أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - قهوة سادة - ولا عزاء للكبار بقلم معتز العجمى- دراسات في أعمال السيد حافظ (123)














المزيد.....

قهوة سادة - ولا عزاء للكبار بقلم معتز العجمى- دراسات في أعمال السيد حافظ (123)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7514 - 2023 / 2 / 6 - 06:49
المحور: الادب والفن
    


دراسات في أعمال السيد حافظ (123)

" قهوة سادة " ولا عزاء للكبار
معتز العجمى

ربما إذا حاولت سؤال أحد كتاب الرواية ، لماذا تكتب الرواية؟ ، يخبرك بأن الكتابة للهروب من الواقع ، و رغبة ملحة لديه تدفعه للانغماس فى عالمه الذاتى فيخرج من جوفه بطلا مهزوما تقف أمامه حائراً وتغلق روايته بعد أن تفرغ من قراءتها . بالكاد. دون ان يصيبك إحساس بالاهتزاز النفسى أو العقلى. وربما يجيبك آخر بأن الرواية لديه محاولة لريصد الواقع ومشكلاته ، وكأن الواقع أزمة دون أن يكون حياة . فى المقام الأول . والأزمة فى الغالب هى أزمة كاتبها أو مجتمع كاتبها دون أن تشمل رؤية عامة يحس بها كل قارئ على غررا روايات الأدب العالمى ، إذ حين تقرأ "دون كيشوت" تتماس روحك مع روح بطلها وتحس أن بداخلك هذا الإنسان الذى يطمح الى تحقيق حلمه يوماً وراء يوم ، ومحاولة إثر محاولة.

لكن السيد حافظ فى روايته الثالثة "قهوة سادة" التى تأتى بعد محصول مسرحى ودرامى وفير ، تجيب على السؤال السابق "لماذا تكتب الرواية"؟ بإباع ورؤية جديدة ، أعتقد أن قارئ الرواية سيستبطن هذه الاجابة وهى : أكتب للمواجهة: لا مواجهة الواقع فحسب بقدر ما هى مواجهة للماضى وسؤال للمستقبل تتأرجح فيه أزمة الحاضر المعيش صعودا وهبوطا لتمنحنا أبطالا فى "قهوة سادة" ارتشفوا مرارة هذه الحياة لا بأفعالهم ، ولكن بأقدراهم المساقة إليهم بفعل أجدادهم وتاريخهم. إن رواية لاسيد حافظ هى صدمة للقارئ وليست قرص إسبرين أو مسكناً لتغييب وعى القارئ. يقول إنه يكتب رواية المعرفة ، وأقول له إنك تكتب رواية الوعى الجديد الذى يتخلق فى رحم أبطالك وشخصياتك ومعلوماتك التاريخية التى ترسدها عبر أحداث هذه الرواية.

ربما حقا قد يتشابه السيد حافظ م آخرين فى هجومهم الضارى على الشخصية العربية وبالأخص الشخصية المصرية التى ربما يحاول طوال الوقت أن يستشهد من التاريخ بسطور كاشفة عن هذه العقلية والسيكولوجية ، ربما قاصداً بذلك أن نفكر ونتأمل ونعيد صياغة أنفسنا من جديد . لا ليهاجم من أجل الهجوم كما يفعل أكثرنا ، ففى الصدة أنتماء ووطنية حقه تمنحنا إحساساً بإبداع جديد.

لقد استطاع السيد حافظ أن يكسر داخل نفوسنا أصناماً تشكلت حول شخصيات تزداد نفوسنا يوماً وراء يوم انكسارا لها : فأ،ظر ماذا كتب عن العقاد فى روايته ص 47 : " كتب العقاد عبقرية محد وأبو بكر وعمر الفاروق وفى الوقت نفسه قالوا إشاعة أنه له يوماً فى الأسبوع يرافق غانية ليسد حاجاته البيولوجية.. " صدمات يقذفها حافظ بقلمه فى صدورنا ليكسر هذه الاصنام التى طالما تسببت فى جمود وتخلف الفكر العربى ن يواجه شعبه بحقيقة " إن مصر مصران – مصر أدباء الحكومة الذين يطلبون لهم فى كل مكان ، ومصر أدباء الشعب.. والشعب لا يعرف لهم عنوان ولا يعرفهم" ص47.

السيد حافظ فى روايته يشرب القهوة السادة على أرواح المصريين الذين بقوا فى الأسر ضحية كذب وزيف تراثهم . لكنهم المسئولون بعدم قراءاتهم : فنحن على حد قول السيد حافظ "أمة لا تقرأ" فالحقيقة مقيدة مذكورة يعرفها من يطالعها فى مصادرها: " وقال أبو الحسن على بن الحسين على السعودى(فى كتاب مروج الذهب و معادن الجوهر تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، مطبعة السعادة 1948 ، ج2 ، ص 62) فى أهل مصر مكر ورياء وخبث ودهاء وخديعة وفى أهلها صخب ، وطاعتهم رهب ، وسلاحهم شغب ، وحروبهم حرب(أى سلب ونهب) وهى لمن ومع من غلب" الرواية ص 39.

وهذا النموذج من نماجذ عديدة يوردها المؤلف فى روايته موثقة ليست إمعانا فى التوثيق أو التأكيد على صحة مصادرة لنصدقه ، ولكنى أعتقد أنها رغبة القطب الذى يعطى مريديه إشارات علها تكون هادية فيقف القارئ ليقرأ ويتأمل وينتج كما فعل السيد حافظ فى روايته "قهوة سادة" التى يقسمها الى جزأين أو بالأحرى الى روحين فى عالمين: العالم الأول (الجزء الأول) عالم قريب منا مادياً نعيشه ونعرف قسماته وملامحه . والعالم الثانى(الجزء الثانى) عالم قريب منا معنوياً يدغدغ أحلامنا . والبطلة – فى العالمين – التى تتناسخ عبر ر وحين هى سهر فى العالم الأول . ونفر فى العالم الثانى فالأولى عشقها أهل الجبل أو الضيعة(القرية). والثانية معشوقة أهل طيبة (عاصمة مصر القديمة) وفى إطار من الحب والعشق تمضى بنا أ؛داث الرواية فى توازيات فكاظم معلم سهر . هو باكا معلم نفر. وعبد الناصر فى الجزء الأول ربما هو إخناتون فى الجزء الثانى فكلاهما مقتول بفعل خيانة ومؤامرة علم الأول بوحدة الأوطان . والثانى كان حلمه وحدة الأديان ، والناس لا تريد إلا الفرقة والتمزق فما كان إلا الموت جزأ للبطلين اللذين حاولا التمرد. وبين هذه الشخصيات جميعا يقف فتحى خليل رضوان حبيب سهر بعد خمس عشرة سنة . رواية " قهوة سادة " رواية فى رأي للشباب الذين يتشكل وعيهم وربما تكون لديهم المرونة فى تغيير المصير ، لا الى هؤلاء الكبار الذين جمدوا عن الحياة وارتضوا نمطاً واحداً فحسب.



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح علي عقله عرسان ونقد بن ذريل -صفحات من أوراقي الصحفية.. ...
- منصور المنصور - يعزل السوق - مع خالد عبد اللطيف على مسرح الم ...
- حين تجلس علي طاولة المتعة الثقافية تقرأ رواية قهوة سادة رؤية ...
- قهوة سادة رواية أدبية حديثة للسيد حافظ بقلم: أمين بكير - درا ...
- المخرج الاذاعي حامد حنفي الدراما هي التي تعيش في اعماق الناس ...
- القطاع الخاص يطلب من الفنان التنازل -صفحات من أوراقي الصحفية ...
- نظرة عابرة في بنية رواية - قهوة سادة - الجزء الأول (حكاية سه ...
- قهوة سادة- .. فسيفساء روائية للسيد حافظ بقلم: أحمد فضل شبلول ...
- حكاية الفلاح عبد المطيع ممنوع ان تبكي .. ممنوع أن تضحك - -صف ...
- - سيمفونية الحب - - -صفحات من أوراقي الصحفية.. حصاد (24)
- تحويجة رواية - كابتشينو - للمبدع السيد حافظ بقلم فهمي إبراهي ...
- كابتشينو والتمرد على نمطية السرد بقلم: د أحمد محمود المصري- ...
- تناسخ الأوطان بين روح شمس والتاريخ حينما يكتبه الشرفاء قراءة ...
- مدخل إلى رواية (كابيتشيو) للسيد حافظ الاسكندرية – كمال العيا ...
- الفنان رضا علي حسين ليست هناك ازمة نص انها ازمة مفتعلة -صفحا ...
- هل ينقذ المسرح الجامعي والهواة موسمنا المسرحي من السقوط ؟-صف ...
- رؤية لرواية -ليالي دبي .. شاي بالياسمين- للمبدع السيد حافظ ب ...
- ليالي دبي شاي أخضر رؤية للوطن عبر تغريبة ابن حافظ في بلاد ال ...
- بعض خريجي المعهد لم يقدموا اي شئ بعد تخرجهم واكتفوا بمكاتبهم ...
- مسرحية قصيرة جدا .. جدا نعم .. لا -صفحات من أوراقي الصحفية.. ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - قهوة سادة - ولا عزاء للكبار بقلم معتز العجمى- دراسات في أعمال السيد حافظ (123)