أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الغادري عارياً















المزيد.....

الغادري عارياً


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1657 - 2006 / 8 / 29 - 10:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هناك مثل إنكليزي يقول: "في كل مرة يفتح فمه، يضع حذاءه فيه". (Every time he opens his mouth, he puts his shoe in it). وإن أكثر ما ينطبق المثل عليه، هنا، هو المدعو فريد الغادري الذي أنصحه، شخصياً، بالإقلاع عن عادة الارتماء في أحضان الصهاينة، والكف عن وضع الأحذية في الفم، والبحث عن غذاء آخر، مفيد يضعه في فمه، لعل في ذلك فائدة لصحته الجسدية، والعقلية، والنفسية المتدهورة، والتي لا تبشر بالخير على الإطلاق. فلقد اكتشف الجميع مبكراً أن الغادري مجرد نصاب كبير، ومحتال رخيص، يسعى للصعود على أكتاف المعارضة السورية البائسة، وفقراء السوريين عبر دغدغة عواطفهم، والتسول باسمها. ومن نوادره المشهودة أنه قد حاول ذات مرة، أن يستجدي باكياً من الأستاذ "س" مبلغ مئة ألف دولار بحجة أنه أخذها خلسة من "أحلام" (زوجة الغادري) ويريد أن يعيدها إليها. وللعلم فإن الأستاذ "س" هذا، هو واحد، من تلك المجموعات البشرية، التي لا تروق لناظري الغادري، والتي يريد لها أن تغرب عن وجهه، وتتوجه للجبال، والكهوف، والمغاور حيث موطنها الأصلي.

"دمشق عاصمة الأمويين، وليست عاصمة العلويين، وما على العلويين سوى ترك دمشق لأهلها السنة والعودة من حيث أتوا إلى الجبال". هكذا تفاصح الغدر، وبانت أنيابه السامة الصفراء، وبمنتهى الفجاجة والسوقية والتسطيح والتشويق الدعائي الرخيص، وبهذا الكم الصدئ من الهلوسات، والقذارة، والتشهير، والهذيانات الصارخة التي لا تخرج سوى عن عقل معفن مريض، ونفس خربة مشوهة، وشخص مخبول هزيل، وسط حيرة ودهشة مقدم البرنامج الذي طلب من الغادري التأكيد على تصريحاته أكثر من مرة. ولعلها ليست المرة الأولي التي يقوم بها الغادري بإطلاق مثل هذه التصريحات حيث دعا أكثر من مرة للاستقواء بالخارج، كما تعهد بإقامة نصب للهلوكوست اليهودي في قلب دمشق فيما لو تولى مقاليد الحكم في يوم ما، ولا سمح الله، مروراً بدعوته العلنية والصريحة لأولمرت لقصف الجيش السوري، وليس انتهاء باجتماعاته العلنية والمتكررة مع الصهاينة في أكثر من مكان، وفي غير مناسبة. إلا أنه وفي هذه التصريحات الأخيرة تجاوز كل الخطوط والمعايير الأخلاقية والإنسانية البسيطة التي أجمعت عليها كافة القوانين، والمواثيق، والأعراف، والمبادئ العامة البسيطة.

لن نتكلم كثيراً عن الغادري فقد أصبح معروفاً، ومنبوذاً، في ذات الوقت، من الجميع، باستثناء فراش مكتبه، وكاتم أسراره، والمدافع عنه، وحامل مسباحه الشويخ المتدروش عبد الله الحميدي، ونكرة أخرى لا تقل انحداراً في القاع البشري عن الحزب الإصلاحي العظيم الكبير. كما يجدر ذكره أن من تبرأ منه، أيضاً، في وقت سابق، والده بالذات، بسبب سرقته لأمواله، ورفعه دعوة قضائية ضده بهذا الشأن( الأب ضد الابن). كما لن نفتح ملفه مع جماعة الثينك تانك Think Tank التي قدمته للساحة السياسية عبر صحفي يهودي يعمل للموساد، وهذا باعتراف الغادري نفسه نقلاً عن مصدر سوري مقرب من الإسلاميين، وذلك في أحد الاجتماعات التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، ثم ما لبثت نفس هذه المنظمة أن تبرأت، وتنصلت منه بعد أن اكتشفت مستواه الشخصي الضحل، ووضعه العقلي المنحط الوضيع.

وما كنّا لنرد على مثل هذه التخرصات، والتقولات، طالما أنها تصدر عن قناة الحرة، رأس حربة الشرق أوسطية الجديدة، التي يبشر بها بوش وعتاة المحافظين الجدد، والتي يُعتبر الغادري صديقاً حميماً لمديرها الذي يحاول عبثاً نشله من الدرك السياسي المظلم والكئيب الذي يقبع فيه، وتعويمه سياسياً بعد أن غرق وغاص غوصه الشهير إثر سلوكه، وتفكيره السياسي العقيم، وتصوره المريب. كما أن الموضوع لم يكن ليعنينا البتة، طالما أنه يصدر عن شخصيات مكشوفة ومفضوحة ومحروقة سياسياً، وليس لها أدنى رصيد بين جميع السوريين داخلاً وخارجاً، لولا تزامنه مع تصريحات الآنسة رايس التي رأت في الحرب الأخيرة، والإجرام الصهيوني العنيف ضد أطفال الجنوب المساكين، ولادة للشرق الأوسط الجديد، الذي يعني ببساطة شديدة التفتيت، والتقسيم، وانهيار المنظومات الوطنية بالكامل لترتفع مكانها ممالك التـُبّع والقنان والعبيد الخانعين للولاءات الجمعية البدائية، وقيام دول الطوائف المفككة الضعيفة، وعلى غرار الدولة العبرية الواهية والتي تعتبر في مهب الريح، حيث أنها الدولة الوحيدة الباقية في العالم التي تقوم على أساس عنصري لإبعاد شبهة العنصرية عنها، كونها متهمة حالياً بالفاشية الدينية والعزل العنصري حيث سيتساوى في حالة الشرق الأوسط الجديد الجميع، وتكون الريادة، والقيادة، والسيطرة فيه لإسرائيل. هذه الدول الطائفية، وحسب تصور المحافظين وكلابهم الحاقدين، سيكون شغلها الشاغل، من الآن وصاعداً، وفي المستقبل الاقتتال الشرس، والصراع العنيف، والتصفيات الدموية بما يرضي النزعات المرضية للنفوس المشوّهة لأصحاب هذا المشروع المجانين.

إن هذه الدعوة تمثل تماهياً مع المشروع الأمريكي المعلن على رؤوس الأشهاد، ودعوة لعودة كافة المكونات والشرائح الاجتماعية التي تشكل النسيج السوري الجميل، للانطواء تحت بيارق الفئوية، وأردية الطوائف، لإفراغ المجتمع السوري من أي بعد حضاري وإنساني يكون المعيار فيه للطائفة والعشيرة والقبيلة والدين وليس للمواطنة والانتماء الإنساني الأصيل، وبالتالي تعريته من واحدة من أهم ميزاته وخصائصه التاريخية التي تميز بها عبر السنين ألا وهي العلمانية والتعايش، والتسامح، وسيادة روح المحبة والإلفة بين الجميع.

إنها دعوة عنصرية للتطهير، والاستئصال العنصري البغيض، وعزف منفرد على وتر طائفي خسيس، لدغدغة مشاعر المرضى من أمثاله، واللعب بعقولهم، وتأليب المواطنين فريقاً ضد فريق، تماماً مثلما دعا، ومارس ذلك الديكتاتور السابق والنافق سلوبودان ميلوسوفيتش وباقي سفاحي البوسنة القتلة المهووسين، وصدام حسين بطل الأنفال والتطهير العرقي، والرئيس الليبيري تشارلز تايلور المتهم بجرائم عنصرية وتطهير عرقي والموجود حاليا بضيافة المحكمة الدولية في الهايغ. إن دعوة الغادري الأخيرة لا تخرج عن هذا النطاق في أي حال من الأحوال، ومن هنا فالمطلوب، فوراً، تضافر جهود كافة القوى الوطنية الشريفة والعلمانية، لتحريك الدعوى العامة ضده، لجلبه، ومحاكمته بتهمة التحريض على الفتنة، والدعوة العلنية الصارخة للتطهير العرقي، والإثني، والديني بدوافع وميول، ونزعة عنصرية بادية لا تحتمل التأويل، وتسليمه لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي، والحجر عليه، نظراً للحالة النفسية المتدهورة التي وصل إليها عبر هذا الانحدار الخطير وشبقه السلطوي المريض، ولأن مثل هذا الكلام لا يمكن أن يخرج، البتة، عن إنسان سليم، وسوي.

وفي الختام، إنه لمن نافلة القول، أن الغادري لن يكون حزيناً، عبر كل ما جاء بهذه المقالة، طبعاً، طالما أنه يسعى للشهرة، حتى ولو من خلال البهدلة، الشرشحة، ونشر الغسيل الوسخ، ومسح الأرض به، كونه أصبح ملطشة، ومسخرة يتندر بها الجميع. وفي هذا الصدد، لن ننسى البتة ابتسامته الصفراء، والبلهاء، حين نعته الأستاذ سمير عبيد، في برنامج الاتجاه المعاكس، بالقوادة السياسية، ظاناً، ولفطنته الظاهرة، بأن سمير عبيد يمتدحه مستخدماً تعبير القيادة السياسية، ولله في خلقه شؤون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِم لا تجعل الفضائيات العربية بثها كله بلغة الصم والبكم؟
- وسوى الروم خلف ظهرك روم: الغادري أنموذجاً
- أثرياء العرب، وآيات طهران
- أنقذوا إسرائيل
- إسرائيل تصنع الرأي العام العربي
- حاخامات بغترة وعقال
- العَرَبُ الحَاقَِدة: آخِرُ سُلالاتِ العُرْبان
- حرب لبنان: سقوط الذرائع الواهية
- لَحْنُ الغَرام
- طبخة الشيف رايس
- من يضمن أمن إسرائيل؟
- إنّ حِزبَ الله هُم الغَالِبون
- حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية
- اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ
- اغزوهم قبل أن يغزوكم
- متى سَتُرَفْرِفْ هذه الأَعْلام؟
- الدّمُ الحَرَام
- مُنتخب فرنسا:عندما يَصْنعُ المُهاجِرون الأمْجادَ
- عبيرالعراق:اغتصاب الأموات
- نساء العرب وخيبة الآمال


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الغادري عارياً