أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - حق تكافؤ الفرص في الجامعات المغربية في ميزان ثقافة الولاء(الجزء3 )















المزيد.....

حق تكافؤ الفرص في الجامعات المغربية في ميزان ثقافة الولاء(الجزء3 )


حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)


الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 13:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لكي نتمكن من توضيح هيمنة النموذج الاجتماعي للعشيرة/القبيلة بالفضاء الجامعي يجب التمييز بين المؤسسة الحاوية لهذا النموذج والمحتوى الممارس داخل المؤسسة. فالحاوي للنموذج التدبيري الذي نرصده هو يدخل ظاهريا في التنظيم المؤسساتي الحديث بكل تجهيزاته التقنية للتدبير العصري. أما ممارسة آليات التدبير والتي تتجلى في طقوسه وخطابه الداخلي الذي يهيكله ويحدد ممارسته الإدارية فهي تصب في منظومة ما هو تقليدي بكل الترتيبات التي تجد شرعيتها في الموروث الاجتماعي في ممارسة السلطة، إن لم نقل التسلط. وإذا أردنا رسم خيوطها العريضة فهي تتكون من تجمع كبير يضم كل المنخرطين فيها، إلا أن هذا التجمع الكبير يتشكل على نحو مجموعات تراثية تخضع حسب نفوذها وتأثيرها لبعضها البعض، إن كان هذا الخضوع تحضر فيه الصفة الإدارية أو القانونية في تدبير الشأن البيداغوجي والعلمي والقانوني للمؤسسة أو تغيب عنه، فالتراتبية هي تبنى بفعل إلزامي اجتماعي اعتمادا على رغبات صاحب السلطة في المجموعة المدبرة للشأن المؤسساتي . وتقسم هذه الكتلة إلى مجموعات، المجموعة الأولى والتي تنحصر في دائرة "الأسياد وأصحاب القرار" وهي الفئة الأكثر تحكما في المؤسسة و تعتبر المركز المتحكم في قرار الإدماج والإقصاء لكل المنتمون للمؤسسة، أي في إعطاء حق التواجد الفعلي لكل المنخرطين في المؤسسة في كل تظاهراتها. إن إستراتيجية بسط الهيمنة تعتمد على ثنائية الإدماج أو الإقصاء في إطار القرب أو البعد من دائرة أهل القرار. يأتي بعد فئة "السادة" فئة الثانية أي الإتباع ، إن طبيعة العلاقة المؤسساتية والاجتماعية بين الفئة الأولى والثانية يطبعها التوافق ، فهدف الفئة الثانية هي أن تكون من المقربون من مركز القرار وذلك بناء على قدرتهم على الانضباط لقراراتها وإدماجها واعتبار كل فعل لدائرة القرار هو فعل مشروع والدفاع عنه بكل الوسائل. عكس الفئة الثانية فهناك علاقة تعارض صريح ومعلن عليه بين الفئة الأولى والفئة الثانية مع الفئة الثالثة "المعارضة" التي تطالب بتفعيل القانون في تدبير شان المؤسسة، وهي خارج دائرة الولاء وتعتبر كفئة مشوشة على سلطة الدائرة الأولى. ولهذا فهي مقصية من جل الأنشطة البيداغوجية والعلمية التي تبرمج داخل الفضاء الجامعي، بل تعيش في اغلب الأحيان كل أنواع العنف المؤسساتي عن طريق التماطل في اعتماد مطالبها أو تعطيلها أو عدم الاستجابة لبعض المطالب اللجوستيكية الضرورية لتنفيذها، لكي تعرقل في نهاية الأمر كل مشاريعها و تكون النتيجة في اغلب الأحيان هى تخلي هذه الفئة عن مشاريعها وبرامجها المهنية المشروعة. وتحرص دائرة القرار في إطار ثقافة الولاء على تذكير هاته الفئة أو الإفراد المنتمون لها بكل مواقف رفضهم وتدعوهم للتعاون معها أي الاعتراف بالبعد العشائري الولائي للتدبير والانصهار فيه. و هناك فئة أخيرة تتكون من أولئك الذين يعيشون على الهامش ولا توجد لهم صفة، فهم الحواشي والهوامش للعشيرة قد يستعان بهم في لحظة يعتقدون أنهم من المفضلين/المقربين ولكن بمجرد انتهاء مهمتهم يجدون أنفسهم خارج الدائرة. وحتى لايفهم التصنيف خطا أو نسقط في الابتذال، فنحن لا نعني بتحليلنا لهاته الظاهرة، كل التكتلات العلمية الأكاديمية الصرفة التي تفعل في المحيط المؤسساتي، إن كان ذلك في القيام بدراسات أو ندوات. بل نعتبرها هي المجموعة المؤسسة للعمل الفكري و لمهنة الأستاذ الجامعي، ولكن نتحدث عن ما يقع تحث ثقافة الولاء ليصبح حق تنظيم الندوات والأيام الدراسية هي مخولة لأفراد دون غيرهم. ومن هنا يصبح كل حق مؤسساتي وقانوني للأستاذ الجامعي يدخل تحت لواء مفهوم "الإكراميات" التي تنهجها ثقافة الولاء والتي تقصي الكثير من الفاعلين من داخل المؤسسة.
إن ثقافة الولاء تبنى بالضرورة في إطار التوافق العشائري و هي قبل كل شيء نسق اجتماعي وثقافي جد متجرد في المجتمع المغربي وكما سبق الذكر فهي تجد معناها العميق في علاقة الحماية والرعاية بناء على مفهوم علاقات الأفضلية والأسبقية التي يمكنها مركز القرار للأشخاص ، وهي تخدم باستمرار قيم ومنافع هذا النسق. أي أننا نتحدث عن مفهوم قيمي عشائري في إطار مؤسساتي حداتي. وتبقى المنفعة هي أساس تكون هذه العشيرة، فعملية المقايضة ونعني تقديم الخدمات في إطار البيع والشراء المصلحي، أو "الماركوتين" هو الواقع المؤسس لها. أما من ناحية المفهوم االقيمي فهناك ترسب عميق لمجموعة من القيم الاجتماعية التقليدية بحيث أن الفرد المغربي في اغلب الأحيان لم يستبطن المفاهيم الحداثية للتدبير. ومن هنا نجد مفهوم السلطة التدبيرية التقليدية تحكم ارقي المؤسسات أو ما يسمى بمؤسسات النخبة العلمية . إن قيم نسق الولاء لاتخضع للمفاهيم الحديثة في ميدان العمل الذي يساوي كل الفاعلين بالمؤسسة، بالدرجة الأولى، على أساس القيام بمجموعة من الوظائف هي مسطرة مسبقا. فالقيم السائدة لحد ألان والملاحظة هي تتبنى نفس استراتيجيات المجتمع التقليدي الذي يدعم مفهوم الخادم أو "الخديم" إي أن الشخص هو قابل لان يضع نفسه في خدمة الأخر ليس لمقابل مادي فحسب ولكن كذلك للحصول على تزكيانه و تبريكاته أو تدخلاته لقضاء غرض هو يدخل أو لايدخل في خانة حقوقه .
إننا عندما نفكك الهرمية العشائرية التي تقوم بالتدبير المؤسساتي نجد ثنائية هرمية في بناء النسق فالنسق ليس بالضروري عمودي بل هو عمودي وأفقي. فهي أفقية حسب الحاجة ونوع الخدمة ومن يستطيع تقديمها، وتقديم الخدمات أيا كان نوعها هي وسيلة للتقرب من الهرمية الشخصية والاجتماعية والمهنية التي توجد في دائرة المركز. تقديم الخدمات هو أيضا وسيلة لكسب وتوسيع دائرة الإتباع. فمن الشائع إن نجد أشخاص لهم صفات مميزة اجتماعية أو اقتصادية في علاقة خدمة مع الاخر، أي كل واحد يحتل ويلعب دور "الخديم" للأخر ودواليك حسب قدرة الخدمة ومن يستطيع تقديمها الأخر، إلا إن الطابع العمودي يبقى هو أساس النسق. فالتراتبية العمودية تحددها شروط مرتبطة بالمكانة المهنية والاجتماعية والاقتصادية زيادة على شبكة النفوذ التي تأثر بقوة في الولوج لمركز القرار أو المجموعة المهيمنة.
إلا أن هاته التراتبية إن كانت عمودية أو أفقية فهي لاتخلو من صراع، فهناك صراع خفي بين الإفراد الأكثر دعما أو قوة حول السلطة للتحكم في منطق العشيرة وتسييرها أو لاحتلال احد مراكز القوة. في حين أن الصراع القائم بين الفئة الثانية للتابعين والتي تعتبر في خدمة الأولى ولها الطابع التنفيذي فجوهر صراعها هو التقرب أكثر من الفئة المكونة للدائرة الأولى ونيل أو تسهيل كل ما من شأنه أن يحسن تسلقها المهني ونفوذها داخل المؤسسة. هاته الفئة الثانية هي عبارة عن خليط يجمع مجموعة من الإفراد لهم وظائف مختلفة وتراتبية مختلفة إلا أنه من المؤكد أن كل من ينتمي للعشيرة التي تدبر المؤسسة له حق استعمال "نفوذه" على أولئك الذين لاينتمون إليها ولو كان هذا الشخص في أسفل السلم المهني وليست له علاقة وظيفية مع الأخر. إن نسق ثقافة الولاء قد يعرف أيضا ولوج أفراد بمحض إرادتهم فقط للتباهي بذلك وانطلاقا من تعودهم على العيش داخل نسق ثقافة الولاء والطاعة .
إن للعشيرة التي تكون نسق الولاء داخل المؤسسة استراتيجيات ، كما ذكرنا سابقا، تعتمد على البناء العلائقي الاجتماعي وأهمها التمكين من خلق شبكة علاقات أحيانا قبل الولوج للمهنة على أساس المحسوبية والولاء مقابل التشغيل ولهذا فهي تحضي بلجن تسهل لها الامتياز والحصول على المنصب. إن التسهيل عملية الفوز في مباراة التشغيل هي أول تعاقد ضمني ولا مشروط في إطار المحسوبية وثقافة الولاء، فهي تأخذ أولا وأخيرا بعين الاعتبار المنفعة المشتركة كيفما كان نوعها . إن العلاقات الاجتماعية التي تبنى على المنفعة والمصلحة المشتركة تتجاوز في اغلب الأحيان شرط الكفاءة والجودة العلمية. إن إستراتجية العلاقات المشخصة تتجاوز الإطار المهني للفضاء العائلي الذي يسمح بحميمية أكثر وخلق تداخل بين الأسري والمهني . إن هذا الارتباط لا يكون عفويا بل هو نوع من التحكم في الأخر في كل الفضاءات وضبط واقعه الاجتماعي. وقد تبدأ هاته العلاقة تحت مفهوم التلاحم والفداء"موس(اي سكين) واحد يدبجنا جميع ". لتنتهي إلى مفهوم التنافس واستعمال الخاص أو ألحميمي لضرب الأخر المنافس "العشير" القديم في الإطار المهني .



#حكيمة_لعلا (هاشتاغ)       Hakima__Laala#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق تكافؤ الفرص في الجامعات المغربية في ميزان ثقافة الولاء(ال ...
- التعليم بين سلفية الرؤيا الإصلاحية وتحدي التغيير
- إننا نتحدث خطاب اليسار، فهل ممارساتنا يسارية ؟
- نحن نتكلم خطاب اليسار
- حق تكافؤ الفرص في الجامعات المغربية في ميزان ثقافة الولاء
- عبد الله عنتار :ذلك الباحث السوسيولوجي الذي تشرب حب الإنسان ...
- عبقرية محمد الأحمد صانع السقف الجديد للإبداع السينمائي
- يوميات الحجر (16) وجها لوجه
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه- الجزء 4
- يوميات الحجر (15 ) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 4
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 3
- يوميات الحجر (14 ) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (13) وجها لوجه
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 2
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 1


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - حق تكافؤ الفرص في الجامعات المغربية في ميزان ثقافة الولاء(الجزء3 )