أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - مسافرون بلا هوية بقلم: أ/ عبد الغنى داود - دراسات في أعمال السيد حافظ (113)















المزيد.....

مسافرون بلا هوية بقلم: أ/ عبد الغنى داود - دراسات في أعمال السيد حافظ (113)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


دراسات في أعمال السيد حافظ (113)
مسافرون بلا هوية
أ/ عبد الغنى داود
بأسلوب مختلف فى السرد يمزج فيه الشعر بالبساطة وبالتداعيات الحرة لذاكرة فيضاة بالصور والأحداث فى فترة خصبة من حياة الوطن.. هى فترة السبعينات .. التى هاجر فيها كثير من المثقفين وأصحاب الرأى عن أرضهم.. حيث أُصيب البعض بالاحباط واليأس، وحيث أصيب البعض الأخر بالفصامية، وانصرف أخرون عن الكتابة وعجزوا عن مواصلة الإبداع، وأجهضت كثير من الابداعات التى لم تستكمل نموها.. يقدم الكاتب (السيد حافظ) روايته القصيرة "مسافرون بلا هوية" ورغم أنه كاتب مسرحى كبير قدم عدد وفيراً من الأعمال المسرحية.. إلا أن هذه هى روايته الأولى..

وهو يبدأ روايته– التى تتكون من سبعة فصول بتصوير أحداث 18، 19 يناير1977 وتأثيرها على مجموعة من المصريين المغتربين من العمال والمثقفين الباحثين عن فرصة عمل بالكويت، ومدى ارتباطهم بالوطن.. ويستعرض فى هذا المجتمع مواطنين عرب وغير عرب من جنسيات أخرى من خلال عين صحفى شاب هو (راوى) أحداث روايتنا.. يملك الوعى والبصيرة ومن خلاله ينبثق عالم هذه الرواية، وركز على شخصيته التى تتعذب بحساسيتها المفرطة وبالهم العام الذى يؤرقها وبالمعاناة الموجعة فى حياتها اليومية.. فيؤرقه تميز غير العرب فى بلد عربى كالكويت، وتمير البعض منهم حتى اليهود.

وتتداعى إلى مخيلته.. معاناته فى بلده – مصر – كى يحصل على الموافقة بالسفر إلى الكويت وألوان العنت والمكابدة التى لاقاها من المسئولين، وتمثل فى ذاكرته حبيبته.

والكاتب ينتقل ببراعة ما بين تداعيات الماضى القريب قبل مغاردته لوطنه.. وبين اللحظة الأنية التى يعيشها فى الكويت ومعانقته لقضايا وطنه العربى.. مجادلاً ومناقشاً مواقف أمريكا المتعسفة ضد الفلسطينيين والعرب وموقف فرنسا الذى يتغير بعد أن تسبب لجوء مناضل فلسطينى إلى أرضها فى أزمة لها مع أمريكا.. فهو فى الرواية يقدم (الأن، وهنا) وفى نفس الوقت يربط هذه الأنية بصورة الماضى وكأنها حاضر دائم تتكرر صوره وأحداثه وأشكاله.. وشخصياته، من خلال معاودة التذكر والربط بين الماضى والحاضر، وكيف غادر مصر، وآخر لقاء له بحبيبته وخشيتها ألا يعود من الهجرة ، ووصوله إلى الكويت والبحث عن مسكن رخيص يأويه.. وتتداعى ذكريات الماضى ولقاءاته المتعددة مع حبيبته وحواراته معها والعودة السريعة إلى الحاضر والواقع الأنى المرير حيث يبحث الأن عن عمل، وطرده من الفندق بعد أسبوعين عندما أفلس.. فيخرج متصعلكاً بلا ماوى إلى الشارع.. بعد أن فشل فى العمل بالصحافة، ويعمل خادماً فى بيت أحد أثرياء الكويت.. لكن الرجل يطرده بعد ليلة واحدة فقدغار منه على زوجته. فيعود إلى السوق من جديد يبحث عن عمل.. وفى لحظات شقاءه وأساه الأنى تتواصل تداعياته مع الوطن ومع حبيبته (منى) ذى الصدر الحنون فى مسيرته المريرة، وكيف أنه مُجبر الآن على العمل فى ميناء الوشيخ فتذكره تلك اللحظات المريرة باللحظات التى أدخلوه فيها السجن فى بلده وكأن رصيف الميناء سجن أخر.. وذلك بسبب إصراره على التعبير عن رأيه وفكره فى ظل ديكتاتورية خانقة.. وفى ليل ميناء الوشيخ يتذكر الليالى السعيدة على شاطئ الاسكندرية ويمكث أسبوعين على شاطئ الخليج بلا عمل يجتر ذكرياته مع مثقفى بلده.. وترفضه الصحيفة الكويتية التى يسعى للعمل فيها حيث يحاول مرة أخرى أن يطرق أبوابها.. ويلتقى فى المسكن الذى يأويه والذى يعج بالبشر من أهل بلده من كل الفئات بنماذج من عمال البناء وعمال الشحن وألوان السخرة التى يلاقونها.. حيث يواصل الربط والتعليق بين محنته ومحنة رفاقه من المصريين ومحن وأزمات الوطن التى تأتى عبر الأخبار مثل: تلفيق قضية لأبرياء بتهمة الشيوعية وقلب نظام الحكم. وفى حلظة تتصور أنه قد أصيب بالجنون ، وإزاء الحنين الجارف إلى الوطن الذى اضطر للهجرة منه يكتب رسالة إلى (النيل) يطلب منه أن يذكره إذا مات غريباً.. وفى الفصل السابع والأخير يروى بطل الرواية كيف فصلوه من عمله فى وطنه لأنه لم يتعاون مع الأجهزة الأمنية ولم يعمل جاسوساً يتجسس على رفاقه من المثقفين.. وكيف أشاروا عليه أن يعمل مدرساً فكان يأخذه الحماس ويحدث الطالبات والطلبة عن المناضلين والشهداء وأبطال الوطن فيسخر منه الطلبة والطالبات.. ويعرضه لأنه يغير ناظر المدرسة مادة التاريخ التى يدرسها إلى مادة الجغرافيا وكيف تعرض للعنت من قبل أجهزة الأمن التى تضيف عليه الخناق ، ويختم روايته بصفحة قصيرة عنوانها (فى المساء) حيث يجلس (الراوى) على شاطئ الخليج شهراً بلا عمل جائعاً ومقروراً بلا ملابس .. وفى النهاية لا يملك إلا أن يلقى برسالة فى مياه الخليج إلى الله سبحانه وتعالى قائلاً [ إلهى .. رب السموات والأرض.. لقد رسبت فى امتحان الصبر.. لا أملك الذكاء الاجتماعى.. وإننى لا أعرف أحداً هنا.. أنا جائع ووحيد.. لا تتركنى.. عبدك : أبراهيم عمار]

ونشير هنا إلى أن " السيد حافظ" قد سبق وأن تناول (تيمة) الغربة وعذابات الهجرة فى ملهاته السوداء " رحلات ابن بسبوسة فى البلاد الموكوسة" 1993، وهما نتاج تجارب عاناها الكاتب المثقف المحمل بأحلام الوحدة العربية والتضامن العربى لمواجهة الأخطار والأعداء الذين يهددونه. وهو فى هذه الرواية اختار أسلوباً (تأريخيا) دالاً وإن انجرفت تلك التأريخية إلى العمومية فى بعض الأحيان مما جعلها تنحو نحو الخطابية والمباشرة فى استعراضها للأحداث الوطنية العامة فتصبح الكلمات تعبيرات هيولية لا يمكن الإمساك بها.. ومثل استشهاده بقصيدة صلاح جاهين الحماسية (القمح مش ذى الذهب) لكنه وفق كثيراً فى استخدام وقائع وشخوص حقيقية مع تغيير طفيف فى الأسماء فبدت مصداقية السرد إلى جانب (التوثيق) وهو شكل جديد فى السرد الروائى .. خاصة عندما يمزج بهمومة الذاتيه فى بوتقة الهم العام.

ولو أن الكاتب لم يركز – فقط – على شخصية – السارد – وعلى مكنونات نفسه وما جيش فى صدره ومكابداته ولواعج نفسه – وفى المقابل أهمل بقية الشخصيات فبدت كالظلال .. باهته الألوان.. لاستطاع أن يقدم عملاً روائياً فريداً من نوعه .. لكننا فى النهاية أمام عمل مثير ومدهش.. يغنى على وجيعة هذا الوطن..

عبد الغنى داود




السيرة الذاتية – عبد الغنى داود
· مؤلف مصري من مواليد 3 ديسمبر عام 1939 في القاهرة .

· مدير عام الأرشيف القومي للفيلم ـ مركز السينما ـ وزارة الثقافة .

· من اعمالة المسرحيات :

o شجر الصفصاف. الخليفة.

o غريب فى بلبيس.

o الزفة.

o الموكب.

o الجازية الهلالية.

o اللعنة من فوق المنبر حلم الأباريق الفخارية.

o النوساني.

o تنوعات هلالية.

o أطياف الخيال.

o عزيزة.

o الغريق.

o السيل.

· النقد المسرحي : الأداء السياسي فى مسرح الستينات .. زكى طليمات

· النقد السينمائي :

o من أجنده السينما المصرية.

o مخرجو السينما فى مائة عام.

o هند رستم والطريق إلى النجومية.

o مدارس الأداء التمثيلي فى تاريخ السينما المصرية.

o القاهرة فى السينما التسجيلية.

· النقد الأدبي :

o مبدعون بلا نقاد

· ترجمات:

o مسرحية كرنفالية.

o كيبس.

o ملك الغرفة المظلمة.

o مسرح الشارع.



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاتمة وختامها مسك د. وفاء كمالو بقلم د. نجاة صادق- دراسات في ...
- أخطاء الاجيال ! - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (7)
- اشرطة الفيديو - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (6)
- دراسة عن رواية السيد حافظ نسكافيه جراءة الحداثة والمعاصرة.. ...
- نسكافيه - نص مشبع بالتجريب بقلم د. مصطفى الضبع - دراسات في أ ...
- الشعب البكاء - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (4)
- الفنان سلوك .- صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (5)
- نسكافيه وفتح جديد فى عالم الرواية بقلم : فؤاد نصر الدين - -د ...
- نسكافيه أو الذاكرة الإنسانية للسيد حافظ - بقلم: أ.د. كمال ال ...
- وغابت العصافير- صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (2)
- زمن الفوضى !!- صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (3)
- وما هي حكاية رفض مسلسل عائلة الدوغري ؟ !صفحات من أوراقي الصح ...
- العربى بعد البيان - صفحات من أوراقي الصحفية.. سبوت لايت (1)
- قهوة سادة للروائى السيد حافظ بقلم: أ.د. كمال الدين عيد -دراس ...
- نسكافيه رواية البوح والكشف والمغامرة بقلم: ا. د مصطفى رمضاني ...
- تأملات حول رواية - قهوة سادة - للروائي المصري السيد حافظ بقل ...
- رواية نسكافيه تحطم الأبواب المغلقة بقلم سعدنى السلامونى -درا ...
- محطة تلفزيونية: لايمكن عرض مسلسل بيت بو خالد والى ابي وامي م ...
- ويشيت في طريق للاخطار مسلسل هابط مضمونا وناجح شكلا -صفحات من ...
- بقعة دم على جدار التاريخ قراءة فى رواية -قهوة سادة- للكاتب - ...


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - مسافرون بلا هوية بقلم: أ/ عبد الغنى داود - دراسات في أعمال السيد حافظ (113)