زلزال تركيا سوريا

عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7537 - 2023 / 3 / 1 - 07:01
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

حول زلزال تركيا وسوريا
" تنبيه للمجتمع الدولي "

كنت أقول دائما "إن لكل امرئ في موته نصيبا " بما يتسبب فيه من أخطاء معيشية في التفاعل والتعامل مع أمه الطبيعة و مع نفسه فيساعد بالتالي الطبيعة هذه على القضاء عليه ورفضه من على سطح الأرض واليوم سأؤكد لكم هذا الرأي نفسه بالقول أيضا " إن لكل الشعوب في العالم في هلاكها نصيبا أيضا " لأن الطبيعة التي نعيش فيها منذ أن ظهرنا على سطح هذه الأرض وبكل مكوناتها المختلفة والمتنوعة منضبطة ومتوازنة كما عرفناها دائما ولا تهلك أبدا ما لم تتدخل يد الإنسان فيها بالعبث والتخريب والتدمير هنا وهناك رغم أن يد الإنسان هذه منها وإليها وهذا مثل الذي حدث بالفعل في الحقبة الأخيرة هذه من تاريخها من التخريب والتلويث وما نفعت في ذلك قمم الأرض العديدة الملتئمة في عديد المرات ولا قمم السماء ولا فعل شيئا حتى اتفاق باريس في نهاية قمتها منذ سنوات قليلة ولا غيرها من القمم المتتالية حول المناخ والرغبة في التحكم فية والتخفيض من تلويثه وتدميره وها نحن اليوم ننظر بكل مرارة وبكل براءة بل قل بكل بلاهة إلى ما يحدث لنا في العالم من الكوارث الطبيعية من مثل هذه الزلازل والتسوناميات والبراكين وارتفاع كبير في درجات الحرارة ما يهدد بذوبان الثلوج في قطبي الأرض والازدياد المطرد في ثاني أكسيد الكربون وفي الغازات الدفيئة الصاعدة من الأرض في عنان السماء ما يتسبب تدريجيا في اتساع واهتراء طبقة الأوزون في الجو المحيط بنا والتي هي الحامية كما هو معروف لقشرة الأرض والمحافظة على سلامتها وسلامتنا وحياتنا فيها نحن وبقية الكائنات الحية الأخرى معنا .
يقول معهد الرصد الإيطالي للزلازل في نشرته الإخبارية بعد وقوع زلزال تركيا وسوريا مباشرة : إن هذا الزلزال كان على درجة سبعة فاصل ثمانية على سلم ريشتر وسببه انزياح صفيحة من صفائح قشرة الأرض عن مكانها هناك خمسة أمتار ما يمكن أن يجعلنا نتساءل أيضا عن سبب هذا الانزياح الخطير الذي تسبب في موت أكثر من سبعة وعشرين ألف بشر وأكثر من ثمانين ألف من الجرحى والمصابين في تركيا وحدها وأكثر من عشرة مدن متضررة بالإضافة إلى ما جرى في حلب وبقية مدن شمال غرب سورية كله ؟
.
– إضافة إلى ما حدث من زمان من تلوث وفساد في الأرض من طرف البشر – ألا تكون أيضا هذه المباني المتراكمة بعضها على بعض والمتلاحمة بعضها مع بعض في مدن كبيرة جدا ومتعددة ومتكاثرة هنا وهناك وهذه المعروفة بناطحات السحاب في أمريكا وهذه المعروفة بالأبراج الشبيهة بالصواريخ العابرة للقارات التي غطت الأرض وملأت السماء في الخليج العربي وغير ذلك كله من المصانع والمعامل المنتشرة من زمان على قشرة الأرض قي كل مكان ألا نتصورُه يُحدث خللا في التوازن البيئي ويُرغم هذه الأرض المسكيتة على الانفجارات العديدة بالبراكين والزلازل والتسوناميات وغير ذلك من الاضطرابات الوخيمة العواقب ؟ وبالتالي أفلا يمكن القول حقا بأن " لكل الشعوب في هلاكها أيضا نصيبا " إضافة إلى ما للطبيعة ذاتها في تحركاتها وتقلباتها المستمرة من النصيب ؟.
إن كل ما نرى وما نسمع وكل ما يحدث لنا مما نسميه مصائب وكوارث هي ليست بمصائب أو كوارث إلا بالنسبة لنا نحن البشر بالخصوص بل هي مجرد مظاهر لحركة في الطبيعة عادية جدا لكنها أحيانا تضر بنا إذا كنا نحن ضعافا وناقصين الكثير من المناعة اللازمة في مواجهة غوائلها وليس علينا أن ننسب أبدا ما يحدث في الطبيعة إلى غير الطبيعة ذاتها لأنه ليس هناك ما هو خارجها أو ما هو وراءها كما يعتقد الكثير منا منذ أكثر من ألفي سنة وإذا افترضنا – جدلا – وجودا لهذا الذي يسمى "" ما وراءها "" لا يمكن التفاعل معه علميا أو اتخاذه موضوعا للعلم والمعرفة مطلقا.

زلزال تركيا سوريا الدرس :

أليس هذا الزلزال درسا كبيرا للبشرية قاطبة علها تفكر من جديد في طريقة أخرى للعيش في هذه الدنيا قبل أن يستعجلها الفناء بكوارث أخرى أشد وأعنف ؟
لكن هذا الدرس لا يفهمه جميع الناس كما يفهمه العلماء والمختصون في الجيولوجيا وعلوم الأرض والمناخ وبقية العلوم ذات الصلة .
ولا لوم في الواقع على من لا يزالون غارقين في بحر الظلمات من زمان بعيد فإنهم مثل ضحايا هذا الزلزال الذين بقوا تحت الأنقاض وما استطعنا إنقاذهم .
أب

#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات