أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي الشبيبي - رحيل الروائي والقاص عبد الرحمن مجيد الربيعي














المزيد.....

رحيل الروائي والقاص عبد الرحمن مجيد الربيعي


محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 21:15
المحور: الادب والفن
    


غادرنا اليوم الاثنين 20 مارس الروائي والقاص عبد الرحمن مجيد الربيعي (1939-2023) بعد معاناة مع المرض. آلمني خبر وفاة الروائي عبد الرحمن الربيعي لأني لم أتمكن من اللقاء بالفقيد استجابة لرغبته، فكلما أحل في العراق لا يصادف وجوده في الوطن أو أن أوقاتنا لا تتناسب في تحديد موعدا للقاء لأننا نقيم في مدن متباعدة. كانت رغبته -طيب الله ثراه- كما رغبتي قوية في ان نلتقي وخاصة عندما عرف أني منكب على تجميع كتابات ومذكرات الوالد لنشرها وان الوالد قد أشار في مذكراته لموقفه الوفي حين التقاه في اتحاد الأدباء، وأرسلت له نص ما كتبه الوالد عنه مستفسراً منه إن كان لا يمانع في نشره، وطبعا وافق على النشر دون تردد.
وبهذه المناسبة الأليمة أنشر ما كتبه الوالد متفاخرا بتلميذه الوفي الراحل عبد الرحمن مجيد الربيعي، وما قاله الراحل ذاته بحق والدي لمجلة "الزمان الجديد" بعددها السابع/ منتصف مايو 2000.
كتب الوالد في مذكراته (ذكريات التنوير والمكابدة) في موضوعة (مدرسة الحسين) صفحة 560/ طبعة دار المدى، فكتب:
[وقد لمست ثمر نهجي هذا، حين التقيت بعد حقبة من الزمن وعن طريق الصدفة ببعض طلبتي، وقد أصبحوا من حملة شهادة الدكتوراه، أو من الأدباء البارزين في فن القصة والرواية. أحدهم التقى بي في اتحاد الأدباء وقدمني متباهيا لنخبة من الأدباء، تحلقوا حول طاولة. فرد عليه أحدهم: لم تقدم لنا من لم نعرف أو نجهل، إنه صديقنا وزميلنا وعضو في الإتحاد ....! ولكنه راح يسرد لهم حكاية تأثيري فيه، ويذكر بإعجاب: إني ما أزال أعتبر إن بعض حكاياته هي التي دلتني على الطريق اللاحب. أذكر منهم الدكتور صلاح مشفق، واعتقد أنه ليس من أهالي الناصرية ولكن أخاه موظفا فيها، ومنهم القاص النابه "عبد الرحمن مجيد الربيعي" كان أبوه شرطيا وكان يهتم بابنه اهتمام عارف، ويتفقد سلوكه في المدرسة، وكان هو مؤدبا ومجدا.
أمثال هذا كثيرون، لست بحاجة إلى ذكر أسمائهم. وإني لفخور بهم وباعتزاز. وحتى بعض الذين كانوا مستهترين وفشلوا أخيرا في الدراسة، وبعضهم اعتدى عليّ، التقيت بهم رجالا قد أدركوا خطأهم. وكفروا عن تقصيرهم فانخرطوا في صفوف العمال المناضلين. فليت لي حولا وقوة لأواصل رسالتي في أداء خدمة بلدي. ولست آسفا أبدا إنا نحن المعلمين كالجسر يعبر عليه الألوف ثم تبلى أخشابه، فلا تعود تذكر على لسان. إن بعضهم يقول: إنهم شموع تحترق لتنير الطريق للآخرين. هذا لطف من صاحب الكلمة، ولعله معلم أيضا].
وقد تطرق الروائي الراحل عبد الرحمن مجيد الربيعي عن تأثير والدي عليه في حواره مع مجلة "الزمان الجديد" حيث كتب الراحل عام 2000:
[... تلك هي الدروس الأولى التي اقترنت كلها بالعقاب البدني والتي كونتني بشكل آخر. لكن الدرس الذي قادني إلى الأدب كان على يد معلمي العظيم المرحوم علي الشبيبي الذي كان رجل دين نزع العمامة وارتدى الملابس المدنية. وكان رجل أدب وشعر وهو شقيق المرحوم الشبيبي الذي اعدم مع فهد مؤسس الحزب الشيوعي، وقد علمت هذا لاحقاً لأنه لم يرد إثارة هذا الموضوع وقتذاك.
ويمكنني القول دون تردد أن معلمي علي الشبيبي هو "مكتشف" موهبتي الأدبية عندما أنتبه إلى كتاباتي في درس الإنشاء وكنت آنذاك في السنة الرابعة من الدراسة الابتدائية. وصار يمدني بتوجيهاته واذكر أن هديته لي عندما نجحت -الأول- في الامتحان النهائي كانت مكونة من أربعة كتب مازلت أتذكر أن احدها لمحمود تيمور والآخر لعبد المجيد لطفي الذي كان يحظى باحترام كبير نظرا لشجاعته ومواقفه الوطنية التي قادته للسجن مراراً.
وعندما يأتي من ينتبه إلينا، إلى قدراتنا، ويمنحنا الثقة، ويضعنا في أول الطريق الموصل ولا يتركنا نتخبط فإننا نكون بهذا من المحظوظين. فتحية إجلال لذكرى معلمي الجليل علي الشبيبي أبو كفاح وهمام الذي لولاه لما اختصرت المسافة إلى الكلمة. لما كنت ما أنا عليه بكل ما قدمت وبعناد واعتداد لابد منهما لكل من يدخل عالماً مكتظاً وعجيباً أسمه "الأدب" فيه من الذئاب والأفاعي أكثر مما فيه من الحمائم والغزلان].
لا أجد أفضل مما كتبته أعلاه لمواساة عائلة الفقيد، فهذا الموقف النبيل والوفي منه لمعلمه في الابتدائية وهو يتذكره ويرى في معلمه هو من قاده الى الأدب ووجهه الوجهة الصحيحة وشجعه. فمثل هذا النبل والوفاء قل مثيله في عراق اليوم. نم قرير العين يا أبن الناصرية الوفي هاهم أصدقاؤك والمؤسسات التي عملت ونشطت فيها في العراق وخارجه -تونس ولبنان- يفتقدوك وينعوك بحزن وألم، لروحك السلام والطمأنينة ولعائلتك ومحبيك الصبر والسلوان.
كربلاء/السويد 20-03-2023



#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم المعلم
- مقدمة (كشكول سجين)
- المخبر السري!؟
- على القبر في يوم الشهيد الشيوعي
- انقلاب 8 شباط 1963 الدموي/ قلوب تحترق!
- انقلاب 8 شباط 1963 الدموي/ الحلقة الثالثة
- انقلاب 8 شباط 1963 الدموي/ الحلقة الثانية
- انقلاب 8 شباط 1963 الدموي
- الصدر وحكومة الأغلبية!؟
- تساميت أيار
- الشهيد الخالد حسين الشيخ محمد الشبيبي ثائراً وشاعراً
- الفلسفة المادية والتطوّر الاجتماعي (كيف يسير التطور وماذا تح ...
- 14 شباط يوم الشهيد الشيوعي يوم شهداء الشعب!
- التغيير والدولة العميقة‪!‬
- وديع الغريب*
- أين نحن مما يحدث في الوطن!؟
- أيها الإنسان
- بين القبور*
- مع النفس والقلب*
- ذِكرياتٌ مُهمَلة*


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي الشبيبي - رحيل الروائي والقاص عبد الرحمن مجيد الربيعي