أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - السلطة والدولة التركية مذنبون، و لا تهمهم أرواح الأبرياء















المزيد.....

السلطة والدولة التركية مذنبون، و لا تهمهم أرواح الأبرياء


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 7519 - 2023 / 2 / 11 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرض العديد من المناطق في شمال كردستان وتركيا وكذلك في شمالي سوريا وغربها لكارثة الزلال التي بلغت قوتها ٧.٨ درجة، في يوم ٦ شباط-فبراير، حيث فقد الآلاف من الأشخاص حياتهم ومازال آلاف الأشخاص تحت الأنقاض وخاصة في حوالي ١٠ مدن في شمال كردستان وتركيا ومناطق عديدة في ريف عفرين كجنديرس وغيرها وريف حلب الغربي ومحافظة إدلب وحلب والعديد من المناطق الأخرى.
مازاد الأوضاع سوءا وزاد معه أعداد الضحايا، هو التصرفات اللامسؤولة لدولة الاحتلال التركية وسلطاتها وأجهزتها، فحتى ومع مرور أربعة أيام هناك أماكن وقرى لم تصلها أي ألية لمؤسسات دولة الاحتلال التركية، وبل أن الجيش والاستخبارات التركية عمدت إلى عدم مساعدة المناطق ذات الغالبية الكردية وأكتفت ببعض المناطق لفض العتب والمحافظة على ماء وجهها فمدينني ألبستان وبازرجق وهما مركزي الزلزال في ولاية كركم (مرعش) لم تصلها جهود الإنقاذ المحسوبة على السلطة التركية ومازال الشعب وبإمكانياته البسيطة يعمل لإنقاذه بعض الناس ورفع الأنقاض والملفت أن أحد الأشخاص وصل من أوربا لأمام بيت والده وولدته لإنقاذه ولكن أدوات وأجهزة السلطة التركية لم تصل بعد.
لم يقم أردوغان بزيارة مناطق محدودة في المناطق التي تعرضت للزلزال، إلا بعد عدة أيام وبعد أن قامت الدولة التركية بتقييد التوتيتر وقطع النت عن مكان الزيارة لعدم ظهور مواقف ورد فعل الناس أمام رأس سلطة الأحتلال وحتى أن أردوغان وبوجهه المقرف انتقد المواطنين والإعلام التركي لقيامه بنقل الوقائع والحقائق وكأن موت الناس الأبرياء وبقاء الناس تحت الأنقاض لايجب أن يعلم به كل الشعب التركي والعالم.

علينا أن نذكر عاملين عن الحديث عن كارثة الزلزال المدمر:
1 تتحمل السلطة التركية التي تغتصب الحكم مدة ٢٠ سنة، كامل المسؤولية عن هذا الزلزال، لتصرفاتها الكيفية ولعدم قيامها بالمطلوب والإجراءات اللازمة لمواجهة الزلزال، رغم أنه بعد عام ١٩٩٩ وزلزال مرمرة كانت هناك ميزانية لهيئة إدارة الكوارث وحالات الطوارئ(AFAD)، ولكن الحكومات التركية التابعة لأردوغان و حزب العدالة والتنمية، كانت تأخذ هذه الميزانية لصالح حرب الإبادة الجماعية التي تشنها الدولة التركية ضد الشعب الكردي وحروبها العثمانية الجديدة وتدخلها في المنطقة في السنوات العشرة الأخيرة وتشكليها لمجموعات المرتزقة ودعم الإرهاب.
2 قيام الدولة التركية ومنذ التسعينات ببناء مشروع "كاب" وهو مشروع عملاق للسدود وبحوالي ٥٨٠ سد بسبب جشعها وبحجة المياه وتوليد الطاقة ولكن الهدف كان إتمام إبادة الكرد وتغيير الهوية و الملامح التاريخية للمنطقة التي تركزت فيها السدود، وقد شارك فيها العديد من الدول وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وأوربا وكندا والصين و دول الخليج وغيرهم، ولاشك أن هذه السدود وبالكميات المائية الكبيرة شكلت عامل موجد ومساعد للزلزال وخاصة أن هذه السدود واقعة على فوق مناطق هشة وضعيفة ومتصدعة جيوبوجياً وهي تحتجز كميات ضخمة كما هو سد أليسو وسد أتاتورت الذي لوحده يخزن قرابة 50 مليار متر مكعب من المياه وهذا يعادل الإيرادات المائية لدجلة والفرات حاليا لمدة عام كامل.


و من المهم الإشارة إلى أن رغم الحديث عن عشرات الدول وتقديمهم للمساعدات وجملة البيانات والاستعراضات أمام القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام ، إلا أن الأنباء الواردة من المناطق والمدن الكردية في شمال كردستان تبين أن الناس مازالوا يموتون ليس من الزلزال فحسب بل من الأحوال الجوية القاسية وعدم وجود مستلزمات الوقاية من البرد للأطفال والنساء والمرض وكذلك الغياب التام لمؤسسات دولة الاحتلال التركية والموجود لايتعدى جهود بسيطة من الناس وبإمكانياتهم البسيطة.

وفي سوريا وفي الشمال الغربي في مناطق الاحتلال التركي، هناك الكارثة والفاجعة الإنسانية التي يندى لها جبين الإنسانية، فهناك حارات كاملة أصبحت ركام كما قس مدينة جنديرس ولكن الاحتلال التركي وجبهة النصرة وما تسمى حكومة الائتلاف المرتزقة، لم يقوموا بشيء بل أنهم منعوا الناس في البداية من إنقاذ الناس ورفع الأنقاض بجهودهم الذاتية. والملفت أن دولة الاحتلال التركية ومرتزقتها وفي معبر أم الجلود الواقع بين مدينتي منبج وجرابلس، يمنعون إدخال المساعدات التي أرسلتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للمناطق المنكوبة في سابقة خطيرة وهم بذلك يفرضون الموت المحتم على من نجا من الزلزال وحتى أن مرتزقة دولة الاحتلال التركية يأخذون كل غالبية المساعدات المالية التي يرسلها بعض أبناء المنطقة لذويهم في هذه الظروف الصعبة دون أي رادع.
وعليه، نحن أمام كارثة إنسانية تلعب فيها الدولة والسلطات التركية سواء في شمال كردستان و داخل تركيا أو في شمال غرب سوريا دوراً سلبياً ومهيناً وإجرامياً توجب محاسبتهم. ولابد لشعوب تركيا وسوريا أن تقوم بتضافر كافة الجهود والإمكانات لإنقاذ الناس من تحت الأنقاض وكذلك معالجة تداعيات الزلزال وأن لا ينتظر المساعدات من أحد في ظل الكذب والنفاق والسرقة التي تقوم بها أجهزة تركيا ومرتزقتها، وكذلك على المجتمع الدولي والإقليمي أن لا يكون دوره مقتصراً على بعض المساعدات الشكلية وبعض الفرق الطبية وفرق الإنقاذ الصغيرة فالفاجعة أكبر من ذلك والمصيبة كبيرة جداً، يتطلب تدخل كافة مؤسسات المجتمع الدولي وكذلك كافة دول المنطقة وشعوبها. ومن المهم عدم ترك الأمور بيد تركيا ومرتزقتهم ولابد أن تقوم مؤسسات الأمم المتحدة والتحالف الدولي والدول التي ترسل المساعدات أن تكون لها المراقبة الكاملة عن وصول هذه المساعدات إلى مستحقيه والمتضررين من الزلزال وإلى كافة المتضررين وأن لا تستخدمها السلطة التركية في مواضع خاصة لها وكذلك في سوريا يجب أن تكون الجهود الدولية من كافة الجبهات ومن كافة الطرق وليس انتظار الحكومة السورية ودولة الاحتلال و توابعهم الذين يرفضون المساعدات، خاصة أن المساعدات التي تم إعطائها للحكومة السورية حتى تعطيها للمتضررين شوهدت تباع في أسواق دمشق والناس يموتون براً ومن قلة الأكل والدواء في المناطق المتضررة، وبالمقابل دولة الاحتلال التركية لاتفعل شيء لإنقاذ الناس في جنديرس وشمال غرب سوريا.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصياغة العلمية للطبيعة الاجتماعية التي نحياها منذ آلاف السن ...
- المشرق المتوسطي بين الأحادية السلطوية و التشاركية الأخلاقية ...
- أثر الأزمة الأوكرانية على شعوب ودول الشرق الأوسط
- الاحتكار السياسي والاقتصادي وفشل الدول القوموية المركزية
- تحديات التحول الديمقراطي في المنطقة
- الدولة و السلطة التركية من زاب إلى باريس وموسكو والهدف إبادة ...
- الأمن والاستقرار بين زخم المؤتمرات واستمرار التدخلات الخارجي ...
- شعوب ودول المنطقة بين التدخلات الخارجية وغياب الديمقراطية
- الذهنية التشاركية والإرادة الحرة من المعابد إلى أودية السيلي ...
- ازدواجية المعايير والنفاق القانوني الدولي في التفاعل مع شعوب ...
- الهجمات والغزو التركي.. تقويض للاستقرار وإحياء لداعش
- 44 عامًا من النضال الوجودي لكسب الحرية والأخوة بين الشعوب
- بين الكيميائي و التفجيرات.. السلطة التركية تسعى للبقاء في ال ...
- خطورة الاحتلال والتدخل التركي في العراق
- -العثمانية الجديدة- (الصهيوتركياتية) .. الفوضى، الإرهاب، الا ...
- العقلية الدولتية والتبعية للخارج يسدان بوابة التحول والحلول ...
- الخط الثالث..خيار الشعوب الحرة
- التجريد والحرب على القائد أوجلان والشعب الكردي
- تحديات أمن الطاقة في إعادة هيكلة العلاقات والمعادلات الإقليم ...
- حج الإخوان وقبلتهم هي إسطنبول وأنقرة و لندن و حج المسلمين ...


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - السلطة والدولة التركية مذنبون، و لا تهمهم أرواح الأبرياء