أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - المريزق المصطفى - كلمة بمناسبة الذكرى الأربعينية لرحيل المرحوم الأستاذ عبد القادر أزريع














المزيد.....

كلمة بمناسبة الذكرى الأربعينية لرحيل المرحوم الأستاذ عبد القادر أزريع


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 18:35
المحور: المجتمع المدني
    


أستأذنك أخي الغالي بعد رحيلك عنا، لأقول للجميع أني لست بأحسن منهم تحدثا ولا أكثر منهم وفاء. ولكنني أستعطفهم المشاركة بكلمتي هذه وأنت الذي فارقت الحياة بعد عقود طويلة من العطاء السخي والنضال الدءوب، تاركا لنا سيرة حقوقية ناصعة، وثقافية متنورة إنسانية رائعة، وذكريات طيبة، وميراثا من الأخلاق والقيم الرفيعة الراعية والحافظة للمعرفة والعلم.
حزناء اليوم نحن بعد وفاتك، أيها الأخ العزيز، أيها الصديق الصادق المخلص، أيها الرفيق الغالي على قلوبنا..
إن عطاءك الغزير في الحياة كان وسيبقى سرا من أسرار الخلود، عرفناه فيك أسلوبا ومنهجا و نمطا لحياتك، فمهما حاول الموت أن تبعدك عنا ، فهو لن يمحو ذكر ما قدمته من عطاء ووفاء.
يعز علي وعلينا فراقك، في وقت نحتاج فيه إلى أمثالك من الوطنيين الأوفياء الصادقين، وخاصة في هذا الوقت بالذات من عمرنا الحقوقي.
فمهما قلت من كلمات في لقاء تأبينك، ومهما سطرت من عبارات الحزن الباكية، لن أوفيك حقك لما قدمته لي ولعائلتي ولخليل خليلي، ابني الراحل، من دعم إنساني ومن حنان وعطف ووقت وجهد، ومن توجيه ومساندة ومصاحبة لكل الديناميات الصاعدة التي كنت أتقاسم معك همومها كلما شعرت بالتعب والعياء، وكنت في كل محطة محطة تسقيها ورودا وأملا وتفاؤلا.
حزناء اليوم نحن بعد وفاتك، أيها الأخ العزيز، أيها الصديق الصادق المخلص، أيها الرفيق الغالي على قلوبنا..
لقد كنت أنا واحداً من بين المئات من المغاربة الذين تتلمذوا على يديك في جامعة الحياة، تعلمت منك الحزم والصراحة، وتعلمت منك دروس ومبادئ "اليين" و "اليانغ" والخط الفاصل بينهما الذي يعمل على إبقاءهما متحركين ومتغيرين.
عرفناك فاعلا وطنيا ومناضلا هادءاً، متواضعاً ، قنوعاً، سخيا اتجاه المحتاجين، ملتزما بعملك وواجباتك. حملت أمانة النضال بإنسانيتك وبإخلاصك، وأعطيت لكل ميادين وفروع صناعة التغيير جهدك وتجربتك وخبرتك وللوطن حبك الطاهر، وللجميع بسمتك وصدقك وقصصك التي كنت تحكي عنها وقائع وأحداث الطفولة والشباب والسياسة والنقابة وحقوق الإنسان وجمعيات المجتمع المدني والتاريخ والجغرافيا وحكايات خالدة عن القبيلة والاستعمار والاستقلال والحركة الوطنية والتلاميذية والطلابية وحلقات اليسار والنخب.
في كل مناسبة وعيد، كنت تحكي قصصا وروايات بدون توقف ومن دون تردد. تحكي عن الطفولة والعمال والفلاحين و الأسرة التعليمية والشباب والنساء ومغاربة العالم وعموم طلائع وإشراقات النضال الديمقراطي وانتقالاته البهية والمتواصلة، وكأنك " لاوتسو" الذي خرج من بطن أمه (النيزك الذي سقط من السماء) وعمره 82 سنة.
حزناء اليوم نحن بعد وفاتك، أيها الأخ العزيز، أيها الصديق الصادق المخلص، أيها الرفيق الغالي على قلوبنا..
تمتعت بخصال كثيرة ومزايا حميدة، حسن الخلق وطيبة المعشر وسماحة القلب، وكل من عرفك والتقى بك كان يحكي عنك بتقدير واحترام، نموذجا حازما وهامة من الهامات في العطاء والتضحية.
اليوم غيبك الموت عنا، جسداً، لكنك ستبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد الحياة في هذه البسيطة. ولن ننساك، وستظل بأعمالك ومآثرك وسيرتك نبراساً وقدوة لنا، وأمثالك الصادقون لا يموتون.
كل التحية والتقدير لزوجتك الكاتبة والأديبة المغربية ربيعة ريحان وابنك البار أناس و كل أفراد أسرتك الكبيرة وأصدقائك ومعارفك في وطننا الكبير من طنجة إلى الكويرة، مرورا بالرباط و الدار البيضاء و بنكرير و قلعة السراغنة وآسفي و خريبكة ومراكش..وفي الدول الشقيقة والصديقة..
نؤبنك اليوم أيها البشوش، السموح، الخلوق، الكريم النعيم، وننعيك بكل اللغات والعادات، مستحضرين كل تفاصيل مساراتك المركبة والمتعددة، وما تبقى من شظايا الذاكرة الضائعة في الريح!
آه كم يئس الموت منك أكثر من مرة! كنت تضحك عليه وتطلق العنان لفرسك وأنت تحكي، تحكي...وتحكي كل يوم، عن كل شيئ، عن التفاصيل وعن خبايا ديناميات لم تقل كلمتها بعد!
كنت رمزا من رموز حركة التحرر الوطني المغربية، ومؤسسا لمدرسة نضال الحياة وفاء منك للنهج الحقوقي في كل تجلياته وجزئياته وتقاطعاته واستشرافاته، حاضرا ملتزما بقضاياه الإنسانية والاجتماعية من عدل وعدالة ومساواة، مدبرا للاختلاف، مدافعا عن الإبداع والاجتهاد في المنتديات الوطنية والدولية، وفي مراكز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية.
لم تمت ولن تموت..
يموت الرجال ولا تموت مواقفهم!
ستبقى ذاكرة شامخة إلى الأبد في قلوبنا..
ستبقى صورتك أمام أعيننا وفي عمق الذاكرة الجماعية لشعبنا، وأنت في عنفوانك الحقوقي والاجتماعي والإنساني الباذخ .
ستظل إسهاماتك المشرقة نبراسا لحركتنا المواطنة، الفتية و المناضلة، في "قادمون وقادرون" و في المنتدى الوطني للمدينة الذي نظم لك تكريما خاصا دوليا بمكناسة الزيتون سنة 2014 ، أنت والعديد من الوطنيين المخلصين للوطن ومؤسساته..من دون أن ننسى دعمك للجامعة الشعبية المغربيةUPM وللمقهى الثقافي بمكناس SCM، حيث كنت مساهما وداعما ومرافقا لكل دينامياتنا منذ انطلاقاتها..إلى جانب الأنثروبولوجي المغربي الراحل نور الدين هرامي والخبير الدولي الحقوقي عبد الحميد الجمري.
فلترقد روحك الطاهرة بسلام، في النعيم والفردوس!
المصطفى المريزق
فاعد مدني وحقوقي



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون، ينعي وفاة المناضل ...
- البيان العام الختامي لمنتدى مغرب المستقبل-حركة حركة قادمون و ...
- بيان منتدى مفرب المستقبل ( حركة قادمون وقادرون) بمناسبة 8 ما ...
- الجامعة الشعبية بمكناس تفتح أبوابها للتكوين والدراسة
- -المنفيون- الجدد..
- منتدى مغرب المستقبل (حركة قادمون وقادرون): بلاغ
- أرضية مشروع مجلة جديدة
- الطريق الرابع..طريق مقاومة السيطرة
- منتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون سابقا: بيان الرؤية ...
- النموذج التنموي الجديد و-الحاشية السفلى-
- رأينا: نكبة العصر الذهبي النضالي وانتصار الزمن القصديري الشع ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع سكرتارية التنسيق الوطنية للائتلاف الديم ...
- حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل- بلاغ
- بيان حركة قادمون وقادرون -القنيطرة المستقبل، حول قضية النساء ...
- رسالة إلى الشباب المغربي بمناسبة ذكرى 20 يونيو 1981 على درب ...
- الطريق الرابع و مغرب -الحاشية السفلية-
- حركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل تدعو إلى التحرر الاقتصاد ...
- حركة قادمون وقادرون: بيان فاتح ماي 2020
- ذكرى رحيل جان بول سارتر في زمن كورونا
- حركة قادمون وقادرون


المزيد.....




- السعودية.. بيان من الداخلية بشأن إعدام مواطنين سوريين والكشف ...
- السفير ماجد عبدالفتاح: وساطة مصر لوقف إطلاق النار في غزة تحظ ...
- إندونيسيا تدعم حصول فلسطين على حقوق خاصة من الأمم المتحدة
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومتنا تخلت عن أبنائنا وتركتهم ...
- 143 دولة بينها روسيا صوتت لصالح قرار قبول عضوية فلسطين الكام ...
- شاهد/ ماذا يحدث للمعتقلين داخل سجن جوانتانامو الإسرائيلي؟
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يقود الدولة إلى فشل كامل ...
- تعرف على الدول الممتنعة والمعارضة لعضوية فلسطين بالأمم المتح ...
- مندوب-إسرائيل-يمزّق ميثاق الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة ...
- بيان إماراتي بعد تصويت الجمعية العامة لصالح تأييد عضوية فلسط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - المريزق المصطفى - كلمة بمناسبة الذكرى الأربعينية لرحيل المرحوم الأستاذ عبد القادر أزريع