أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - السلوك المضطرب للدولة والسلطات التركية تجاه الزلزال















المزيد.....

السلوك المضطرب للدولة والسلطات التركية تجاه الزلزال


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدث الزلزال المدمر، وحلت الكارثة الكبرى أو مصيبة القرن في يوم ٦ شباط/فبراير، في شمال كردستان وتركيا وكذلك في شمال غرب سوريا، والملاحظ هو تبيان منظومة الفساد والنهب والسرقة المتجذر بشكل فاقع في حكومة الحرب الخاصة التركية الحالية والحزب الذي يحكم منذ ٢٠ سنة، وكما ظهر أن ما تسمى الدولة التركية ومؤسساتها، لا تهمها أرواح الناس وهي لم تكن في وارد التدخل السريع والفوري ولم تذهب فوراً، لإنقاذ أرواح الناس ولم تتدخل إلا بعد حوالي ٣ أيام وبعدد ومؤسسات محدودة و قليلة، بينما جهود الإنقاذ والمساعدات التي تمت في الأيام الأولى كانت من الناس أنفسهم ومن بعض الجمعيات الأهلية وعدد من الأحزاب كحزب الشعوب الديمقراطي، والذي قامت سلطات العدالة والتنمية بوضع وصي(قيوم) على بعض مراكز جمع وتوزيع المساعدات كما حصل في مركز بولاية كركم (مرعش) وفي ولاية آمد(ديار بكر) واعتقال عدد من المتطوعين وهذه تجسد عقلية وسلوك عدائي تجاه من يقوم بمساعدة الناس والمناطق المنكوبة. أما ما قدمه بعض الدول الإقليمية والعالمية فهي لم تصل إلا لمناطق قليلة ولعدد محدود من الناس وفق ما سمح ووجه به السلطات التركية التي مارست التمييز بشكل كبير جداً تجاه من هو غير تركي من الكرد وحتى اللاجئين السورين والمقيمين العرب الذي بقوا تحت الأنقاض لأيام طويلة وفقد الكثير منهم حياتهم.

أرادت السلطات التركية إظهار الحدث في البداية وكأنه شيء بسيط ومحدود، وثم أرادت الالتفاف على الحقيقة وإخفائها وتضليل الرأي العام، مع تقديم تبريرات وحجج قدرية واهية، مع أن غالبية الأبنية المنهارة أقامها المقاولون المقربون من أردوغان وعصبته من رجال الأعمال، لأن السلطات التركية، تعلم أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتقها وعلى رأس السلطة وخاصة في ظل النظام الرئاسي الدكتاتوري، نظام الرجل الواحد الذي سنه وصاغه أردوغان وحزبه، لكي يتحكموا بكل شيء في تركيا، وحتى أن أردوغان وأثناء زيارته وبعد عدة أيام وقوع الزلزال، قال من الكلام ما يجسد خطاب الكراهية وزاد عليها من التهديدات والألفاظ العنيفة والبذيئة، ما يشير إلى تخبطه وتخبط حكومته وحزبه وفشلهم في مواجهة الزلزال وتداعياتها الكارثية، بالإضافة إلى تقيده وسائل التواصل والنت؛ لعدم ظهور الحقيقة وتأثيرها على الرأي العام، وإعلانه حالة الطوارئ، لتكون له اليد الطولى ودون رقيب في التحكم بالموقف الزلزالي وتداعياته في السلوك الاجتماعي الاعتراضي الذي من المحتمل تزايده وظهوره بشكل قوي ضد أردوغان وسلطته الحاكمة وحزبه، لأنهم تخلوا عن الشعب في هذه الكارثة، ورغم كل ما يقال وعدد الدول التي قدمت المساعدات ولكن مازال هناك قرى لم تصلها الدولة التركية بعد حوالي ١٤ يوم من الزلزال في المناطق ذات الغالبية الكردية ضمن المناطق المنكوبة والناس يقولون لا توجد دولة ولم نرى لها أثر مع كارثة الزلزال، بينما هذه الدولة نفسها تستطيع أن تجيش وترسل آلاف الجنود والمرتزقة والعديد من الطائرات الحربية والمروحية لقتل المدنيين والمقاتلين الكرد الذي يقاومون الاحتلال التركي، لأجل حرية الشعب الكردي وشعوب المنطقة وحقوقهم الطبيعية.

يتفاعل الزلزال سياسياً ومن اللحظة الأولى، كما هي إنسانياً واجتماعياً واقتصادياً، وهنا حاولت وتحاول السلطة تسيس الأزمة وأخذها كفرصة لتعويم رئيسها وتطبيع علاقاتها مع الخارج و وجعلها بوابة لتنفيذ بعض السياسات وتمرير أجندتها وخاصة فيما تتعلق بالشعب الكردي وحرب الإبادة الجماعية الفريدة ضده، فالتغيير الديموغرافي وتهجير السكان الكرد الأصليين من المناطق المنكوبة، هي على رأس أولويات الدولة والسلطات التركية وخاصة في ولاية كركم (مرعش) وفي جنديرس بريف عفرين المحتلة، ومن المفيد ذكر نوايا السلطات التركية الخبيثة في السماح لبعض الجهات الكردية من إقليم كردستان بالوصول للمناطق المنكوبة وتقديم بعض المساعدات الشكلية لغايات سياسية منها شرعنة المرتزقة والاحتلال التركي ومنع وصول المساعدات التي قدمتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للمناطق المنكوبة، مع العلم أن سلوك سلطة دمشق وانتقائيتها وأخذها ٦٠٪ من المساعدات المقدمة من الإدارة الذاتية للمناطق المنكوبة فقط لسماحها بالمرور ضمن مناطق نفوذها وحصارها لمنطقة الشهباء وحيي الأشرفية والشيخ مقصود لا يختلف كثيراً عن المقاربة التركية وتؤكد استهتارها بحياة الناس وآرواحهم.

ستكون لنتائج الزلزال المدمر وتداعياته والحقائق التي ظهرت من مسؤولية السلطة عن الوضع القائم و عدم جهوزية مؤسسات الدولة في ظل حكم العدالة والتنمية و أردوغان لهكذا حالات وسرقتها لميزانية مؤسسة الكوارث والطورئ والسماح لمقاوليها لتجاوز المعايير الهندسية المتعلقة بالزلازل وشروط البناء لتحقيق الربح السريع على حساب أرواح الناس وأمانهم وحياتهم، إضافة إلي التفاعل الفاشل و التعامل الانتقائي والمضطرب مع كارثة الزلزال، تأثير كبير على الانتخابات القادمة وشعبية أردوغان وحزبه. ومن الممكن والوارد أن تكتب النهاية لحكم استمر ٢٠ سنة لأردوغان وجوقته الإسلاموية القوموية الفاشية ولكن هل يسمح أردوغان بإجراء الانتخابات في موعدها، أم أن هناك ألاعيب سيقوم بها أردوغان وبخجلي ليحتفظوا بالسلطة حتى لا يحاسبهم أحد على سياساتهم الداخلية والخارجية التي أوصلت تركيا لهذا الجحيم وهذه الأوضاع السيئة.

ورغم كل ما حصل، وتفاعلاً مع الأوضاع وتجسيداً للمسؤولية الأخلاقية والإنسانية في أعلى مستوى، أعلن الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني، جميل بايك عن نداء للقوات العسكرية لوقف العمليات ضمن تركيا، لتكون كافة الجهود مركزة على إنقاذ الناس ومساعدتهم ومعالجة أثار وتداعيات الزلزال، ولكن هذا النداء يجب أن يقابله موقف من الدولة التركية، لم يتم التصريح به حتى الآن، بل أن جيش الاحتلال التركي مازال مستمراً في القصف بالمدافع والطائرات على خنادق المقاومة في مناطق الدفاع المشروع مستعملة الأسلحة المحظورة والكيميائية ضد مقاتلي قوات الدفاع المشروع(الكريلا)، وهنا على المجتمع الدولي وخاصة القوى المؤثرة في تركيا والملفات الإقليمية أن تلتقط هذه المبادرة المسؤولة من الطرف الكردي وتقوم بالضغط على تركيا لتكون لها موقف إيجابي وخطوات عملية تجاه مبادرة الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني والشعب الكردي.

وعليه، نحن أمام مرحلة مفصلية في تاريخ تركيا وسلطتها الحالية، وكذلك أمام اختبار حقيقي للمجتمع الدولي الذي لم يوفق حتى الآن في مساعدة المناطق المنكوبة جراء الزلزال المدمر بالشكل المناسب، وفي حل الأزمة السورية وتحقيق تسوية سياسية لها وإخراج القوى الإقليمية التي تحتل سوريا وتتدخل فيها كتركيا وإيران، وكذلك ليس للمجتمع الدولي مقاربة وتوجه حقيقي لحل عادل وديمقراطي للقضية الكردية سواءً في تركيا أو في سوريا، رغم كل الجهود والتضحيات التي قدمها ويقدمها القوى الكردية الديمقراطية مع كل المصاعب والمآسي التي تعرض ويتعرض له الشعب الكردي وكذلك شعوب سوريا وتركيا على يد دولة الاحتلال التركية وسلطاتها الفاشية الأردوغانية، التي مازالت تتلقى الدعم والمساندة من النظام العالمي الرأسمالي والناتو لأنها تشكل أحدى أدواتها الوظيفية في منطقة الشرق الأوسط رغم وجودها السياسي في المنطقة الرمادية أحياناً بين أمريكا وروسيا في السنوات الأخيرة مع حالة الربيع العربي والأزمة الأوكرانية، ولكن مع الزلزال وتبيان حقيقة هذه السلطة للشعوب كافة في داخل تركيا أولاً وللخارج ثانياً، سيسرع في زوال هذه السلطة وعقليتها الاستبدادية وسياساتها النهبية التدخلية فالزلزال زلزل هذه السلطة وربما تكتب نهايتها أيضاً إن تعاونت كل القوى السياسية داخل تركيا وقالوا كلمتهم الموحدة بأن من كان السبب الرئيسي في الزلزال ومن دفن الأبرياء تحت الأنقاض علينا بدفنه بأقرب فرصة وعندها لن يستطيع البقاء حتى لو كان تابع وعميل وأداة لنظام الهيمنة العالمي الذي بات حتى النظام العالمي يشكو من سياساتهم وتدخلاته وقربه من الأخرين كروسيا وإيران والصين وعلاقاته مع الإرهابيين كداعش والقاعدة والإخوان وغيرهم.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجلان...لماذا يخافون منه؟
- السلطة والدولة التركية مذنبون، و لا تهمهم أرواح الأبرياء
- الصياغة العلمية للطبيعة الاجتماعية التي نحياها منذ آلاف السن ...
- المشرق المتوسطي بين الأحادية السلطوية و التشاركية الأخلاقية ...
- أثر الأزمة الأوكرانية على شعوب ودول الشرق الأوسط
- الاحتكار السياسي والاقتصادي وفشل الدول القوموية المركزية
- تحديات التحول الديمقراطي في المنطقة
- الدولة و السلطة التركية من زاب إلى باريس وموسكو والهدف إبادة ...
- الأمن والاستقرار بين زخم المؤتمرات واستمرار التدخلات الخارجي ...
- شعوب ودول المنطقة بين التدخلات الخارجية وغياب الديمقراطية
- الذهنية التشاركية والإرادة الحرة من المعابد إلى أودية السيلي ...
- ازدواجية المعايير والنفاق القانوني الدولي في التفاعل مع شعوب ...
- الهجمات والغزو التركي.. تقويض للاستقرار وإحياء لداعش
- 44 عامًا من النضال الوجودي لكسب الحرية والأخوة بين الشعوب
- بين الكيميائي و التفجيرات.. السلطة التركية تسعى للبقاء في ال ...
- خطورة الاحتلال والتدخل التركي في العراق
- -العثمانية الجديدة- (الصهيوتركياتية) .. الفوضى، الإرهاب، الا ...
- العقلية الدولتية والتبعية للخارج يسدان بوابة التحول والحلول ...
- الخط الثالث..خيار الشعوب الحرة
- التجريد والحرب على القائد أوجلان والشعب الكردي


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - السلوك المضطرب للدولة والسلطات التركية تجاه الزلزال