أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - نص حوار صحيفة الصيحة مع الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال















المزيد.....


نص حوار صحيفة الصيحة مع الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 22:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


الأحد 4 رمضان 1444هـ الموافق 26 مارس - 2023م (9) - العــــدد (2895).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة الصيحة: نص حوار الأستاذ الصحفي محي الدين شجر مع سعد محمد عبدالله الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال (الجبهة الثورية).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

●قليلة هي المعلومات التي تبوح بها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال (الجبهة الثورية) خاصة وكثير من الأفعال تحتاج إلى إجابات من قيادتها.

●مياه كثيرة مرت تحت جسر الحركة الشعبية شمال منذ تكوينها الأول وحتى الآن.

●الصيحة: وضعت الأستاذ/ سعد محمد عبد الله، الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال "الجبهة الثورية" في كرسيها الساخن وحاورته في كثير من القضايا التي تشغل بال كثير من المراقبين.

●فمــاذا قــال:-

•الإستنصار بمكوِّنات مسلحة من قِبل البعض ضد الآخر سيحوِّل البلاد إلى ساحة معارك.

•الصراع الحالي بنسبة 100% هو صراع حول السلطة.

•سنطبِّق مشروع السودان الجديد إن وصلنا إلي الحكم.

•أعداد من الجيش الشعبي دمجناها في الأجهزة العسكرية "جيش، شرطة، جهاز الأمن".

•خروج ياسر عرمان لم يؤثر كثيرًا في الأداء السياسي والتنظيمي للحركة الشعبية.

•هنالك من يعملون في الظلام لتصفية حسابات سياسية مع الحركة الشعبية.

•حــوار: محي الدين شجر

●كيف ترى سير العملية السياسية الجارية؟

- العملية السياسية تسيير بخطوات سريعة نحو حل الأزمة الوطنية القائمة والمستمرة، والتي أضرت بمصالح البلاد وشعبها في كل مناحي الحياة، ونحن نشجع جميع الأطراف للمضي قُدماً في الحوار السياسي والتوافق على برنامج سياسي واقتصادي وخارطة طريق لإدارة الفترة الإنتقالية، ولكن هذه العملية السياسية محفوفة بتحديات ومخاطر كثيرة أهمها انتشار خطاب التخوين والتخندق حول المواقف السياسية وكيفية ضم المجموعات التي لم توقع على الإتفاق السياسي الإطاري حتى لا يتكرر الوقوع في الأخطاء السابقة، ونأمل أن تكون الحلول شاملة وموضوعية، وهذا هو الطريق الأمثل لبناء دولة السلام والديموقراطية والمواطنة المتساوية.

●الحركة موقفها ضبابي منذ أول يوم لإنقلاب 25أكتوبر.. أنتم مع الحرية والتغيير ومع العسكرينين؟

- أولاً للرد على هذا السؤال المهم، ومن أجل التذكير والتوضيح وتبيان الحقيقة، أودُ الإشارة إلى لقاء الرفيق مالك عقار رئيس الحركة الشعبية "الجبهة الثورية" في أكتوبر 2021م عقب وقوع الإنقلاب مباشرةً على قناة الجزيرة، والذي تحدث فيه بوضوح عن موقفنا وتوصيفنا لما حدث في 25 أكتوبر، وطرح رؤيتنا لحل الأزمة عبر الحوار السودانوي، وبالتالي هذه "الورطة" التي وقع فيها الجميع أتت نتيجةً أخطاء جسيمة في الممارسة السابقة على مستوى العلاقة بني المكوِّن المدني والمكوِّن العسكري، وتحتاج منا البحث عن أسلم طرائق الخروج منها، وقد إخترنا مناداة جميع مكوِّنات الشعب السوداني للحوار السودانوي والتوافق على مشروع وطني جديد يؤسس ملرحلة مختلفة من لإنتقال السلس نحو الديموقراطية التشاركية، وقد تقدَّمنا بالعديد من المبادرات السياسية منها مبادرة الجبهة الثورية السودانية وتلتها مبادرة رئيس الحركة الشعبية مالك
عقار وآخريات من قوى وطنية سودانية، ونحن نقف مع حل مشكلة السودان عبر إجراء حوار سودانوي موضوعي وديموقراطي، وظللنا نعمل لتحقيق ذلك بكل طاقاتنا، وتعلمون كيف تأثرنا كغيرنا من التنظيمات بما حدث في 25 أكتوبر، لكننا نضع كل هذا جانباً لنتحدث عن مصلحة ومستقبل السودان وشعبه، ولا ننحاز لطرف من أطراف الأزمة بل إنحيازنا للسودان فقط.

●أنتم مع الإتفاق الإطاري وضده وأنتم في الحكومة وفي المعارضة؟

- ربما هذا الخلط يتسرَّب إلى أذهان الذين لا يتابعون مواقف الحركة الشعبية بدقة، ولا يحلِّلون الأشياء بمنطق، ولكن في كل الأحوال نحن وقعنا على الإتفاق الإطاري بدافع دفع السودانينين والسودانيات إلى منضدة الحوار السياسي وحل أزمة شائكة قد تؤدي إلى إنهيار الدولة إذا إستمرت، وككل التنظيمات السياسية لدينا ملاحظات وآراء حول بعض المسائل المهمة المرتبطة بقضايا السلام والديموقراطية وتنظيم آليات الحكم والإدارة المشاركة المتساوية في السلطة ولم نخفها آنذاك، وقد إنخرطنا مع الجميع في عملية الحوار طبقاً لرؤيتنا وبإرادة حرة، وكان وجودنا في الحكومة أمر طبيعي جداً ومن أجل المساهمة في منع إنهيار الدولة وتنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان والتي فيها مسائل إنسانية وأمنية معقدة وواجبة التنفيذ ولا تحتمل التراجع إطالقاً ومن بينها قضايا العودة الطوعية للنازحيين واللاجئيين والترتيبات الأمنية ومشكلات الرحل والرعاة والمزارعيينوإعادة بناء ما دمرته الحروب وكلها تستدعي منا أن نواجهها بمسؤولية كاملة، وقد فعلنا ذلك.

●الحركة لم تستطع الصمود أمام الإنقسامات ... هي 3 كيمان؟

- الحركة الشعبية حالها كحال كافة التنظيمات السياسية السودانية التي واجهتها مشكلات تنظيمية مختلفة في مراحل تاريخية مختلفة، وأكيد إنقسامات التنظيمات واحدة من أمراض السياسة السودانية التي تنتجها الممارسات الخاطئة ومنها رفض الإستجابة لقرارات المؤسسات التنظيمية وتجاهل الدستور وغيرها، ونعم تعرضنا لهزات وإنقسامات كانت بمؤثرات داخلية وخارجية، لكنها في الحقيقة زادتنا قوة ومناعة وإستفدنا منها الكثير في تقييم تجربتنا الطويلة ومعالجة مكامن الخلل التنظيمي بتحويل الكارثة إلى منفعة، وهذا الأمر مفيد وصحي وسيمكننا من بناء تنظيم مستقر وفاعل ومتطوِّر يستطيع التموضع بحجم تاريخه النضالي على المسرح السياسي السوداني، وبعد كل تلك المتاريس تمكنت الحركة الشعبية من إعادة توازنها وتماسك أعضائها وجماهيرها وقطارها سيمضي نحو السودان الجديد.

●إلى أي حد أثَّر خروج ياسر عرمان وتكوينه جسم خاص به؟

- خروج الرفيق ياسر عرمان بحكم موقعه التنظيمي وغيره كان نتيجةً لأسباب الإنقسامات في التنظيمات السياسية السودانية كما ذكرنا، وكذلك الحركة الشعبية بحكم الخلل التنظيمي الذي أدى للإنقسام، وقد ذكرتها آنفاً في معرض الحوار، وأرى من الضروري معالجة الإختلالات داخل الحركة الشعبية وفي جميع التنظيمات عبر الآليات الديموقراطية المتعارف عليها، لكن هذا الإنقسام لم يؤثر كثيراً في الأداء السياسي والتنظيمي للحركة الشعبية، بل الإفتراق الودي الذي تم يمكن أن يضاف لأدبيات الإختلاف في السياسة المعاصرة، وتشجع الرفاق للعمل بمسؤولية للمحافظة على هذا التنظيم وتقديمه للسودانيين بشكل لائق يتناسب مع تاريخه باعتباره من أقدم وأكبر التنظيمات التحررية في السودان وافريقيا.

●أنتم حركة إقليمية لا تعتنون بغير النيل الأزرق ... ما رأيك؟

- هذا الإعتقاد غير صحيح، وفيه تحامل وإجحاف بحق تنظيم ظل يمثّل واجهة الإحتفاء بالتنوُّع والتعدُّد وأصبح مراءة للسودانيين جميعاً، والحركة الشعبية تنظيم سياسي وثوري يحمل مشروعاً عملاقاً للتحرر من قيود العنصرة والكراهية وإقامة السودان الجديد
الديموقراطي القائم على قيم العدالة والمساواة، وأبواب الحركة الشعبية منذ تأسيسها في العام 1983م بقيادة الدكتور جون قرنق دي مبيور، وحتى اللحظة، كانت وما تزال مفتوحة لجميع أبناء وبنات السودان من الذين يؤمنون برؤيتها وبرنامجها ويسعون لتطبيقها عبر الآليات التنظيمية المتعارف عليها.

●ماذا تريد الحركة أن تفعل إن هي وصلت إلى الحكم؟

- سنطبِّق مشروع السودان الجديد.

●هل إنقطعت شعرة معاوية بينكم والقائد عبد العزيز الحلو؟

- طالبنا وعملنا كثيراً في السنوات الماضية من أجل وحدة الحركة الشعبية ولم تفلح جميع المبادرات
التي طرحت لتحقيق ذلك نسبةً لرفض الطرف الآخر، ولكن الآن نحن نتعامل مع الواقع بواقعية، وكل تنظيم إتخذ موضعه وذهب لحاله، وفي هذه الحالة نتمنى أن تجمعنا "شعرة الوطن الديموقراطي الموحد وأداء شعائر الديموقراطية والعدالة والسلام" طالما هي الأسس التي تقوم عليها رؤية السودان الجديد.

●أنتم متهمون بتأجيج الصراعات القبلية في النيل الأزرق؟

- مشكلة النيل الأزرق لا تنفصل عن مشكلات السودان ككل، ويجب علينا جميعاً البحث عن وسائل إيجاد حلول سودانوية لمشكلات السودان، وعند اندلاع هذه الصراعات أصدرت حكومة إقليم النيل الأزرق ومكتب الحركة الشعبية بإقليم النيل الأزرق بيانات واضحة شرحت أسباب هذه الازمة، ولكن هنالك من يعملون في
الظلام لتصفية حسابات سياسية مع الحركة الشعبية وهؤلاء يروِّجون لقصص من صنع خيالاتهم المريضة "أعينهم تُبصِر الفيل ويطعنون ظله برماح الأكاذيب" أي أنهم يسعون لتشويه صورة الحركة الشعبية وعن قصد يلوون عنق الحقيقة بصنع وتصدير الشائعات وتلفيق الأكاذيب، ولكن الحقيقة أن مجتمعات النيل الأزرق الآخرين أيضاً يعرفون جيِّداً أسباب الصراع الإجتماعي الذي حدث هناك وكذلك الذين أشعلوا نار الفتنة، والأيام ستثبت الكثير والمثير حول هذه القضية، ونحن نتمنى أن يعمل العقلاء والحكماء من أبناء وبنات السودان في النيل الأزرق لرتق النسيج الإجتماعي وترسيخ قيم السلام والتعايش السلمي كما أنه لا بد من الإهتمام بتحقيق الإستقرار والتنمية ورفاه الشعب.

●أنتم جزء من الحكومة إقليمياً ومركزياً ... ولم تحققوا شيئاً لقواعدكم التي ساندتكم وقت الحرب؟

- لا أعلم المعايير التي تتحدث بها عن هذا الموضوع، لكن أعتقد من أهم مكاسب شعبنا هو تحقيق السلام الذي أوقف دمار الحرب، وتنفيذ هذه الإتفاقية كما تم وضعها سيعود بالخير الكثير لشعوب الريف والمدن المريَّفة وكل السودان، وهذا الأمر قطعنا فيه أشواط على مستوى سن جملة من القوانيين المرتبطة بالحكم الذاتي في النيل الأزرق، وهنالك حركة لعودة النازحيين واللاجئيين، وفي جنوب وغرب كردفان أنجزت الكثير من مشروعات التنمية في الكهرباء والمياه والطرق ونِسب إقتسام الثروة بين غرب وجنوب كردفان والمركز، وهذا يحتاج لعمل كبير لإتمامه، وكل ذلك يتابعه نواب الحكام هناك رغم تأخر تشكيل الحكومات، وأعتقد أن هذا حقق شيئاً من حقوق شعوب تلك المناطق، وترتبط المسألة بتنفيذ إتفاقية السلام بشكل صحيح، وهذه مسؤولية مشتركة بين الحكومات الإقليمية والإتحادية، وسنواصل العمل لإنزال ذلك على أرض الواقع.

●ما هو مستقبل الحركة في ظل
الإنقسامات التي حدثت وستحدث؟

- الحركة الشعبية تجاوزت أزماتها التنظيمية والسياسية بفضل حنكة قادتها وإنضباط أعضائها، ورؤية السودان الجديد التي تمثّل روح الشعب السوداني الذي تغنى لها ما تغنى في لحظات التغيير بساحة إعتصام القيادة العامة، ونذكر جميعاً هتافات الشباب والنساء والشيب "حرية سالم وعدالة، والشعب يريد بناء سودان جديد"، وهذا يؤكد أن رؤية الحركة الشعبية تعبِّر عن ضمائر وأحلام الجماهير، وقد إكتسبنا من شعبنا الصبر والصمود وتعلمنا كيف نمشي على الأشواك ونعبر الطرقات الوعرة وأعيننا مفتوحة لا تخطئ الأهداف أبداً، وستعمل الحركة الشعبية على تعزيز وحدتها وتماسها بقيادتها وعضويتها المستنيرة والتي تدرك حجم التحديات وعلى كامل الإستعداد للعمل في كافة المواقع
لنشر رؤية السودان الجديد.

●بدأتم مشروعاً لدمج قواتكم في الجيش إلى أي مدى وصلتم؟

- لقد قطعنا أشواط كبيرة في عملية الترتيبات الأمنية، وهنالك لجان تعمل في هذا الملف، وأعداد من الجيش الشعبي لتحرير السودان-شمال دمجناها في الأجهزة العسكرية "جيش، شرطة، جهاز الأمن" وزيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي والرفيق مالك عقار عضو مجلس السيادة الإنتقالي إلى منطقة "أولو" أعطت الجيش الشعبي روح معنوية كبيرة وأكدت إرادة الدولة والقوات المسلحة في بناء جيش مهني وقومي متنوِّع وشرطة صديقة للشعب وجهاز أمن وطني ماهر ومتطوِّر، ومن جانبنا سنواصل العمل مع شركائنا في الحكومة السودانية بغية تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان حسب المصفوفة المُحدّثة، وكذلك المراحل المتبقية من الترتيبات الأمنية.

●مدى تأثير إستقالة مبارك أردول من الحركة وهل مشاركته بالحكومة –حالياً- بوصفه تابع للحركة وفق
إتفاق جوبا؟

- بالطبع كل الإنقسامات لها تأثيرها، وكل رفيق له موقعه الخاص بين رفاقه ورفيقاته وداخل التنظيم، وإذا غادر سيترك فراغاً، وحتماً سيتم ملء الشواغر من الرفاق الملتزميين، ولكن ما أودُ التنبيه له أن التنظيمات ذات التاريخ قد تمرض لكنها لا تموت، وأن الإنقسامات مرتبطة بالعقلية السياسية السودانية، وهذه مسألة يجب التوقف عندها وتحليلها وتقديم نقد نوراني برأي شجاع من أجل إصلاح التنظيمات السياسية، وإستقالة الرفيق مبارك أردول كانت معلومة الدوافع والأسباب لدينا في الحركة الشعبية وكذلك الرأي العام الذي كان يتابع ما يحدث في الحركة الشعبية، وقد شرح أردول ذلك الأمر في نص إستقالته المنشورة على الوسائط الإلكترونية، والرجوع إليها سيجاوب على السؤال بشكل أسلم، وإستقالته ومشاركته في الحكومة أتيا بعد خروجه من الحركة الشعبية وقبل توقيع إتفاقية جوبا للسلام.

●إزدادت حدة الخلافات بعد قُرّب تشكيل حكومة كما يحدث عادةً فمن في رأيك يحرِّك الأحداث وينشر الدسائس لتسميم الأجواء؟

- الفضاء السياسي مُسمم في الأصل بسبب التناطح الحاصل بين القوى السياسية بمختلف مشاربها من جهة ومن جهة أخرى هنالك محاولات من بعض الأحلاف السياسية لإستقطاب أجزاء من المكوِّن العسكري لمناصرة مواقفها السياسية ومواجهة المكوِّنات التي تنازعها سياسياً على الساحة، وأعتقد أن الشد والجذب والإستقطاب والإستنصار بمكوِّنات مسلحة من قِبل البعض ضد الآخر تُعد من المعضلات الخطيرة التي ستحوِّل البلاد إلى ساحة معارك لا تفيد شعبنا ولا حتى المتنازعيين أنفسهم، وستهزم وتنسف العملية السياسية نفسها، والأسلم والأفيد أن تبتعد كافة المكوِّنات السياسية عن إستخدام ورقة العساكر في الصراع السياسي، والعساكر -أيضاً- عليهم أن لا ينخرطوا في هذا الصراع للحفاظ على مؤسساتهم التي تمثّل صمام أمان البلاد خاصةً أن لديهم تجارب مريرة مع مسألة تسييس المؤسسات العسكرية، وأمامهم فرصة للإصلاح العسكري وإستعادة مؤسساتهم وتقوية بنيتها لتعمل بمهنية من أجل الدفاع عن شرفها العسكري وشعبها المتطلع للأمن والإستقرار، والسودان دولة محورية وتمتلك ثروات طائلة وتتجاذبها المطامع الدولية وتتوسط شريط إقليمي مضطرب من القرن إلى الساحل الإفريقي، وهذا يتطلب إيلاء العمل على إستقرار السودان إهتمام خاص، وإذا إنهارت هذه الدولة فإن دول كثيرة من حولنا سوف تنهار بسبب الفوضى التي ستحدث، ونتمنى أن لا تحدث.

●الجيش مؤخرًا أشار إلى خالفات قد تُؤخر التوقيع النهائي للإتفاق؟

الجيش السوداني لديه رؤية خاصة لتحقيق الإصلاح والتصالح والخروج من هذه الدوامة المظلمة، وقادة الجيش هم أجدر بالإجابة على ماذا يريدون في هذا الإتجاه، ولكن أعتقد أن الحديث عن الحوار لحل الأزمة السودانية دون وضع إعتبار لمكوِّنات سياسية ذات وزن وإبعادها والإتيان بمجموعة معينة هو تكوير للأزمة بشكل آخر، وقد ظللنا نناضل ونعمل وما زلنا ضد أي فكرة تميل للإقصاء والتخوين والإستعلاء، وهذه جزء من الممارسات التي أشعلت الحروب وقاومناها طوال سنوات الصراع مع النظام الإنقاذي الإسلاموعسكري، ونعتقد أن الواقع السياسي يتطلب أن نخاطبه بواقعية لا الأمنيات التي يتحدث بها بعض "قصيري النظر"، فلا يمكن حل أزمة السودان دون حوار شامل وموضوعي يشارك فيه كافة ألوان الطيف السياسي والمهني والإجتماعي، والفرمانات السياسية المضادة للحركة السياسية الأخيرة تظهر بجلاء حاجتنا لإعادة النظر في العملية السياسية الجارية، وهذه من التحديات الكبرى التي ذكرتها سابقاً، وهنا أتوجه بدعوة جميع المكوِّنات السياسية للتعامل مع الواقع بواقعية وعدم التخندق والتمترس في مكان واحد هو أبعد ما يكون من تطلعات شعبنا للمستقبل، ويجب قبول الآخر المختلف والحوار بروح الديموقراطية لإنتاج حلول سياسية وإقتصادية وأمنية تمثلنا جميعاً وتكون مرأة لتطلعاتنا وآمالنا، وإستدامة الحلول لا يكون إلا إذا مثلتنا بحق وحقيقة.

●الكتلة الديموقراطية قرَّرت المضي في موقفها؟

- الكتلة الديموقراطية مكوِّن سياسي ككل المكوِّنات الموجودة -حاليًا- في الساحة السودانية، ولديهم أفكارهم ومواقفهم السياسية، وبالطبع أتابع مواقفهم كما أتابع مواقف غيرهم، وهم من يقرِّرون في أي إتجاه سوف يسيرون، ولكن المهم هنا أن نقول مرةً أخرى لا يمكن أن تُحَل الأزمة الوطنية الطاحنة إلا بحوار سودانوي شامل ومتكافئ بين الجميع، ونحن سنضع كل طاقاتنا للدفع في هذا الإتجاه، ونعلم جيدًا حجم التحديات لكننا على قناعة بأن مشكلة السودان لا يحلها إلا السودانيين، ولا أحد في العالم يستطيع حلها، ولا نتوقع حلاً مُرضياً قد يأتينا من الخارج، لأننا ندرك أطماع الخارج والداخل، ولكن مصالحنا الوطنية العليا تقتضي منا التجرُّد من صغائر الأمور وتحمل المسؤولية الوطنية والتنبيه لخطورة الخنوع والخضوع للحلول الخارجية وتشجيع الجميع للسير نحو حلول سودانية لمشكلات السودان.

●هل في تقديرك يمكن الوصول إلى إتفاق كما أعلن -سابقاً- في ذات المواعيد؟

- أنا متفائل بأن الأزمة السودانية لن تتجاوز هذا الحد في درجات الصراع الملتهب حاليًا، وأعلم جيدًا أن الكل لهم حساباتهم وشعب السودان في درجة عالية من الوعي والإستنارة رغم التهميش والتجهيل والإغراق في الفقر لسنوات طويلة، وهنالك عقلاء وحكماء يستطيعون أن يضعوا مقاربة جديدة لحل هذه الأزمات، ورغم ضآلة ثمار المبادرات التي تم طرحها وإشتداد حالة الإضطرابات السياسية بين الفرقاء السودانيين إلا أن الحوار مستمر، وهذا أمر جيِّد، ونحن نأمل إيجاد الحل في القريب العاجل، لكني -أيضاً- لا أثق المواقيت المضروبة للتوقيع على الإتفاق السياسي، وحتى إن صدق ذلك وتم التوقيع بالشكل الحالي لا أتوقع إنتهاء الأزمة كلياً، والحكومة القادمة ستواجه مقاومة من طيف واسع خارج الإتفاق المتوقع، والوسيلة الوحيدة التي تضمن عدم حدوث هذا التصادم هو تحصين العملية السياسية بالعمل على إحداث توافق شامل يؤدي لإستقرار الفترة القادمة من الإنتقال نحو الديموقراطية، وكما قال الرفيق القائد مالك عقار اير "إذا لم تجمعنا المصالح سوف تفرِّقنا المطامع" ويجب أن لا نكرر الأخطاء، وأن لا نسمح البتة بأن يفترق شعب السودان بسبب المطامع السلطوية لبعض النخب حتى نحافظ وحدة وإستقرار البلاد.

●قال فولكر، إن الخلاف بين الحرية والتغيير المركزي والكتلة الديموقراطية حول السلطة؟

- قد أتفق مع ما قاله فولكر إلى حد كبير، وغض النظر عن وجهة نظرهِ تلك، وإن إتفقت معها إلا أنني لا أرى مؤشر واضح لخلاف حول شعارات الثورة أو قضايا الريف في الهامش السوداني بين القوى الصادقة في التغيير، ولا يوجد شخص عاقل وسوي يختلف مع الحرية والسلام والعدالة والديموقراطية، لكن هنالك إختلاف في آليات الوصول إليها وهذه مسألة طبيعية يمكن حلها عبر حوار سوداني وديموقراطي، ولكن إن رجعنا لسؤالك حول الصراع الحالي فهو بنسبة 100% صراع حول السلطة، واستخدم فيه كل أشكال الأسلحة السياسية المشروعة وغير المشروعة، وهنالك بعض المجموعات تحاول تشويه وإقصاء الآخرين للإنفراد بالسلطة، ولا أعتقد أنها ستفلح في تحقيق مطامعها لأنها حين تقصي أندادها وخصومها من دائرة السلطة سوف تواجه الحكومة بمقاومة شرسة، وبالتالي لا يضيع إلا السودان، ولا حل إلا بتحقيق شراكة إستراتيجية وديموقراطية تضع الكل أمام مسؤولياتهم الوطنية، وهذا هو الإتجاه الصحيح......



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشعبية: إدانة أحداث العنف بمنطقة تندلتي
- تعليقاً علي مستجدات العملية السياسية السودانية
- الحركة الشعبية تهنئ المؤتمر السوداني
- الحركة الشعبية: تنفي شائعة الإنسحاب من الإتفاق الإطاري
- الحركة الشعبية: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
- تعليقاً علي العلاقات الإستراتيجية بين الخرطوم وجوبا والنيل ا ...
- أهمية إتفاقية السلام للسودان والمحيط الإقليمي
- تعليقات للتغيير والإصلاح
- تعليقات سياسية للتغيير والإصلاح
- الحركة الشعبية: الخطاب المتداول عن إعفاء أحمد العمدة غير صحي ...
- الحركة الشعبية: نفياً لتصريحات منسوبة للقائد مالك عقار
- التوقيع علي المصفوفة المُحدّثة لتنفيذ إتفاقية جوبا لسلام الس ...
- وقفات مع الرفيق الحركي والثائر السناري الضالع أحمد يحى -حنفل ...
- وقفــات مع الرفيـق الحركــي والثائــر السنـاري الضالـع أحمـد ...
- الحركة الشعبية: تنفي متابعة القائد مالك عقار ورشة القاهرة من ...
- قيادات سياسية وعسكرية بشرق دارفور تعود للحركة الشعبية - الجب ...
- تعليقاً علي رسالة القائد مالك عقار بعنوان ما بين الواقع والح ...
- إذا المصالح ما جمعتكم المطامع بتفرقكم
- القائد مالك عقار بعيون شعبهِ ومشاهد من ذاكرة رحلة أولو
- ظاهرة الرفيق كرموش


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - نص حوار صحيفة الصيحة مع الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال