أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليم النجار - . وهم البصر ....المرأة الفلسطينية حلم الرغبة .















المزيد.....

. وهم البصر ....المرأة الفلسطينية حلم الرغبة .


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 10:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وهـــم البصـــر

اذا كان البصر مسؤولا بالدرجة الأولى عن اللفظ الانطباعي الأول ، في كيفية التفكير نحو الجسد الأنثوي .....

فهل الثقافة تلعب دورا في التمييز بين هذين المستويين ؟!

انطلق من الإجابة على هذا السؤال من المستوى الأولى الرغبة . فما زالت الرغبة في امتلاك جسد الأنثى أي كان هذا الجسد ودرجة القرابة يلعب الباعث الأول على التحكم فيه واللحظة التي يمكن من خلالها في الوقت نفسه إنكار ثقافته . وحصر رؤية الرغبة في الأعضاء التناسلية كدلالة على ضعف هذا الجسد . أي رفض رؤيته كما هو .

ان قصة الرغبة للجسد الأنثوي طويلة ومعقدة ، وتكف ما هي علاقة الرغبة بالجسد الأنثوي ؟ هل يعني الحياة بطبائعها الطبيعية ؟

ام هناك تداخلات ثقافية محمولة على قيم اجتماعية تؤثر حرية التفكير في الرغبة كمحور ينطلق للجسد الأنثوي . والرغبة هنا ليست المقصودة فيها الرغبة الجنسية ، فهذه الرؤية تختصر حقيقة التفكر الرغبوي في نظرته لجسد الأنثى .

ان الرغبة مثل أجسادنا ، غائية على صعيد الوعي الثقافي المنفتح على الثقافـات الإنسانية ، والمحصور بالوعي السياسي ، الذي يخدم أهداف محددة بغض النظر ماهية الأهداف ، ودرجة أخلاقها . وشرعية نيلها الإنساني .

هنا سأتكلم بلغتي الخاصة من منطق مختلف ، بعيدا عن التكرار والتقليد والانصياع لرغبات ثقافية تأخذ طابع الصرعه او " الموضة " كما هو شائع في الكتابات ان المرأة الإنسان . وسأحاول قدر الإمكان الابتعاد قدر ما امكن عن التحليل الذكوري المهيمن عن كتاباتنا ودلالاتنا .

وسأبدأ في هذا الحديث او التكلم ان حق لي قول ذلك عن وهم البصر في الثقافة الفلسطينية المحصورة في حركة المقاومة الفلسطينية ، وسأضرب مثالا محددا . دلال المغربي ، مقاتلة / فدائية / قادت عملية فدائية على شواطئ تل ابيب . واستطاعت هذه المقاتلة من خلال قيادتها لمجموعة من الفدائيين ، اختراق كل الحواجز البحرية الإسرائيلية والوصول للشارع العام في تل ابيب واحتجاز باص ، واعطائهم منشور سياسي ذكوري يعبر عن رغبة الذكور الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس .
هكذا تتلقى الفتاة دلال المغربي تربية سياسية مليئة بالثقافة الذكورية ، والإنكار لجسدهـا ، وفي شكل داع لكل المفاهيم والمعايير الذكورية ، التي توهمت من خلال رغبة إنسانية ، ورؤية بصرية خادعة ، ان تحقق رغبتها في الدفاع عن شعبها المظلوم !

ولم تفرق وقتها دلال المغربي ، ان دم المرأة هو دلالة على التابو ، ليس فقط اجتماعيا في العالم العربي ، الذي اذا لم يملأ فراش الزوجية ، فهي " عاهرة " ولا تستحق الحيـــاة ، وبين دمها المسفوح على ارض فلسطين هو تابو ذكوري ، دفعها لترديد شعارات ذكورية سياسية ، وان اخذت طابع المكياج ، أي تساوت في الموت ولكنها لم تتساوى في الحقوق الإنسانية . وعلى الرغم من ان الشاعر العربي الكبير الراحل نزار قباني خلدها في قصيدة ، واعتبرها او رئيسة لدولة فلسطين ، الا ان هذه الحالة بقيت اسيرة العواطف لم تخرج عن دائرة العواطف .

والسؤال يبرز هنا بشكل قوي ، لماذا الرجل يتكلم عن قدراته الجنسية ، وكأنة وحدة يملك هذه القدرات ، ويهمش المرأة ، ويجعلها متلقي فقط ؟ أليست هذه رغبة ذكورية تفرق قدرات الرجل وتهميش المرأة . واذا جعلنا بحقا من المقاربات او بالأحرى قراءة المشهد على اتساعة ، واخرجنا المرأة الأنثى من نماذج نصبها الذكر / الأب / الأخ إلى اخره .... الم نرى هذا الجسد له وظيفته غير وظيفة الجنس البحث ، وان الدافع اللاوعي والمكبوت في جسدها ، هو الذي دفعها لفعل ما فعلته دلال المغربي ، وان كان الغطاء ثقافة ذكورية .

ان جسدها لم يرضخ لرغبته لا تملكها ، وهذا ما يجعلها مالكة لرغبتها وقت الحدث ، أي لحظة استشهادها . تعرف ماذا تريد حاضرة لتلبية رغبتها السياسية اللاوعيه ، كأنثى انسانه ، والا اذا كانت تملك الوعي الشائع في الثقافة الفلسطينية التي هي امتداد للثقافة العربية السائدة ، لفضلت البقاء كأني مرغوب بها وتمارس ادميتها في الفـــراش الشرعي ، وغير الشرعي ! حسب تعريف الذكر لادميتها !

لم ينحصر اذا الجسد الأنثوي في هذه الحالة ، بين رغبة الجنس والأمومة في حالة متقدمة ، بل تجاوز هذا الجسد هذه الرغبة الفطرية ، وينطلق لرغبة فكرية متقدمة تمارس فيه قناعتها السياسية ، ضمن جندها كامرأة وأنثى ، وهي بالتالي امرأة للداخل للذات الإنسانية ، بغض النظر عن الجنس .

استطاعت هذه الحادثة ان تدلل على انه لا يوجد حيز بين المرأة وذاتها ، بينها وبين الأنثوي .

خاصة والطقوس التي مارستها وهي على ظهر القارب الذي اقلهم على شواطئ تـل ابيب ، وكانت تمارس الغناء كأنثى ، لم يدفعها هذا العمل الغناء بصوت ذكوري ، او قريب من الذكورة ، بل وجدنا دلال تغني كأنثى امرأة بصوتها الأنثوي ، على الرغم من الأغاني ، التي كانت تغني هي أغاني وطنية ، وتدعو للميل للذكورة ، ومع ذلك لم تفعل دلال ذلك . انها رغبة حقيقية من قبل دلال في التعريف على نفسها في لا وعيها انها انسانه قبل أي شيء .

خـــــــداع البصـــــــــر

اذا كان الجواب على المستوى الأول غير محجبا ولا يلبس الغطاء الشرعي السائد في مجتمعاتنا ، والقادم من حراك اجتماعي سلفي ، قائم على ثقافة ان المرأة " عورة " فان فعل دلال فضح هذا الزيف الشرعي ، وقدم نفسه على انه رؤية بصرية إنسانية ، تخضع للحظة الفعل وقتها ، بمعنى ، ان تاريخية الجسد كذبة كبرى ، مارسها فكر امتهن اخذ فتاويه من مناطق مظلمة ، لا تعرف الا الهزيمة المعرفية ، كنصر يمكن تحققه في ظل غياب ثقافة المعرفة .

ان حادثة دلال المغربي ، لا تدفعنا للحيادية الفكرية ، او الاقتراب من الحديث عنها كظاهرة ، وليست فعلا إنسانيا أنثويا صرف . لانها ببساطة لا تخاف مــن الخطأ الذكوري ، أي القيمي ، انه في حال وقوعها الأسر ، ستتحول من مقاتله ذات هدف سياسي ، الى هدف اجتماعي قيمي ، يراد منه الانتقاص من الحالة السياسية ، كالتعرض للاغتصاب من قبل الجنود " الإسرائيليين " .

لم تشعر لحظتها دلال المغربي بالتمايز الجنسي ، كضرورة للبقاء كامرأة أنثى ، بل فعلها اللاوعي والمكبوت في آن معا . دفعها بالتفكير الى تجاوز هذا التمايز والتحليق في فضاء معرفي يجعل من جسد المرأة جسد إنسان لا ينخدع بثقافة البصر . أي البصر الذي يعطي صورة خادعه ، تدفع للرغبة الفطرية من قبل الذكر .

لقد دفعت دلال جسدها بالتحكم عن بصر إنساني يقوم بوظائف إنسانية تستحق ان تقرأ بعيدا عن ثقافة ذكورية .

جغرافيا إنسانية وليست ظاهرة استثنائية ..

وكما ان ضاعة الجغرافيا السياسية في العالم العربي ، كانت نتاج فعل استعماري غربي بامتياز ، كان تحديد هذه الجغرافيا بكوابح قيمية ، هي الأخرى تتاح هذه الضاعة . فهيمنة الثقافة الذكورية التي توهمت انها صنعت الجغرافيا السياسية خلقت نمط ثقافي ذكوري جعل من المرأة كيانا مجاورا في البيئة الثقافية الذكورية ، وملحقا في البيئة الاجتماعية . مجاوزا في البيئة الثقافية ، أي تكون المرأة شعارا لترويج ثقافة ما ، تتصارع في تلك الجغرافيا ، والثقافة هنا ، ليس توصيفا وانما منبها اجتماعيا ، يقذف بتصريحاته الثقافية هنا وهناك ، وحسب تأثرة بما يأتي من ماكينة الإعلام الغربي .

ان حادثة دلال المغربي ، لا يمكن النظر لها من هذه الزاوية ، التي تأثرت بقيم متداخلة غربية وقدرية ، بل محاولة لخلق حالة تتجاوز الظاهرة ، لتترابط في محاولة الدفـع للأمام ، ان المرأة الأنثى تتمثل كحالة سياسية ، لظاهرة عصرية ، يمكن ان تتعم لمشهد كبير تأخذ المرأة / الأنثى / دوراها في المفاصل الهامة التي تمر في حياة الإنسان / الإنسانية / العربية . فلا ذكورية العفوه ، وشيوع الثقافة السياسة الذكورية ، هي التي دفعت دلال المغربي بالإقدام على هذه الحادثة ، إنها حالة اللاوعي الإنساني المكبوت في جسدها الأنثوي ، هو الدافع لما وراء ما قامت به .



#سليم_النجار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤى بعض المثقفين العرب ....كوميديا سوداء .
- قراءة ماركسية للفكر السياسي النظري الفلسطيني .
- الاصولية تجذر مداميكها بالتعاون مع الانظمة الراهنة
- سرك حماس في غزة
- الدراما العربية تستشف هي الاخري ازمات التاريخ العربي
- ناجي العلي.. قمر المنفى
- المشروع النهضوي العربي- التحدي التاريخي
- قراءة في الاسلام السياسي - مسلسل الطريق الوعر
- تصريحات محمود عباس كوميدية
- حفل راقص امريكي ايراني
- انبهـــــار الثقافـــــة العربيـــة فـي اشكالاتهـــا
- انجاد مرشح الفقراء ........ حصر الاصوات .....
- لمــاذا اليســـار الان ؟ قتـــل جـورج حـاوي خطوة علـى الطريـ ...
- الحلقة الثانية في قراءة المشهد الثقافي الفلسطيني
- قراءة في المشهد الثقافي الفلسطيني
- الثقافة الفلسطينية -أنا- منغلقة على ذاتها، وفضاءا مفتوحا على ...
- الماركسية في فلسطين فراغ سياسي، وطور زمني يحذر من التجدد
- الجزء الثاني من القراءة للدولة الفلسطينية
- الدولة الفلسطينية فلسفة يومية.. ضد الراهن المنهار.. ومقاومة ...
- -الحركة العمالية العربية- بين طاعون الفقر وكوليرا القوانين ا ...


المزيد.....




- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليم النجار - . وهم البصر ....المرأة الفلسطينية حلم الرغبة .