أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - رئيس مغتصب، و زير نساء














المزيد.....

رئيس مغتصب، و زير نساء


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موشيه كاتساف، الرئيس الإسرائيلي، في دائرة الاستهداف، والاتهام.

أنها ليست مجرد قضية إغراء من صدور عامرة، أو أفخاذ مكتنزة، أو أرداف طيبة مغناج، وليس تغزلاً "مشروعاً أحياناً"، ببطون ضامرة، وخصور ميّاسة هيفاء، وقامات كيّسة ممشوقة. أو هي في أبسط التحليلات، استجابة طبيعية لنداء غريزي فطري يحمله كل إنسان سوي في الأعماق. كما أنها ليست مجرد نزوة عابرة، ولمرة واحدة، يتبعها توبة نصوح لا رجعة عنها، بل أن الأمر يتعدى أكثر من ذلك بكثير. إنه سلوك منحرف متأصل في نفس شاذة، وغير سوية، وإمعان في الشذوذ، والانحراف السلوكي العام. ولو كانت الأمور على هذه الشاكلة، والصورة الوضيعة، التي ظهر منها ما ظهر حتى الآن، لتحولت الكرة الأرضية إلى مسرح للسادية، وغابة تسرح، وتمرح فيها الذئاب، والضباع، والعقبان، تتلذذ باغتصاب فرائسها، وتنام قريرة العين، من غير رادع، أو وازع، ولا حساب.

ولا بد من التذكير، بادئ ذي بدء، بما يمكن أن ينطوي عليه الموضوع، برمته، من مضامين سياسية، وتصفيات حسابات، وأبعاد خلفية غامضة، لا يمكن لنا استجلاؤها بتلك السهولة. إلا أن الأمر واقع، واقع، ولا دخان، البتة، من غير نار، والمكر، والخبث، والدهاء، بحق، فيما لو تمّ إخفاؤه كلياً عن الأنام، وشكراً دائما للصراعات السياسية التي تفجّر، أحياناً، مثل هذه السِيَر، والفضائح السوداء. وما إحجام الرئيس الإسرائيلي، موشيه كاتساف، عن المشاركة في الاجتماع الأول للدورة الشتوية للكنيست، مساء أمس، إلا تأكيد على أنّ، في الأمر، شيئاً من الحقيقة، إن لم تكن الحقيقة بكاملها. وإن التزام مكتب رئيس الدولة، حتى الآن، بعدم إصدار أي نفي لهذا الموضوع، بالغ الحساسية، ويطال المنصب الحكومي الأول، قد يكون مجالاً للإيحاء بصحة كل ما جاء من اتهامات.

الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف، الذي ولد في إيران، في الخامس من ديسمبر عام 1945، ويتقن اللغة الفارسية بشكل جيد، كان قد تبوأ منصبه في العام 2000، خلفاً للرئيس الإسرائيلي السابق عزرا وايزمان. كاتساف هو في ورطة حقيقية، الآن، لم تطل، من قبله، أي مسؤول إسرائيلي على هذا المستوى العال، برغم حجم الفضائح السياسية، ذات الطبيعة المختلفة، والتي طالت كثيرين منهم حتى الآن. هذه الورطة – الفضيحة، فيما لو ثبتت عليه، فإن ستة عشر عاماً بالسجن، على الأقل، ستكون بانتظار هذا الرئيس المتصابي، المراهق، والطائش الخليع. وهي أقسى عقوبة يحكم بها رئيس إسرائيلي حتى الآن. وبغض النظر عن كافة التأويلات، والأبعاد الخفية الأخرى، التي من الممكن أن تكتنف هذه الفضيحة، إلا أن في الأمر شيئاً ما يؤكد على عقيدة الاستباحة المطلقة، والانفلات التي تطبع قادة هذا الكيان غير الشرعي، ويدلل على الخلفية الأخلاقية، والسلوكية التي ينحدر منها زعماء دولة إسرائيل، والمدى الذي يمكن أن يذهبوا إليه في سلوكهم تجاه الآخرين، وشعورهم المطلق، وهم في قمة الجبروت، والسلطة، والطغيان، وبالدعم الغربي اللامحدود، وإفلاتهم، مراراً، وتكراراً، من العقاب على جرائمهم، أن لاشيء يمكن أن يقف في وجه أمراضهم، وخيالاتهم السقيمة، ولا يثنيهم عما يراودهم من فسق، وغرائز صبيانية قاتلة. وهو دلالة، أخرى، على المستوى المنحط، ودرجة الفساد، والاستهتار، واللامبالاة التي وصل إليه قادة هذا الكيان.

إنها، وبالفم الملآن، تهمة الاغتصاب، وسوء استغلال المنصب، لمن كـُنّ تحت إمرة الرئيس كاتساف. ثمان، حتى الآن، سقطنّ ضحايا هوس، وشبق، وانحراف هذا الرئيس، وكـُنّ من الجرأة بحيث أعلنّ عن أنفسهن. ولا شك، وفي الكثير من مثل هذه الحالات المشابهة، فقد يكون هناك ضحايا أخريات، ممن فضلْنّ الصمت على الفضيحة، والثرثرة، والقيل والقال، والمرمطة بالذهاب إلى النيابة، والمخافر، وأماكن الاستجواب.

غير أن الطامة الكبرى، هي عندما يحاول رهط، غير ذي بال، ممن تسلقوا حبال الليبرالية العربية، أن يزيّنوا وجه إسرائيل القبيح، ويجمّلوا من طبيعة، ويتغنوا بديمقراطية، ومشروعية الدولة العبرية، القائمة أصلاً على الاغتصاب. حيث يصب هذا في صلب العقيدة الحربية الإسرائيلية القائمة على العنف، وهتك الأعراض، والفتك بالناس، والذي لا يخرج سلوك الرئيس الإسرائيلي برمته عنه. إلا أن الصفعات تأتيهم متتالية، لتجعل من مزاعمهم، ودعاويهم هباء منثوراً، وتراهم كمن يحرث بالماء، ويحارب طواحين الهواء. ولو كان الأمر يتعلق بالطبع بمواطن عادي، أو منحرف أخلاقي لما أثار كل هذه الجلبة، والزوابع، والصخب، لكن، وطالما أن هذا السلوك، يقترن برئيس دولة، فإن الأمر يصبح عندها، مدعاة للتوقف، والتندر، والسؤال.

وكما هو معلوم، يعتبر رأس الدولة، في أي بلد، ولاسيما في تلك البلاد التي تتبجح بالديمقراطية، رمزاً، وعنواناً، للسلوك الوطني العام، ومحصلة طبيعية لأخلاق، وسلوك الناس، يجسدها في سلوكه اليومي، ويعبّر عما في مكنوناتهم، وشعورهم الجمعي العام، وما يحملونه من مبادئ عامة وأخلاق. وفي الحالة الإسرائيلية، إذا كان هذا هو الرمز، وهذا هو عنوانها، وهذه هي سيرة النخبة الحاكمة، وعلى هذه الدرجة الوضيعة من التهافت، والسقوط، والنذالة، الانحلال، فعلى الدنيا، وعلى هذا الكيان، السلام. وإذا كان هذا تصرف رئيس دولة مدني، ومؤتمن على شعبه بهذه السوقية، والغريزية، والابتذال، ومع موظفات تحت رعايته، وأمرته، فلن يستغرب المرء، عندئذ، كل ذاك الإجرام، والوحشية، والعدوان الذي يلاقيه أطفالنا الأبرياء في فلسطين، ولبنان من الجنرالات، والعسكر المرتزقة، والقتلة المأجورين الغزاة.

والسؤال الأهم، هل ثمة من داع لأن يؤتمن، ولو لوهلة، جانب هؤلاء؟ وكيف يكون مثل هؤلاء الناس مسالمين، ودعاة، يعملون للسلام، ويحافظون عليه، ويلتزمون بالمواثيق، والأعراف الدولية والسلوك الإنساني البسيط العام؟ ومن سيصدق، بالتالي، كل ما يصدر عنهم من التزامات، وتصريحات، ووعود، وكلام فارغ، وهراء؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا، ........يا وفاء سلطان
- العرب بين فسطاطين
- الفبركة الأمنية، والأبواق السعودية، في محاولة تفجير السفارة ...
- وزارة الاتصالات السورية تكافح الإدمان
- هل ستصبح القومية إرثاً من الماضي؟
- قطر تمنع فضيحة عربية في الأمم المتحدة
- صعود التوتاليتاريات الدينية
- هل يصبح شافيز رائداً من رواد القومية العربية؟
- الغادري: حين يطقّ شرش الحياء
- للبيتِ ربٌّ يحميه
- الأمن الشمولي والأمن الديمقراطي
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستحقاق أم الاستظهار؟
- الغادري عارياً
- لِم لا تجعل الفضائيات العربية بثها كله بلغة الصم والبكم؟
- وسوى الروم خلف ظهرك روم: الغادري أنموذجاً
- أثرياء العرب، وآيات طهران
- أنقذوا إسرائيل
- إسرائيل تصنع الرأي العام العربي
- حاخامات بغترة وعقال
- العَرَبُ الحَاقَِدة: آخِرُ سُلالاتِ العُرْبان


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - رئيس مغتصب، و زير نساء