العنصرية والفوقية؛ من حوارنا مع الكاتب العراقي والصحافي الموسوعي كرم نعمة -الحلقة الثامنة- – السوق المريضة - في بؤرة ضوء

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 15:17
المحور: مقابلات و حوارات
    

العنصرية والفوقية؛ من حوارنا مع الكاتب العراقي والصحافي الموسوعي كرم نعمة "الحلقة الثامنة" – السوق المريضة - في بؤرة ضوء

قال تشارلي داغاتا: "لا تتوقع أن ترى في أوكرانيا نوع الصراع العسكري الذي ابتُلي به الشرق الأوسط، هذا ليس مكاناً، مثل العراق أو أفغانستان، حيث يدور صراع محتدم منذ عقود... كما تعلمون هذه مدينة حضارية نسبياً وأوروبية نسبياً".

س. 8 ما مدى فداحة الحرب الإعلامية في العنصرية والفوقية في زمن الحروب؟

- قبل سنوات كنت اتابع الروائي سلمان رشدي في مهرجان أدنبرة الدولي للكتاب، عندما عرض علينا تعريفا معاصرا للعالم الذي يعيش اليوم على وقع الكراهية المتصاعدة، وأن الناس باتوا يُعرّفون أنفسهم بما يكرهون.
فواحدة من خصائص العصر الحالي تعرف بنمو نوع من الثقافة مقترنة بسياسات الهوية والطائفية، يمكن أن نطلق عليها اسم ثقافة الإقصاء بدافع الكراهية.
فبدلا من الستار الحديدي الذي كان مفروضا من قبل الأنظمة وجدت الجيوب المتطرفة في المجتمعات وأصبحت فئات من المجتمع تقاتل حد الموت للدفاع عن قناعاتها الدينية والقبلية. حتى بتنا نعرف المواطن عراقيا أم سعوديا أم إيرانيا بما يكره! "قل لي ماذا تكره أقول لك من أنت"!!
فإذا كان العالم برمته يعيش اليوم على ثقافة الإقصاء، فلم لا تزدهر الكراهية، إنه عصر واقعي ورقمي للكراهية بامتياز، الناس باتوا يُعرّفون أنفسهم بما يكرهون، وربما استفاد مخططو منصات فيسبوك من ازدهار الكراهية ليوجدوا منصة “لا يعجبني” لتكون أداة بيد ثلاثة مليار مستخدم.
لم يعد الإنترنت ولا حتى التلفزيون مكانا آمنا للتأمل أو التسكّع الحر أو التمتع، هناك ما يستفز الأعصاب ويثير الغضب ويرفع درجة الحنق، لهذا يمكن أن ترتبط الكراهية بالازدهار من دون أن يشعر الكارهون برائحة الموت!
مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى وحش سياسي، وأصبحت عبارة عن ناد عمومي للمصارعة الحرة، فهناك صراع متشابك الأطراف وازدراء للآخر وفق فكرة تاريخية ملتبسة وواقع معاصر تغيب فيه الحقيقة، صراع يملك من الخطورة حد أن تجد ثمّة من يقود معركة بالمال ومسميات الوطنية والعقيدة مع الأموات! ما معنى أن تشن حربا على الموتى؟ غير الكراهية المزدهرة.
مثل هذه الكراهية المجسّدة في زر “لا يعجبني” تشريع مستحدث لكراهية قائمة في مجتمعات متغيرة، يسهم فيها السياسيون ورجال الدين والمواطنون بدرجة أكبر، وتبدو واحدة من أكبر خصائص عالمنا اليوم.

انتظروا الحلقة التاسعة من السوق المريضة.

#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل