طيّـب تيزيني " أستاذ الفلسفة وعلم الإجتماع في جامعة دمشق، كما تعرّفت بالمفكر السياسي البارز الأستاذ مشيل كيلو ، والأديب المعروف الأستاذ سعيد حـورانية ، أحد أبرز كتّـاب القصة القصيرة في سوريـا . وهذه أسماءٌ بارزة في الوسط الثقافي السوري، ممّـا حتّـم عليَّ أن أرفع من وتيرة ثقافتي، حتى ألتحق في هـذا الركب الكبير من المثقفين والأدباء، فخصّصت جـلّ وقتي، بعـد العمل، للدراسة والبحث، فـاتخذت من مكتبـة " المركز الثقافي السوفيتي بدمشق ، مكانـاً دائمـاً لي، حيث أن الأستاذ سعيد حـورانية، كان المدير الثقافي لهذا المركز، وعرّفني على مسؤول المكتبة الأستاذ جـورج وعلى المترجم للغة الروسية الأستاذ عـاطف أبو جمرة، وكانوا من أروع الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبي وساعـدوني كثيراً .

* * * يتبع .



#خيرالله_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسارات الحروف وكواليس الكـتابة - الحلقة الثالثـة
- مسارات الحروف وكواليس الكتابة الحلقة 2
- مسارات الحروف وكواليس الكتابة - مذكرات كاتب في المنفى -
- مُماحكات فكرية في الأدب الشعبي .القسم الثالث 3-3
- مماحكات فكرية في الأدب الشعبي . القسم الثاني .
- مُماحكات فكرية في الأدب الشعبي ( الدارمي ) 1
- شخصية ومصير .. هادي العلوي
- عِندما يتحدّث الضمير : قراءة تحتيّة في كتاب - بيني وبين نفسي ...
- عِندما يتحدّث الضمير : قراءة تحتيّة في كتاب - بيني وبين نفسي ...
- عِندما يتحدّث الضمير : قراءة تحتيّة في كتاب - بيني وبين نفسي ...
- شُكراً كندا -عندما تجاوزت عملية البروستاتا بنجاح -
- عريان السيد خلف : الشاعرية المكتملة في الشعر الشعبي العراقي ...
- أناشيد للبصرة
- الإصلاح يبدأ بالثقافة .
- رسالة الى الفنان نصير شمّة ( كلنا مع أهلنا )
- ماذا تُحدّثُ عن صنعاء يا أبتي
- نبض السنين الحلقة التاسعة والأخيرة
- نبض السنين - الحلقة الثامنة
- نبض السنين الحلقة السابعة
- نبض السنين الحلقة السادسة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله سعيد - مسارات الحروف وكواليس الكتابة - الحلقة الرابعة .