منذر ابو حلتم
قاص وشاعر ، عضو رابطة الكتاب الاردنيين
()
الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 16:13
المحور:
الادب والفن
( النهاية )
عندما علم بقرار الافراج عنه بعد سنوات طويلة لم يعد يذكر عددها ، امضاها في سجنه المعتم .. ذهب لوداع سجانه العجوز المربوط بالبوابة الحديدية العتيقة ..
قال له :- انا خارج .. وداعاً ..
مد له السجان يداً مرتجفة ومسح وجهه القاتم بيده الاخرى .. وهمس بفحيح مفجع : – وتتركني وحيداً هنا ؟!
( تساؤل )
كان الازدحام شديداً .. وباعة المرطبات يعملون بنشاط وهم سعداء باقبال الجمهور النهم .. السيدات السمينات كن يأكلن المكسرات بشراهة ..وعندما احضروني ارتفع صوت التصفيق والصفير ..!
اضطر الجلادون لمساعدتي على الصعود للمنصة الخشبية .. وعندما وضعوا الحبل حول عنقي .. ساد صمت طويل تخلله لمعات لآلاف كاميرات التصوير ..
عندما ازيح الكرسي من تحت قدمي واعلن الجلادون ان كل شيء قد انتهى .. ثار الجمهور غاضبا وارتفعت اصوات الاحتجاج من هنا وهناك .. ( هل انتظرنا كل هذه الساعات من اجل هذه الثواني ؟ ) ..كنت اراقبهم وابتسامة ساخرة تبدو على وجهي .. وضحكت كثيراً .. عندما سمعت امرأة سمينة تضع على وجهها كميات هائلة من مساحيق التجميل تقول لصديقتها وهي تمضغ العلكة بفم مفتوح :
كان منظراً مؤثراً .. ولكن لماذا اعدموه ؟؟
#منذر_ابو_حلتم (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟