أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - وجهة نظر حول الاتفاق السعودي الإيراني















المزيد.....

وجهة نظر حول الاتفاق السعودي الإيراني


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاريخية العلاقة بين النظامين بعد الحرب العالمية الثانية:
بعد أن تصاعد نجم الولايات المتحدة الأميركية كقطب عالمي في مواجهة الاتحاد السوفياتي كقطب عالمي ثاني، نسجت علاقات استراتيجية مع دول الجوار الجغرافي للوطن العربي، ولعلَّ من أهمها مع تركيا وإيران. ومن أهم الأحلاف التي قامت بتأسيسها كان حلف بغداد الذي انضوى تحت لوائه كل من العراق والسعودية وإيران وتركيا. وكانت من أهدافه الوقوف في مواجهة التمدد السوفياتي في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والمنطقة العربية بشكل خاص. ولهذا كانت العلاقات السعودية الإيرانية في أوج مراتب الإيجابية واستمرت حتى بعد سقوط حلف بغداد بحصول ثورة 14 تموز من العام 1958، في العراق. واستمرت إلى أوائل الثمانينيات من القرن العشرين.
حينذاك أخذت بالتدهور التدريجي خاصة بعد اندلاع الحرب الإيرانية العراقية إثر نجاح ثورة الملالي ووصول الخميني إلى قيادة النظام الإيراني الجديد. وإذا لم يحصل احتكاك مباشر بين النظامين، فإنما كانت المساعدات الخليجية للعراق بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، بداية للعلاقات السلبية بين النظامين. ومنذ تلك اللحظة يمكن توصيفها بأنها أخذت طريقها للتراكم السلبي، إلى أن بلغت أوج قمتها بعد الاحتلال الأميركي للعراق وهزيمة القوات الأميركية وانسحابها من العراق في أواخر العام 2011.
إلى ذلك الحين، سلَّمت إدارة أوباما العراق كاملاً للنظام الإيراني، وهذا السبب شكَّل بداية لصعود جديد لسلسلة الأحلام الإيرانية التي أحبطها انتصار العراق في الثامن من آب من العام 1988. وبدأت عملية تنفيذ تلك الأحلام منذ توقيع الاتفاق النووي الإيراني في العام 2015. وهي النقطة التي تصاعدت فيها المخاوف السعودية من المخاطر التي أخذ فيها نظام الآيات في إيران يشكِّلها على أمن دول الخليج العربي. وكانت الحد الفاصل بين مرحلتيْ الهدنة بين النظامين التي كان النظام السعودي يأنس بالاطمئنان إلى الحماية الأميركية بعد احتلال العراق؛ والتي شكلت حداً فاصلاً أخذ يؤدي إلى تراكم الحالة العدائية المتفجرة بين النظامين من جهة؛ وإلى حالة عدائية سافرة بين النظام السعودي والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى.
في ذروة انشغال أميركا بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد في ذلك العام، لم يأبه أوباما بالاعتراضات السعودية، لأنه كان يراهن على الدور الإيراني المرسوم في تنفيذ ذلك المشروع؛ والذي إذا اكتمل تنفيذه فسوف تصبح المنطقة بأكملها خاضعة للقرار الأميركي. وساعتئذٍ، فليعترض من يريد، ويؤيد من يريد، فسوف يكون الأمر سيان عند الإدارة الأميركية، فبتنفيذ المشروع الاستراتيجي تبقى كل القضايا الأخرى ثانوية لن تعجز الإدارة الأميركية عن حلها بوسائل العصا والجزرة.
عند هذا الحد، وبعد الفيتو السوفياتي، في العام 2011 لمنع تمرير قرار استخدام البند السابع ضد النظام السوري. وبعد الانهيارات التي حصلت في بنية أنظمة الإخوان المسلمين في كل من تونس ومصر، بتأثير سعودي – مصري مشترك، أخذ مشروع الشرق الأوسط الجديد يتهاوى خاصة بعد أن أخرجت التطورات اللاحقة النظام التركي من اللعبة، وذلك بعد متغيرين أميركيين أساسيين أثارا الشبهة عند نظام أردوغان، وهما: مشاركة أميركا في محاولة الانقلاب ضد أردوغان أولاً، ومساعدة الأميركيين على بناء دويلة كردية في شمال سورية ثانياً.
كما أن مشروع إعادة بناء الشرق الأوسط على أسس جديدة بعد احتلال العراق أصيب بالفشل الذريع بعد الهزيمة الأميركية في العراق أولاً، وبعد أن هدَّم التحالف السعودي المصري ما بنته الإدارة الأميركية في تونس ومصر ثانياً، وبعد أن ساءت العلاقات الأميركية السعودية إلى حدها الأدنى؛ بدأت الرياح الأميركية تسير باتجاهات أخرى بعد وصول دونالد ترامب إلى رئاسة أميركا، بحيث أخذ يعيد ترتيب أوراق أميركا على قاعدة إستعادة ما خسرته أميركا من صداقات مع بعض الأنظمة العربية الرسمية، وفي المقدمة منها النظام السعودي؛ وكان من أهم بدأ به هو العمل على إزالة أسبابه بالوقوف في مواجهة المد الإيراني، الذي حسب تعبيره حصل على كل شيء ولم ينفق شيئاً من أمواله أو من دماء جنوده، بينما أنفقت أميركا مئات المليارات من أموالها، ومئات الآلاف من جنودها، ولم تحصل على شيء.
لقد أسَّست مرحلة رئاسة ترامب إلى نهج جديد بتصحيح ما صَّدعته رئاسة أوباما في العلاقات الأميريكية - السعودية، وذلك عبر الضغط على إيران لتحقيق ثلاثة أهداف، وهي: إعادة النظر بالاتفاق النووي الإيراني، وإعادة النظر بمشروع الصواريخ الاستراتيجية العابرة، والقضاء على الأسباب التي تهدد أمن جيرانه في دول الخليج العربي. ولكن استراتيجيته لم تكتمل بسبب خسارة الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية لدورة ثانية، والتي بفوز جو بايدن، أعاد الوضع إلى نقطة الصفر، لتصل بتلك العلاقات إلى حائط مسدود. وهنا لا بُدَّ من التوقف عند مشهد ذلك الحائط وإلى ما وصلت إليه من نتائج.
وقد مرَّت محاولات بايدن بتجربتين حاول فيهما ترميم العلاقة مع السعودية من جهة، ومحاولة رأب الصدع بين السعودية وإيران بوسائل ديبلوماسية، أولاً، ومحاولة الضغط على السعودية بزيادة ضخ النفط في السوق الأوروبية لتعويض النقص بإمدادات الطاقة الروسية. ولكنه فشل في إقناع السعودية والضغط عليها.
ومن هنا بدأت متغيرات جديدة تطفو على سطح المواقف السعودية، ومن أهمها وأكثرها رعباً بالنسبة لأميركا، وهي الاتجاه ببناء علاقات إيجابية مع المحور الروسي – الصيني. وإذا كانت العلاقة مع روسيا لم تأخذ أبعاداَ خطيرة لأنها لم تتعمَّق بأكثر من الغزل الديبلوماسي، ولكن الأخطر منها كانت بناء علاقات متينة مع الصين، عبّرت عن نفسها بعد زيارة الرئيس الصيني للسعودية منذ شهرين تقريباً، والتي وقَّع فيها الطرفان معاهدات واتفاقيات استراتيجية، عسكرية واقتصادية وأمنية.
ذلك التحول لم ينتظر طويلاً لكي تترجم الصين دورها على صعيد المنطقة، وكانت المفاجأة السريعة والكبرى في العاشر من آذار من العام 2023، التي ظهرت بإعلان اتفاق بين السعودية وإيران لتبادل العلاقات الديبلوماسية في غضون شهرين. وقد أعلن عن اتفاق أولي، لم تعلن نصوصه حتى الآن، وكان هذا الإعلان برعاية صينية، وسيكون من دون شك بضمانات صينية أيضاً.
وعلى الرغم من قِلَّة ما تسرَّب عن الاتفاق، فقد شكَّل إعلانه صدمة في شتى الأوساط العربية والغربية في الوقت الذي رحَّبت به إدارة بايدن ولكن على قاعدة التشكيك بالنوايا الإيرانية التي وصفتها تلك الإدارة بأنها لم تكن صادقة سابقاً بالتزاماتها. ولكن المبدأين اللذان أعلنهما الاتفاق تصلح لأن تكون ورقة أولية وأساسية يمكن أن يُبنى عليها، خاصة وأنها تستند إلى مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
الأنظمة العربية احترمت مبادئ حسن الجوار مع إيران:
نعتبر أن هذين البندين مبدآن إنسانيان عامَّان، نصت عليهما التشريعات الأممية، وحثَّت عليهما في بناء العلاقات السليمة بين الدول. ناهيك عن أن تاريخ العلاقات العربية – الإيرانية الحديثة كان يؤكَّد التزام العرب بهما قبل وصول آيات الله إلى السلطة واستمر بعدها.
وبمراجعة مواقف العراق في مرحلة حكم النظام الوطني فيه، كانت دليلاً على التزام النظام الوطني بهذين المبدأين، انطلاقاً من أنهما تشريعان أمميان أولاً، وثانياً أنهما مبدآن التزم بهما العراق في محاولاته العديدة لبناء علاقات سياسية سليمة بين الدولتين سواءٌ أكان في عهد الشاه أم كان في عهد الخميني.
وهذا علماً أن النظام الوطني بادر منذ عودة الخميني إلى إيران بإرسال برقية تهنئة له، داعياً إلى بناء علاقات حسن جوار بين الدولتين، فكان جواب الخميني الذي جاء فيه: (لا سلام إلاَّ مع من اتَّبع الهدى). ولم يقف عندها، بل وجد الرد السلبي صداه، عندما ابتدأت الاعتداءات الإيرانية على الأراضي العراقية في مطلع شهر أيلول من العام 1980.
وعود على بدء، ينص دستور حزب البعث العربي الاشتراكي على وضع حدود للوطن العربي، يتأكَّد من نصوصه أنها تخلو من أية إشارة تدل على أن تلك الحدود تمسُّ حدود الدولة الإيرانية.
وأما عن السعودية فليس هناك أية إشارة تدل على أن لها أطماعاً بأي شبر أرض من الأراضي الإيرانية، وليست هناك أية إشارة تدل على أنها تدخَّلت في أي شأن داخلي إيراني.
إيران الخمينية لم تحترم مبادئ حسن الجوار:
وفي المقابل، ومنذ استلام رجال الدين للسلطة في إيران، نجد أن مواقف النظام الجديد مليءٌ بالمواقف المعادية لكل لأقطار الأمة العربية، ناهيك عمَّا يؤكد على العداء ضد هذه الأمة مجتمعة، أم كان ضد بعض أقطارها قطراً قطراً. وهذا بشكل عام، وأما فيما يخص النظام السعودي، فقد خصَّه الخميني بنصوص (الوصية الإلهية) التي نُشرت بعد وفاته، وحثَّت على لعن نظام آل سعود في (كل مناحة) يقوم بها الشيعي في طقوسه الحسينية الخاصة بشيعة ولاية الفقيه.
نصوص الاتفاق تتناقض مع النهج الأيدولوجي لنظام ولاية الفقيه:
ولأن الدستور الإيراني اعتبر أن مهمة نظام ولاية الفقيه الرئيسية الدفاع عن المستضعفين في الأرض، تعني أن النظام يُلزم نفسه بالتدخل في شؤون أية دولة تسلب حقوق المضطهدين. ولهذا سمح لنفسه التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وهذا ما يتناقض تماماً مع نصوص الاتفاق المُعلَن. فكيف سيجد النظام الإيراني الحل بين نصين متناقضين، واستراتيجتين متناقضتين أيضاً؟
في محاولة للتفتيش عن جواب، سوف نمهِد له بإلقاء الضوء على الظروف القاسية التي يمر بها النظام الإيراني، والتي نلخِّصها بما يلي:
-هناك إجماع دولي غربي، الاتحاد الأوروبي وأميركا، على الضغط على النظام الإيراني من أجل معالجة الملف النووي الإيراني من جوانبه الفنية للحؤول دون تصنيع النظام للقنبلة النووية، بل تتخطاها إلى وضع حد لتجاوزاته العسكرية الصاروخية من جهة، ووضع حد لتجاوزاته الأمنية فيما يتعلَّق بتهديده للأمن القومي العربي من جهة اخرى.
لهذا نعتبر أن الإجماع الغربي أدى إلى تشديد الحصار عليه بما يكاد يشل حركته المالية إلى درجة كبيرة، يصبح من الصعب عليه أن يجمع بين مواصلة برامجه التسليحية وتمويل مليشياته الموالية له في العراق وسورية ولبنان واليمن، ناهيك عما يقدمه إلى بعض فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وغيرها من دول الشتات.
-تأثيرات الثورة الشعبية التي اندلعت في إيران منذ أشهر، والتي لم تهدأ على الرغم من ممارسة شتى وسائل القمع والاضطهاد. وهو الأمر الذي يلقي على عاتق النظام عقبات أخرى، لا شك بأنها ستضيف الكثير من الإرباك عليه، وتؤدي إلى إضعافه في مواجهة العقبات الخارجية.
-وأما القشَّة التي قصمت ظهر البعير، أو فلنقل المتغير الدولي المهم الذي قامت به الصين بعقد الاتفاقيات والمعاهدات مع السعودية، والتي فيما لو أهملها النظام الإيراني، أو وقف بالضد منها، أو لم يعمل على الاعتراف بها، سوف يؤدي إلى الاصطدام مع الصين. ولأنه لن يفعلها خوفاً من تلك النتيجة، نعتقد أن النظام الإيراني لم يكن ليستجب لإعلان اتفاق مع السعودية يتضمَّن (مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية). هذا المبدأ بحدَّيه معاً يُعتبر انقلاباً جذرياً على استراتيجية نظام ولاية الفقيه الذي يقوم على وسائل (تصدير الثورة)؛ وهو الأمر الذي يستدعي إعادة تعديل الدستور الإيراني، ونسفاً كلياً لاستراتيجية (نظرية ولاية الفقيه). وهو أيضاً ينزع الذرائع المضمرة التي يتلطى بها حزب الله بشكل رئيسي في إصراره على إبقاء السلاح تحت وصايته، والامتناع عن تسليمه للدولة اللبنانية.
وهذا الأمر سوف يكون تحدياً سافراً للنظام الإيراني إذا امتنع عن تنفيذ بنود الاتفاق بينه وبين السعودية. وهذا الامتناع سيضع الصين في إحراج كبير، قد يؤدي إلى رفع غطاء الحماية عن النظام.
ثلاثة عوامل أساسية أخذت ترخي بأثقالها على النظام الإيراني. ويمكننا الافتراض أنها لن تستطيع مواجهتها معاً. وربما افتراضاً أيضاً أنه قد يلجأ إلى استخدام وسيلة (التقية) كما عودنا عليه النظام منذ تأسيسه. وهو الأسلوب الذي اتَّبعه بعد انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية، منتظراً متغيرات دولية. وقد حصلت تلك المتغيرات فعلاً بالاحتلال الأميركي للعراق، بحيث انخرط فيه منذ البداية، وانتظر هزيمة الاحتلال ليتسلَّم كل مقدرات العراق.
ولكن انتظار النظام الإيراني لمتغيرات أخرى تصب في مصلحته بعد توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، نحن نعتقد أنها لن تحصل خاصة بعد الاختراق السعودي للبنية الدولية المتمثلة بالمحور الروسي – الصيني. ولأن الرفض الغربي لطموحات النظام الإيراني، والمتغير الشرقي الذي فُتحت له أبواب السعودية لأول مرة في التاريخ، لن يفرِّط بالعلاقات مع السعودية بما تمثِّله من ثقل في دول الخليج خاصة وعلى المستوى الرسمي العربي عامة. ها، ولن يقايضها بمصالحه مع إيران ليصب خارج مصالح النظام الإيراني، لأن لهما مصالح أساسية مع الوطن العربي لن يضحوا بها من أجل بناء علاقات مع نظام إيراني له طموحات غيبية في حكم العالم، لأن العلاقات بين الدول تُبنى على المصالح. وإن مصالح المحورين الغربي والشرقي في الوطن العربي تُعتبر أكثر جزاء لمصالحهما مع إيران.
وبناء عليه، يمكننا الوصول إلى خلاصة نفترض فيها ما يلي:
بعد التحولات التي فرضها الضغط العربي حول الموقف من النظام الإيراني بالنسبة لمحور الدول الغربية بداية، ومحور الدول الشرقية في هذه المرحلة الراهنة، يمكننا الاستنتاج أن هذا النظام يواجه عزلة شاملة على الصعيدين العربي والعالمي. وهو يواجه أكبر عملية إحراج له من داخل المحور الذي يحتمي به. وهذا بتقديرنا يشكل بداية النهاية ليس للنظام الإيراني، بل لمشروعه الأيديولوجي الذي يمثَّل منتهى الغيبية والتخلف عن قوانين العصر الراهن.
ولكن العمل على استكمال ما تمَّ إنجازه حتى الآن، ولن يكون بأقل من فرض التراجع على مشروعه الغيبي وأهدافه الخطيرة، وذلك بإرغامه على قطع مساعداته بشكل كامل عن امتداداته العربية في العراق وسورية ولبنان واليمن وفلسطين، أي قطع الوريد الذي يمد أطياف التدين السياسي بسبُل الحياة المادية والأيديولوجية. هذا علماً أن تجفيف المساعدات المادية قد تكون كافية للقضاء عليها. لأنه بتقديرنا إذا انقطعت وسائل الإمداد المالي عن القواعد الشعبية المخدوعة بالشعارات الأيديولوجية البراقة، سوف يُضعف تأثير القيادات المستفيدة على تلك الأوساط الشعبية.
كما أنه على الأنظمة العربية التي شكلت ضغطاً على القوى الغربية، وعرفت كيف تستفيد من علاقاتها مع القوى الشرقية، أن تتابع خطواتها بالإصرار على إرغام النظام الإيراني على تنفيذ مبادئ الاتفاق السعودي – الإيراني. وأن لا تدَّخر جهداً في سبيل ذلك، وأن لا تترك حبر الاتفاق يجف قبل تسريع تلك الخطوات حتى الوصول إلى خواتيمها الإيجابية.
ومن جانب آخر، وفي تسريب لأحد محاولات النظام الإيراني الالتفاف على الاتفاق بحصره وكأنه اتفاق خاص له علاقة بعدم التدخل بشؤون المملكة السعودية دون غيرها من أقطار الوطن العربي. وبحصر حل القضايا العربية العالقة بحل قضية اليمن فقط. تقع على المملكة العربية السعودية مسؤولية اعتبار أمن المملكة والخليج العربي جزءاً من الأمن القومي العربي.
وهذا يقضي بوضع كل الملفات التي هي موقع شبهة في التدخل الإيراني في سلة واحدة وعلى طاولة حل شامل متكامل. وإذا كان العكس من ذلك، نتساءل: كيف من الممكن أن تضمن السعودية، ودول الخليج العربي، أمنهم بينما يقبع في العراق عشرات من الميليشيات الإيرانية التي تسرح وتمرح على أرضه. وكيف يمكن لدول الخليج أن تطمئن لمساعدة سورية أو لبنان إذا لم يكن جميع مكوناتهما المجتمعية خاضعة لعدالة الواجبات والحقوق؛ خاصة إذا لم يُقتلع التأثير الإيراني فيهما؟
ولكي يستقيم تنفيذ مبادئ الاتفاق المذكور، يجب الانطلاق بتنفيذه من رؤية قومية من جهة، وأن تملأ دول الخليج العربي، وفي المقدمة منها السعودية الفراغ الذي تركت سابقاً للنظام الإيراني بملئه.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة عن المسألتين الديموقراطية والعلمانية: الحلقة السادسة ( ...
- الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية الحلقة الخامسة: (5/ 9): ا ...
- الديموقراطية وتلازمها مع العلمانية. الحلقة الرابعة: (4/ 9): ...
- تلازم الديموقراطية والعلمانية: الحلقة الثالثة: (3/ 9): المس ...
- الحرية والديموقراطية مفهومان متكاملان ومتلازمان: -الحلقة الث ...
- آراء في المسألتين الديموقراطية والعلمانية: -الحلقة الأولى: ...
- تعريف بكتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- تعريف بكتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- مراجعة كتاب (في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام) (الحل ...
- من بين حقول أشواك الاستيطان تنبت أزهار شهداء فلسطين
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية الحلقة الرابعة (4/ 4)
- عرض كتاب (تهافت الأصوليات الإمبراطورية) الحلقة الثالثة (3/ 4 ...
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية (الحلقة الثانية (2/ 4)
- عرض كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية (الحلقة الأولى 1/ 4)
- الطائفية السياسية النظام الذي يفترس أبناءه
- الفكر القومي ثابت جامع لمصالح التعدديات الدينية والعرقية
- في مواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية هي ...
- في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الش ...
- في مواجهة التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الش ...
- النظام الطائفي السياسي في لبنان منهج تاريخي متخلَّف الحلقة ا ...


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - وجهة نظر حول الاتفاق السعودي الإيراني