الكذبة التي تبيعها الصحافة من حوارنا مع الكاتب العراقي والصحافي الموسوعي كرم نعمة -الحلقة الثالثة- – السوق المريضة - في بؤرة ضوء

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 12:02
المحور: مقابلات و حوارات
    

الكذبة التي تبيعها الصحافة من حوارنا مع الكاتب العراقي والصحافي الموسوعي كرم نعمة "الحلقة الثالثة" – السوق المريضة - في بؤرة ضوء


ثمة درس ودلالة من سلوك الصحافيين وتسويغهما لما أقدما عليه لوران وزميلته غراسييه*1، يجعل الصحافي -أي صحافي- يعيد قراءة تاريخ قيم المهنة، ويتساءل بعمق عما إذا كان إغراء المال كافيا لإعطاء تنازلات مريعة في القيم.
- كرم نعمة

"توقيع الصحافيين على إدانتهما وعلى ابتزازهما هذا أمر لا يليق بمن يدعي أنه صحافي،
بل يليق فقط بأولاد الشارع".
- إيريك دوبون موريتي

س.3 ما مدى ما يكتب في الصحف الرقمية من أخبار عارية من الصحة، تبيعها لأجل البعض صحافة اليوم، ولا حقيقة ثابتة فيها سوى صفحة الوفيات مقارنة بالصحف الورقية قديمًا؟

- عصر "مابعد الحقيقة" ليس متعلقا بالصحف الرقمية حصرا، أنه بيان الانترنت وعصر المواطن الصحافي الذي تراجعت فيه حدود المسؤولية إلى درجة ما تحت الصفر، لكن الأخطر من ذلك هو من يدافع عن نفسه كصحافي ويكون شريكا في تمرير "الحقيقة القبيحة" أو صناعتها عن جهل.
“الأخبار المزيفة” هي عبارة تعرضت للتقليل من قيمتها، وفق تعريف نشرته صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، التعريف المفيد هو أن الأخبار المزيفة هي تقرير مفبرك يقدم نفسه على أنه موضوع إخباري. هذا يستثني الإبلاغ المتحيز، والسخرية، والأكاذيب التي يدلي بها السياسيون ورجال الدين. للوهلة الأولى، تبدو مثل هذه الأخبار منتشرة في كل مكان على فيسبوك وتويتر.
لن يكون بعدها ثمة أفق تحليلي أو توقعي بغير أن تكون لكل مستخدم حاجة ضرورية إلى مجهر حسي افتراضي لفحص الأخبار، لا يمكن أن يوفر فيسبوك مثل هذا المجهر للمستخدمين في كل الأحوال، بل المعرفة من توفر هذا المجهر للجمهور.
فالأخبار المزيفة يمكن أن تشعل حوادث منفصلة من العنف والكراهية وفق تيم هارفورد أحد أبرع كتاب صحيفة فايننشيال تايمز، لكن لا الأخبار المزيفة ولا “فقاعة التصفية” المدفوعة لوغاريتميا تعد قوة رئيسية في المشهد الإعلامي الكلي.
سبق أن افترض الكاتب جون ثورنهيل أننا نعيش “فقاعات الفلترة” لأن التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي دمّرتا الحقيقة، وكتب “نحن نعيش في عالم ما بعد الحقيقة، حيث بإمكاننا تجاهل الحقائق التي لا تُعجبنا والاستفادة من أي سرد شخصي نرغب فيه”.
تويتر وفيسبوك تعريف لما يحدث الآن في العالم، لكنه ليس مثاليا، لأنهما متاحان كي تختلط فيهما الأصوات والآراء، كل واحد منا يقول كلمته ويمضي، إنهما خطوة إلى الأمام لا يمكن التراجع عنها.
إذا ارتقت المثالية إلى سلوك البشر “من لا يطمح إلى ذلك؟” فالتاريخ الذي يكتبه المواطن الصحافي ومنصات الانترنيت ومواقع التواصل اليوم، يحرض على تدمير نفسه بنفسه وليس تدمير العدو.


انتظروا حلقتنا الرابعة من السوق المريضة
_________
1. السوق المريضة، كرم نعمة، دار النشر لندن للطباعة والنشر (2022م/1444هـ ) الطبعة الأولى، ص122
فقد ضبط الصحافيان لوران وغراسييه في محاولة ابتزاز، عبر اشتراط الحصول على ثلاثة ملايين يورو مقابل الامتناع عن نشر كتاب عن العاهل المغربي الملك محمد السادس.
ويبدو أن لوران وزميلته غراسييه، قد أقدما فعلا على بيع مادة مشبوهة حاولت استغالال ضعف العقل النقدي العربي عبر القليل من الحقيقة المغطاة بحشد من الافتراءات، وهما في ذلك قد تصرفا خارج وعي التاريخ مع المغرب كبلد أحدث قطيعة مع الماضي.
أو كما وصف إيريك دوبون موريتي محامي المغرب في القضية محاولة الصحافي الفرنسي ممارسة ابتزاز مباشر تجاه رئيس دولة وهو أمر غير مسبوق، وجرأة حمقاء.

#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل