أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد محمد النهير - المتلاعبون بالعقول















المزيد.....

المتلاعبون بالعقول


أحمد محمد النهير

الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 06:36
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يمثل هذا الكتاب ، ثمرة جهد كبير لكاتب مختص ، عاين الواقع عن كثب ، فقدم من خلال صفحاته الغنية ، تحليلاً موضوعياً لواقع الأعلام الأمريكي ، ودراسة تتبعية لآليات العمليات الخفية المتحكمة بوسائل الأعلام ، ودور الشركات العملاقة في قيادة تلك الوسائل ، والسيطرة عليها ، وتوجيهها ، لخدمة أهدافها ، ومصالحها ، في داخل الوليات المتحدة ، وخارجها ، لتحقيق الهيمنة الإمبريالية على العالم . وقبل الولوج في العرض المفصل للكتاب ، لابد من تأكيد الحقائق التالية:
1ـ إن وسائل الإعلام عامل تضليل ضخم في حياة الشعب الأمريكي ، تسعى إلى تحقيق أقصى ربح ممكن
للشركات الاحتكارية العملاقة ، وطمس ، وتحريف حقيقة الصراع الاجتماعي ، في البنية الاجتماعية ،
في الولايات المتحدة .
2ـ أصبح الإعلام الأمريكي ، وسيلة سياسية اقتصادية فكرية ، وثقافية ، للسيطرة ، وتوجيه العقول ، في شتى بلدان العالم ، لتحقيق طموحات البنتاغون ، في الهيمنة الامبرالية على العالم .
3ـ تصاعد الرفض في الواقع الاجتماعي الأمريكي لسياسة توجيه العقول ـ رغم التطور المذهل في التقنية الحديثة ، واستخدام الكومبيوتر ـ وإن التيارات الرافضة تتعاظم يوماً بعد يوم ، الأمر الذي يؤكد ـ على مدى غير محدد ـ تخلخل البنية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية .
4ـ يعتبر هذا الكتاب رسالة تنبيه للشعب الأمريكي ، ولشعوب العالم ، لمواجهة هذا الغزو المستمر والدائم لعقول أفرادها ، ومجتمعاتها .

قسم المؤلف كتابه إلى ثمانية فصول مع مقدمة قصيرة . في الفصل الأول : يؤكد أن التضليل الإعلامي ، والوعي المعلب ، في مضمونه قائم على خمس أساطير :
1ـ أسطورة الفردية ، والاختيار الشخصي : إن الظروف التاريخية الخاصة للتطور الغربي دفعت إلى تعريف محدد للحرية اتسم بالنزعة الفردية ، وله وظيفة مزدوجة ، يكرس الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ، ويعتبر حارساً لرفاهية الفرد . ويرى المؤلف: ( إن حقوق الفرد المطلقة ليست سوى أسطورة ، ولا يمكن الفصل بين الفرد و المجتمع ) ومع ذلك فإن الحرية في الغرب تعني ( وجود اختيار جوهري ) ، وطابع الخصوصية هذا يعكس أسلوب الحياة الأمريكية ، ويشملها في جوانبها المختلفة ، أته ( يعكس تحديدا نظرة إلى العالم مكتفية بذاتها ) ، ص 15 .
2ـ أسطورة الحياد : التضليل الإعلامي ، يقتضى واقعاً زائفاً ، هو الإنكار المستمر لوجوده أصلاً ، إذ يجري تضليل الشعب بحياد مؤسساته الاجتماعية الرئيسة : الحكومة ـ التعليم ـ العلم ، بعيدة عن معترك المصالح الاجتماعية المتصارعة ، لكن الحقيقة غير ذلك ، فانتخابات الرئاسة عام 1972 مورست تحت رعاية المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون ، وأن الصحافة تعترف ، إن العديد من التحقيقات ،لا يتوخى الإنصاف والموضوعية ، لأن وسائل الإعلام جميعها تجارية ، أما العلم فإنه قد اندمج في اقتصاد المؤسسات العملاقة ، حتى التعليم في جميع مراحله ، يظل خريجوه مقيدون ( بالأخلاقيات التنافسية للمشروع الفردي )
3 ـ أسطورة الطبيعة الإنسانية الثابتة :إن النظرية التي تؤكد على الجانب العدواني في السلوك الإنساني ، وعدم قابلية الطبيعة الإنسانية للتغيير، تلقى قبولاً في الولايات المتحدة الأمريكية ، لأن الاقتصاد المبني على الملكية الخاصة والحيازة الفردية ، والمعرض دائماً للصراعات الشخصية ، يبتهج كثيراً ، بمثل هذا التفسير ، الذي يضفي المشروعية على مبادئه الأساسية ، والمؤثرة في الواقع ، على حد تعبير المؤلف ً ص 7 . ومضللي العقول ، يرون التغييرات الكبيرة في العالم ، مجرد تغييرات فيزيائية ، ولكنهم ( يحجمون بحرص بالغ عن التعرض للتغييرات الحادثة في العلاقات الاجتماعية ، أو في ألبني المؤسساتية التي تشكل الدعامة الأساسية للاقتصاد ) ص 22
4ـ أسطورة غياب الصراع الاجتماعي : الصراع كما تصوره الأجهزة القومية لصنع الأفكار والتوجهات العامة ، هو في الأساس مسألة فردية (لا وجود أصلاً لجذور اجتماعية للصراع ) وإن ( سيطرة النخبة تقتضي تجاهل ، أو تحريف الواقع الاجتماعي ) فالمناقشة الجادة للصراع الاجتماعي تصيب الشركات ذات النفوذ الاقتصادي بتوتر بالغ على حد تعبير المؤلف ، وبذلك تستبعد أي برنامج يحتوي مادة ( خلافية ) أو (مثيرة للجدل ) وتستعيض عنه ببرامج الترفيه ، والإنتاج الثقافي ، والتسلية الجماهيرية التي تتبناها الأجهزة الإعلامية .
5 ـ أسطورة التعددية الإعلامية : على الرغم من التنوع الشديد ، والتعدد الإعلامي الهائل في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المظهر ، وإن حرية الاختيار هي شرط الحياة الأمريكية ، إلا أن الواقع مختلف
فعلى الرغم من هذا الكم الهائل في وسائل الإعلام والثقافة ، يظل المضمن واحد ، والفرق يتمثل في ( وهم ) حرية الاختيار .
تظل وسائل الإعلام الأمير كية ، تجارية احتكارية تنفي وجود الاختيار فيما يتعلق بالمادة الإعلامية ، وان شرط التعددية ، الخالي تماماً من أي تنوع ، يوفر القوة للنظام السائد لتعليب الوعي ، ويفر أيضاً الدعم المستمر للوضع القائم ، و( هذا الإنتاج يجري لتحقيق أهداف متشابهة ، هي جني الأرباح ، وترسيخ دعائم مجتمع الملكية الخاصة الاستهلاكي ) ص 31 .
ومن حيث الشكل فإن النظام التضليلي يستخدم تكتيكين لتشكيل الوعي : أولهما ألتجزيئي بوصفه شكلاً للاتصال ، وهذا هو النظام السائد والوحيد في الواقع لتوزيع المعلومات ( ملء فراغات الاتصال بتوجهات تجارية في طابعها ) ص 34 . وثانيهما : فورية المتابعة الإعلامية ، وهذه الفورية الآنية تطرح مادة إعلامية سريعة الزوال ، تعوق عملية الفهم ، وتضعف القدرة على التمييز ... وتحول العقل إلى غربال ( ص 38 ).
ويخلص المؤلف أن الهدف الأساسي لوسائل الإعلام ، ليس إثارة الاهتمام بالحقائق الاجتماعية و الاقتصادية ، بل تحجيم هذا الاهتمام ، وتخفيف حدته ، وهذا ينطوي على توليد السلبية .

وفي الفصل الثاني : يدرس العنصر الحكومي لصناعة المعرفة ، فيجد أن المعلومات تصب بكميات هائلة ، في الفروع الحكومية ، ويستنتج ( أن حجم الحصيلة الناتجة من المعلومات رغم إثارته للاهتمام من حيث هو نموذج معرفي يؤدي إلى التعمية أكثر مما يؤدي إلى الكشف ... ) ص 44 إن البيروقراطية الفيدرالية في حقل المعلومات ، على المستوى القومي تضع عملية إنتاج ومراقبة المعلومات ، تحت خدمة احتياجات المجمع الصناعي العسكري ، ويؤكد المؤلف ، أن هناك ضعفاً مفتعلاً ، من قبل الحكومة ، بوصفها منتجة وجامعة للمعلومات ، ويحدد ذلك بما يلي :

1ـ دعم قطاع المؤسسات الخاصة على حساب القطاع الحكومي : والمثل على ذلك ( لقد خصصت الوكالة القومية للطيران والفضاء " ناسا " بلايين الدولارات الفدرالية ، للشركات الخاصة ، العاملة في حقل الفضاء " كومات " أنظر ص 50 .
2 ـ نشاط المخابرات : توسع النظام الأمريكي القائم على المؤسسات العملاقة المتعددة الشركات ، وأصبحت
عملية جمع المعلومات المتعلقة بالعدو ، أو العدو المحتمل ، عملاً بالغ الضخامة . وهناك وكالات ، أو إدارات
حكومية ، تتعامل مع نوع آخر من التحريات ، منها مكتب التحقيقات الفيدرالية " FBI " ، ووزارة الخزانة ،
وإدارة الأمن الخاص ، كلها تتطلب أموالاً هائلة ، وإن الدوافع التي تؤثر على إنتاج المعلومات في الولايات
المتحدة ، تلعب الدور الأساسي في تشكيلها ، تمارس نفس التأثير في عملية نشر المعلومات ، ويتضح ذلك في ثلاثة مجالات لنشر المعلومات على المستوى الحكومي القومي : الحكومة بوصفها داعية ، ووكيل علاقات عامة ، وجهاز للتحكم والتلاعب في الذخيرة الهائلة من المعلومات المتوفرة لديها .


أما في الفصل الثالث ، فيعرض المؤلف دور العنصر العسكري / الصناعي ، في صناعة المعرفة ، ويورد إقرار وزير الدفاع الأمير كي ، كلارك . أم . كليفورد ، عام كلارك . أم . كليفورد ، عام كلارك . أم . كليفورد ، عام1988 ( إن وزارة الدفاع تعد من أكبر مدارس العالم ، وينبغي لها أن تكون أفضل مدارس العالم ) والحقيقة كما يصورها المؤلف مذهلة ، فقد رصدت للمؤسسات العسكرية ميزانيات ضخمة ، أتاحت لها أن تصبح القطاع الأكثر ابتكاراً ، وتجريباً في المجتمع الأمير كي ، إذ وسع البنتاكون نشاطه خارج نطاق
دوره العسكري التقليدي ، وتحول رجال الأعمال ، إلى رجال تعليم ، بهدف السيطرة على سوق الوسائل التعليمية ، بغية الحصول على الربح ، فالتحالف العسكري / الصناعي ، مهد لقيام إمبراطورية جديدة في حقل التعليم ، ودفع إلى التقاء عديد من القوى المستقلة ، وبذلك حول الفصل الدراسي إلى موقع تابع لحقل الإنتاج الصناعي / العسكري .

في الفصل الرابع يكشف لنا المؤلف عن الثقافة الشعبية القائمة على الترفيه والتسلية ، التي تصنع في معامل
( مادسون أفيمي ، وهوليود ) بالكلمة والصورة ، تسودها أسطورة مركزية واحدة ، تؤكد أن الترفيه والتسلية مستقلان عن القيمة ، وتوجدان خارج العملية الاجتماعية ، ص 103.
إن طبيعة إيديولوجية الاقتصاد القائم على المؤسسات الخاصة متعددة الشركات تتخم أمريكا بالترفيه الخالص وإن التوجهات الترفيهية المضمن والشكل معاً ، وإفلاسها ألقيمي ، يقصد بها تعزيز وجهات النظر وأنماط السلوك المؤسساتية السائدة ، فالترفيه الشعبي في رأي أريك يارنو : ( هو في الأساس دعاية لترويج الوضع الراهن ) ويسلط المؤلف الضوء على ثلاث مؤسسات ثقافية إعلامية هامة ، هي :
أ ـ مجلة دليل التلفاز : مجلة أسبوعية توزع /17. 5/ مليون نسخة ، حصيلتها /100/ مليون دولار ، من الإعلانات المنشورة ، ويؤكد المؤلف إن مهمتها الأساسية تتمثل في تقديم صورة أسبوعية لبرنامج التلفاز التجاري ، تجسد توزع النزعة التجزيئية الاستهلاكية التي تمثل أحد أهم أدوات سوس العقول في اقتصاد المؤسسات العملاقة متعددة الشركات ، ص 111 .
ب ـ المجلة القومية للجغرافيا : تصدر عن الجمعية القومية للجغرافية ، وصل معدل توزيعها عام 1972 إلى /7. 2 / مليون نسخة ، تسهم في تنشئة / 17 / مليون قاريء ، ، وتمثل نموذجاً لتعليب الوعي ، فالإيديولوجية تتخل مواد المجلة ، وهي نوع من ممارسة التوجيه السياسي ، يتم فيه استخدام تركيبة متنوعة الأشكال من التقديم البارع للموضوعات ، والإخفاء والحذف ، لتقديم وجهة نظرها ، المتمثلة في إيمانها الكامل بالنظام الرأسمالي القائم على المشروع الخاص ، ص. 116
3 ـ شركة والت ديزني المتحدة للإنتاج الفني : إمبراطورية التسلية بلا منازع ، وتعد من أكبر المشاريع الصناعية في أمريكا ، بلغ حجم مبيعاتها عام 1972 / 329 مليون دولار ( حاشية ص 124 ) ،وبعد تحليل موسع للعمل الترفيهي لديزني يخرج المؤلف بالنتيجة التالية معتمداً على رأي ماتيلارت : ( إن الطفلية الخيالية التي تخصص فيها ديزني تمثل اليوتوبيا السياسية لطبقة ما ، ففي كل الهزليات ، يستخدم ديزني الحيوانات والصبيانية ، والبراءة ، لتغطية النسيج المتشابك من المصالح الذي يؤلف نظاماً محتوماً من الوجهة الاجتماعية والتاريخية متجسداً في الواقع الملموس ، أي إمبريالية أمريكا الشمالية ، ص 132.

وفي الفصل الخامس يبحث المؤلف في صناعة استطلاع الرأي / تلك الصناعة الاجتماعية التي تمثل أحد العناصر البالغة الأهمية في صناعة الوعي ، ويركز على الجوانب التالية : 1 ـ التاريخ الحديث لاستطلاع الرأي في الولايات المتحدة . 2 ـ استخدام الاستطلاعات في الداخل والخارج . 3 ـ تقويم دور الاستطلاعات في مجتمع منقسم اجتماعيا . ثم يوضح تجربة ما وراء البحار ، والتي تعالج مسألة " إعلاء شأن أمريكا " ، ثم يرد على مزاعم المشرفين على استطلاع الرأي ، والذين يقرون بوظيفتين : تدعيم الديموقراطية ، وتوفير المعلومات الموضوعية . وبعد ذلك يخرج باستنتاج هام مفاده : أن استطلاعات الرأي لم تقصر في خدمة أهداف الديموقراطية ، بل خدمتها بطريقة تؤدي إلى كارثة ، فقد كرست مظهراً خادعاً من روح الحياد والموضوعية ، كما عززت وهم المشاركة الشعبية ، وحرية الاختيار ، من أجل التغطية على جهاز لتوجيه الوعي والسيطرة على العقول ، يتزايد توسعه وطوره يوماً بعد يوم ، ص 160 .

وفي الفصل السادس ، يبحث المؤلف في تصدير تقنيات الاستمالة إلى ما وراء البحار، فيستعرض الشركات القومية الأكثر إعلاناً عن منتجاتها ، والدور الواسع النطاق ، في اتصالات ما وراء البحار ، لإغراق المجتمع العالمي بسيل من الرسائل التجارية ، ولاختراق الاتصالات ذات الجماهيرية الملموسة ، من أجل السيطرة الكاملة عليها ، وتحويلها إلى أداة للثقافة التجارية ، ولتحدث تغيرات أساسية في المحيط الثقافي للبلاد ، لتتوافق مع متطلبات الإنتاج السلعي للشركات متعدد الجنسيات ، ويؤكد أن الوكالة الأمريكية للإعلان ، تلعب دوراً كبيراً في هذا المجال ، وأنه ليس هناك مكان في العالم يسلم من تغلغل وكالة الإعلان الأمريكية العاملة على النطاق الدولي ، ص 186 ، ثم يستعرض المكاتب الاستشارية ، ومكاتب السمسرة الأمريكية في الخارج ، ودور النشاط التجاري الصناعي في السوق العالمية ، الذي أخذ يؤثر في عملية صنع القرار ، على المستوى القومي ،في عدد لا يحصى من البلدان ، في كل القارات .

أما في الفصل السابع فيرى المؤلف توجيه العقول في بعد جديد : من قانون السوق إلى السيطرة السياسية المباشرة . لقد اضطر النظام الصناعي الغربي نتيجة لإدراكه المتنامي لضعفه الخاص ، إلى البحث في مبدأ
تدخل الدولة ؛ ومع تقدم التنظيم والتحكم ، نمت البيروقراطية الحكومية ، ونمت طبقة أخرى ، شاغلها الأساسي ، هو الحفاظ على التوازن الاقتصادي ، والمزيد من الاعتماد على التكنولوجيا ،وبعد الحرب العالمية
أصبح الاقتصاد الأمريكي ، يعتمد على زيادة القوى العاملة ، في مجال الخدمات ، وليس الإنتاج ، فكانت النتائج ، سيكولوجية ثقافية أكثر منها اقتصادية ، ص 192 .
أفرز هذا الاتجاه ، صراعا لا حل له ، بين التراث الخاص للعامل المؤهل ، وبين وضعه بوصفه مجرد أجير .
فكان لابد من استخدام وسائل الإعلام ، وفي مقدمتها التلفاز ، والإذاعة ، كأدوات بالغة الأثر على القوة العاملة ، وإحكام السيطرة عليها .
إن كبت الحريات ، أصبح الموضوع الرئيس ، على المستوى المحلي في الولايات المتحدة ، فيضرب المؤلف أمثلة كثيرة على ذلك ، منها اغتيال مارتن لوثر كنج ، والإنفاقات الاختيارية ، بين المحطات المختلفة ، على تكتم أنباء الاضطرابات العنصرية ، ويضيف ، أن هناك جهوداً محسوبة ، ومخطط لها ، في البيئة الفكرية ، على المستوى القومي ، يجري تعليبها بصورة بالغة الفعالية ، ص 211 . لقد أصبح ( الحدث المعد بصورة مسرحية ) وسيلة هامة يجري استخدامها الآن للفت أنظار الأمة ، وتنظيم وعيها ، مضافاً إلى ذلك ، استطلاعات الرأي ( عملية تخليق الرأي ) التي تديرها وكالة الاستعلامات الأمريكية ،لأن السيطرة الإعلامية ، قد أصبحت جزءاً لا يتجزأ ، من السياسة القومية ، وأصبحت أساليب تعليب التصورات ، والأفكار ، أدوات يجري استخدامها ، للتأثير على الرأي العام ، من أجل كفالة التأييد الشعبي ، لتصرفات الحكومة ، ص 218 .

في الفصل الثامن يدرس التكنولوجيا الإعلامية بوصفها قوة مضفية للطابع الديموقراطي ، لقد دخلت الولايات المتحدة عصر ما يسمى بوفرة المعلومات فالمعيار الحقيقي المتعلق باحتمالات التكنولوجيا الإعلامية ، في رأي المؤلف ، يعبر عنه هذا التساؤل : لمصلحة من ... ، وتحت سيطرة من ... ، سيجري استخدامها ... ؟
إن أغلب الوسائل الآلية الضخمة ، ظهرت عبر نشاط القوات المسلحة ، وسيطرت على تطور التكنولوجيا الإعلامية الجديدة ، فالقدرة على التحكم لا تتطابق مع الاحتياجات القومية ، أو الأحتماعية الحقيقية ، ويضيف
( تتوزع السلطة في تخطيط النظام القائم على المعالجة بالكومبيوتر ، مابين : العميل ... ومخطط النظام ، ومبرمج الكومبيوتر ... والجهات المصنعة للمعدات الآلية الضخمة ، ومع ذلك فإن الاستخدام الآلي عاجز عن
تحقيق مشاركة شعبية أصيلة ، ص234 .
ثم يستعرض المؤلف احتمالات المستقبل ، ويؤكد وجود حركات معارضة ، تتمثل في العدد المتضاعف من العمال المتعلمين ، ويؤدي الجمع بين الضغط ، أو الضيق الاجتماعي ، وبين التجمع المتزايد العدد ، من المنتجين المتعلمين ، والطلاب ، إلى مزيد من عدم الاستقرار ، ص 241 .
لقد ظهرت التعاونيات الإعلامية ، لتقوم بتحليل ، ونقد ، ومعارضة الهياكل الإعلامية التقليدية ، كما أن مشاركة العديد من الناس في النشاط الإعلامي ، بمبادراتهم الخاصة ، هو أقوى دفاع على الإطلاق ، يمتلكه
أي مجتمع ، في مواجهة السيطرة الإعلامية ، وتوجيه العقول .



#أحمد_محمد_النهير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام و المسيحية
- الانزلاق الخطير : الأمة العربية إلى أين....؟
- لعبة الديموقراطية
- ثمن الكبرياء
- تأملات في * حارس الكآبة
- العرب في مجلس الأمن : استجداء خجول أم مطالبة قوية بالحقوق .. ...
- البهلوان
- عبودية العصر وأخلاق المتحضرين


المزيد.....




- خواجه محمد آصف لـCNN عن هجمات الهند: انتهاك واضح ودعوة لتوسي ...
- مبعوث ترامب: بوتين رفض وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في أوكر ...
- -دخلت السجن لشيء لم أفعله-.. رجل يعرب عن صدمته بعد اتهامه بـ ...
- قبيل زيارة ترامب.. مصدر لـCNN: قطر تُخطط لطلب 100 طائرة بوين ...
- إسرائيل وصدمة اتفاق واشنطن والحوثيين
- رويترز تكشف: الإمارات تقود وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل ولا ...
- بايدن يصف مقاربة ترامب تجاه روسيا بـ-الاسترضاء- في أول مقابل ...
- حين تصبح كشمير -عروس الوطن-.. لماذا اختارت الهند اسم -السِن ...
- ما الذي يحدث بين الهند وباكستان؟
- ما أصل الخلاف بين الباكستان والهند؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد محمد النهير - المتلاعبون بالعقول