تهديد جعفر توك

منظمة مجتمع الميم في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 22:47
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

كان قد اعد برنامجه، واتصل بضيوفه ليخبرهم عن موعد البرنامج، استوديو اللقاء وكالمعتاد في الحدائق والساحات المفتوحة، الشباب جهزوا مسرح البرنامج، والذي كانت حدائق الزوراء هي المكان الذي وقع عليه الاختيار، والمفترض ان يكون يوم الجمعة هو الزمان المناسب؛ كل شيء جاهز، الجميع مستعد، فقط بانتظار الموعد المحدد.
فجاءة ويظهر اعلان رسمي من معد ومقدم البرنامج جعفر عبد الكريم نفسه يعتذر فيه من جميع ضيوفه، ويلغي البرنامج، ويقول لظروف خارج عن ارادته، بعض الروايات تقول ان مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا إسلامية متطرفة ومعروفة، دخلت على جعفر والذي يقيم في أحد أرقى الفنادق في بغداد، دخلت عليه وهددته بالقتل ومنحته مهلة بضع ساعات لمغادرة العراق او القتل؛ تقول بعض الروايات ان جعفر اتصل بقادة امنيين بجهاز الامن الوطني والداخلية، وهؤلاء لم يفعلوا شيئا سوى انهم أرسلوا له سيارة لتقله الى المطار؛ الخبر الجيد انه نجى من موت حقيقي. سبق كل ذلك حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بوقف برنامج جعفر لما يمثله من تفكيك للنسيج الاجتماعي والقيم الاجتماعية.
معروف عن حلقات برنامج جعفر انها جريئة في طرح المواضيع، فهذا الشاب طالما طرق موضوعات خطرة وسلك دروب وعرة مليئة بالمطبات والعراقيل الاجتماعية، قنوات قليلة جدا هي القنوات التي تتحدث بمثل مواضيع ك "المثلية وحقوق المرأة، والاقتصاد، والسياسة، والأخلاق، والقيم الاجتماعية، والعادات والتقاليد".
التهمة الاساسية التي وجهت لجعفر هي "ترويجه" للمثلية، هذه التهمة هي التي تساق دائما لتصفية أي انسان في بلدان مثل هذه، فالحملة الإعلامية كانت مثل تصريح بالقتل، او كأنها اصدار أوامر للتحرك ضد جعفر فورا.
سلطة الإسلاميين في العراق تمر بأزمة حقيقية، تتفاقم يوما بعد اخر، فالتظاهرات تملأ الشوارع، بالتالي هي ملزمة بإيجاد منفذ او مخرج ولو مؤقت لها، حتى يصير حديثا للناس، وقد لا تجد افضل من شماعة المثلية. مع ان الجميع يدرك ان الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها البلد، والخراب والنهب والفساد ليسا من صنع المثلية ابدا، لكن ما الذي يمكن فعله تجاه سلطة رجعية ومتخلفة مثل هذه.

#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات