أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - ستار الغش















المزيد.....


ستار الغش


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 13:45
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يذكر الله في وحيه المقدس المكتوب في الكتاب المقدس في سفر إشعياء النبي (28: 14- 19):-

"لِذلِكَ اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ يَا رِجَالَ الْهُزْءِ، وُلاَةَ هذَا الشَّعْبِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. لأَنَّكُمْ قُلْتُمْ: «قَدْ عَقَدْنَا عَهْدًا مَعَ الْمَوْتِ، وَصَنَعْنَا مِيثَاقًا مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ لاَ يَأْتِينَا، لأَنَّنَا جَعَلْنَا الْكَذِبَ مَلْجَأَنَا، وَبِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا». لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا، حَجَرَ امْتِحَانٍ، حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا، أَسَاسًا مُؤَسَّسًا: مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ. وَأَجْعَلُ الْحَقَّ خَيْطًا وَالْعَدْلَ مِطْمَارًا، فَيَخْطَفُ الْبَرَدُ مَلْجَأَ الْكَذِبِ، وَيَجْرُفُ الْمَاءُ السِّتَارَةَ. وَيُمْحَى عَهْدُكُمْ مَعَ الْمَوْتِ، وَلاَ يَثْبُتُ مِيثَاقُكُمْ مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ تَكُونُونَ لَهُ لِلدَّوْسِ. كُلَّمَا عَبَرَ يَأْخُذُكُمْ، فَإِنَّهُ كُلَّ صَبَاحٍ يَعْبُرُ، فِي النَّهَارِ وَفِي اللَّيْلِ، وَيَكُونُ فَهْمُ الْخَبَرِ فَقَطِ انْزِعَاجًا»."

أود أن أتناول فقط من بين أنفاس الله هذه فقط عبارة (بِالْغِشِّ اسْتَتَرْنَا)... ومن هنا سأقوم بالتحليل عرض تأملي بإيعاز من الروح القدس...

الغش في الكتاب المقدس هو خلط شيء أصلي بمواد إضافية تشبهه لخداع الناس... "بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ." (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 2)

أولًا: أنفاس الله...

"النَفَس حياة و كلمة الرب حياة. الله نفخ في أنف آدم نفس النفخة. دخلت النفخة آدم فأخذت ما في قلب الرب و سكنت في قلب آدم. لذلك لم يكن آدم يحتاج كتابًا للوصية فالنسمة التي نفخها فيه الرب هي حياة الرب في آدم. كان آدم يتنفس من نسمة القدير لكن لما فقدنا نفخة الله بالخطية باتت الحاجة إلي كلمة الرب المكتوبة. على الأحجار و الرقائق ثم إنتقلت لتكون على الأذرع و الجبهة و فى حكايات الآباء لأولادهم. لكن لما تصالحنا مع الآب بمخلصنا الصالح يسوع المسيح إبنه عادت الكلمة لتكون مكتوبة على ألواح قلوبنا بسكني روح الله مصدر أنفاس الله فصارت الكلمة من قلب الله إلى قلب أولاد الله من غير عائق."

"الكتاب المقدس هو أنفاس الله. اللقب الجميل الذى أطلقه القديسون علي كلمة الرب. أنفاس الله حياة الله التي صارت لنا حياة. النَفَس يخرج من الصدر حيث القلب أيضاً. كلمة الله خرجت من قلب الله و بقيت في قلبه ساكنة معه لا تزول لأن السماء و الأرض تزولان و كلمة الرب في قلبه تسكن إلي الأبد. تأتى إلينا و لا ترجع إليه فارغة. كلمة الرب شبكة الرب لصيد النفوس."

"الكتاب المقدس هو وحي الله. ومع أن تعبير «وحي الكتاب المقدس» ليس تعبيراً كتابياً بحصر اللفظ؛ إلا أن مضمونه واضح كل الوضـوح في الكتاب المقدس كله. ولقد نشأ هذا التعبير من قول الرسول بولس « كـل الكتاب هو موحى به من الله » (2 تي 3: 16). هذه الكلمة «موحى به من الله » لم ترد سوى فى هذا النص، لكن هذه المرة الفريدة، مليئة بالمعاني الغنية والمباركة. فهي باليونانية؛ لغة العهد الجديد الأصلية «ثيوبنوستوس»- وتعنى حرفياً؛ نفَس أو نسمة الله. فالكتاب المقدس هو إذاً أنفاس الله أرسلها إلى أواني الوحي. قديماً نفخ الله في أنف الإنسان نسمة حياة « فصار آدم نفساً حية » (تك 2: 7)، أما الكتاب المقدس فهو ذات أنفاس الله، وهو لذلك كتاب يهب الحياة الروحية، كقول الـرب له المجد للتلاميذ « الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة » وكرد بطرس عليه « يارب إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك » (يو 6 : 63، 68)."

الله حي... وكل ما يخلقه أو يصدر منه حي... أدم بنفس الله حي... كلمة الله حية؛ "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ." (عب 4: 12). "هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ." (إش 55: 11).

يعلم الجميع بصورة أكيدة حتى ولو أنكروا هذا علانيةً أن كلام الله (أنفاس الله) حي وفعال... وقوي... هو مثل المعادن القوية التي يبنون بها بيوتهم ومعابدهم وأوثانهم وفلسفاتهم وأيديولوجياتهم... حتى ولو غشوها (خلطوها) بخزف تعاليمهم وخرافاتهم المصطنعة وثقافاتهم الفاسدة... وهم يعلمون أن كل بناء يبنونه قابل للسقوط ولا يثبته سوى أعمدة يبنونها من كلمات الله القوية الحية التي لا تموت أبدًا... فإذا وجدت ديانة ما، أو فلسفة ما، أو علم ما، أو تعليم ما، أو عبادة ما، أو طائفة دينية ما... الخ تعرف يقينًا من ثمارها أنها فاسدة وشريرة وتنبع من الشيطان نفسه... وتتعجب لماذا ثبتت كل هذه القرون وربما ألاف السنين... تأكد حينئذ أن مؤسسيها وتابعيها الأوائل صاغوا هذه الأوثان الفكرية من كلمة الله نفسه (أنفاس الله) الحية والفعالة والتي تثبت الأعمدة والجدران أيّ كان نوعها... وهذا يعرفه ومتأكد منه تمام التأكيد الشيطان وأعوانه وهم يوحون بذلك للأشرار.... نعم أبحث وسوف تجد أن كلامي صحيحًا فأغلب مؤسسي الديانات والفلسفات والطوائف الفاسدة قرأوا في البداية وربما أمنوا في البداية بالكتاب المقدس ثم خلطوه غشًا بكل ما هو فاسد!!!

إذا وجدت كلمات من ديانة فاسدة تشفي أو تُقُوم، أو تصلح... ما هو فاسد... تأكد أنها تحوي ولو بالغش بعض من كلمات الله الحية الفعالة والأمضى من كل سيف ذي حدين... لا تندهش يا عزيزي القاريء... وأيضًا لا تنخدع بأن هذه الديانة أو الفلسفة أو الطائفة صحيحة ... فالغش يحدث والخلط بالزيادة أو الحذف يحدث، وقد حدث بالفعل... وقامت لهم قائمة... لكنهم مؤيدون فقط من إبليس... وهو رئيس هذا العالم... فلا تندهش ولا تحزن!!!

فكلمة الله في نهاية الكتاب المقدس بوحي من الروح القدس على فم يوحنا الحبيب اللاهوتي في رؤيا من الله نفسه، تحذر من هذا الغش: "18 لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ. (رؤيا يوحنا 22: 18-19)

ثانيًا: سبع ولا ضبع؟!!!

غالبًا ما يتم الخلط أو الحيرة ما بين أمور أو أشخاص بالرغم من أنهم يناقضون بعضهم تمامًا كمعارضة الخير والشر... لكنهم يحيرونهم ودائمًا يتساؤلون بصورة مقتبسة من العامية المصرية (سبع ولا ضبع؟) ... فما سر هذا المثل وما هي الحكمة القابعة أو الكامنة ورائه؟ أنا هنا أقدمها لكل حكيم ملآن بروح الله أو في شوق للإمتلاء منه...

"الضبع (الجمع ضِبَاع) هو أي حيوان ينتمي لفصيلة الضَبُعِيّات، من الثدييات التي تلد وترضع صغارها، وهو حيوان مفترس، يخرج للبحث عن طعامه ليلًا منفردًا أو ضمن مجموعة، وهو من الحيوانات التي تعتاش على أكل الجيف وبقايا صيد وفرائس الحيوانات الأخرى، لذا يُعدّ من الحيوانات القمّامة إلا إنه يصيد بمهارة. يتميز بقوة فكيه الهائلة، فتمكنه من سحق العظام بأنيابه..."

عزيزي القاريء: تحب الضباع أن تعيش في جماعات... وتفضل أن تعيش بالقرب أو حول الأسود والنمور والفهود وغيرها من السباع (أسياد الغابة... أيّ غابة!)... لكن لماذا؟ الضباع لا تحب أن تصطاد بنفسها... لا تحب أن تتعب نفسها... لذلك تتغذى على بقايا صيد وفرائس الأسود والنمور والفهود التي تعيش حولهم... ينتظرون هؤلاء أن يصطادوا فريستهم، ثم يهاجمونهم للإستيلاء على طعامهم!!! وبالرغم من ضعف أجسادهم أمام الأسود إلا أنهم يمكنهم هزيمة الأسود وسرقة طعامهم لأنهم يهاجمون في جماعات كثيرة أمام أسود قليلة العدد... فالضباع فصيلة كلابية تلد الكثير والكثير بعكس الأسود!!! وتستمتع وتستلذ دائمًا في خطف (أبناء) أشبال الأسود وإفتراسها بالرغم من أن هذه الأشبال لن تسد جوعها أبدًا!!! ودائمًا ما تنتقم الأسود وتقتل البعض منهم... لكنها تستنكف دائمًا أن تأكل لحمها!!! ولذلك دائمًا وأبدًا السباع (الأسود) في حرب دائمة مع الضباع.... والضباع دائمًا وأبدًا تعيش على جهد وأرباح وفرائس وبركات الأسود بالسرقة والإكراه!!!

عزيزي القارئ: ألم تفطن للحكمة الكامنة وراء تلك الحرب الدائرة دائما بين السباع والضباع، الخير والشر، النور والظلمة، الصالح والطالح.... الخ!!! ليعطك الرب فهمًا في كل شيء...!

1- يؤكد الكتاب المقدس بأن المؤمنون الحقيقيون "حجارة حية" (1 بط 2: 5)... لا يخلو أبدًا بناء (كيان) ثابت: إجتماعي، ثقافي، سياسي، ديني، وطني... إلى غيره من الكيانات، إلا وكانوا حجارة تم بناء أعمدة وجدران بل وقواعد ذلك البنيان بهم... فأي بنيان أي كان يخلو من أبناء الله الحقيقيين مجرد بناء هش على رمال سائبة محتوم عليه الإنهيار سريعًا!!! والشيطان وأعوانه من الملائكة الساقطين والبشر... يعلمون تلك الحقيقة جيدًا... سواء بصورة مباشرة صريحة أو خفية إلا على البعض منهم!!!

2- يؤكد الكتاب المقدس على لسان الرب يسوع المسيح، أن أبناء الله الحقيقيين في كل جيل من حياة أي شعب في بلدان العالم المختلفة هم (مِلْحُ الأَرْضِ) "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ." (إنجيل متى 5: 13)....

نعم عزيزي القارئ... حياة الأشرار في هذه الأرض بدون أبناء الله المؤمنيين الحقيقين هي بلا طعم... بلا هدف يسعى من أجله الناس ويحققون طموحاتهم، بلا معنى يبنون به حياتهم... فالمجتمعات الأرضية من البشر التي تخلو من تواجد المؤمنين الحقيقيين المملوئين بروح الله يعيشون حياة بلا معنى وأغلبهم يقتل بعضهم البعض وينتحرون في أعداد كثيرة... فنحن الذين نعطي لحياتهم طعمًا لأننا ملح الأرض... وبدوننا سيصيرون إلى خراب وعدم وموت في كافة النواحي...

3- يؤكد الكتاب المقدس أننا المؤمنون بإسمه (رائحة المسيح الذكية)؛ "لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ للهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ.(رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 2: 15).... (رائحة معرفته): "وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ." (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 2: 14)...

نعم عزيزي القارئ: العالم لن يجد ما يشتمه في العالم من قوة تبعث في النفس الراحة والأمان والإطمئنان دون المسيحيين الحقيقيين المتواجدين فيه... لذا تجد أنهم يبحثون عنا وهم في شوق دائم ليشتموا رائحة المسيح الذكية فينا... بالرغم من أنهم رافضون لله والمسيح بصورة مزرية!!!

4- يؤكد الكتاب المقدس على لسان الرب يسوع المسيح أن المؤمنون الحقيقين من المسيحيين هم (نُورُ الْعَالَمِ ): "أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل،" (إنجيل متى 5: 14)....

نعم عزيزي القارئ: أنت نور وسط الظلام... وضعك الله كنور وسط العالم لتنيره... العالم مظلم أخلاقيًا وعلميًا وثقافيًا وسياسيًا وتربويًا... ولا يجد النور الذي يضيئه إلا عند أبناء الله... لذا تجد الأشرار دومًا يضعون بعض المؤمنين بينهم حتى تتعلم ضمائرهم الأخلاق من هؤلاء المسيحيين الحقيقيين الذين أنسكبت نعمة ومحبة الله في قلوبهم... ومن هذه المحبة تظهر الأخلاق في جميع صورها في سلوكياتهم!

5- يؤكد الكتاب المقدس أننا (المؤمنون بإسمه بالروح والحق) نمتلك مياهًا عذبة لكل عطشان في برية هذه الحياة الكئيبة: "مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ»." (إنجيل يوحنا 7: 38)... فأي عطشان للبر وللإيمان وللحق يسرع إلى أنهار المؤمنين النابعة من الروح القدس الحال والساكن فيهم ليشربوا ماءً حيًا... يُحي ما مات في نفوسهم وأجسادهم وأرواحهم!!!

6- تقول كلمة الرب عن المسيح وعن تلاميذه وأبنائه الحقيقيين الذين أرسلهم المسيح للعالم:

"رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالًا عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ، غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ. وَيَبْنُونَ الْخِرَبَ الْقَدِيمَةَ. يُقِيمُونَ الْمُوحِشَاتِ الأُوَلَ، وَيُجَدِّدُونَ الْمُدُنَ الْخَرِبَةَ، مُوحِشَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ." (إشعياء 61: 1-4)

نعم نحن أمل البشرية في هذا العالم ومرسلين من الله للعالم ليجدوا فينا نورًا لظلماتهم، وملحًا لحياتهم البائسة، ورائحة تحي نسائم حياتهم، ومياهًا حية لتروي نفوسهم وأرواحهم العطشة....

ولكن الشر الكامن في القلوب بوحي من الشيطان وملائكته من الأجناد الروحية... غالبًا ما يعلمون أن لا أمل لهم على هذه الأرض سوء بأنفاس الله المتمثله في كلماته الحية أو خلائقه البشر من المؤمنين المسيحيين الحقيقيين... ونجدهم يستغلوننا أسوء إستغلال في بناء كياناتهم مهما كان نوعها....

عزيزي القارئ... دائمًا تجد المسيحيين وخاصة المؤمنيين الحقيقيين منهم هم المسئولون المحاسبين في الوزارات المالية والبنوك والمؤسسات المختلفة بسبب تمتعهم بالأمانة والصدق... لكن من أين جاءت هذه الأمانة يا قوم... إستفيقوا!

أو تعلم عزيزي القارئ: أن أقباط مصر الحاليين هم أحفاد أمهر وأغنى أصحاب الحرف والصناعات المختلفة الذين كانوا ينتشرون في ربوع مصر والوارثين لها من أجدادهم الفراعنة....! قتل العرب ثلاث أرباع الأقباط في ذلك العهد المظلم ولكنهم أبقوا على ربع الأقباط الذين كانوا من عُرفهم كفارًا يستوجبون الإبادة...! ولكن لماذا لم يقتلوا بقية من أمهر الأقباط أحياءً... ببساطة ليبقوا هذه الحرف حية لمنفعتهم وإستغلالها أسوء إستغلال دون أن يحاولوا تعلمها قط!!!

أو لم تسمع كيف كان البربر في عصور العرب في مصر فيما بعد كيف كانوا يهجمون على الأديرة التي كانت تضم أراضي شاسعة يربون فيها الماشية ويزرعون فيها القمح... ويقتلوا بعض الرهبان لإرهابهم... وينهبون الممتلكات من الماشية والمزروعات... ويتركون البقية تربي وتزرع إلى أن يأتوا إليهم في مرة تالية.... ولم يتوقفوا قط عن فعل هذه الأمور لكن تنوعت الطرق والأساليب وتقدمت بتقدم العصور ولبست رداء أخر للتخفي!!!

فقط أنظر إلى المناطق والبلدان التي كانت منارة في القرون الأولى بنور المسيحية... وكيف أصبحت الأن بعد طرد المسيحيين منها... يعوزني الوقت إذا سردتها بأكملها... ولكنك عزيزي القارئ تأمل لماذا بقيت مصر في الشرق الأوسط مضيئة إلى الأن وسط بلدان العرب جميعهم... إنظر لليبيا وسوريا واليمن والسودان... وغيرها لتتيقن ماذا يمكن يحدث لمكان خلى من أبناء الله...!

تخيل ولو للحظة ماذا يحدث لمصر لو تم طرد (أو قتل المسيحيين وخاصة المؤمنين الأمناء منهم)... ليتيقن الجميع أن أقباط مصر هم بركة مصر في الزرع والضرع في كل ربوعها...! وبدونهم ستصبح خِربًا قديمة تمرح فيها الغربان بنعيقهم الأسود وأيضًا صلصلة حيات وثعابين في أرض تخلو من أنفاس الله الحية...

عزيزي القارئ لا تحزن "فطُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ." (إنجيل متى 5: 11)... فإذا طردت أو عيرت أو إذا تم الإفتراء عليكم بأكاذيب ملفقة في أعمالكم في الشركات والمؤسسات المختلفة الذين تعملون بها، أو في الكنائس أو الجمعيات التي تخدمون بها، أو في الطوائف الدينية المنغلقة فكريًا والمُظلمة أذهانهم وقلوبهم ولا يرحبون بعمل الروح القدس لأنه ينخص ضمائرهم الموسومة.... فأحبائي الشيطان لن يمرح خارج الكنائس بل أضمن وأفعل مكان له هو داخل الكنائس وعلى منابرها يبنون أوثان حديثة (غير حجرية) فكرية ويتعبدون لها بطرق حديثة... وهم ملحدون تمامًا... وهم يعلمون ذلك علم اليقين... وهم في ذلك غير مخدوعون... وأستطيع أن أشعر بهم في أي مكان... إذ أنا كنت ملحدًا وأعرف وأفطن جيدًا لكيف يسلك الملحدون!!! نعم لا تحزن ويكتئب قلبك عزيزي القارئ... لا ترثي حال هذه الأماكن مثل إرميا... وأنت متواجد بينهم!

أنصحك فقط بالرحيل بالإنعزال... حتى يروا بأم أعينهم أن أنتم أعمدة بنيانهم وكياناتهم وقواعدها... سيَّروا بأم أعينهم نورك الذي كان يضيء ظلمات حياتهم يرحل معك... سيَّروا بأم أعينهم الملح الذي كان يعطي لحياتهم معنى وهدف يرحل معك، سيَّروا بأم أعينهم أن المياه الحية التي كان يستقونها من كلامك المصلح بملح والتي كانت تروي عطشهم الدائم نحو كل بر، نحو كل أمانة قلب، نحو كل صدق، نحو كل عدل، نحو كل ثمارًا للمحبة التي كانت تسكن فيك، ترحل معك... كل الجدران والأعمدة والقواعد كانت تأخذ مما لك لتتثبت، سيروا بأم أعينهم أن هذه الكيانات الثقافية، والمؤسساتية، والدينية، والإقتصادية، والمالية، والصناعية، والزراعية...وغيرها تنهار لأن الحجارة الحية التي كانت تثبت هذه البنىّ رحلت معك...!

ستجد النفاق، والإختلاس، والفساد بكافة أشكاله يستشري في هذا البنيان الذي رحلت عنه... ستجد القتل الفعلي أو المعنوي، بالإفتراء والخيانة، والنميمة تجتص كل ما أمامها.... نعم سيعم الفساد الأخلاقي... لأن نورك قد رحل عنهم! وستفشل المؤسسة، وستخسر، وربما تُغلق لأن أساس الربح والبركة رحل وهو أنت!

إن كانوا أكتسبوا بصيرة لأنهم قد تعلموها منك... سيتضح لهم... كم كنت ثروتهم وهم فرطوا فيك... سيبحثون عنك... ويترجونك للرجوع... حينئذ فقط كن كمعلمك الرب يسوع المسيح الذي لم يبخل بنوره ونعمته على الأشرار... أمنح نور شمسك للجميع، فأنت ملح الأرض ونور العالم ومنك تُبنى الخرب القديمة!!!

لا تستهن بنفسك ولا مكانتك أبدًا في المسيح يسوع... تأكد أنك كم يقول الكتاب المقدس الصادق..."وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجِعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى." (سفر إشعياء 58: 12)



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة أسأل مجرب ولا تسأل طبيب (5) ---- قصة خيالية ملآنة واقع ...
- سلسلة أسأل مجرب ولا تسأل طبيب (4) ---- يقين الحكمة
- سلسلة أسأل مجرب ولا تسأل ىطبيب (3) --- فرويد في مقابل كارل ج ...
- سلسلة أسأل مجرب ولا تسأل طبيب (2)
- سلسلة أسأل مجرب ولا تسأل طبيب (1)
- إشراقة نور
- أساس الإلحاد
- إيماني الجديد! وكيف لملحد أن يكون مؤمن في ذات الوقت؟!
- في ظلال العبثية
- علوم الذهن أوالروحانيات Psychology وعلوم الجسد Physiology وع ...
- نقد تحليلي لمسار كلاً من فرويد ويونج في الطب النفسي و علوم ا ...
- شذرات وجودية!!!
- سر الشباب الدائم!!!
- حينما يكون السالب موجباً!!!
- رب الوجود والموجود
- مراحل الإلحاد الإثنى عشر!!!
- الكتب الدينية وتشويه العقل!!!
- ذكرى واجبة في يوم النصر... السادس من أكتوبر!!!
- فلسفة موت الآخر الكامنة في المسيحية!
- قضية أخلاقية أخرى خطيرة مطروحة للنقاش !!!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - ستار الغش