أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماجيد صراح - ماذا بعد تامالت؟














المزيد.....

ماذا بعد تامالت؟


ماجيد صراح

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 16:28
المحور: حقوق الانسان
    


توفي البارحة، الأحد 11 ديسمبر، الصحفي و المدون محمد تامالت بمستشفى باب الواد بعد أن دخل في إضراب عن الطعام تنديدا باعتقاله شهر جوان من هذا العام أثناء عودته للجزائر من بريطانيا أين كان مقيما، و الحكم عليه بعامين سجنا نافذا و ذلك بتهمة الإساءة لرئيس الجمهورية و اهانة هياءات نظامية و ذلك بما كان ينشره على موقعه "السياق العربي" و على حسابه في الفايسبوك.

حتى و لو كان و قع الصدمة قويا على الجميع، فوفاة صحفي بالسجن بالجزائر بهذه الطريقة هي الأولى منذ الاستقلال، لكن علينا أن نقف للتساؤل حول الأسباب التي جعلت من صحفي يموت في السجن بجزائر 2016، كي لا تتكرر مثل هكذا حالات و كي نتذكر أولئك الذين لا زالوا يقبعون في السجون بسبب جملة أو صورة نشروها على الانترنيت و التي اعتبر القضاء أن فيها إساءة لرئيس الجمهورية أو السلطات أو إساءة للدين الإسلامي. ممكن أنه لن يختلف اثنان على أن ما كان ينشره تامالت على موقعه و على حسابه بالفايسبوك لم يكن عملا صحفيا موضوعيا بل كان فيه فعلا إساءة للمعنيين، لكن هل ما نشره في موقعه - الذي لم يكن يطلع عليه أحد قبل الحادثة- كان يشكل خطرا أو تهديدا لأي كان؟ و هل تلك المنشورات كانت تستحق أن يسجن بسببها و من ثم يموت بهذه الطريقة؟

لن أتحدث كثيرا عن مسؤولية السلطة في القضية، فباستثناء الحرج الذي وقعت فيه، فوفاة تامالت تصدرت الصفحة الأولى للصحف الوطنية و أصبحت حديث الصحافة الدولية، فهي و بمنظارها ترى سجن شخص أساء لها أمرا عاديا، فهو يدخل فيما اعتادت القيام به من قمع لحرية التعبير لإسكات الأصوات المعارضة و المنتقدة لها.

فقبل أمس فقط و في اليوم العالمي لحقوق الإنسان قامت بمنع ترخيص للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لتنظيم محاضرات لإحياء هذا اليوم و قمع وقفات للمطالبة باطلاق سجناء سياسيين و أخرى للمطالبة ب"الحقيقة" من طرف عائلات المخطوفين. و حتى رئيس الهيئة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، المؤسسة التابعة للسلطة التي كلفت بأن تذكر و أن تلفت نظر السلطات لانتهاكات حقوق الإنسان، رئيسها و في حوار صحفي حول اللاجئين القادمين من الدول الإفريقية هربا من الحروب و الفقر قال أن هؤلاء "كثروا علينا بزاف" و ذهب لاتهامهم بنشر السيدا و الأمراض الجنسية وسط الجزائريين و طالب السلطات بترحيلهم.

ما تسبب في وفاة تامالت و يتسبب في تعرض الكثيرين للمضايقات بسبب آراءهم و في تراجع الحريات بالجزائر، هو تراجعنا كمواطنين عن ممارسة مواطنتنا و الدفاع عن حرياتنا و حقوقنا، و غياب التضامن و التآزر فيما بيننا. في الثمانينات و أثناء الربيع الأمازيغي الذي عاشته منطقة القبائل، كان يكفي لأية عائلة من عائلات ال 24 سجين رأي في هذه القضية الدخول لأي دكان شاءت بهذه المنطقة و ملء ففتها دون دفع سنتيم واحد، هذا كمثال بسيط عن الدعم و المساندة الذي كان يتلقاه المناضلون و عائلاتهم من طرف المجتمع، هذا اظافة إلى ما كان ينظم من طرف من مسيرات، تجمعات، عرائض و عديد التحركات التي و إضافة للمواطن البسيط، فقد عرفت دعم و مساندة المثقفين و السياسيين و الجامعيين و الفنانين.

كل هذا اختفى في وقتنا الحاضر، فالجمعيات و الأحزاب السياسية التي كانت لتؤطر كل هذا ضعفت، و مثقفونا الذين كانوا ليساندوا و لينشروا الوعي في المجتمع إن لم يضعوا أنفسهم تحت تصرف النظام، فإنهم يلتزمون الصمت و يكتفون بالتفرج من فوق أبراجهم العالية، الوضع الذي دفع بالصحافيين و المناضلين التراجع عن الدفاع عن الحقوق و الحريات ما دام أقصى دعم يمكن أن يتلقوه ليس أكثر من "هاشتاق" على شبكات التواصل الاجتماعي أو وقفة رمزية، فالجميع يقول "المهم تخطي راسي".

اليوم و بعد أن حدث ما لا يمكن تصحيحه مع تامالت، نحن بحاجة كمواطنين أكثر من أي وقت مضى أن نعلن مدى تمسكنا بحرية الرأي و التعبير و استعدادنا الدفاع عنه و الدفاع عن أولائك الدين يملكون الجرأة ليكونوا صوت من لا صوت له.



#ماجيد_صراح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر: عن العنف و خطاب الكراهية
- الجزائر: ثلاث سنوات سجنا بسبب منشورات على فايسبوك
- لا لعقوبة الإعدام بالجزائر


المزيد.....




- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماجيد صراح - ماذا بعد تامالت؟