أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - نسكافيه رواية البوح والكشف والمغامرة بقلم: ا. د مصطفى رمضاني - المغرب -دراسات في أعمال السيد حافظ (118)














المزيد.....

نسكافيه رواية البوح والكشف والمغامرة بقلم: ا. د مصطفى رمضاني - المغرب -دراسات في أعمال السيد حافظ (118)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


دراسات في أعمال السيد حافظ (118)

نسكافيه رواية البوح والكشف والمغامرة
ا. د مصطفى رمضاني - المغرب

بين الرواية والأتوبيوغرافيا حد رقيق : تلك تتحدث عن الآخر أو الآخرين برؤية السارد ، وهذه تتحدث عن الأنا بأنا السارد ..

وفي حالتنا يبدو السرد الأتوبيوغرافي الأكثر حضورا ، رغم أنه لا يلغي البعد السوسيوغرافي للرواية . فهو حاضر بالقوة وبالفعل . فرواية " نسكافيه " للكاتب العربي السيد حافظ ، تبدو في ظاهرها كما لو أنها أتوبيوغرافيا خالصة ، مادامت ذات السارد هي التي تشكل جوهر الحدث : فكل الأحداث تدور حول العلاقة العاطفية التي تربط البطل " وحيد سالم " بالبطلة " لمى " ، خصوصا وأن السارد يستعرض بعض الأحداث والوقائع والصفات وغيرها من القرائن اللفظية والمعنوية التي تحيلنا على جزء من حياة السيد حافظ ، في صراعه ضد نزواته الذاتية ، وضد تناقضات المجتمع ، وضد كل القوى التي حالت دون تحقيق أحلامه وطموحاته ، ومن خلالها طموحات كل الحالمين في الوطن العربي بوطن يمنحهم الدفء والاستقرار ، بعيدا عن كل ألوان المصادرات، مهما كان حجمها ونوعها ومصدرها . وهي كلها قرائن تؤشر على الطابع الواقعي للأحداث ، مما يمنحها هذا البعد السوسيوغرافي الذي هو الوجه الخفي للرواية.

لهذا تنطلق الرواية من الذات الخاصة لتمتد إلى ذات الواقع العربي المتهرئ من الخليج إلى المحيط ، قصد تعريته وإدانته بأسلوب يقطر سخرية ومرارة ، رغم أن التيمة المهيمنة على النص في ظاهرها هو الحب ؛ أو لنقل هو العشق بمختلف تجلياته المادية والروحية .

ومن مظاهر تلك السخرية ، استعانة الكاتب بمبدأ المفارقات بغية تعرية مواطن الخلل ، انطلاقا من استحضار واقع الحال ومقارنته بمنطق الحقيقة ، أو لنقل خلق تعارض بين الواقع والحقيقة .ولإبراز هذه الخاصية ، لجأ الكاتب إلى تقنية الهوامش والحواشي ضمن الخطاب السردي . ومن المعروف أن الهوامش والحواشي تثبت عادة بصفتها إضافات خارج المتن للتعليق أو التصحيح أو نحو ذلك مما يشكل نصا موازيا أو عتبة نصية ميتاسردية . ولكن السيد حافظ وظفها باعتبارها تكملة لأسلوب السرد ضمن خطاب السارد الأساسي. وهي نوعان هنا: نوع سماه المؤلف" تنهيدة" . أما النوع الثاني فأطلق عليه اسم : "همسة ". وهما معا بمثابة عتبات داخلية تكسر تواتر السرد وتنامي الأحداث ، لتصير مستوى آخر من التعبير النقدي المباشر ، يبدو وكأنه ليست له علاقة مباشرة بالتيمة الأساس ، ولكنه في العمق يغنيها فنيا وفكريا.

فهذه العتبات تشكل نصوصا موازية غير سردية ، لأنها توظف أسلوب النقد أو التأريخ أو الشهادة ، أو نحو ذلك مما يندرج ضمن الكتابة العابرة للنصوص . وهي عملية مقصودة لاستحضار بعض القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية التي يعالجها المؤلف بموازاة مع التيمة الأساس ، ليقدم موقفه النقدي باعتبارها قضايا تهم أي مواطن في الوطن العربي الكبير. فهي تقنية ميتا سردية كما قلنا يوظفها السيد حافظ لتأكيد مبدأ المفارقة حتى يبرز ما وقع تاريخيا وما يقع اليوم، أو يقدم صورة لما هو كائن وما ينبغي أن يكون ...وبذلك يربط السوسيوغرافي بالبيوغرافي من منطلق التعرية والإدانة . وكأنه يذكّرنا بأن الذات المتمردة التي يتحدث عنها ، إنما هي جزء فقط من ذوات أخرى في الوطن العربي ، عانت أو تعاني نفس المرارة والمعاناة التي يعانيها البطل ولكن بمستوى آخر ومن زاوية أخرى .

والحق أن هذا الأسلوب طريف في الإبداعات السردية العربية ، ويميز هذا العمل السردي ويرشحه ليكون عملا تجريبيا على مستوى الخطاب الفني . والواضح أن السيد حافظ يستفيد من تراكم تجربته الإبداعية في مجال الكتابة المسرحية . وهو أحد فرسان المسرح العربي كما نعلم . لذلك نجده هنا ينزاح عن النمط السردي المألوف الذي يعتمد توالي الأحداث ، وصرامة ضبط عملية مستويات السرد ورؤاها ، ويستعين بما سميناه بتقية الميتا نصية لخدمة موقفه الفكري والجمالي عبر "التنهيدات والهمسات " .

وإذا كان هذا هو الوجه الأول الذي يؤكد جرأة هذه الرواية من الناحية الموضوعية والفنية ، فإن الوجه الآخر لتك الجرأة يتمثل في جعل الذات الساردة ـ التي هي ذات المؤلف على الأرجح ـ هي مادة السرد وقضيته الأولى : منها يبدأ وإليها ينتهي. وهي جرأة غير مألوفة في الكشف عن الخفي والخاص ، بل والحميم أيضا في تلك الذات وعلاقتها بالآخر ، انطلاقا من طابو العشق الذي يمارس خفية وعلانية بكل تفاصيله الصادمة أحيانا .

لهذا ، فبقدر ما تبدو الرواية سيرة ذاتية لعاشق كرس جزءا من حياته للحب ، تبدو رواية كشف وتعرية وبوح... بوح ذات تصارع من أجل تفجير نزواتها الصغرى والكبرى ، والكشف عن مشاعرها البسيطة والمركبة التي تتوارى عادة وراء قناع التابوهات ... إنها ببساطة رواية البوح والكشف والمغامرة ...



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات حول رواية - قهوة سادة - للروائي المصري السيد حافظ بقل ...
- رواية نسكافيه تحطم الأبواب المغلقة بقلم سعدنى السلامونى -درا ...
- محطة تلفزيونية: لايمكن عرض مسلسل بيت بو خالد والى ابي وامي م ...
- ويشيت في طريق للاخطار مسلسل هابط مضمونا وناجح شكلا -صفحات من ...
- بقعة دم على جدار التاريخ قراءة فى رواية -قهوة سادة- للكاتب - ...
- قهوة سادة - ولا عزاء للكبار بقلم معتز العجمى- دراسات في أعما ...
- مسرح علي عقله عرسان ونقد بن ذريل -صفحات من أوراقي الصحفية.. ...
- منصور المنصور - يعزل السوق - مع خالد عبد اللطيف على مسرح الم ...
- حين تجلس علي طاولة المتعة الثقافية تقرأ رواية قهوة سادة رؤية ...
- قهوة سادة رواية أدبية حديثة للسيد حافظ بقلم: أمين بكير - درا ...
- المخرج الاذاعي حامد حنفي الدراما هي التي تعيش في اعماق الناس ...
- القطاع الخاص يطلب من الفنان التنازل -صفحات من أوراقي الصحفية ...
- نظرة عابرة في بنية رواية - قهوة سادة - الجزء الأول (حكاية سه ...
- قهوة سادة- .. فسيفساء روائية للسيد حافظ بقلم: أحمد فضل شبلول ...
- حكاية الفلاح عبد المطيع ممنوع ان تبكي .. ممنوع أن تضحك - -صف ...
- - سيمفونية الحب - - -صفحات من أوراقي الصحفية.. حصاد (24)
- تحويجة رواية - كابتشينو - للمبدع السيد حافظ بقلم فهمي إبراهي ...
- كابتشينو والتمرد على نمطية السرد بقلم: د أحمد محمود المصري- ...
- تناسخ الأوطان بين روح شمس والتاريخ حينما يكتبه الشرفاء قراءة ...
- مدخل إلى رواية (كابيتشيو) للسيد حافظ الاسكندرية – كمال العيا ...


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - نسكافيه رواية البوح والكشف والمغامرة بقلم: ا. د مصطفى رمضاني - المغرب -دراسات في أعمال السيد حافظ (118)