أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - مرايا الأسر قصص وحكايا من الزمن الحبيس للأسير المحرر حسام كناعنة














المزيد.....

مرايا الأسر قصص وحكايا من الزمن الحبيس للأسير المحرر حسام كناعنة


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


مَرَايا الأَسْر
قصصٌ وحكايا مِنَ الزَّمَنِ الحَبِيس
للأسير المحرَّر حُسَام كَناعنِة
(حُسَام كَناعنِة... صيَّاد الحكايا)
سليم النجار
توطئة
حُسَام كَناعنِة أخصَّائي علم نفس، حصل على رسالة الماجستير في نفس التخصص، هو من بلدة عرَّابة البطوف- الجليل، اعتقل عام ٢٠٠٤ بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في زمن الحرب، وكما معروف أنَّ العدو بالنسبة للصهيونية هو الشعب العربي الفلسطيني.
صدر له ديوانان شعريَّان وعملٌ سرديٌّ واحد في مجال أدب السجون.
يُعرِّفُ دانيال غروجنوفسكي فنَّ القصَّةِ القصيرة بقوله: (الأقصوصة جنسٌ سرديٌّ وحيِّزٌ يتميزُ بتقلُّصِ عدد الشخصيات والأحداث وضمور سعة المكان وامتداد الزمان، فيكون له، نتيجة ذلك، مركز اهتمام وحيد، وتأتي النهاية فيه، في الغالب، غير منتظرة). وتُمثُّل قصص مَرَايا الأَسْر للأسير المحرَّر حُسَام كَناعنِة نموذجاً واضحاً لما ذهب إليه "غروجنوفسكي"، ولكن يبقى السؤال الحاضر هل يمكن تطبيق هذا المفهوم حرفيَّاً على التجربة القصصيَّة للأسير القاص حُسَام؟ ليس من السهولة الإجابة على هذا السؤال المشتبك مع فن القصَّة القصيرة، خاصةً في المشهدِ القصصيِّ الفلسطيني، الذي يحمل على كاهله كشف وتعرية المحتلِّ الإسرائيليِّ الإحلاليِّ، فحسام بنى عالمه القصصيَّ على الأحداث الإنسانيَّة، وهي متبانية في عيشها وتصرفاتها الحياتيَّة داخل السجون الإسرائيلة، وتجعل من هذا المجتمع موضوعاً للتشريح والفهم، وذلك بالتعرض لشريحة أو موقف من الحياة، وهذا الاعتماد يرتكز على الإيحاء بفتح التأويل على مصرعيه في اتجاه عالم الصور التي أبرزها حُسام، مُبيِّناً قسماتها من خلال الحكي.
(مَرَايا الأًسْر قَصَصٌ وَحكايا مِنَ الزَّمنِ الحَبِيس) الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- عمَّان- ٢٠١٥ تميَّزت بالتكثِّيف والترميز من إشاعاتٍ دلاليَّةٍ لدى المتلقِّي، وهي تشاكس المعاني عبر فضاءات سرديَّة متعدِّدة كالأمكنة والأزمنة والأحداث والشخصيات القصصيَّة، وما تنطوي عليه من أبعادٍ دراميَّةٍ مشحونةٍ بالتوتر والقلق. وقد اشتهر من القصَّاصين العرب على سبيل المثال كل من يوسف الشاروني، ويوسف إدريس، ويحي حقِّي، وغسَّان كنفاني، ومحمد زفزاف.
تنخرط هذه المرجعية مع القاصِّ حُسَام كَناعنِة في تحميل اللغة سياقات لسنيَّة حادة في خرق المرجع اللسني المتعارف عليه مع تفصيح لِّلغة الدارجة وإكسابها سياقات فوق- محليَّة، كما فعل في قصة "مَنْ عَرَف المرأة نَجا":(أمَّا العارفين ببواطنِ الأمور فقالوا: عليكَ بمعرفةِ المرأة، فَمَن عَرَف المرأة عافاهُ الله من كلِّ عِلَّة وآفَّة. وقد أكَّدَ ذوو الخِبرةٍ أنَّ هذه القاعدة تصلُحُ للحياة بشكلٍ عام، فقالوا: مَن عًرَفَ المرأة نَجا ص٧٥).
إنَّ الجملة السرديَّة عند حُسَام امتدادٌ لنفسيَّتهِ المتشظِّية ما بين الواقع كما يُعاش على المستوى الوجوديِّ في المعتقل الإسرائيليِّ، والمُتخيَّل كما يُوحي ذوبان لغة القاصِّ في ذاته، وهو ما يمكن تسميته بالموقف الفكريِّ، فيُؤسِّس له القاص مرجعاً ينطلق ويعود إليه كما هو واضح في قصة "مُفاوضات": (إذا لم تكن الحياة مُفاوضات ومفاوضات فما هي إذاً؟! ص١١٢)، حيث نجد أنَّ وضوحَ اللغة يتجاوز داخل النص إلى خارجه بسبب لجوء القاص إلى تركيبات لغويَّة تضعُ أمامها كل إمكانيَّات اللغة على المجاز والاستعارة، حيث يجعل القاصُّ عالمه ضمن قابليَّته القصوى لاحتلال دلالات مغايرة في تجانسها الداخلي كما هو في قصة "لارا":(موعدُ الإفراجِ يقتربُ، وأنا أزدادُ قلقاً وتوتُّراً وفضولاً وشوقًا إلى الحياة خارج أسوار هذا السجن البيغض. لأُرتِّب أوراقي ودفاتري ورسائلي، لعلِّي أُرتّبَ ولو قليلاً مِن الفوضى المعشَشَة في رأسي ص١٦٥).
إنَّ شخصيات قصص حُسَام كناعنة نعرفها ونعلم بوجودها من خلال الوجود اللغويِّ الذي يحيل عليها، ويتميز بطابعه المزدوج في البناء القصصيِّ من خلال بنيته الشكليَّة والدلاليَّة، كما في قصة "أبو العُرِّيف": (يتمترَّسُ خلفَ موقفه ورأيه، ولا يخشى لومَة لائم: يا ابنَ الحلال، يا ابن النَّاس! لا حياة لَمِن تُنادي. يَستلُّ جوابَهُ الجاهزَ مِن جَعبتَهِ، ويرميه كالقنبلة وَسط الغرفة، وإذا أنت رَجُل، أقْنِعْهُ بخلاف ما يقول! ص٦٩)، وفيما استطاع القاصُّ أن ينسجه أنموذجاً تتَّصف به كل قصصه السرديَّة، انتقلت اللغة من إطار البنية الشكليَّة إلى فضاءِ بنية الدلالة كما هو في قصة "الرّسالة": (الرّسائل هُنَّ بناتُ الأسر! وهل مازال هنالك أحدٌ يكتب- في هذا العصر- الرسائل الورقيّة التقليديَّة؛ غير الأسرى وَمَنْ يُراسلهم! ص١٨٥)، فرغم أنَّ اللغة هي أصلُ فعلِ الحكي فهي سرد حُسام، استمرت في الوجود وتلاحقت من خلال الشكل اللغوي، وأشَّرت على قاص مفارق يتحدَّد في ما وراء الفعل الحكي، كما هو في قصة "عُمَر": (- وماذا عنِ السجَّان؟
قال: إمَّا التعايش مع السجَّان، فالسّجن، كما تعلم،عبارة عن عوالم في عالَم، بكل ما فيه من تقاطع ومضاد وتنافرُ. كلُّ أسير مٍنَّا هو عالمٌ قائمٌ بذاته، بسلبيَّاته وإيجابيَّاته، بنزواتِهِ وخصوصيَّته وقُدراته، بضعفه وقوّته ص٣٩)٠
كتب القاصُّ قصصه في مجموعة "مَرَايا الأَسْر- قَصَصٌ وحكايا مِنَ الزَّمنِ الحَبِيس"، بصيغة الجمع، كما عَبَّرَ بصدقٍ عن الذَّات المُنصهرة في أتون (قضيَّة الأسرى الفلسطنيين في المعتقلات الإسرائيلية)، حيث لمسنا في قصص المجموعة الكيفيَّة التي اصطبغت بها مجمل الصفات المميَّزة للأسير الفلسطيني بصيغة سرديَّة كاشفة عن عوالم المعتقلين، مما يؤكِّد الرؤية الفكريَّة والثقافيَّة للقاصِّ الأسير حُسَام كَناعِنة، والحضور الصارخ للذات، والذات هنا ليست الرغبات الخاصة، إنَّها قضية وطن محتل، أراد هؤلاء الأسرى التأكيد على الوطن، ليس كذكرى، بل هو ضميرهم الجمعي، فقصَّ حُسَام مَرَايا الأَسْر.



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منارات في الظلام للأسير حسن نعمان الفطافطة
- المشروع الوطني الأردني الفلسطيني / بين الواقع والطموح
- جغرافيا كافرة وتيه فلسطيني جديد
- مهزومون في زمن البيع .... سائرون نياماً في الحاضر
- الثقافة في ومواجهة ثقافة الاستهلاك
- الوعي الشقي .... وشقاء ثقافة السياسي المتأسلم .
- ثقافة الاصلاح ...ديمومة القطع مع تراث ثقافة القبور
- قبل الأوان بكثير
- . وهم البصر ....المرأة الفلسطينية حلم الرغبة .
- رؤى بعض المثقفين العرب ....كوميديا سوداء .
- قراءة ماركسية للفكر السياسي النظري الفلسطيني .
- الاصولية تجذر مداميكها بالتعاون مع الانظمة الراهنة
- سرك حماس في غزة
- الدراما العربية تستشف هي الاخري ازمات التاريخ العربي
- ناجي العلي.. قمر المنفى
- المشروع النهضوي العربي- التحدي التاريخي
- قراءة في الاسلام السياسي - مسلسل الطريق الوعر
- تصريحات محمود عباس كوميدية
- حفل راقص امريكي ايراني
- انبهـــــار الثقافـــــة العربيـــة فـي اشكالاتهـــا


المزيد.....




- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم النجار - مرايا الأسر قصص وحكايا من الزمن الحبيس للأسير المحرر حسام كناعنة