أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صبري يوسف - قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 3 ..4














المزيد.....

قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 3 ..4


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1706 - 2006 / 10 / 17 - 10:00
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


توقّفتُ عند صداقات صموئيل شمعون خلال النصّ الرِّوائي مع عوالمِ الِّنساء، وإذ به يبني علاقات رومانسية مع صديقة ما عابرة أو يعرف أنها كانت ذو تجربة مع فلان ومع هذا يعمّق علاقته بهذه أو تلكَ، وتبدو لي وكأنَّ غرامياته كانت أشبه ما تكون بحلول مؤقّته لتشردّه وطموحاته الغرامية بسيطة ومتواضعة مقارنةً بصولاته وجولاته في الحانات، فكان على ما يبدو يقارن بين التسكّع والنّوم على أرصفة محطَّات القطارات وصداقة أنثى تحضنه في فراشها الدافئ، أفضل على الأقل من تشرُّده، لكنّه عندما كان يجد نفسه في الشَّارع، فلا تراه يندم على ما فاته من نومٍ دافئ في سرير ناعم وحضن طريّ، فكان يرمي ثلاث مرات ثلاث حجرات خلف الأنثى التي تطرده من مخدعها، لكنّه سرعان ما كان يسامحها لو طلبت منه العودة، فيعود لا لأنه بحاجة إليها بل لأنّه طيّب القلب من جهة ويحنُّ إلى سقفها وأحضانها الدافئة من جهة أخرى، وكان يخيّل إليّ قبل قراءتي للنصّ، انني سأصادف عالماً عشقياًً من عوالم صموئيل، أشبه ما يكون بزير النّساء، خاصة أن الرواية تحمل عنوان: عراقي في باريس، فتساءلت، ماذا ممكن أن يقدِّم لنا هذا العراقي المتسكِّع في باريس، لعوالم نساء باريس، غير شبقٍ مفتوح على وجنة الرّيح، خاصةً أنّه معروف بشغفه في عوالم الحانات وكؤوس النبيذ؟! إندهشت عندما وجدت هذا الآشوري التائه في سماء باريس صعلوكاً طيّباً، بسيطاً، عفوياً، أميناً، صادقاً مع من يعاشر، ولا يغدر بمن تأتمن له على بيتها، مع أنّه كان يجمح أحياناً بأن يستخدم كلّ الطُّرق لاستمالة اِهتمام الأنثى مثلما حصل مع ساعية البريد المؤقّتة، فقد اخترع لها الأقاصيص وعوالم جامحة كي يستميل اِهتمامها ونجح في أسلوبه وحقَّق مآربه وتمكّن من الحصول عليها لفترة من الزَّمن، لكنّها سرعان ما اكتشفت أهدافه وأسلوبه، فتركته على غير عودة! هنا أودّ الوقوف إلى أنّ الروائي يزجّكَ في عالم أشبه ما يكون بالخيالي حتى في قمّة عوالمه الواقعية، والغريب بالأمر أنه لم ينحُ نفس المنحى مع نساء أخريات، وفعلاً أدهشني عدم تركيزه على أنثى بطريقة أكثر حذاقة ودهاءً كي يقطع الطريق عن عالم التسكّع والتشرُّد، وكي يتمكَّن على الأقل من كتابة سيناريو فيلمه بعيداً عن حياة التشرُّد في أزقّة باريس وشوارعها التي ألفته كأنّه غدا جزءاً منها. في هذا المنحى يبدو لي أن صموئيل، ذو الطَّبيعة الشَّرقية، البدوية، الرِّيفية، العفوية، لم يتمكَّن في المرحلة الأولى أن يحقِّق الانسجام والتوازن مع أنثى كي يستقر ولو بشكل مؤقت معها، كما يفعل الكثير من مهاجريّ شمال أفريقيا، مع أنّ أغلب أصدقائه في دنيا الغربة كانوا من شمال أفريقيا، لكنّه يبدو أنّه اِعتاد على التشرُّد، ولديه طاقة أيوبيّة على مواجهة حياة الصعلكة، لكنّه مع كلّ هذا ظلّ نقياً من الدّاخل، لم ينحرف إلى عوالم الضّياع فقد كان يقظاً في تشرُّده وتصعلكه يعرف ماذا يريد، تجده يفرش أوراقه وكاربينتره/ الآلة الكاتبة ويكتب سيناريو فيلمه على إيقاع تأوُّهات الوصالات العشقية، غير آبه لصديقة صديقه وهي تخرج من مخدعها شبه عارية نحو الحمّام، ثم تطوّر بها الأمر إلى أن تخرج عارية، لأنها اعتبرته غائصاً في العزف على آلته ينقش السيناريو ولا يهمّه مرورها العاري، جلّ تركيزه على الكتابة، لكنّه كان يصاب بالاحراج عندما كانت تتقدّم نحوه وتسأله عن أمرٍ ما فيصبح وجهاً لوجه لمثلث العشق، حيث دهشة الشَّرق تستيقظ بهمّة غجرية جامحة، لكنّه مع هذا كان يأخذ الأمر بروح رياضية عالية! ولا يفوته أن يلوذ بعيداً عندما يرى اندلاع المشاكل مع أصحاب البيوت التي يرتادها فيترك البيت حاملاً حقيبته وأوراقه بحثاً عن رصيفٍ آمن بعيداً عن مشاكل أصحاب البيت، وتفادياً من نشوبِ مشاكلٍ بسببِه.
يكتب صموئيل شمعون، روايته من لبِّ الحياة، يريد أن يردَّ على طغاة بلاده الذين جرّوا وما زالوا يجرّون البلاد إلى ويلات لا حدود لها، معبّراً عن هذا الأمر دون أن يكتب كلمة واحدة عن هؤلاء، لكنّه قال كلمته من خلال تشرُّده في دنيا الشَّرق والغرب، فقد استقبلته دمشق على أنّه جاسوس اسرائيلي، لمجرد اسمه صموئيل شمعون، اسم يهودي، لكنَّ المحقِّقين هناك نسوا أنَ اِسمه آشوري وسرياني قبل أن يكون يهودياً، ونسوا أن بلاد الرافدين، بلاد الحضارات بُنيت على أكتاف الآشوريين والآراميين والسُّومريين والبابليين والكلدانيين، وهم من بنى حدائق بابل المعلّقة، إحدى عجائب الدّنيا، فيأتي واحد من أحفاد هؤلاء يحمل أسماء أجداده فتصبح هذه الأسماء وبالاً عليه!
... ... ... .... ....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 2 4
- قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 1 4
- أنشودة الحياة ج 7 ص 700
- أنشودة الحياة ج 7 ص 699
- أنشودة الحياة ج 7 ص 698
- أنشودة الحياة ج 7 ص 697
- أنشودة الحياة ج 7 ص 696
- أنشودة الحياة ج 7 ص 695
- أنشودة الحياة ج 7 ص 694
- أنشودة الحياة ج 7 ص 693
- أنشودة الحياة ج 7 ص 692
- أنشودة الحياة
- أنشودة الحياة ج 7 ص 690
- أنشودة الحياة ج 7 ص 689
- أنشودة الحياة ج 7 ص 688
- أنشودة الحياة ج 7 ص 687
- أنشودة الحياة ج 7 ص 686
- أنشودة الحياة ج 7 ص 685
- أنشودة الحياة ج 7 ص 684
- أنشودة الحياة ج 7 ص 683


المزيد.....




- السعودية.. تركي آل الشيخ يرد على حملة ضده بعد تدوينة -الاعتم ...
- مدى قدرة جيش إسرائيل على بسط سيطرة كاملة في غزة؟.. محلل إسرا ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدوم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالم ...
- إشادة فرنسية أمريكية.. حكومة لبنان تتجه لنزع سلاح حزب الله
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- دبي .. روبوت في اجتماع رسمي
- حراك شعبي في هولندا دعما لغزة وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية
- تحقيق يكشف فظاعات وجرائم ارتكبت بمخيم زمزم للنازحين في دارفو ...
- خمسة مبادئ وانقسام حاد.. تفاصيل قرار -الكابينت- لاحتلال غزة ...
- مصر.. صورة مبنى -ملهوش لازمة- تشعل سجالا واستشهادا بهدم كنيس ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صبري يوسف - قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون 3 ..4