أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجيد صراح - فاتح حساني : لا يوجد إنجاز يمكن أن يقوم به إنسان يعادل إنقاذ روح















المزيد.....

فاتح حساني : لا يوجد إنجاز يمكن أن يقوم به إنسان يعادل إنقاذ روح


ماجيد صراح

الحوار المتمدن-العدد: 7534 - 2023 / 2 / 26 - 14:08
المحور: المجتمع المدني
    


أكثر من 40000 قتيل و120000 مصاب هي الحصيلة الأولية للزلزال الذي ضرب جنوب تركيا يوم 6 فيفري على الساعة 4:17 صباحا والذي بلغت شدته 7.8 على سلم ريختر. زلزال امتد إلى سوريا نظرا لقرب الحدود بين البلدين، والذي ترك دمارا و أضرارا في كلاهما

الجزائر، والتي عرفت زلازل عنيفة سابقا آخرها زلزال بومرداس الذي خلف أكثر من 2000 ضحية وعشرات آلاف الإصابات إضافة إلى خسائر مادية كبيرة، سارعت لإرسال الإعانات المادية وفرق للمساعدة في البحث والإسعاف، وقد كانت أول من يرسل فريقا لسوريا.

فاتح حساني، كان من بين هذا الفريق الأول الذي أرسلته الجزائر لسوريا والذي يظم أعضاء من الحماية المدنية الجزائرية ومتطوعين من الهلال الأحمر الجزائري. التقينا به في تيزي وزو يومين بعد عودته لأرض الوطن، قريبا من جامعة مولود معمري في مدينة تيزي وزو أين يحضر شهادة ماستر في اللغة والثقافة الأمازيغية، ومباشرة بعد خروجه من الامتحان. الطالب صاحب 25 سنة هو نائب رئيس لجنة الهلال الأحمر الجزائري في بلدية آيت يحيى موسى ومدرب في الإسعافات الأولية، حدثنا عن تجربته الإنسانية التي عاشها طيلة أسبوع في إحدى المناطق المتضررة من الزلزال في سوريا.

عن تجربته هذه يقول لنا فاتح "الزلازل ظاهرة طبيعية وخطرها يمكن أن يصيب الجميع، فكما عاشها السوريون الأمس يمكن أن نعيشها نحن غدا، لذلك كان من واجبنا تقديم المساعدة للتخفيف عنهم ولو بقدر صغير".

في أول يوم للزلزال، أرسلت الجزائر لسوريا فريقا يضم 88 فردا من رجال الحماية المدنية، مع 26 فردا من الهلال الأحمر الجزائري بين مسعف، ممرض وطبيب. وبمجرد تلقيه اتصالا هاتفيا من الهلال الأحمر للاستفسار عن إمكانية مشاركته مع الفريق في السفر لسوريا، محدثنا يقول أنه لم يتردد على الموافقة حتى ولو كان ذلك سيكلفه بعض الغياب عن دراسته.

الفريق الذي قوامه 114 فردا انطلق من المطار العسكري "بوفاريك" نحو سوريا يوم 6 فيفري ليحل بمطار حلب أين تم استقباله في القاعة الشرفية للمطار من طرف محافظ حلب مع ممثلين عن الهلال الأحمر السوري.

السوريون: معاناة بعد معاناة

"منذ خروجنا من المطار كانت تظهر لنا آثار مدينة دمرتها الحرب، من منازل محترقة وآثار القذائف هنا وهناك. ثم بعدها تظهر آثار الزلزال من منازل منهارة كلية، وأخرى جزئيا وأخرى تنذر بالسقوط في أية لحظة" هكذا يصف لنا فاتح فضاعة المشهد، ومعاناة السوريين كما رآها من نافذة الحافلة التي نقلتهم من المطار إلى الحيين الشعبيين، وهما حي الصالحي وحي المشارقة، أين عمل الفريق الجزائري مع الهلال الأحمر السوري طيلة أسبوع ودون انقطاع على إخراج من هم تحت الأنقاض ومعالجة المصابين.

في اليوم الأول لوصول الفريق قامت الحماية المدنية بنصب خيامها، فهي تنقلت حاملة معها ما يجعلها مستقلة كلية من حيث الإيواء والإطعام، أما أعضاء الهلال الأحمر الجزائري فقد تم إيواؤهم في مركز للهلال الأحمر السوري. عن تنظيم العمل يقول المتطوع مع الهلال الأحمر الجزائري "في اليوم الأول من وصولنا، تم توزيع المهام وتقسيم الفريق إلى أفواج حيث يعمل كل فوج ست ساعات ثم يتوقف ليعوضه فوج آخر، وهكذا دواليك، وذلك من أجل أن لا تتوقف عمليات المساعدة والإنقاذ ليلا ونهارا".

كي تنطلق بعد ذلك في اليوم الثاني عمليات الإنقاذ خصوصا مع الإمكانيات التي كانت تتوفر عليها الحماية المدنية الجزائرية سواء بشرية أو كاميرات أو كلاب مدربة للبحث.

"كان فضيعا جدا بالنسبة لي رؤية الجثث وتلك الأجساد التي فقدت أعضاءها، وإضافة لذلك المشهد، كان أهل من فقدوا ذويهم يحيطون المكان مذعورين بسبب الزلزال وخائفين على ذويهم المتواجدين تحت الأنقاض. كلما انتشل الفريق شخصا إلا وجرى الجميع لمعرفة من يكون" هكذا يصف المسعف الشاب بدايته مع عمليات الإنقاذ. ويضيف "المواطنون غادروا بيوتهم لكن يوجد من عادوا لبيوتهم بالرغم من الهزات الارتدادية ومن خطر سقوط البيوت وهم داخلها في أية لحظة. منهم من قال : أفضل أن أموت تحت أنقاض منزلي على الموت في البرد خارجا" ثم يردف "صحيح، الجو كان باردا جدا في الخارج خصوصا ليلا، فحتى أنا لم أتحمله ومن الصعب جدا على شخص منكوب متواجد في العراء تحمله".

خبرة الحماية المدنية الجزائرية والمعدات التي حملتها، ساعدت كثيرا على إنقاذ الأشخاص من تحت الأنقاض وحتى إخراج جثث الضحايا ممن توفوا تحت الركام. "كنا، نحن فريق الهلال الأحمر، وراء رجال الحماية المدنية فكلما أخرجوا شخصا من تحت الأنقاض تكفلنا به نحن، ففريقنا كان يضم أطباء ومسعفين"

"وكأننا لم نغادر الجزائر، بل انتقلنا فقط لولاية أخرى"

حتى في وسط ذلك الخراب والمآسي، فاتح يقول أنه عاش تلك اللحظات ليس كمسعف متطوع انتقل من قريته بتيزي وزو الجزائرية إلى حي شعبي في حلب السورية والذي يبعد حوالي 5000 كم، بل كأنه واحد من أولئك الناس وهو ما يقول عنه "مجرد حضورنا رفع من معنويات الشعب السوري حتى قبل شروعنا في عمليات البحث، لأنهم كما قالوا لنا أحسوا أنهم ليسوا وحدهم. نحن أيضا من جانبنا لم نشعر أننا غادرنا الجزائر ولا حتى إفريقيا، بل أحسسنا وكأننا انتقلنا فقط من ولاية لأخرى".

الحفاوة بالفريق الجزائري لم تقتصر فقط على زيارة للرئيس السوري بشار الأسد له أثناء العمليات، بل تجاوزته إلى كل الشعب السوري والذي احتضن الفريق الجزائري طيلة فترة وجوده هناك. "ذهبنا كأخوة وعدنا كأخوة وحتى السوريون عاملونا كأفراد من عائلاتهم. كانوا كرماء معنا لدرجة أننا كلما دخلنا محلا إلا وأصر صاحبه حين يرى أننا جزائريون على أن لا ندفع شيئا مقابل مشترياتنا ..

بعد أسبوع في سوريا، عاد الفريق الجزائري إلى أرض الوطن أين تم استقباله من طرف وزير الداخلية، بعد أن ودعه في مطار حلب الدولي، السفير الجزائري والجالية الجزائرية في سوريا التي كانت تنتقل خصيصا إليه طيلة أسبوع تواجده هناك لتشجيعه.

هذه التجربة الإنسانية يلخصها المتطوع الشاب فاتح حساني بالقول "كمدرب في الإسعافات الأولية دائما أقول للمتدربين أنه لا يوجد إنجاز يمكن أن يقوم به إنسان يعادل إنقاذ روح".



#ماجيد_صراح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع الأمازيغي: 40 عاما من ربيع لا تذبل زهوره
- تيزي وزو: -عين النسا- لفتح العيون على العنف ضد المرأة
- لماذا تهافت الألاف من الطلبة الجزائريين على المركز الثقافي ا ...
- هل الإنتخاب أو عدمه في التشريعيات المقبلة سبيل للتغيير بالجز ...
- كمال داود و الأخرون...
- ماذا بعد تامالت؟
- الجزائر: عن العنف و خطاب الكراهية
- الجزائر: ثلاث سنوات سجنا بسبب منشورات على فايسبوك
- لا لعقوبة الإعدام بالجزائر


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجيد صراح - فاتح حساني : لا يوجد إنجاز يمكن أن يقوم به إنسان يعادل إنقاذ روح