أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - سوريا التي تريد أن تعيش















المزيد.....

سوريا التي تريد أن تعيش


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من تعهد جميع دول مجلس التعاون الخليجي بتقديم مساعدات لسوريا التي ضربها زلزال مدمر ، فإن هناك من الدول من يحجم عن مساعدة الدولة السورية، ويرسل فقط مساعدات إلى الأراضي التي تسيطر عليها مايسمى المعارضة السورية.
لقد انتصرت سوريا على في حرب الإرهاب العالمية التي شٌنت عليها، ولعل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الإمارات العربية المتحدة خير شاهد على ذلك، وأكدت أن السوريين يريدون أن يعيشوا كغيرهم من شعوب المنطقة ، بسلام وأمن ووئام.

وصل الرئيس الأسد إلى الإمارات في زيارة رسمية، يوم الأحد، رفقة زوجته أسماء مع إبداء دول عربية أخرى استعدادها للعودة الى دمشق، ورفع القيود عن عودة جامعة الدول العربية إليها.
وتميزت الزيارة بحفاوة أكثر من زيارته السابقة للإمارات العام الماضي التي كانت الأولى له إلى دولة عربية، منذ بدء الحرب على سوريا في عام 2011.استقبل رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان ،الرئيس الأسد لدى وصوله إلى أبو ظبي، وترافق دخول موكبه الى القصر الملكي إطلاق 21 طلقة مدفعية تحية له. كما رافقت طائرة الرئيس الأسد مقاتلات إماراتية لدى دخولها الأجواء الإماراتية.
أكّد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للأسد ضرورة عودة دمشق “إلى محيطها العربي”، و قال الرئيس الإماراتي إنّ “غياب سوريا عن أشقائها قد طال وحان الوقت لعودتها إليهم وإلى محيطها العربي”.
كما شدّد على “ضرورة بذل جميع الجهود المتاحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعزة وكرامة إلى بلدهم”، معربا عن “دعم دولة الإمارات للحوار بين سوريا وتركيا لإحراز تقدم في ملف عودة اللاجئين”.

قادت الإمارات التي أعادت علاقاتها مع الحكومة السورية في العام 2018، جهود الإغاثة في أعقاب زلزال السادس من فبراير شباط الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

تذكر تقارير أن العقوبات الغربية وقانون قيصر الأمريكي وضغوط أخرى هي المسؤولة إلى حد كبير عن عدم وصول المساعدات إلى السوريين الذين هم في أمس الحاجة إليها. ولا تمانع حكومة الرئيس بشار الأسد في تدفق المساعدات الى المناطق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة (و التكفيريين) المدعومة من أمريكا والغرب ودول في المنطقة ، مما يجهض التذرع بمخاوف قانونية وسياسية بشأن إيصال المساعدة عبر هذا الطريق. وقد فتحت الحكومة السورية مؤخرًا معبرين حدوديين للسماح بتدفق المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها (التكفيريون) من أراضيها ، على الرغم من أن بعض الجماعات المسلحة قالت إنها سترفض أي مساعدات تأتي عبر دمشق.
فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون عقوبات ظالمة على سوريا بعد فشلها في الإطاحة بالرئيس الأسد بعد اندلاع أحداث عام 2011 ، عندما وجدت البلاد نفسها في قبضة التشدد والإرهاب المتفشي المدعومين من الخارج. ازدادت حدة الإجراءات القسرية مع إقرار واشنطن قانون قيصر في عام 2019 ، والذي استهدف أي فرد أو شركة شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في جهود إعادة الإعمار في سوريا. تؤثر العقوبات على الاستجابة الإنسانية.

بالنسبة لزلزال تركيا ، تواصل دول الخليج العربية برمتها ودول عربية أخرى إرسال المساعدة الإنسانية لتركيا الجار الأكثر دعمًا للتكفيريين في سوريا، مع بدء جهود إعادة الإعمار في التبلور.
قد تتوسع الشراكات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا في أعقاب جهود الإغاثة الفورية حيث قد تسعى العواصم الخليجية العربية إلى الاستثمار في إعادة الإعمار، بعد المصالحة المصرية التركية من جهة، ومصالحة قطر و كل من السعودية والامارات والبحرين ومصر ، من جهة أخرى. و تعهدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في أعقاب جهود التطبيع مع تركيا بتقديم مساعدات إنسانية. كما تزامنت الجهود القطرية مع إنشاء "جسر جوي" إلى تركيا وتوجيه رسالة دعم من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وبينما نشرت وكالة الأنباء الكويتية كونا صورا لفرق كويتية تهبط في تركيا لتقديم الإغاثة كجزء من "جسر المساعدات الجوي"، غابت الكويت عن وفد البرلمانات العربية الذي زار دمشق ليعلن بداية التطبيع العربي الكامل مع الرئيس الأسد.

لكن مايجب فعله هو التركيز على فضح تأثير الإجراءات الغربية ضد سوريا التي تعيق جهود الإغاثة وأنها ترقى إلى مستوى انتهاكات صارخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، إذ جعلت العقوبات من الصعب على الشعب السوري الوصول إلى احتياجاته ، وقيدت قدرة المؤسسات الحكومية على تقديم الخدمات الأساسية و تحسين مستويات المعيشة.
الشهر الماضي ، و في مواجهة الانتقادات الدولية العارمة ، تحركت الولايات المتحدة في 10 شباط فبراير لإصدار إعفاء مؤقت من العقوبات للسماح بوصول أموال الإغاثة من الزلزال إلى سوريا. لكن هذه الاستثناءات ليست كافية ، فهي مجرد محاولة للادعاء بوجود قلق غربي..

في بريطانيا ، رفع العديد من المواطنين البريطانيين عريضة الى الحكومة والبرلمان طالبوا في رفع العقوبات عن سوريا من أجل دعم ومساعدة المحتاجين والتوقف عن الانتقائية بشأن من يجب مساعدته عندما يكون هؤلاء أشخاصًا لديهم كل حق من حقوق الإنسان في الحياة.

عانى الشعب السوري من مصاعب لا مثيل لها من الحرب المفروضة عليه والنزوح الجماعي، ساهم في تفاقمها نظام العقوبات الذي عانى العراق مثله بعد غزو نظام صدام الكارثي للكويت عام 1990.
وأدت الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية إلى إعادة إشعال الجدل حول العقوبات الأمريكية ضد سوريا وما إذا كان ينبغي على الحكومة الأمريكية رفعها لتسريع جهود الإنقاذ والإغاثة.

نعم، لا يكفي أن تعلن الدول عن تضامنها مع سوريا دون اتخاذ إجراءات ملموسة. يجب العمل على رفع فوري وكامل وغير مشروط للعقوبات غير المبررة والتي تترافق مع النهب الأمريكي المستمر للموارد الطبيعية في سوريا ، وخاصة النفط والغاز - وهو الاتجاه الذي بدأته قوات الاحتلال الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. تؤكد إحصاءات رسمية سورية ، أن مثل هذه النهب أسفر عن خسارة أكثر من 100 مليار دولار من الموارد والثروات الوطنية السورية.
كما هو واضح، و بينما ظلت الولايات المتحدة معادية لسوريا ، بدأت العديد من الدول التي كانت ملتزمة سابقًا بمشروع الإطاحة بالأسد ،في العودة إليه مرة أخرى ، بما في ذلك شركاء الولايات المتحدة المقربين مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.ولعل زيارة الأسد الثانية للإمارات معلم هام يصب في هذا الاتجاه.

أثار هذا الواقع مأزقًا لمعارضين النظام الذين شاركوا في مؤامرة إسقاط الدولة بحجة تغيير النظام، ولكنهم يريدون تقليل الأضرار الجانبية التي تسببها العقوبات للسوريين عموماً. إذ يضع الحصار المفروض على سوريا ، المعارضين في معضلة سياسية وأخلاقية وهم يشاهدون بأم أعينهم أن الدول الغربية لا تستثمر بشكل حقيقي في حل سياسي في سوريا ، وعليهم كمعارضين أن يستمروا في دعم العقوبات.
إن أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية يجب أن يقترن بالمحادثات السياسية في مسار أستانة التي تضع حداً للصراع السوري إلى الأبد ، بدلاً من مجرد توفير الأموال للجماعات المسلحة لتغذية العودة إلى الحرب.
أنشيء مسار أستانة لإيقاف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، من. هنا يجب دعم سوريا ورفع العقوبات التي عانى العراق مثلها ، ويجب بموازاة ذلك البحث عن الأوراق المكملة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.وسوريا ، يجب أن تعيش.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تفقد السعودية ثقتها بالولايات المتحدة..
- بعد التقارب مع ايران ، بن سلمان على خطى - أبراهام -
- في النهاية كلهم يعودون الى سوريا
- غروسي في طهران : زيارة سياسية بغطاء تقني
- الأسطول البحري الإيراني في الفناء الخلفي للولايات المتحدة
- طهران والوكالة الدولية و عقدة التخصيب حتى 84%
- سانت ليغو والفخ الأوكراني
- كل شيء حي تطأه أقدام الأمريكان ، يحتضر
- تحشيد دعائي ضد ايران قد يؤدي إلى أزمة طاقة كارثية
- يجب على إدارة بايدن أن لا تغلق آذانها
- مع السوداني ينزل الدولار..!
- ازمة الدولار واستدارة الإطار ..!
- هل تقف (إسرائيل) وراء هجوم بمسيرات على منشأة عسكرية إيرانية؟
- لكي لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم ..!
- حذاري من فخ التعايش مع القوات الأمريكية في العراق
- شارلي إيبدو : مستنقع للفوضى غرقت به فرنسا…
- إيران والولايات المتحدة :إعادة ضبط إقليمي..!
- مثل تايتانك ، غرقت جميعها..!
- إعدامات واعتراضات ..!
- العراق في قلب -الحزام والطريق-.. أفعال لا أقوال


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - سوريا التي تريد أن تعيش