أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - الصياغة العلمية للطبيعة الاجتماعية التي نحياها منذ آلاف السنين سبيلاً للتحول الديمقراطي















المزيد.....

الصياغة العلمية للطبيعة الاجتماعية التي نحياها منذ آلاف السنين سبيلاً للتحول الديمقراطي


أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي

(Ahmed Shekho)


الحوار المتمدن-العدد: 7518 - 2023 / 2 / 10 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التعايش المشترك، بحرية وديمقراطية حقيقية والحفاظ على الكرامة و استقلالية الذهنية والإرادة، وعدم التبعية الأداتية والوظيفية لنظام الهيمنة العالمي ومشتقاتها وأدواتها الإقليمية، وكما أن إعادة ترتيب التشكيلات الاجتماعية الطبيعية، تقتضي أولاً من أفراد و شعوب ودول المنطقة ومن كافة البنى الفكرية والتنظيمية والسلوكية الاجتماعية والسياسية والثقافية، تجاوز الاحتكارية السلطوية للحياة ومناحيها كافة ورفضها، وفتح المجال للتشكيلات الاجتماعية الحقيقة، بعد خلاصها من تأثيرات وهيمنة الأبعاد والقوى السلطوية الدولتية، وهذا ما يقتضي بدوره العمل بفهم و بإصرار، لبناء المجتمع الديمقراطي المنظم والواعي القادر على القول والفعل ورد الاعتبار، و كذلك تعزيز الإدارة المجتمعية الديمقراطية، والتكاملية، والمحققة للمساواة والحرية والعدالة والأخلاق، بدل المنهجيات المنغلقة التسلطية الأحادية والسلطات القوموية و الإسلاموية، التي لم تزد الأوضاع إلا سوءا، وبلاءً والمنطقة ضعفاً وتقسيماً بالأجسام، والهياكل المصطنعة والأفكار المغتربة عن قيم وثقافة، وتقاليد الحياة الديمقراطية للمنطقة، وشعوبها وتكويناتها الاجتماعية المختلفة.
علينا الإدراك في هذا الشأن، أن الموضوع هنا ليس إعادة خلق المجتمع تحت ظل هذه الصفات والأهداف وإعادة الاعتبار المرادة، فالمجتمعات موجودة وقائمة رغم كل الظروف والضربات منذ آلاف السنين باعتبارها اتحادات و مجموعات الأسرة، القبيلة، المذهب، العشيرة، الشعب والأمة التي في أصلها عبرت عن طابع التشكل الجغرافي الاجتماعي المصيري للمجموعات البشرية في غالبيتها. والذي نريد الإشارة له أننا بحاجة إلى تكييف حماية هذه الاتحادات البشرية والجغرافية، و مختلف المجموعات التي تحيا حالياً، تحت ضغط السلطة ومحاولات ترويضها و ضمن ظروف النظام العالمي الرأسمالي، والتي نعتقد بأهميتها القصوى في أي تغيير حقيقي وأقلمتهم مع ظروف الديمقراطية المباشرة أو المجتمعية الأخلاقية التشاركية الموجودة في جوهرهم أصلاً، وبالمجمل مع مراحل التحول الديمقراطي المطلوبة وإعادة هيكلة هذه الاتحادات والمجموعات الاجتماعية الجغرافية المصيرية، إن تطلب الأمر وتخليصها من براِثن ومن كافة رواسب السلطة، والدولة، وأجهزتهم القمعية والنهبية.
إن الحياة الديمقراطية، تحتوي بين ثناياها على مجتمع الاتحادات والمجموعات الديمقراطية المناهضة للاحتكارية و الدولتية السلطوية، وعلى المجتمعات الاقتصادية والسياسية التشاركية الديمقراطية، و المهم هنا هو جوهر وكينونة الوجود وماهيته، وليس كثرة الأسماء والألقاب والصفات. وهذه يمكن أن تكون من أولويات برنامج التحول الديمقراطي. و لعل مجتمعات وشعوب الشرق الأوسط والمنطقة عامة ليست غريبةً عن هذا الأمور وإن تم إضعافها ومحاولة تشتيتها من قبل القوى السلطوية الاحتكارية وهي تنظر بشغف إلى هكذا مقاربات لأنها تمس حقيقتها ووجدانها وتحاول إظهاره وجعله وسيلة للحياة الحرة مرة ثانية بتكامل التاريخ والحاضر وبالاعتماد على الثقافة والتاريخ أهم مكونين لتشكل الذات الحرة.

الأمر الهام، والضروري، هو أن نقدم لمجتمعاتنا، وشعوبنا الصياغة العلمية للطبيعة الاجتماعية، التي تحياها منذ آلاف السنين، وأن تتمكن من مشاهدة نفسها، وأجمل ما لديها في مرآة العلم، ومن إدارة ذاتها، بإرادة الحياة الحرة الديمقراطية.

على الجميع، عدم استصغار المجموعات القبلية والعشائرية مطلقاً؛ لأن هكذا صياغات اجتماعية موجودة، ما دام المجتمعات والإنسان موجودين، وهي لا تفنى أبداً، إنما تتحور لأنها تعني الإنسان، والإدارة، والمشهد التفاعلي مع الحياة. فحتى منظمات المجتمع المدني الراهنة، وكبرى الشركات، وحتى تقسيمات الفضاء الافتراضي، وغالبية التشكيلات السياسية والاجتماعية، وحتى الدول الحالية، بالمستطاع تقييمها؛ على أنها قبائل وعشائر معاصرة، وإن لم تكن بالأبعاد الأخلاقية والحياتية نفسها. كما بالمقدور رؤية المذاهب والطرق التقليدية وفق المنظور المرحلي على أنها الجامعات والأكاديميات والمعاهد العلمية التي طالما نصادفها.

أما بالنسبة، للأمم والشعوب، فاعتبارها محض دولٍ قومية غير صحيح، وتجني ومغالطة كبيرة، بل بالإمكان رؤيتها، وبناؤها كمجتمعاتٍ ديمقراطيةٍ متعددة اللغات والأثنيات والأديان والأوطان. وفي حقيقة الأمر بقناعتنا ما يدفع الكيانات والمجموعات التقليدية التي تعيش في ربوع الشرق الأوسط إلى الاشتباكات والصراعات الدموية والتعقيد، إنما هي الاحتكارية عموماً والاحتكارية السياسية والاقتصادية والأمنية خصوصاً.
أن أي عملية تحول ديمقراطية عليها أن تضمن هذه الاتحادات والمجموعات والتكوينات الحقيقية بين ثناياها، ليس كاتحادات بالية وكمجموعاتٍ قديمةٍ متخلفةٍ ورجعيةٍ يجب الخلاص منها، بل بالعكس، كقيمٍ مجتمعيةٍ أساسيةٍ وموروث حضاري ينبغي الاستفادة من وجودها بعد دمقرطتها وترتيبها وفق البعد والتعبير العلمي الاجتماعي.

يعتبر الشعب البدوي من القومية العربية، من أهم ركائز الحياة الحرة؛ إن تم التفاعل معها برؤية علمية اجتماعية، هادفة لدمقرطة المجتمعات العربية، وكذلك الأمر بالنسبة
للشعب التركماني من القومية التركية، والشعب الكرمانجي من القومية الكردية، والذين تبلور حصيلة ضيق نطاق البنية القبلية في مجتمعات الشرق الأوسط بالتدريج، والذين بدأت ماهيتهم العشائرية والقبلية تزول تدريجياً؛ وهم يعتبرون المادة الأساسية في عملية التحول الديمقراطي وبناء المجتمع الديمقراطي في الشرق الأوسط. لذا، فالمعتقدات الديمقراطية والحركة السياسية والثقافية ملزمون بتنظيم هذه الشرائح، كونها إحدى القوى الأساسية، لأي مشروع ديمقراطي مجتمعي، بعد إبعادهم عن الترويض، والقفص السلطوي، و الدولتي، الذين لم يخضعوا له بالكامل يوماً.
وبالإضافة إلى ما سبق، ففي منطقة الشرق الأوسط، التي تشكل المهد والمنبع لكل الأديان التوحيدية، لا بد من النظر إلى كافة المذاهب والطرائق، وإلى ما تم تسميتهم كأقليات، رغم أنهم شركاء وأصلاء، ومنهم الإيزيديين والعلويين والسريان والأرمن واليهود وغيرهم، على أنهم مناجم ذهب وكنوز ثقافية في المنطقة؛ ولا بد من هيكلتهم على شكل منابر، ومنصات ثقافية، ومعاهد وأكاديميات وجامعات، والسماح لهم بالتمتع بالحياة، التي تسودها المساواة والحرية والديمقراطية، في كل الشروط والظروف، وتقييمها ضمن إطار التحول الديمقراطي؛ حيث يعد ذلك مهمةً تاريخيةً واجتماعيةً وأخلاقية لا يمكن الاستغناء عنها.
كما أن إبعاد الشعوب والأمم، أو المجتمعات الوطنية الكبيرة في المنطقة كالعربيةٍ والتركيةٍ والكرديةٍ والفارسيةٍ عن مرض القوموية الفاشية، والوطنياتية المخادعة المتطرفة الضيقة ، كما يؤكده الفيلسوف والقائد عبدالله أوجلان في مجلده الرابع المتعلق بالشرق الأوسط، والعمل على إنقاذها من فخ الدولة القومية، و ترتيبها وهيكلتها على شاكلة أمة الأمم الكبرى أي التحديث الديمقراطي العصري للأمة، التي تتميز بكونيتها بقدر خصوصياتها ما وراء الدولة القومية ضمن إطار المشاريع الديمقراطية والتحول الديمقراطي؛ أي الأمة الديمقراطية مثلاً، إنما يعد وظيفة تاريخيةً واجتماعيةً ضرورية.
أما إجراء، تجديد وإصلاحٍ حقيقي، على الإسلام والأمة الإسلامية ضمن إطار التحول الديمقراطي، وإنقاذه من الحالة الأداتية، السلطوية الدولتية، الوظيفية الاستغلالية والفاتح الغازي والسلطوي الدموي لإسلام الخلافة والسلطنة وأداة الهيمنة العالمي، وترتيبه واستحداثه كأمةٍ عابرةٍ للدولة القومية ما وراء الدولة القومية. وديمقراطيةٍ مليئة بالمساواة والحرية؛ فيعتبر من أقدس المهام التاريخية والاجتماعية.

وعليه، فصياغة موقف أو منظومة فكرية، ورؤية للتحول الديمقراطي، مستندة وعاملة أساساً بقيم الديمقراطية والحرية والمساواة، وحضارتها الديمقراطية التي تعد دعامتها التاريخية في وجه حداثة النظام العالمي الرأسمالي، وركائزه المدنياتية التقليدية التي ترتكز إليها؛ تجسد الحقيقة الحياتية والمصيرية لحرية الوجود المجتمعي. والحقيقة، هي تعبير عن نيل الوجود المجتمعي حريته. وما يلزم لجعلها واقعاً ملموساً، هو العمل بإصرار على الإنشاء العلمي في حقيقة علم الاجتماع . إذ يستحيل على أية سياق نضالي أو حركةٍ أو منظومة فكرية أو تنظيم أو دولة أن يكون ناجح ومؤثر ومستدام، سواء على مر التاريخ أم في يومنا الراهن أو في المستقبل، إذا لم تنظم ذاتها ضمن حقيقتها، ماضية على درب الحياة الحرة التي لا يمكن الاستغناء عنها. ودمج تاريخ المجتمع الشرق أوسطي القديم قدم البشرية، مع القيم الاجتماعية للتحول الديمقراطي ضمن هذا الكم الهائل من الغنى الاجتماعي، والتصدي خصوصاً، لهيمنة نظام الهيمنة العالمي، وحداثتها(نمط حياتها)، التي لم تترك مساماً اجتماعياً؛ إلا وسربت فيه ذهنيتها وإرادتها وتلوثها هي في راهننا مع اتباع سلوك الدفاع الذاتي إزاءها، والنشاط على مسار إعادة الترتيب والهيكلة وفق الرؤية الديمقراطية؛ إنما يعد حاجة وبل هي أنبل وأقدس مهمةٍ على الإطلاق في الطريق الصحيح لأنها تلامس الواقع الحقيقي لشعوبنا ومجتمعاتنا وتفتح الطريق أمامهم للوصول للاستقرار والأمن والسلام.



#أحمد_شيخو (هاشتاغ)       Ahmed_Shekho#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشرق المتوسطي بين الأحادية السلطوية و التشاركية الأخلاقية ...
- أثر الأزمة الأوكرانية على شعوب ودول الشرق الأوسط
- الاحتكار السياسي والاقتصادي وفشل الدول القوموية المركزية
- تحديات التحول الديمقراطي في المنطقة
- الدولة و السلطة التركية من زاب إلى باريس وموسكو والهدف إبادة ...
- الأمن والاستقرار بين زخم المؤتمرات واستمرار التدخلات الخارجي ...
- شعوب ودول المنطقة بين التدخلات الخارجية وغياب الديمقراطية
- الذهنية التشاركية والإرادة الحرة من المعابد إلى أودية السيلي ...
- ازدواجية المعايير والنفاق القانوني الدولي في التفاعل مع شعوب ...
- الهجمات والغزو التركي.. تقويض للاستقرار وإحياء لداعش
- 44 عامًا من النضال الوجودي لكسب الحرية والأخوة بين الشعوب
- بين الكيميائي و التفجيرات.. السلطة التركية تسعى للبقاء في ال ...
- خطورة الاحتلال والتدخل التركي في العراق
- -العثمانية الجديدة- (الصهيوتركياتية) .. الفوضى، الإرهاب، الا ...
- العقلية الدولتية والتبعية للخارج يسدان بوابة التحول والحلول ...
- الخط الثالث..خيار الشعوب الحرة
- التجريد والحرب على القائد أوجلان والشعب الكردي
- تحديات أمن الطاقة في إعادة هيكلة العلاقات والمعادلات الإقليم ...
- حج الإخوان وقبلتهم هي إسطنبول وأنقرة و لندن و حج المسلمين ...
- العراق النموذج بين النظام المهيمن و الديمقراطية المجتمعية في ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد شيخو - الصياغة العلمية للطبيعة الاجتماعية التي نحياها منذ آلاف السنين سبيلاً للتحول الديمقراطي