أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - با أميرة الليل من أدب الرسائل














المزيد.....

با أميرة الليل من أدب الرسائل


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1709 - 2006 / 10 / 20 - 05:50
المحور: الادب والفن
    


شيءٌ ما أعذب من وشوشاتِ الزُّهورِ يجذبني إليكِ، إلى حنانِكِ المتدفِّق مثلَ قصائد غربتي، إلى وهجِ الشَّوقِ المتلألئ فوقَ ضفافِ عينيكِ، إلى اسمكِ الغافي تحتَ ظلالِ النَّرجس البرّي، هل قبَّلْتِ يوماً النَّرجسَ البرّي فتبرعمَ عبقُ العذوبةِ فوقَ خدّيكِ، هل تتذكَّرينَ يا أميرةَ اللَّيلِ، يومَ كتبتُ لكِ نصّاً عن لهيبِ الاشتعالِ، وتِهْتُ في عوالمِ الحنينِ إلى دنياكِ، فكانَ أنْ أبحرتُ في رحابِ لقياكِ، صوتُكِ عبر صمتِ اللَّيلِ يشبهُ بلسمَ الرُّوحِ، هل استرخيتِ في ليلةٍ قمراء بين أعشابِ المروجِ، فتبرعمَتِ الأقاحي حولَ خدّيكِ، بسمةُ انتعاشٍ تلألأتْ في خفايا الرُّوحِ، يرقصُ حرفي من بهاءِ التواصلِ، فأنقشُ خصوبةَ الحرفِ فوقَ معابرِ الدُّفءِ، وأطيرُ مثلَ غمامةِ التجلّي ثم أعبرُ نسيماتِ اللَّيلِ كي أرتمي بينَ ظلالِ التِّلالِ، فنتوهُ مثلَ فراشتَين من زهوةِ الانذهالِ، هل ما يزالُ تيهي محفوظاً بين ثنايا تيهكِ أم أنَّكِ زرعْتِ تيهنا بينَ خمائلِ الحلمِ؟!
فجأةً أجدني يا جميلتي أرقصُ من بهجةِ الألقِ، حرّكْتِ في أعماقي بذورَ الشَّوقِ إلى نداوةِ الحرفِ، إلى هضابِ العشقِ، إلى نسائمِ الشَّرقِ، وبحارِ الغربِ، إلى أنشودةِ الفرحِ الآتي، أنتِ وردةٌ نديّة أعذب من اخضرارِ البيلسانِ فهل ترغبينَ أن تسبحي في بحيراتِ أَلَقي المسربلة بالغربةِ وهلالات جموحِ الحرفِ؟! هل يراودُكِ أن تنامي بين بساتينِ القصِّ والنصِّ وخفقةِ الشِّعرِ؟ شوقُكِ يا موجةَ عمري إلى أريجِ الرُّوحِ ـ روحي، يثيرُ في كينونتي بهجةَ الانتشاءِ، لماذا نحن الشُّعراء نتوهُ أحياناً عن عوالمِ الدُّفءِ، متأرجحينَ بين رحابِ الاشتعالِ وانسيابِ الحرفِ، فنتوهُ بعيداً عن شهيقِ حبيبة مسربلة بسديمِ الوئامِ؟
تعالي يا خميلتي المزدانة بعبقِ الزيزفونِ، عندما ينامُ اللَّيلُ، عندما يبتسمُ القمرُ لشهقةِ الرُّوحِ، تعالي عندما يرقصُ القلبُ رقصةَ الابحارِ كي نبحرَ في أرخبيلاتِ العناقِ، ونرسمَ فوقَ تهاليلِ النُّجومِ عشبةَ الخلاصِ، خلاصُنا من تيهِ هذا الزَّمان، تشبهينَ مرجانَ البحرِ، نقاوةَ العشبِ البرّي، قصيدةً من لونِ الشَّفقِ، أراكِ غافية بين بسمةِ قوس وقزح، بينَ مرافئِ عروسِ البحرِ، هل كنتِ يوماً غيمةً ماطرة، بتلاتِ زهرة، هديلَ حمامة، موجةً هائجة من دفءِ الحنينِ!
أحنُّ إلى حفيفِ نهديكِ، إلى رضابِ ثغرِكِ المكتنـز بالعسلِ البرّي، إلى أغصانِكِ المتناثرة مثلَ الرَّياحينِ، تلالُكِ معشوشبة بأريجِ الجنّةِ، ينسابُ من ضفافِهَا شلالاتُ فرحٍ أبهى من زقزقاتِ العصافيرِ!
أيّتها الحميمة، أجمل ما في الحياةِ أن نخبِّئَ بينَ جوانحنا انتعاشاتِ حلمِ الصَّباحِ!
كلّما أقتربُ منكِ، أجدُكِ تائهةً، بعيدةً عن موشورِ اللَّونِ، غافيةً بينَ تعاريجِ الحلمِ، وحالما تنهضينَ من لجينِ الحلمِ، تعبرينَ بحيرةَ البوحِ، فارشةً مذاقَ الحلمِ فوقَ وسادةِ الحنانِ ثمَّ تنثرينَ خلفكِ عطراً يسربلُ هدوءَ اللَّيلِ، معانقاً نسائمَ الصَّباحِ!
لا تقلقي يا صديقةَ البساتينِ من عبورِ عبيرِ الزَّيزفونِ إلى أنفاسِكِ كلَّ يوم، ولا تقلقي إنْ كنتِ تزدادينَ تيهاً، لأنّ معارجَ الحبِّ تفتحُ وهاداً فرحيّة في غابةِ التِّيهِ، ومسربلة بوشاحِ العناقِ!
إذا كانت حروفي في بعض الأحيان تحرِّضُكِ على التِّيهِ، لا تقلقي، وإنْ كان تيهُكِ من نوعٍ آخر، جامحاً للغايةِ، فهذا ما يبهجني، خاصّةً عندما تتحوّلُ لغتُكِ إلى كنائزِ الصَّمتِ فلا تعرفينَ سبيلاً للردِّ، فتعتبرينَ هذه الحالة أشبه ما تكون بمشكلةٍ من مشكلاتِ الحصارِ، ربّما يا عزيزتي هي مشكلة من نكهة عناقاتِ البحرِ، فلا تقلقي، ها أنذا آتٍ إليكِ مثل لهيبِ الجمرِ، كي أفرشَ لكِ بوَّاباتِ الفرحِ فوقَ لجينِ الشَّوقِ وأَفُكَّ لكِ كلَّ طلاسمِ الحرفِ وأزرعَ فوقَ جِيْدِكِ دفءَ البهاءِ، لعلَّ وعسى يتوارى صمتُكِ خلفَ بيارقِ العشقِ كي ترفعي رايةَ الاشتعالِ! اشتعالُ خيوط الرُّوحِ شوقاً إلى بيادرِ الحنانِ كي تنامي بينَ أحضانِ رعشةِ القلبِ قبلَ أن تستسلمي للنومِ العميقِ بينَ غاباتِ بهجةِ اللِّقاءِ فوقَ شواطئِ الحلمِ الآتي!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 4 .. 4
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 3 ..4
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 2 4
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 1 4
- أنشودة الحياة ج 7 ص 700
- أنشودة الحياة ج 7 ص 699
- أنشودة الحياة ج 7 ص 698
- أنشودة الحياة ج 7 ص 697
- أنشودة الحياة ج 7 ص 696
- أنشودة الحياة ج 7 ص 695
- أنشودة الحياة ج 7 ص 694
- أنشودة الحياة ج 7 ص 693
- أنشودة الحياة ج 7 ص 692
- أنشودة الحياة
- أنشودة الحياة ج 7 ص 690
- أنشودة الحياة ج 7 ص 689
- أنشودة الحياة ج 7 ص 688
- أنشودة الحياة ج 7 ص 687
- أنشودة الحياة ج 7 ص 686
- أنشودة الحياة ج 7 ص 685


المزيد.....




- هنادي مهنّا وأحمد خالد صالح ينفيان شائعة طلاقهما بظهورهما مع ...
- السعودية تُطلق -أكاديمية آفاق- لتعزيز الشراكة بين التعليم وا ...
- بدورته الـ 46.. مهرجان -القاهرة السينمائي- يكرم خالد النبوي ...
- مع تحدي السياحة.. هل يحافظ دير سانت كاترين بعمر 1500 عام على ...
- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...
- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - با أميرة الليل من أدب الرسائل