أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الطريق الرابع..طريق مقاومة السيطرة














المزيد.....

الطريق الرابع..طريق مقاومة السيطرة


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 02:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صار باديا للعيان، بأن فشل ما تبقى من اليسار فشلان: فشلٌ يتجلى في عدم قدرته على تحقيق الديمقراطية الداخلية لإنجاز مهام تحديث البنيات التنظيمية، قصد إرجاع المطرودين والمطلقين والغاضبين والنافرين والهاربين من بيت اليسار، وفتح الأبواب للجيل الجديد وخلق شروط تحفيزه وتمكينه من أدوات العمل والتفكير والنضال. و فَشَلً في بناء استقلاليته وحريته وإرادته وقدرته النقدية، التي تتيح له خوض معركة التنوير للحد من تغريب الناس، و تحطيم صنمية الاستهلاك الإيديولوجي المتحجر، مع ذبول ما تبقى من القواعد.
و من مظاهر بؤس ما تبقى من اليسار أنه وجد نفسه أمام مرآة مصيره، بعد أن عجز عن ربط مصداقيته بالديمقراطية، وبعد انهيار مؤسساته وتنظيماته الموازية على أرض الواقع، بعد فشلها في أداء أدوار طليعية لأنها لم تشهد أي منافع ملموسة ومحسوسة قواعديا من قياداتها.
من هنا، فإن الطريق الرابع وهو يقف عند هذه الانحرافات و الآفات التي شانت اليسار في صورته الراهنة، يعتبر أن إعادة بناء رؤية ديمقراطية مغربية مواطنة و جديدة، و متجددة، يتطلب ترتيب أولوياتها بناء على الحرية وتمتين حبل الاتصال والتواصل الذي ظل مقطوع لعقود طويلة من الزمن. وفي هذا الإطار، كانت زياراتنا الماراطونية لأزيد من 50 منطقة من مناطق المغرب القروي، وسكان الجبل، والواحات، والسهول والسهوب وضواحي المدن الكبرى والمتوسطة، لمدة تفوق ثلاث سنوات، التقينا فيها و التحمنا مع مواطنات ومواطنين، نساء ورجالا، شبابا وشيوخا، تلاميذ وطلبة، نخبا محلية،و عمالا، و مع موظفين، وفلاحين، وتباحثنا مع الجميع حول إمكانية إيجاد بيئة تنظيمية أكثر انفتاحا، يشارك فيها المجتمع المحلي لتعزيز الديمقراطية التشاركية و التشاورية، والعمل على خلق مؤسسات محلية وسيطة بين السكان والإدارة والمؤسسات المنتخبة.
و من البيِّن أن ما تبقى من اليسار، لم يستوعب بعد نهاية زمن و بداية آخر، حيث اكتفت قيادته بالسيطرة على "الأجهزة"، ونسيت رد الاعتبار لمناضليها بصفتهم ذات واعية، فاعلة في المجتمع و قادرة على تغيير مجرى الأمور، و على الاختيار الجيد والأفضل والمفيد. هذه السيطرة المرفوضة هي التي حركتنا كي لا نبقى جامدين كالحجر، غير سعداء. لأننا لا نريد أن نكون ضحية تاريخ لم ينصفنا. فإذا كان الوعي يكسبنا التجربة، فهو في أحايين كثيرة يعطي لنا تجربة مؤلمة و ثقيلة التكلفة يصعب حملها.
من هذا المنطلق، فإن الوعي النقدي يذكرنا بهشاشة وجودنا، حينما نعجز عن فهم وعي وعينا الجمعي. نعم، إن اليسار تراث إنساني، وتضحية كبيرة، فردية، جماعية وعائلية لا ينكرها إلا جاحد. وما تبقى من اليسار سقط-للأسف- في "الدوكما"، ولم يستطع مواكبة التطور السريع للرأسمالية التي سيطرت على العالم في وقت تاريخي وجيز، لم تستطع أمامه اللينينية الوفاء لماركس والأسس الماركسية، و الرأسمالية عملت على استغلال الديمقراطية وحركة الأنوار ونجحت في خلق التحول داخل بنائها. في حين لجأت الاشتراكية الستالينية للقمع والسلطوية والسيطرة العسكرية للتوسع لاكتساح أوروبا الشرقية، ولغزو العديد من البلدان وللاستفادة بالقوة من أسواقها ومن موادها الأولية. و إذا كان من شيء تعلمته الأحزاب الشيوعية والتنظيمات اليسارية من الاشتراكية السوفياتية، فهو السيطرة. ولهذا يجب مقاومة السيطرة، وتمكين جيل جديد من الفاعلين من الحرية في طرح رؤية جديدية يكون العمل فيها المعيار الوحيد للحقيقة.
الطريق الرابع..طريق براغماتي يتصرف ويعمل من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قراره، وهو لا ينطلق من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة، وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لمساره الكفاحي المخلص لوطنه ولقضايا المواطنات والمواطنين..وذلك من خلال بناء تجارب محلية تقوم على علاقات تعاون محل علاقات تبعية، يكون فيها توزيع المهام مقسماً بين المحلي والجهوي والوطني على قدم وساق، من دون مركزية، لسد الفراغ السياسي والتنظيمي والثقافي. والهدف من هذه الرؤية البرغماتية، هو منع التجارب الفاشلة من ممارسة السيطرة و من التسرب إلى المناطق ذات الثقل الكفاحي والنضالي البارز بالنسبة لقضايا القرب و"الحاشية السفلى"، والاستفادة من الأخطاء السابقة في أفق إعادة بناء تجربة جديدية بمواقف غير متشددة، تتسم بالليونة والتخلي عن سياسة الشعارات المتشددة.
يتبع..
المريزق. م (مؤسس الطريق الرابع)



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون سابقا: بيان الرؤية ...
- النموذج التنموي الجديد و-الحاشية السفلى-
- رأينا: نكبة العصر الذهبي النضالي وانتصار الزمن القصديري الشع ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع سكرتارية التنسيق الوطنية للائتلاف الديم ...
- حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل- بلاغ
- بيان حركة قادمون وقادرون -القنيطرة المستقبل، حول قضية النساء ...
- رسالة إلى الشباب المغربي بمناسبة ذكرى 20 يونيو 1981 على درب ...
- الطريق الرابع و مغرب -الحاشية السفلية-
- حركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل تدعو إلى التحرر الاقتصاد ...
- حركة قادمون وقادرون: بيان فاتح ماي 2020
- ذكرى رحيل جان بول سارتر في زمن كورونا
- حركة قادمون وقادرون
- مثقفون وباحثون يدعون إلى تعزيز الروابط المغربية الإفريقية وا ...
- الخط الرابع..رؤية للنقاش
- شذرات أولية حول ميلاد مغرب المستقبل
- ميلاد مغرب المستقبل
- حركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل- البيان العام الختامي
- المجلس الوطني الثالث لحركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل
- لماذا أنشأت حركة قادمون وقادرون –مغرب المستقبل، بعيدا عن حزب ...
- لماذا أنشأت حركة قادمون وقادرون –مغرب المستقبل، بعيدا عن حزب ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الطريق الرابع..طريق مقاومة السيطرة